يجمع المتعافين من المخدرات يوميا أملا بالاستمرار بعيدا عن « الضياع»

«منزل منتصف الطريق» لعلاج المدمنين ... على مفترق طرق

تصغير
تكبير
| كتب محمد نزال |

يقف «منزل منتصف الطريق» القائم في منطقة المنقف على مفترق طرق بفكرته الانسانية الرامية الى علاج المتعافين من الادمان باسلوب عصري، تهدده الظروف المالية في غياب الدعم الرسمي بالاغلاق رغم دوره الايجابي في جمع «المدمنين» يوميا على مأدبة العلاج النفسي في اطار برنامج عالمي حقق فوائده في دول عدة.

شباب يلتقون يوميا في هذا المنزل، يجددون الامل بالاستمرار في تجنب طريق المخدرات التي بعثرت حياتهم وحولتها جحيما وسط اجواء تفاؤل في ظل التقدم الذي يتحقق يوميا في هذا المنزل الهادئ بعيدا عن صخب الحياة وشجونها.

«منزل منتصف الطريق»... مصطلح ربما يكون غريبا عند البعض لكنه مشهور عند آخرين، إنه يطلق على كيانات تأسست للاهتمام بالمدمنين المتعافين لتقويم سلوكهم وضمان عدم عودتهم للتعاطي من جديد، وقد انطلقت هذه الفكرة بداية ستينيات القرن الماضي في الولايات المتحدة الاميركية، ثم انتقلت إلى أوروبا ثم مصر والسعودية وباقي دول الخليج.

وفكرة المنزل ترتكز على اجتماع أناس مشتركين في مشكلة نفسية في مكان واحد لوضع حل لها والتخلص منها، وهي رغم ذلك لا تخلو من متاعب ومعوقات، أبرزها المشكلات المادية، وبالرغم من ان المشكلات المادية تتنافى وطبيعة المجتمعات النفطية، تهدد تلك المعوقات منزل منتصف الطريق في الكويت، وأصبح أمام مفترق طرق إما الاستمرار واما الإغلاق.

«الراي» التقت المشرف على منزل منتصف الطريق أحمد الملا الذي فتح لنا قلبه قبل منزله، ليروي تفاصيل عمل المنزل وأهم التحديات وكيفية التغلب عليها، وفي ما يلي تفاصيل اللقاء:



• ملاذ للمدمنين المتعافين ليعالجوا أنفسهم وسط غياب مرشدين نفسيين واجتماعيين

• وزارة الأوقاف أعلنت تبني المشروع ماديا ولكنها لم تقم بما يجب عليها عمله

• مالك المنزل طلب إخلاءه فأين يذهب المدمنون المتعافون؟!

• نحتاج إلى طاقم فني وإداري... وهذا كله يقوم به النزلاء أنفسهم

• كنا في السابق بجناح بمستشفى الطب النفسي وخرجنا منه تحت غطاء وزارة الصحة

أحمد الملا لـ «الراي»: • لم نسدد إيجاره منذ 10 أشهر ... ووالدة مريض تتبرع بتغذية النزلاء

• فكرة المنزل عالمية ومطبقة في اميركا وأوروبا ومصر والسعودية

• نعمل على تقويم سلوك المدمن المتعافي ومساعدته لضمان عدم التعاطي من جديد

• ننظم رحلات ترفيهية للنزلاء من خلال «قطية» يسددونها من جيوبهم

• أشرف على المنزل باجتهاد شخصي وليس تكليفا عقب انتهاء انتدابي إلى الأوقاف

• نحتاج إلى تصحيح الوضع القانوني للمدمنين المتعافين كي يتم توظيفهم

• فترة الإقامة لدينا في المنزل سنتان وفق جدول يومي يسير عليه النزيل

• النزيل يخرج لزيارة ذويه في أوقات مقررة ولدينا ما يقارب 5 نزيلات في منزل نسائي



من أين أتت فكرة تأسيس منزل منتصف الطريق؟

- بداية ستينيات القرن الماضي، بدأ هذا المشروع في الولايات المتحدة الاميركية، ومنزل منتصف الطريق يسمى وفقا للمسميات العلمية بالمجتمعات العلاجية، وهذا يعني اجتماع أناس مشتركين في نفس المشكلة النفسية في مكان واحد، وقد نجحت هذه الفكرة مع المدمنين أكثر من غيرهم لأنهم الأقرب للأسوياء في حال عدم التعاطي سواء كان تعاطي مخدرات أو خمور.

وكانت هذه الفكرة ناجحة في اميركا ثم انتقلت إلى أوروبا، وفي بداية التسعينيات تبنت المملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية هذه الفكرة، وفي السعودية تقوم الفكرة على دعم حكومي ومصر من خلال القطاع الخاص، وبدأت هذه الفكرة في الكويت في شهر مايو 2010، وقد بدأت كفكرة مصغرة ولا يوجد لها دعم مادي وكانت في مستشفى الطب النفسي، وسعى الدكتور عادل الزايد رئيس قسم الطب النفسي عند وزير الصحة آنذاك الدكتور هلال الساير لتطبيق هذه الفكرة بشكل أوسع على أرض الواقع، وحصلنا على الموافقة ولكن دون دعم مادي، وعن طريق التبرعات أسسنا جناحا في مركز بيت التمويل لعلاج الإدمان التابع لمستشفى الطب النفسي، واستطعنا تأثيث الجناح وتنظيمه بكل ما نحتاجه ونريده إلى عام 2012 شهر أبريل.

وقد زارت الجناح الشيخة أوراد الأحمد وقابلت النزلاء الموجودين ثم طلبت مني أن أقوم بتأجير فيلا لتكون خاصة لمنزل منتصف الطريق وهذا هو الصحيح بحيث تكون خارج المستشفى وليس داخل المستشفى، ووقعنا العقد مع المنزل المتواجدين فيه حاليا وسددت الشيخة أوراد إيجار مقدم لستة أشهر والأثاث وجميع التجهيزات، وبعد ذلك انتقلنا إلى المنزل الجديد ونقلنا النزلاء، ولكن المشكلة التي واجهتنا هي الدعم المادي للمنزل، فمنذ انتهاء فترة الأشهر الست التي سددتها الشيخة أوراد لم نسدد الإيجار، لأننا لم نجد وزارة تتبنى المشروع.

أنتم تتبعون وزارة الصحة كون الفكرة تتعلق بعلاج الإدمان وانطلقت من مستشفى الطب النفسي...

- لا، حاولت الشيخة أوراد في ذلك والدكتور عادل الزايد، وعندما أجرنا منزلا جديدا للنزلاء لم تغطنا الطب النفسي بأي دعم.

إذن تتبعون أي وزارة؟

- رسميا الوزارة التي قالت مستعدة لتبني هذا المشروع ماديا هي وزارة الأوقاف ولكن حتى اليوم لم يتم تسديد الإيجار الشهري لمالك المنزل.

كم يبلغ الإيجار الشهري؟

- ثلاثة آلاف دينار، والصحيح يجب أن يكون هذا المنزل والمكان المخصص للنزلاء تابعين لوزارة الصحة أو الشؤون.

هل سعيتم لإيجاد مظلة وزارية ترعى هذا المشروع؟

- لقد سعينا في كل الاتجاهات ولكن لم نجد مرادنا، إضافة إلى ذلك أنا موظف في وزارة الصحة وعندما انتقلنا للمنزل الجديد في منطقة المنقف قالوا لي يجب أن تطبق نظام الانتداب لوزارة الأوقاف كونها أعلنت دعم المشروع، وبالفعل انتدبت لوزارة الأوقاف وقد تم خصم ثلثي راتبي واستمررت على هذه الحالة لمدة ست أشهر على أمل أن تعدل الأمور وتحل ولكن لم يتغير شيء، فألغيت الانتداب وعدت إلى وزارة الصحة، ومنذ شهرين أي منذ شهر يونيو الفائت أحضر للمنزل بشكل ودي وشخصي دون تكليف من أحد.

والآن الوزارة المسؤولة عن هذا المنزل هي وزارة الأوقاف وليست وزارة الصحة.

وأود أن أضيف أن هذا المشروع لا يحتاج فقط لمبنى ومقر إنما لطاقم حتى تتم عملية علاج الإدمان، وهذه المنظومة مكونة من مرشد علاج إدمان واخصائيين نفسيين واخصائيين اجتماعيين وهذا كله غير موجود.

وهل المرحلة العلاجية بعد الإقلاع عن التعاطي تشمل وجود مرشدين نفسيين واجتماعيين يلتقون مع المدمنين؟

- نعم، ولكن هذا كله غير موجود، ويحضر الدكتور عماد العون مرتين بالأسبوع لإلقاء محاضرات دينية دون مقابل، وأنا آتي للمنزل وأعطي النزلاء بعض الجلسات والتعليمات الإدارية، وجلسات العلاج الجماعي يقوم بها النزلاء أنفسهم.

وما العلاج الجماعي؟

- العلاج الفردي هو أن يلتقي المعالج مع المريض ويعطيه نصائح وتعليمات أما العلاج الجماعي فيكون المعالج مع مجموعة مرضى من خلال طرح المشكلة التي يعانونها وكل مريض يطرح حلا يراه مناسبا للتخلص منها، والمعالج يقوم بتصحيح هذه الحلول وتقويمها كي يسير عليها المرضى بالشكل السليم، لكن هذا كله يقوم به المرضى أنفسهم وهذا خطأ لأنهم بحاجة لمعالج كي يصحح لهم الطريق ويقدم لهم حلولا سليمة.

ومن يقوم بإدارة هذه الجلسات العلاجية الجماعية مدمنون متعافون تم تدريبهم، حيث قمت بتدريبهم مع اخصائيين اجتماعيين وأحضرنا لهم مرشدي علاج إدمان من السعودية، والمرضى يعملون من أجل هذا المنزل ويريدونه لأنهم يرون فيه خلاصا من الإدمان الذي وقعوا فيه رغم النقص في الطاقم العلاجي والدعم المادي، والنزلاء هم يقومون بالمحاضرات والعمل الإداري كله الخاص بالمنزل ويرتبون أنفسهم.

نتيجة للوضع المادي الذي يعاني منه المنزل وعدم وجود اهتمام ودعم حكومي من أي وزارة، هل المنزل مهدد بالإغلاق؟

- نعم مهدد، وقال لنا المالك اخلوا المنزل، وكلمت مديرة مركز الرعاية اللاحقة للتائبات التابع لوزارة الاوقاف فوزية الحجي وتم تدارك الأمر.

أين نواب مجلس الأمة من هذا المشروع؟

- دعمنا اثنان من نواب مجلس الأمة، ولكن دعمهما غير كاف.

النزلاء يقيمون في المنزل بشكل يومي، من أين تحصلون على الوجبات الغذائية؟

- منذ شهر أبريل 2012 وحتى شهر أغسطس 2013 لم تأت إلينا أي وجبة من الحكومة باستثناء بوفيه قدمته لنا وزارة الأوقاف عندما ذهبنا رحلة في استراحة بمنطقة كبد قبل أسبوعين تقريبا، والوجبات اليومية يقوم بإعدادها النزلاء وأهل الخير، ووالدة أحد النزلاء تقوم بإعداد وجبة الغداء يوميا منذ شهر ابريل الفائت للمنزل بأكمله.

إلى جانب ذلك كله، الموضوع يحتاج إلى دورة مستندية تسير بشكل بيروقراطي في الجهات الحكومية، فلكي نوفر كادرا وظيفيا لمرشد علاج إدمان نحتاج إلى مشوار مستندي طويل، وقد قمنا بهذا كله ولكن إلى اليوم لا يوجد شيء، وبشكل شخصي واجتهاد ذاتي قمنا بتدريب عدد المرضى عبر محاضرات إلى أن أهلناهم سنة أولى إرشاد لعلاج الإدمان.

ونحن نتواصل مع منازل منتصف الطريق في الخليج والمنطقة، وقد زرنا منزل منتصف الطريق في قطر، وفي شهر نوفمبر المقبل سننظم في الكويت الملتقى الخليجي الأول لمنازل منتصف الطريق.

ما الإنجازات التي حققتموها؟

- نسبة علاج الإدمان في أي مستشفى في العالم غير معروفة، والمستشفى لا يكلف نفسه عناء تحديد تلك النسب لأن الشخص الوحيد الذي يعرف ما إذا كان المدمن قد تاب هو المدمن نفسه، والنسبة التي أعلنت عنها منظمة الصحة العالمية للمدمنين الذين تابعوا العيادات لمدة سنتين تقدر من 2 إلى 7 في المئة فقط وإذا حددنا نسبة لدينا فستكون نفس النسبة لا أكثر ولا أقل، وغير صحيح أن نسبة علاج الإدمان تصل إلى عشرة في المئة، ومن يقل ذلك فإنه يسعى للدعم المادي، فالتوقف عن التعاطي معجزة، وهذه قاعدة في الإدمان، وأمرٌ جيد إذا وجدنا خمسة أو ثمانية من أصل مئة مدمن أقلعوا عن التعاطي.

ونحن نسير في المعدل الطبيعي الذي حددته منظمة الصحة العالمية وهذا أمر رائع بالنسبة لنا، والإنجاز الأهم من ذلك كله أن المدمنين المتعافين لدينا يعملون من غير مقابل ويقدمون خدمات من غير مقابل، بحيث يقومون بحمل رسالة التعافي، فالمدمن المتعافي بعد عدة شهور وبعد وجود تغير في شخصيته يلتقي في مركز علاج الإدمان مع النزلاء الجدد ليحدثهم عن إنجازات التعافي والآلام التي كان يعيشها بسبب التعاطي وكل أسبوع نقوم بترتيب هذا اللقاء، وهذا بحد ذاته إنجاز فالمدمن الذي كان يخرب المجتمع أصبح فعالا في المجتمع ويصلح أحوال الآخرين، فتعافي مدمن واحد فقط يؤثر على أسره كاملة وليس فقط على المدمن نفسه.

ومن ضمن الإنجازات التي ستكون في القريب، إنشاء منزل منتصف الطريق ليتسع مئة وخمسين نزيلا، وقد وقعت العقد اخيراً وزارة الصحة بحيث يكون تابعا لوزارة الصحة.

ونظمنا في الكويت الملتقى الربيعي الأول للمتعافين في الخليج، ومجتمع التعافي لا يعرف حدودا ولا جنسيات ولا أعراق، وهو يعرف التعاطي والمدمن فقط وهذا شيء مريح جدا في عملية التعامل مع المدمنين في العالم.

أنتم في المنزل تستقبلون كل الجنسيات؟

- نعم كل الجنسيات، ولدينا جنسيات مصرية وفلسطينية وبحرينية وسورية وسعودية وغير محددي الجنسية وكويتيون ونحن لا ننظر إلى الجنسية إنما تقدم خدمة علاجية للإنسان، ومن ضمن شروط العقد لدينا يمنع التحدث بالمذاهب والأديان والشؤون السياسية، ولدينا 28 نزيلا، و22 في مركز علاج الإدمان بالطب النفسي.

ما الاحتياجات التي تريدونها؟

- سداد إيجار المنزل الشهري بانتظام وتسديد الإيجارات المتأخرة، ونريد من يتكفل بتوفير وجبات للنزلاء وأيضا توظيفهم وهذا من ضمن العقبات، حيث إن أغلب المدمنين صادرة بحقهم سوابق والسوابق تشترط عدم التوظيف خمس سنوات، فماذا يفعل في هذه الحالة؟ لاسيما إذا ترك التعاطي وأقلع عن المخدرات خلال ثلاث سنوات فلماذا لا يتوظف ولماذا يمنع من الوظيفة؟

وينقصنا أيضا إدخال الجانب الفني والمادي في العلاج وأيضا الجانب القانوني في منعهم من التوظيف.

حدثنا عن آلية الدخول لمنزل منتصف الطريق، هل هي اختيارية أم إجبارية وكيف تكون الحياة المعيشية؟

ـ منزل منتصف الطريق هو امتياز وليس حق للمدمن، فلا أقبل أي أحد في المنزل، ومن يريد الدخول لمنزل منتصف الطريق أن يذهب أولا لمركز علاج الإدمان ويبقى أسبوع في جناح الأعراض الانسحابية، ثم جناح ما قبل التأهيل يجلس فيه لمدة أسبوعين يتعلم كيف يستقيظ صباحا ويحضر جلسات العلاج الجماعي ويتعلم أساسيات التعافي من الإدمان وإذا كان جاهزا للدخول بمنزل منتصف الطريق يتصلون بنا وألتقي بهم واكشف عليه ثم يدخل معنا في منزل منتصف الطريق.

وفي منزل منتصف الطريق هناك قوانين يجب الالتزام بها، فمثلا موعد الدخول للمرحلة المخصصة للنزيل هو التاسعة والنصف مساء وموعد الإخلاء الصباحي الثامنة صباحا، وخلال هذه الفترة يتواجد المدمن المتعافي في المنزل في غرفة المعيشة وغيرها، وقبل النوم يجتمع قيم المرحلة أي مسؤول المرحلة بالنزلاء الموجودين لإبداء الملاحظات اليومية والاحيتاجات وغيرها، وتختلف بعض المواعيد من مرحلة لأخرى.

وفي الصباح يحضر النزيل جلسات العلاج ورحلات السينما وغيرها كمخيمات وشاليه واستراحات ومصاريف هذه الرحلات كلها يسددها النزلاء عبر «قطية»، وتنتهي الفترة الصباحية عند الساعة الثانية عشرة ظهرا وتأتي فترة الغداء وهكذا حتى المساء وفق جدول معين يسير عليه النزيل على حسب كل مرحلة علاجية.

والمبيت ضروري وواجب في المنزل، ويمكن للنزيل الخروج لزيارة أهله وذويه في الأوقات المسموح بها، وفي عطل نهاية الأسبوع لا يوجد لدينا برنامج يومي بإمكان النزيل زيارة ذويه.

هل تستقبلون مدمنين صادرة بحقهم أحكام؟

- لا يعنينا هذا الأمر، ما يهمني أن الشخص الموجود لدينا مريض ومدمن ويجب علاجه، وبعض الاحيان عندما نقوم برحلة يعتبر ذلك عقبة فبعض الأفراد بوزارة الداخلية يقومون بإحالة بعض النزلاء الصادر عليهم حكم بالإيداع إلى تنفيذ الأحكام في حين أن النزيل أصلا مودع لدينا بالفعل ولكن هذا الأمر لا يظهر أمام الأفراد بوزارة الداخلية عندما يقومون بالاستعلام، وبالتالي تنقلب الرحلة إلى شيء محزن بدلا من مفرح.

واجتهادا نحن نقوم بالتواصل مع الأفراد والضباط بوزارة الداخلية كي نوضح مثل هذه الأمور كلها.

إلى أي مرحلة بلغ الإدمان على المخدرات في الكويت؟

- الإدمان في الكويت ظاهرة، ومتفشية ونسبتها كبيرة من الرجال والنساء، وبحكم نظرة المجتمع لا تأتي النساء إلى منزل منتصف الطريق المخصص للنساء وحاليا لدينا خمس مريضات فقط، أما الرجال فيبلغ عددهم الإجمالي في المركز مئة وخمسين أو مئتي نزيل وآخرون متقدمون بمواعيد كي يدخلوا، ولدينا خمسة آلاف ملف بمركز الإدمان، والإحصائيات تنص على أن هناك من عشرة آلاف إلى خمسين ألف مدمن لم يفتحوا ملفا، كما أن أعمار المدمنين بدأت تصغر ففي السابق كان يأتي لنا مدمن عمره 23 سنة أما الآن فقد انخفضت أعمارهم إلى 18 سنة.

ونحن بذلك لا نختلف عن أي مجتمع دولي آخر من ناحية أعداد المتعاطين والمدمنين وكيفية التعاطي والأعمار وغيرها.





عقد الانضمام إلى منزل منتصف الطريق



1 - يجب ألا أكون متعاطياً او مازالت نسبة تحليلي ايجابية، واذا ثبت اني متعاط داخل المنزل فسوف يتم استبعادي بشكل فوري ونهائي من المنزل.

2 - تناول الادوية بوصفة طبية حكومية فقط، ويتم وضع هذه الادوية لدى احد قيمي او مشرفي المنزل وتناولها عن طريقه بانتظام.

3 - اتعهد بعدم الجدال في الشؤون السياسية او الدينية داخل المنزل.

4 - تمنع قراءة الجرائد داخل المنزل.

5 - اتعهد بعدم اقتراض الاموال او تسويق البضائع داخل المنزل.

6 - اتعهد بالانتظام في حضور البرامج العلاجية داخل وخارج المنزل صباحاً ومساء.

7 - اتعهد بحضور جميع جلسات التعافي الخاصة بمراحل منزل منتصف الطريق.

8 - الالتزام باعطاء عينة للتحليل والخضوع للتفتيش متى طلب مني ذلك وعند الرفض سيتم تفسير ذلك على انه انتكاسة ويتم ابعادي من المنزل.

9 - تخضع جميع الغرف والمتعلقات الشخصية للتفتيش في اي وقت.

10 - يمنع التدخين ورفع صوت المسجل او الراديو او التلفاز داخل المنزل.

11 - تمنع الزيارات الشخصية الا لاقرباء الدرجة الاولى بعد اخذ الاذن من الفريق المسؤول بالمنزل.

12 - يحق للنزيل الحصول على اجازة باذن مسبق مرتين شهرياً لا تزيد على ساعتين في المرة الواحدة.

13 - يحق للنزيل الحصول على اجازة للمبيت لمدة يوم واحد شهرياً في المرحلة الاولى، ويومين شهرياً في المرحلة الثانية والثالثة.

14 - لا يتم طلب الاجازة او الاذن الا من خلال قيم المرحلة وليس من اي قيم او مشرف او مسؤول آخر.

15 - تتم الموافقة على الاجازة او الاذن بشكل جماعي من القيم ومساعد المشرف والمشرف.

16 - عند التأخر عن مواعيد العودة للمنزل سوف يتم منعي من الدخول.

17 - تمنع التهديدات والحديث بصوت مرتفع وسوف تؤدي المشاجرات الى طرد الاطراف المعنية.

18 - اتعهد بالالتزام بالمواعيد الداخلية للمنزل من حيث النوم والاستيقاظ.

19 - يمنع لعب الورق داخل المنزل.

20 - يمنع ارتداء ملابس النوم او اي ملابس غير ملائمة اثناء الانشطة العلاجية صباحاً ومساء.

21 - اتعهد بالالتزام بنظافة وترتيب منزل منتصف الطريق ونظافة وترتيب متعلقاتي الشخصية.

22 - اتعهد بعدم دخول المراحل الاخرى الا عندما يسمح لي ذلك من قيم المرحلة التي اريد الذهاب اليها بعد الاستئذان منه.

23 - يتم تناول الوجبات فقط في الاماكن المخصصة لذلك وليس داخل الغرف.

24 - اي سلوك سلبي مشابه للسلوك الادماني غير مقبول في منزل منتصف الطريق.

25 - عدم الالتزام او الاخلال بالقوانين المذكورة اعلاه سوف يودي الى الابعاد مباشرة من المنزل.

26 - اذا قررت عدم اكمال البرنامج العلاجي بالنزل فسوف يتم اخراجي مع عدم العودة من جديد الا من خلال الآلية المتبعة للدخول.

أوافق على الشروط المذكورة أعلاه

مسؤول المنزل

الاسم:

الرقم المدني:

التوقيع:

التاريخ:





مدمنون متعافون: إلى متى الإهمال؟



التقت «الراي» النزلاء الموجودين في منزل منتصف الطريق، لنقل مطالبهم وهمومهم، حيث شددوا على ضرورة استمرار المنزل ودعمه من قبل الدولة، مشيرين إلى اهميته في تخليصهم مما يعانونه من إدمان.

وعن هذا يقول ابوعبدالرحمن «فكرة منزل منتصف الطريق تصلح لنا كمدمنين متعافين، فالسجن ليس مكانا لنا، إنما هذه الفكرة توفر لنا البيئة الاجتماعية والعلاجية المناسبة لنا للتخلص من جحيم التعاطي، وبالفعل هذا المكان حماني من المخدرات وأبعدني عنها».

ويضيف ابوعبدالرحمن: «هذا المكان احتوانا جميعا بعد أن كنا مشردين ومنبوذين اجتماعيا، وبعد أن تخلى عنا أهلنا لتعاطينا المخدرات، وكل الجهود المبذولة في منزل منتصف الطريق مبذولة بجهد شخصي، ونتطلع إلى الدعم الحكومي ليكون العمل بالمنزل بصورة أفضل وأوسع».

أما ابو فيصل فيقول: «كنت أعتقد خلال فترة التعاطي أنه لا يوجد حل لإدمان المخدرات، ولكن بعد أن انضممت لمنزل منتصف الطريق تعلمت كيف أكون منتبها وأدافع عن نفسي وأحصل على حقي بعد أن كنت لا أعي ما يدور حولي عندما أتعاطى المخدرات، كما تعلمت في المنزل الالتزام والنظام والاستيقاظ باكرا وحضور المحاضرات والإستماع للآخرين وطرح مشكلة والتباحث حولها لإيجاد الحل المناسب لها، وتعلمت كيف أرتب حياتي وأولوياتي في هذا المنزل».

ووجه ابوفيصل رسالة إلى المدمنين داعيا إياهم إلى «الإقلاع عن التعاطي والدخول لمنزل منتصف الطريق للتخلص من آفة المخدرات، كما أوجه رسالة للحكومة والمسؤولين لدعمنا ماديا ومعنويا حيث إن زيارة أحد منهم لنا وجلوسنا معه تشكل لنا دعما معنويا كبيرا».

وأوضح ابوخالد أنه «لا يتم تنظيم رحلات لنا إلا من خلال قطية نقوم بتسديدها نحن في حين أننا لا نملك راتبا شهريا ولا نعمل فكيف نقوم بالتسديد؟»، مشيرا إلى أنه «لم يتم تنظيم رحلات حج لنا ولا رحلات عمرة ولا توجد جهة تتكفل بإحضار الوجبات الغذائية لنا، ولا يوجد من يوظفنا ويوفر لنا فرص عمل، فنحن الآن تركنا المخدرات وواعون بتصرفاتنا، ونحن في أمس الحاجة للدعم لاستمرار هذا المشروع الذي خلصنا من الإدمان وفتح لنا أبوابا جديدة في الحياة».

كما بين ابو بدر أن «الإمكانيات في المنزل لدينا متواضعة، ونسعى لتطويرها، ونحن نقوم بإدارة المنزل كاملا من جميع الجوانب، ويجب توفير معالجين نفسيين واجتماعيين لنا لأننا نقوم بهذا الدور سنويا لنساند بعض ولكن قد يخطئ البعض منا في نصح الآخر وحل مشكلته لذلك نحتاج لتوفير معالجين ليديروا الجلسات العلاجية لدينا».

ويؤكد ابو بدر أن «سلوكي تغير في منزل منتصف الطريق، وطريقة كلامي تغيرت، وأسلوب حياتي بأكمله، ورسالتي للمدمن المبادرة بالدخول في مراحل منزل منتصف الطريق للتخلص من الإدمان، وشخصيا أشعر أنني مدان لهذا المكان الذي خلصني من آهات المخدرات».


 

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي