النموذج المطوّر للتعاون المثمر بين «روج» و«إم بي آند إف»

مجموعة أحمد يوسف بهبهاني تطلق «ميوزيك ماشين»

تصغير
تكبير
أطلقت مجموعة أحمد يوسف بهبهاني «ميوزيك ماشين»، وهي نموذج مطوّر من الصناديق الموسيقية، اذ تشكل ثمرة التعاون بين «روج» و«ام بي آند اف».

ويبدو منتج «ميوزيك ماشين» شكلاً ولحناً وكأنه قادم من عالم آخر، ورغم احتفاظه بكل الخصائص والمكوّنات التقليدية التي تميِّز الصناديق الموسيقية الأفضل على الاطلاق، فانه يستعرض تصميماً وتكويناً غير تقليديين بالمرّة.

ورغم التميُّز غير المسبوق الذي يتمتّع به هذا المنتج، فانه يمثّل نتيجة طبيعية للتعاون المثمر الذي جمع بين كلٍ من «روج» و«ام بي آند اف»؛ فدار «روج» هي رائدة عالمية كبيرة في تصنيع الصناديق الموسيقية الراقية وتستأثر بما يقرب من 150 عاماً من الخبرات العميقة، ودار «ام بي آند اف» عبارة عن مختبر فني وهندسي فريد حائز على الجوائز يشتهر بانتاج آلات قياس الزمن بتصاميم ثلاثية الأبعاد مبتكرة.

وبفضل المروحتين الدافعتين والأسطوانتين الفضيّتين المثبتتين على وحدة الهبوط الرشيقة التي تنتهي بذراعي الاسناد الأملستين، تبدو «ميوزيك ماشين» الموسيقية أشبه بسفينة فضائية تهبط من مجرّة متناهية البُعد في الفضاء.

وكل أسطوانة من أسطوانتي «ميوزيك ماشين» تعزف ثلاثة ألحان قام باختيارها شخصياً مؤسس «ام بي آند اف» ومديرها الابداعي ماكسيميليان بوسير.

وعن المنتج الجديد يقول بوسير: «شأن تفكير الكثير من الأطفال، كان انقاذ العالم مهمتي التي شغلت كل وقتي حينما كنت صغيراً، ومن أجل ميوزيك ماشين تعمّقت في أحلام طفولتي وخيالاتها المستوحاة من الأبطال المشاهير، مثل لوك سكاي ووكر، والكابتن جيمس ت. كيرك».

وخلال انتاج «ميوزيك ماشين»، واجهت «روج» تحدياً كبيراً تمثّل في ضرورة الالتزام بطابع التماثل الميكانيكي المميّز لتصميم «ام بي آند اف»، ما حتّم عليها مخالفة بعض التقاليد المتبعة في تصنيع الصناديق الموسيقية. وتشتمل «ميوزيك ماشين» في واقع الأمر على حركتين مستقلتين، كلٌ منهما تتألّف من: مروحة تعبئة دوّارة، ومخزن للزنبرك الرئيسي، وأسطوانة أفقية مزوّدة بابَر تصدر ثلاثة ألحان، ومشط رأسي بسنون مضبوطة يدوياً بدقة تامة بما يتناغم مع كل لحن.

وعند عزف الموسيقى، يتم التحكّم في سرعة دوران الأسطوانة من خلال منظّم هواء يتخذ شكل مروحة دائرية تستقر خارج كل مخزن من مخزني الزنبركين الرئيسيين المصممين على شكل مكبسي محرك والمستقرين أسفل مروحتين دوّارتين.

ويقتصر اصدار «ميوزيك ماشين» المحدود على 66 نسخة: 33 منها بيضاء، و33 أخرى سوداء (وهذه النُسخ السوداء تستهدف عاشقي «الجانب المظلم» في أفلام حرب النجوم).

وتصدر الصناديق الموسيقية ألحاناً جميلةً بفضل وجود أسنان مضبوطة بدقة على مشط فولاذي تنقر عليها ابَر مثبّتة على أسطوانة دوّارة. والآليات التي تتولّى تحريك الصناديق الموسيقية تشترك في الكثير من السمات التقنية والجمالية مع الحركات التي تنبض في قلب الساعات: من حيث نقل الطاقة من الزنبرك اللفائفي عبر مُسَلْسَلة تروس، كما تخضع سرعة عملية تزويد المؤشرات بالطاقة المحرِّكة لها الى تنظيم متقن. ومكونات الصناديق الموسيقية الراقية تنعم بعمليات زخرفة وصقل دقيقة تكاد تضاهي زخارف وملمس حركات الساعات الراقية.

ابتكرت «روج» آلة «ميوزيك ماشين» مستندةً الى تصميم متخيَّل لسفينة فضاء مستقبلية من تصميم «ام بي آند اف» الذي يُعد مؤسسها ماكسيميليان بوسير من أشد المعجبين بكل أفلام ومسلسلات الخيال العلمي العظيمة. وبالتعاون مع شِن وانغ، وهو خريج قسم التصميم بجامعة الفنون والتصميم في لوزان، طوّرت «ام بي آند اف» مفهوماً مبتكراً يتضمّن بمهارة كل السمات الأساسية للصناديق الموسيقية: من حيث الأمشاط المضبوطة موسيقياً، والأسطوانات المسننة، وآليات التعبئة، وخزانات الزنبرك الرئيسي، والمنظِّمات، والعلبة المصممة بحيث تزيد من جهارة الألحان، ومع ذلك كله حرص مبتكروها على اخراجها بتصميم يجعلها تشبه سفينة فضاء انسيابية فرط صوتية (تتجاوز خمسة أضعاف سرعة الصوت).

