علاج جديد يمنع مع حمض الفوليك حدوث عيوب في الأنابيب العصبية

u0627u0644u062au062cu0627u0631u0628 u0639u0644u0649 u0627u0644u0639u0644u0627u062c u0627u0644u062cu062fu064au062f
التجارب على العلاج الجديد
تصغير
تكبير
يعمل خبراء البحث في معهد UCL لصحة الطفل على دراسة علاج جديد يمكن أن يعمل جنباً إلى جنب مع حمض الفوليك لتعزيز فعاليته، ويمنع إلى حد كبير من تشكّل عيوب الأنابيب العصبية، مثل السنسنة المشقوقة، خلال المراحل الأولى من الحمل.

وقد أظهرت دراسة جديدة تمّ نشرها في مجلة Brain أنه عند اختبار العلاج الجديد على الفئران، انخفضت الإصابة بعيوب الأنابيب العصبية بنسبة 85 في المئة. وقد حقق هذا التوجه الجديد النجاح في منع حدوث أنماط أخرى من هذه العيوب التي لا تستجيب حالياً للعلاجات بحمض الفوليك.

ويعتقد الباحثون في المعهد، والذي يعدّ شريك مستشفى «جريت أورمند ستريت» للأطفال في إجراء الأبحاث والدراسات لصالح صندوق مؤسسة الخدمة الوطنية لصحة الأطفال، أن النتائج قد تمهّد الطريق في المستقبل لإجراء تجارب واختبارات على المرضى، لدراسة في ما لو كان يمكن تحقيق نفس المستوى من منع حدوث هذه العيوب لدى البشر.

ولا تزال عيوب الأنابيب العصبية مثل السنسنة المشقوقة وانعدام الدماغ من بين أكثر العيوب الخلقية شيوعاً عند الولادة في أرجاء العالم، حيث انها تصيب نحو 1 من بين كل 1000 حالة ولادة، مع معدلات أعلى في عدد من الدول.

إن مكمّلات حمض الفوليك التي يتمّ إعطاؤها في المراحل المبكرة جداً من الحمل، عندما يكون الجهاز العصبي المركزي للجنين في مرحلة التطوّر، تمنع حالياً قسماً من عيوب الأنابيب العصبية (ما تتراوح نسبته بين 20 و80 في المئة اعتماداً على المنطقة الجغرافية). وتتمثل طريقة عمل حمض الفوليك في أنه يقوم بمساعدة الأنبوب العصبي لدى الجنين على الإنغلاق بشكل طبيعي وهي تعدّ خطوة أساسية في التطور والنمو (وفشل هذه العملية يساهم في الإصابة بعيوب الأنابيب العصبية). ولكن هناك عدد كبير من عيوب الأنابيب العصبية التي لا تستجيب لمكملات حمض الفوليك.

ومن الأسباب التي قد تجعل حمض الفوليك غير فعال دائماً هو حدوث «انسداد جيني» يعيق معالجة حمض الفوليك أو طريقة استقلابه في الخلايا. وفي مثل هذه الحالات، حتى لو تمّ إعطاء حمض الفوليك في المراحل المبكرة من الحمل، فتتم إعاقته عن تحقيق الأثر المطلوب على الجنين. ولكن العلاج الجديد الذي يتمّ اختباره من قبل المعهد يشمل إضافة المكملات مع النكليوتيدات التي تكون ضرورية لتكوين الحمض النووي DNA عند انقسام الخلايا في الجنين الآخذ بالتطوّر. ويمكن لهذه النكليوتيدات تجاوز الانسداد الجيني الذي يعيق معالجة حمض الفوليك، ليضمن تطور ونمو الخلايا الأساسية لدى الجنين.

وهناك العديد من العوامل التي يُرجّح أن تكون الأسباب وراء عيوب الأنابيب العصبية، ويرى فريق البحث في المعهد أن الطريقة الأنجع لتخفيض مخاطر حدوث هذه العيوب هي استخدام توليفة من علاجات مختلفة. وقد وجد الفريق في دراسات أجريت سابقاً أن فيتاميناً محدداً، وهو إنوسيتول، يحمل خاصية الحماية من هذه العيوب، ويتم في الوقت الحاضر إجراء فحوصات عليه ضمن تجارب سريرية.

وقد تمّ اقتراح دراسات مشابهة في الوقت الحاضر حول العلاج بالنكليوتيدات، ويرى خبراء البحث أنه يمكن في نهاية المطاف تطوير قرص دواء واحد يتم إعطاؤه للمرأة التي تخطط لإنجاب طفل، يحوي على حمض الفوليك والمركّبات الجديدة التي تتمتع بخاصية الحماية من تشكّل العيوب.

وبالتعليق على البحث الجديد، قال نيكولاس غرين، بروفيسور تطوّر بيولوجيا الأعصاب في المعهد: «ما نزال في المراحل الأولى من البحث، ولكننا نأمل تكرار النتائج الواعدة التي تحققت مع الفئران على عيوب الأنابيب العصبية لدى الإنسان، وإن وجدنا أنها فعالة، فبمقدور طرق العلاج بالنكليوتيدات أن تدعم من آثار حمض الفوليك، وأن تزوّد السيدات اللواتي تترقبن إنجاب طفل بمصدر حماية موثوق ضد العيوب الشائعة نسبياً مثل السنسنة المشقوقة».

وأضاف البروفيسور غرين بقوله: «في الوقت الذي نواصل فيه البحث والدراسة في طريقة العلاج الجديدة هذه، من الضروري التأكيد أن مكمّلات حمض الفوليك ما تزال أكثر الطرق فعالية في منع حدوث عيوب الأنابيب العصبية، والمتوفرة حالياً للسيدات اللواتي تخططن لإنجاب طفل. ومع أن النتائج الجديدة التي تحققت مشجّعة للغاية، إلا أنني أدعو السيدات وأؤكد أن عليهن مواصلة أخذ حمض الفوليك في صيغته الحالية، حتى نصل إلى مرحلة تصبح فيها المكمّلات الإضافية متوفرة».

وقد تم تمويل البحث الجديد من قبل Wellcome Trust، ومجلس البحث الطبي، ومنظمة Newlife للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، والتي قامت أيضاً بالرعاية المشتركة لتأسيس مركز Newlife لأبحاث العيوب الخلقية عند الولادة في معهد UCL لصحة الطفل.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي