الصدر يهدد بخطوات «متعددة الشكل» لإسقاط الاتفاقية طويلة الأمد مع واشنطن


بغداد، عمان، واشنطن - ا ف ب، كونا، يو بي اي، د ب ا - هدد الزعيم الديني السيد مقتدى الصدر، بخطوات «متعددة الشكل» لمنع اتفاقية تنظم الوجود الاميركي في العراق، رغم تأكيدات ارفع هيئة سياسية تضم كبار المسؤولين والكتل البرلمانية، ان نتائج المفاوضات لا تلحق «ضررا بمصالح الشعب».
واصدر الصدر بيانا امس، يتضمن «توجيهات واوامر» لاتباعه للتظاهر عقب صلاة كل جمعة و«التحرك اقليميا ودوليا» واتخاذ خطوات اخرى لمنع الاتفاقية.
وتجري مفاوضات بين الولايات المتحدة والعراق للتوصل الى اتفاقية حول «وضع القوات» لاضفاء اسس قانونية على وجود الجيش الاميركي في العراق بعد 31 ديسمبر المقبل، عندما ينتهي تفويض قرار دولي ينظم وجودها في هذا البلد.
واكد الصدر وجود «فتوى شفوية وخطية بتحريم الاتفاقية بين الاحتلال والحكومة الحالية فصار لزاما على الا اقف مكتوف الايدي (...) من الواجب ان ادعمهم شعبيا بما استطيع (...) فارتأينا اصدار توجيهات واوامر الى الطبقة الشعبية». وكان يشير الى فتوى اصدرها احد المراجع في قم، وهو آية الله كاظم حائري.
ودعا الصدر الى «تظاهرات بعد كل صلاة جمعة في كل العراق الى حين الغاء الاتفاقية والقيام باستفتاء شعبي ان وافقت الحكومة، والا التنسيق مع الجهات الرافضة للاتفاقية، والسعي الى جمع تواقيع مليونية رافضة» لها.
وكان المجلس السياسي للامن الوطني الذي يضم كبار المسؤولين والكتل السياسية، اوصى قبل يومين بضرورة استمرار التفاوض مع الولايات المتحدة للتوصل الى اتفاقية ترضي «الشعب العراقي ولا تضر بمصالحه».
وجدد الصدر «المطالبة الشعبية والسياسية والدينية بخروج المحتل أو جدولة انسحابه وتحذير الحكومة من التوقيع عليها لانها ضد مصلحة الشعب واعلامها بان التوقيع ليس من صلاحياتها وتفعيل دور الحوزة العلمية للوقوف ضد الاتفاقية بما يرونه مناسبا».
لكن مصدرا قريبا من مكتب المرجع الشيعي الكبير آية الله علي السيستاني في النجف، اكد ان الاخير «لم يبد رأيه حتى الان حول الاتفاقية طويلة الامد».
في المقابل، أعلن وزير الخارجية هوشيار زيباري ان «الفترة المقبلة ستكون مهمة جدا في اتخاذ قرارات سياسية مهمة لمصلحة اتمام وانجاز الاتفاقية طويلة الامد مع الولايات المتحدة لأنها في مصلحة العراق». وأكد ان «المفاوضات الخاصة بهذه الاتفاقية وصلت الى نهاياتها باستثناء بعض القضايا الرئيسية المتعلقة بمستقبل العراق».
الى ذلك، دعا نائب الرئيس طارق الهاشمي، الدول العربية امس، الى ارسال بعثات ديبلوماسية الى بغداد. وقال عقب محادثاته مع رئيس الوزراء الاردني نادر الذهبي في عمان أمس، «اننا ما زلنا نسعى في هذا المجال ونحن نشجع حضورا ديبلوماسيا فاعلا في العراق لما فيه المصلحة العربية قبل ان تعني المصلحة الوطنية العراقية».
كما اعرب عن أمله في عودة وزراء «جبهة التوافق»، اكبر الكتل السنية، الى الحكومة «خلال ايام» رغم وجود خلاف في وجهات النظر حول «الوزارات وبعض المرشحين».
واعلنت «جبهة التوافق» في وقت سابق امس، سحب قائمة مرشحيها للوزارات الشاغرة في حكومة نوري المالكي «بسبب تعامل الحكومة السلبي».
واعرب الهاشمي أيضاً، عن أسفه لقرار الحكومة الاردنية فرض تأشيرات دخول على العراقيين الراغبين بدخول المملكة.
من جانبه، اكد رئيس الوزراء الاردني رفض بلاده لتدخل خارجي في الشؤون الداخلية العراقية، في اشارة منه الى ايران. واعلن انه وجه دعوة رسمية الى المالكي لزيارة المملكة للبحث في السبل الكفيلة بتعزيز آفاق التعاون في مختلف المجالات.
ميدانياً، قال قائد الشرطة العميد رائد جودت شاكر، ان شخصين على الاقل قتلا في اشتباكات اندلعت اول من امس في منطقة الرفاعي في كربلاء، بين قوة امنية ومجموعة من المسلحين.