عزف ألحان موسيقية أصيلة... ميكانيكياً

بمجرد أن استقرت «ام بي آند اف» على الألحان المختارة، حان دور «روج» لتنفيذ الفكرة لعزف هذه الألحان ميكانيكياً، وهو التحدي الذي اجتازته بنجاح لافت؛ فبدايةً درس أحد موسيقيي «روج» المعزوفات الموسيقية ثم حدد أكثر المقاطع شهرةً فيها، ثم استقر على كيفية اعادة انتاج هذه المقاطع من خلال الصندوق الموسيقي، آخذاً في الاعتبار ضرورة أن تصدر احدى الأسطوانتين ثلاثة ألحان من موسيقى الروك، وأن تصدر الأسطوانة الأخرى ثلاثة ألحان أخرى مستوحاة من عالم الخيال العلمي، وأن تنقر ابَر كل أسطوانة على مشط من 72 نغمة موسيقية.

وفي اطار تنفيذ مجموعتي الألحان الموسيقية هاتين، والتي تتراوح مدة عزفها من 25 الى 45 ثانية، فان كثرة النغمات الموسيقية على هذا النحو (بعضها يُستخدم في الألحان الثلاثة، والبعض الآخر لا يُستخدم الا في لحن وحيد) تمثّل انجازاً تقنياً وفنياً كبيراً تفوّقت من خلاله عقلية الموسيقار ومشاعره على أي جهاز كمبيوتر.

وتومض الأسطوانتان المصقولتان يدوياً بمهارة عالية، وتبدوان وكأنهما مفاعلان عظيمان وتستقران أعلى الهيكل الأساسي لـ«ميوزيك ماشين». وتحتوي الأسطوانتان بصفة أساسية على «سجلات» الألحان، مع ما يصل الى 1400 ابرة تم تثبيتها بدقة متناهية لتقوم بالنقر على أسنان المشط مع دوران الأسطوانة. ويقوم موسيقار «روج» بتحديد موضع كل ابرة من هذه الابَر بدقة متناهية. ويتم حف هذه الابَر ثم صقلها لضمان تماثل طولها. وأخيراً، يتم استعمال مادة صمغية حارة ذات مواصفات خاصة داخل الأسطوانة، والتي عند تقسيتها تثبِّت الابَر بقوة لتعزيز جهارة الصوت.

وبمجرد أن يتم عزف أحد الألحان، تتحرّك الأسطوانة قليلاً على طول محورها الطويل، وتغيير الوضع على هذا النحو يجعل الابَر اليمينية بمحاذاة السن الأيمن تحضيراً لعزف اللحن التالي. ويستمر كل لحن لمدة 35 ثانية في المتوسط، بما يعادل الزمن الذي تستغرقه الأسطوانة في اكمال دورة كاملة. وتتصل الأسطوانتان عبر مُسَلْسَلة تروس تظهر بحجرة المحرّك الخلفية في «ميوزيك ماشين».

وكل جانب من جوانب دعامتي التعبئة (المصممتين على شكل مروحتين) عبارة عن ألواح دائرية رأسية مميّزة. ورغم مظهرهما الذي يجعلهما أشبه بطبقي رادار يساعدان على توجيه أجهزة توليد مجال القوة أو المجال النجمي لصد توربيدات البروتون العدائية، فانهما في واقع الأمر عبارة عن منظّمين لسرعة الأسطوانة. وتميل وحدتا الزنبرك الرئيسيتان، حال تعبئتهما بالكامل، الى تدوير الأسطوانتين بسرعة أكبر منها حال قرب نفاد تعبئتهما. لذلك، فان المروحتين الدائريتين لمنظّميّ الهواء تولّدان مقاومة تزيد شدتها كلما دارت الأسطوانة بشكل أسرع، بما يساعد على تحقيق ثبات الدوران (فكرتها قريبة الى حد كبير من فكرة المنظّمات المستعملة في العديد من الساعات الدقّاقة).

ويسهم هيكل «ميوزيك ماشين» الرشيق، المصنوع من خشب الجوز بطلاء أبيض أو أسود، على زيادة جهارة الصوت الذي يصدر عن صفيحة التذبذب النحاسية المستقرة في الجزء المركزي من العلبة. وهذه الصفيحة تعمل أيضاً على توصيل الذبذبات عبر السنادتين الجانبيتين وعارضتي الهبوط - بالاستعانة بالألمنيوم الأنودي المسفوع (ألمنيوم أنودي أسود غير لامع للنسخة السوداء) - ما ينقل الذبذبات الى منصة الهبوط في «ميوزيك ماشين». وهذا الهيكل خشب ليس فقط يساعد على زيادة جهارة الألحان، ولكن أيضاً يستعرض الاطلالة الجمالية الساحرة التي تميِّز سفن الفضاء.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي