مثلث النجاح

يمكن لنا ان نضع الكثير من التصورات لمراحل مقبلة، ولكن القليل هو من يسير وفقا لهذه التصورات ببساطة لان الكثيرين لا يملكون العزيمة للسير في المخطط الذي رسموه لانفسهم هذه هي كلمة السر العزيمة، او الارادة الرغبة أو الطموح معانٍ مترادفة توصل بتوفيق الله تعالى إلى شيء واحد الا وهو الانجاز، تلك الامنية التي يحلم بها الكثيرون اثناء النوم او حتى في وقت اليقظة، احلام وردية في العادة سرعان ما تتبخر عند الاصطدام بالواقع، واكتشاف ان الطريق الطويل لم يبدأ به المسير إلى اللحظة لتتحول الحياة من مجرد معبر إلى ساحة لجميع انواع الاحباط، لا لشيء إلا لان الكسل في بذل الاسباب كان اساسا في تلك الحياة وليس مجرد ديكور او غرفة يمكن للانسان تجنبها، بل هي اساس إن تهدّم تهدمت الحياة معه ثقافة الاحباط التي تغذيها عوامل خارجية من مجموعة من الاشخاص التافهين الذين لا هم لهم سوى الاكل والشرب والانتقاد السلبي، وتغذيها أيضا النفس الأمارة بالسوء والدنيا والهوى والشيطان الذين يقلبون الحق باطلا والباطل حقا ليعيش من يسير في ركبهم بمعان معكوسة تقلب حياته ايضا رأسا على عقب لتحولها إلى حياة معكوسة.

حل هذه المعضلة بسيط جدا... يمكن تلخيصه في ثلاثة امور التوكل والعزيمة والتنفيذ اما التوكل فهو الاستعانة بالله تعالى مع بذل الاسباب الموصولة، فليس التوكل قولا باللسان فقط وانما صدق في القلب يتبعه عمل خالص متقن يعتمد على جميع الوسائل المباحة في التصور والانجاز والاستفادة من ذلك الانجاز في تحقيق انجاز اخر تعضده العزيمة والاصرار في مواصلة المسير، فليس الامر مقتصرا على العمل الموقت لبضعة ايام من العزيمة ثم يتبعها أشهر من الاجازات والفتور وفي النهاية العمل الجاد وتنفيذ المخطط المرسوم وفقا لذلك التصور هذه هي معادلة النجاح الثلاثية وان شئت فسمها مثلث النجاح.

لا يمكن بأي حال من الاحوال ان تخرج من اطار هذا المثلث بعد تنفيذه بلا انجاز هذه هي الحقيقة والواقع، فمن يتوكل على الله فهو حسبه ومن كان الله حسبه فلا يضام فضلا عن ان يفشل، او يصاب بداء الاحباط ومن عزم ونفذ فليبشر من وراء ذلك بالمردود، فالدنيا ساحة معركة لا تمطر ذهبا ولا فضة ومن سار في ركبها متكاسلا فلا يأسفن ان فاته القطار ومن ارادها دون كد وعمل فقد تمنى المحال.



[email protected]

@banwan16