وقتل ثلاثة مدنيين واصيب ستة في اشتباكات بين قوات الجيش ومسلحين في الموصل. وأعلنت الشرطة أن ثلاثة من عمال قطاع النفط قتلوا، برصاص مسلحين قرب بيجي. ونجا العقيد فؤاد شواني نائب آمر فوج طوارئ كركوك من محاولة اغتيال تعرض لها، في المدينة عندما انفجرت عبوة ناسفة صباحا لدى مرور موكبه في شارع بغداد في كركوك.
وفي بعقوبة، قال محمد ملا كريم، قائمقام ناحية خانقين ان «عبوة ناسفة انفجرت فجرا لدى مرور سيارة ما اسفر عن مقتل اب وأحد ابنائه وجرح اخر (12 عاما) في بلدة قرة تبه (جنوب خانقين)».
وخانقين بلدة حدودية مع ايران تسكنها غالبية من الاكراد الشيعة الفيليين، وتقع في محافظة ديالى.
وفي هجوم آخر، قتل شخص واصيب اربعة بانفجار عبوة ناسفة لدى مرور سيارة عند قرية الخوالص جنوب ناحية بهرز (جنوب بعقوبة).
من ناحية أخرى، ذكر مصدر كردي أن المدفعية الايرانية قصفت امس، قرى حدودية في ناحيتي زاراوة وسنكسر في قضاء بشدر في محافظة السليمانية بحجة ملاحقة عناصر «حزب الحياة الحرة» (البزاك) التابع لـ «حزب العمال الكردستاني».
واعلن الجيش الاميركي في بيان ان 10 من «المجرمين» قتلوا خلال عمليات نفذتها قوات الامن استهدفت «المجموعات الخاصة» في منطقة بغداد الجديدة والفضيلية.
وتطلق القوات الاميركية تسمية «المجموعات الخاصة» على متطرفين شيعة تتهم ايران بتدريبهم وتمويلهم وتسليحهم.
واعلنت مصادر امنية عراقية مقتل ثلاثة واصابة خمسة خلال اشتباكات بين قوات اميركية وميليشيات شيعية اول من أمس في العبيدي.
واعلن نائب رئيس هيئة الاركان الفريق أول ركن نصير العبادي، امس، ان القوات العراقية ستنفذ قريبا عملية عسكرية لملاحقة المسلحين والخارجين عن القانون في منطقة الشعلة شمال بغداد.
كلارك: الخروج من العراق
يساعد على التصدي لـ «القاعدة»
واشنطن - ا ف ب - اعلن الرئيس السابق لجهاز مكافحة الارهاب في البيت الابيض ريتشارد كلارك، ان ابقاء قوات قتالية اميركية في العراق «يساعد القاعدة» ويجب ان تسحبها «البنتاغون» اذا أرادت تحقيق تقدم في «الحرب على الارهاب».
وفي مقابلة مع محطة «سي ان ان»، قال كلارك، اول من امس،: «اعتقد ان افضل شيء يمكننا القيام به للتصدي لدعاية القاعدة في العالم الاسلامي هو الخروج من العراق في شكل منسق خلال عامين او ثلاثة اعوام».
يشار الى ان كلارك كان مستشار الرئيس جورج بوش لشؤون مكافحة الارهاب قبل ان يتحول الى اشرس المنتقدين لادارته. وعمل مستشارا لثلاثة رؤساء قبل ان يستقيل في الولاية الاولى للرئيس الحالي. واضاف: «وجودنا في العراق يساعد القاعدة (...) يجب ان نقاتل في الحرب الايديولوجية» مضيفا ان «الخروج من العراق يساعد على ذلك».
السويد تعتبر دور ايران ايجابيا
في مؤتمر ستوكهولم حول العراق
ستوكهولم - ا ف ب - صرح وزير الخارجية السويدي كارل بيلت في مقابلة مع «فرانس برس»، امس، ان ايران لعبت دورا ايجابيا في الاعداد لمؤتمر ستوكهولم حول العراق، معربا عن الامل في فتح حوار بين الوفدين الاميركي والايراني. وقال: «على قدر مساهمة الايرانيين، لعبت ايران دورا ايجابيا».
وتستضيف السويد، اليوم، مؤتمر «العهد الدولي» حول العراق الذي يشارك فيه نحو مئة وفد.
واضاف وزير الخارجية: «استنادا الى حوارنا الثنائي، اي عندما نتحادث مع ممثلي ايران الديبلوماسيين، نعتبر اقتراحاتهم بناءة».
وتشارك وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس في هذا المؤتمر الى جانب نظيرها الايراني منوشهر متكي، لكن لا يتوقع ان يعقدا لقاء ثنائيا. وقال بيلت: «لا اعتقد ان كوندي رايس ومتكي سيجلسان معا ويتوددان الى بعضهما البعض، الامر غير مرجح».
ويرأس المؤتمر، الامين العام للامم المتحدة بان كي مون ورئيس الوزراء العراقي نوري المالكي. ويسعى الى تقييم الوضع العام للعراق على اساس «وثيقة العهد الدولي للعراق»، وهي خطة خمسية تهدف الى احلال الاستقرار السياسي والاقتصادي، تم اقرارها في المؤتمر الدولي حول العراق في شرم الشيخ في 3 مايو 2007.