النجيفي: زيارتي لسليماني حقناً للدماء العراقيين ولإعادة بناء الثقة مع إيران

تصغير
تكبير
| بغداد - من حيدر الحاج |
بعد موجة الانتقادات اللاذعة التي وجهت إليه بسبب تقديمه واجب العزاء بوفاة والدة قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني، أكد رئيس البرلمان العراقي أسامة النجيفي، إن مشاركته في تأدية مراسم التأبين تلك، جاءت «حقناً لدماء العراقيين» و «لإعادة بناء الثقة» مع جارة بلاده الشرقية المُتهمة بدعم مليشيات مسلحة وإرباك المشهد الداخلي.
وأوضح النجيفي في مؤتمر صحافي عقده ظهر أمس، في مقر مجلس النواب في بغداد، إن زيارته لمجلس عزاء والدة سليماني «جاء بعد الاتفاق مع أعضاء الوفد، وهو جزء من التقاليد العربية والإسلامية»، مؤكدا إن «الغاية منها كانت رغبة في حقن دماء الشعب العراقي، وليس الاستخفاف به كما يدعي البعض».
وعشية انتهاء زيارته لإيران التي استمرت ثلاثة أيام، صوبت انتقادات لاذعة نحو النجيفي بعد مشاركته في مراسم التأبين تلك، ومن منتقديه أعضاء وساسة بارزون في كتلة «متحدون» التي يتزعمها هو شخصيا، وكذلك حلفاؤه السابقون في قائمة «العراقية» بزعامة إياد علاوي.
وفي معرض دفاعه عن نفسه، قال: «أثناء تواجدنا في إيران حصلت فاتحة لوالدة سليماني وتمّ التداول بين أعضاء الوفد في شأن زيارة العزاء، ورأينا إن من مصلحة البلدين أن نقوم بالزيارة لإعادة بناء الثقة بين البلدين». وأضاف، إن «حضور مراسم العزاء يتطابق مع التقاليد العربية والإسلامية، وذهبنا لحقن دماء العراقيين، وهذا الأمر مهم جدا وجرى لقاء تفصيلي هناك بحثنا فيه مع القادة الإيرانيين التعاون على إيقاف عملية القتل في العراق».
كبير المشرعين العراقيين، استغرب من منتقدي زيارة العزاء، قائلاً: «جرت العادة أن تزور الوفود العراقية الذاهبة إلى البلدان الأخرى مجالس العزاء، ومنها من زار مجالس عزاء في السعودية وغيرها».
كم الانتقادات الهائل التي وجهت ضد النجيفي، نابعة على ما يبدو من معارضة الُسُنة العرب في العراق، للنفوذ الإيراني في بلادهم، حتى أن الكثير منهم وجهوا أصابع الاتهام إلى سليماني تحديدا ولأكثر من مرة اتهموه فيها بالتحكم بالأطراف الحاكمة، ودعم ميليشيات طائفية.
وعن زيارته لتركيا التي سبقت زيارة إيران، قال النجيفي إنها «كانت لإعادة العلاقة التي أصابها الفتور والتشنج خلال الأشهر الماضية، حيث تم بحث عدد من الأمور التي تهم الطرفين والاتفاق على تبادل الزيارات في شكل مستمر»، كاشفا عن زيارات مرتقبة لرئيس مجلس الأمة التركي ووزير خارجية أنقرة لبغداد قريبا. وأضاف: «سنسعى خلال الفترة المقبلة إلى توطيد العلاقات مع دول الجوار والمنطقة كالسعودية وقطر والإمارات والأردن من اجل خلق بيئة مناسبة للتفاهم ومعالجة المشاكل وإعادة التوازن للمنطقة»، لافتا «لمسنا أن هناك نزاعاً طائفياً بدأ يقوى في المنطقة، وهناك محاولات لجعل العراق الساحة الأمثل لتلك الصراعات الطائفية».
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي