روحاني «مندفع» نحو تجديد العلاقات بين إيران والغرب

تصغير
تكبير
| لندن - من إلياس نصرالله |
تناقلت وسائل الإعلام البريطانية، أمس، تقارير عن أن الحكومة البريطانية فوجئت بتغريدة للرئيس الإيراني حسن روحاني يعلن فيها أنه استجاب «في شكل إيجابي لطلب من المملكة المتحدة للقاء وزير خارجيتها ويليام هيغ على هامش انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة»، وسبب المفاجأة أن الحكومة البريطانية لم تطلب مثل هذا اللقاء، بل ان هيغ طلب فقط لقاء وزير خارجية إيران محمد جواد ظريف على هامش اجتماعات الجمعية العمومية، ما يعكس اندفاع الحكومة الإيرانية الجديدة نحو فتح صفحة جديدة في العلاقات مع بريطانيا وبقية الدول الغربية، ما سينعكس حتماً على العلاقات بين إيران ودول الخليج العربية.
ويُشيع صعود روحاني إلى الحكم في إيران والطريقة التي يتصرف بها مع طاقم الوزراء والمسؤولين المحيطين به شعوراً بالتفاؤل في الدول الغربية، خصوصا في بريطانيا التي تشعر بنوع من «الارتياح» للتعامل مع روحاني كونه حاصلاً على ثقافة بريطانية وخريج المعاهد الجامعية في مدينة غلاسغو الاسكوتلاندية.
وتعليقاً على ما جاء في تغريدة روحاني، قال ناطق باسم وزارة الخارجية البريطانية «سنكون سعداء بهذا اللقاء، لكننا لم نتسلم أي شيء رسمي من طهران حوله». ووفقاً للمحللين السياسيين، فمن شأن لقاء هيغ - روحاني أو ظريف أن يُسفر عن «تجديد العلاقات» الديبلوماسية المقطوعة بين البلدين.
وكانت بريطانيا أغلقت سفارتها في طهران في نوفمبر 2011 أثر هجوم محتجين على مبنى السفارة وتصاعدت لهجة التخاطب حدة في البيانات بين الطرفين على خلفية الموقف البريطاني من البرنامج النووي الإيراني، غير أن صعود روحاني إلى الحكم بدلاً من الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد، حمل معه «رياح تغيير» في السياسة الخارجية الإيرانية، على نحو من شأنه تحسين العلاقات الديبلوماسية وإعادتها إلى ما كانت عليه ليس فقط مع بريطانيا، بل مع باقي الدول الغربية وفي مقدمتها الولايات المتحدة والدول المتحالفة معها.
ويرى محللون سياسيون آخرون أن الحكومة البريطانية استشعرت حصول تغيير في الموقف الأميركي من إيران من خلال متابعة لندن عن قرب للمفاوضات الروسية - الأميركية حول الأزمة السورية، خصوصا اللقاء الذي جرى على هامش قمة الدول العشرين في سان بطرسبورغ بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأميركي باراك أوباما وما تلاه من مفاوضات مباشرة بين وزيري خارجية البلدين الروسي سيرغي لافروف والأميركي جون كيري في جنيف حول الأزمة السورية. فذوبان الجليد في العلاقات الأميركية - الإيرانية حفّز البريطانيين للإسراع في فتح صفحة جديدة في العلاقات مع طهران.
اذ من غير المعقول أن يَترك البريطانيون الولايات المتحدة لتحسِّن علاقاتها مع إيران، فيما هم يتفرجون عن بعد. وإن دلّ هذا على شيء فهو يدل على الدينامكية العالية التي تتمتع بها الديبلوماسية البريطانية وقدرتها على المناورة السريعة في أحلك الأوقات. وتوسعت وسائل الإعلام البريطانية في اليومين الأخيرين في الحديث عن التقارب الحاصل بين الولايات المتحدة وإيران، لإعطاء مبرر للتقارب الحاصل بين لندن وطهران، بعد فترة طويلة من الهجوم على إيران والسياسة الإيرانية من جانب المسؤولين البريطانيين ووسائل الإعلام البريطانية.
وأثار إعلان أوباما الأحد فجأة عن تبادل الرسائل مع روحاني موجة تفاؤل واسعة، حيث يجري الحديث علناً عن احتمال لقاء قريب بين الزعيمين في نيويورك على هامش اجتماعات الأمم المتحدة أيضاً، فمثل هذا الاجتماع لو تم سيكون أول اجتماع من نوعه بين رئيس أميركي ورئيس إيراني منذ تأسيس الجمهورية الإسلامية عام 1979.
وكان اللقاء بين الرئيس الأميركي السابق جيمي كارتر والشاه محمد رضا بهلوي عام 1977 على هامش اجتماعات الجمعية العامة في نيويورك في ذلك العام آخر لقاء على مستوى القادة بين البلدين.
ومن المتوقع أن تنعكس الأجواء الجديدة في العلاقات بين إيران والغرب على الساحة الخليجية، حيث من المنتظر أن تشهد العلاقات الإيرانية مع دول الخليج تحسناً موازياً للتحسن بين علاقات إيران مع الغرب، وقد تكون الدعوة التي وجهها العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز قبل أيام إلى الرئيس الإيراني الجديد روحاني للمشاركة في موسم الحج المقبل إلى مكة والمدينة المنورة من البوادر الأولى لهذا التحسن.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي