جعفر رجب / تحت الحزام / وأخذت الباب معي

تصغير
تكبير

لا علاقة لي لا بالحكومة ولا بالمجلس... لسبب بسيط وهو عدم قدرتي على الكتابة عنهم!

وعدم القدرة ليست نابعة لا من خوف، ولا وجل، ولا طمع، ولا ضعف، ولا خلل... بل ناتج من تعبي من مقص الرقيب الذي لا اعرف «شنو يبي»!

والرقيب أيضا معذور لان رأيي عادة يكون قاسيا، واضحا، ساحقا، ماحقا - اعذروني متأثر بغريندايزر - ولا اعرف المجاملة، حاولت وفشلت تكرارا ومرارا... ولا استطيع أن أكتب عن وزير دون الآخر، وأكتب عن نائب واترك الآخر يمرح ويلعب بالسكة، فالكل عندي سواسية كأصابع الموز!

لحل هذه المعضلة قررت أن أجتمع مع رئيس التحرير في الجريدة – حاولت أن اجتمع بالدوحة تحت رعاية قطرية وفشلت - قلت له:طال عمرك، الصيف طويل وعندنا خمسين نائبا، بكامل قواهم العقلية، ما رأيك لو اكتب خمسين مقالا للصيف كل يوم مقال، وبذلك أكون عادلا مع الجميع ؟

رد عليّ رئيس التحرير قائلا: أولا أنت لم تجتمع معي، وما شفت وجهك من أسبوع، ولا سألتني، ولا اقترحت عليّ!

ثانيا وحتى أكمل مقالك، أقول لك، نعم لك الحرية، واكتب عن الخمسين نائبا بكامل حريتك، ولكن لا بد من استثناء!

قلت له: لا بأس، فلا قانون بلا استثناء!

قال: استثني رئيس المجلس لأن الرئيس له مقامه!

قلت: لا بأس يا مولاي!

قال: وتنسى نائب الرئيس ومقرر المجلس فمقامهما من مقامه!

قلت: صاروا سبعة وأربعين نائبا، نعمة..!

قال: واستثني النواب السلف فهم الأغلبية، وكتابتك قد تعتبر طائفية !

واستثني القبائل لأنه ستكون كتابتك فئوية، مناطقية، داخلية ضد خارجية، من الدم الأزرق ضد الأحمر، ومن الحضر ضد البدو!

ثم اعتدل في جلسته، فكر قليلا، ثم فكر أكثر، ثم ابتسم وقرر، وقال: واستثني نائبين فهما من أقربائي!

وواحد منهم قريب لصديقي!

وثلاثة منهم أصدقاء لقريبي!

واثنان مساكين لا يجوز الكتابة عنهما بل الدعاء لهما!

وخمسة من ربعك، ومن لا خير فيه لربعه، لا خير فيه لغيره!

واثنان من النواب، من المشتركين في الجريدة ولا ترضى يقطعون اشتراكهم!

وأربعة منهم يعتبرون من أصدقاء الجريدة، والتلفزيون، ويتابعون استديو الأبطال، والدكتورة فوزية، وما أحب أزعلهم!

وثلاثة ونص منهم يعتبرون من النوع المؤذي، مع اقل مقال، خمسين ألف اتصال ومالنا خلق لهم!

وأربعة أساسا لا يهشون ولا ينشون ولا يذهبون ولا يرجعون ولا داعي لان تكتب عنهم!

وستة منهم «نظاف»، لا يحق أن تكتب عنهم وتترك الفاسدين!

وثلاثة فاسدون حتى لو كتبت عنهم فلن يضرهم ما تكتب!

ثم اعتدل في جلسته واخرج الآلة الحاسبة، ضرب على الأرقام،  وبعد حساب النواب والوزراء، وكم يريد الصباغ، والمساح، والسيراميك، والصحي... رجع مستندا على كرسيه الجلدي، ودار دورتين ونصف الدورة، وقال: النتيجة النهائية، إنه من بين النواب الخمسين لا تستطيع الكتابة عن ستة وسبعين منهم... خلاص، ليش قاعد؟... «اخذ الباب معاك»!

وأخذت الباب معي لنتمشى معا على البحر!

 

جعفر رجب

jjaaffar@hotmail. com




الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي