جعفر رجب / تحت الحزام / باسم الدين ننحر

تصغير
تكبير
ماذا لو قرأنا مثل هذا الخبر في الصحف «اعتقال ثلاثة من عبدة الشيطان بتهمة اختطاف ونحر طفل، لممارسة طقوس شيطاينة»!

لاشك سيكون للخبر وقع الصاعقة، وسيخرج رجال الفضائيات بلحاهم المركبة بتحليل عن انتشار عبدة الشيطان، وطقوسهم الغريبة، مع فيلم تسجيلي مفبرك، وكيف انهم يستخدمون الدم في طقوسهم لارضاء الشيطان الرجيم.

وستقام برامج خاصة حول عبدة الشيطان، وتاريخهم، ودورهم التخريبي في العالم الاسلامي من اجل سلخ جلد المؤمن وتحويله إلى بهيمة شيطانية.

وسيعلن مشعوذ بانه استطاع التواصل مع الجن، واكتشاف بعض الخطط الشيطانية ويطالب بايصاله لجهات عليا لنقل الاسرار الشيطانية له.

وسيكتب عباقرة الفكر لدينا حول ملابس واشكال عبدة الشيطان، وان كل من يضع جمجمة وعظمتين يعتبر من الشيطانيين، وعلى كل أب ان يتنبه لان بعض الالعاب تروج لهذه العقيدة، وهناك لعبة «عروسة» تباع في الاسواق «تغني انا احب ابليس واكره المسلمين»!

وستعلن وزارة التربية عن تخوفها من انتشار الظاهرة وانها قامت مسبقا بتحذير ادارات المدارس من هذه الظاهرة!

ستعلن الدول الشقيقة بدورها عن اعتقال خلايا شيطانية، مرتبطة ببعضها، للحد من الظاهرة!

وستقوم الشرطة باعتقال أي شخص يلبس «تي شيرت» اسود، او اعتقال اي شاب غريب الاطوار ورميه في السجن والتحقيق معه خوفا من عبدة الشيطان.

كل هذا يتم مع مقتل طفل واحد، وتهمة لم تثبت ضد عبدة الشيطان!

اما باسم الدين، فيوميا نشاهد ونقرأ:

في باكستان يفجر انتحاري في مسجد، باسم الدين والدفاع عنه!

في العراق يفجر في الناس وهم جالسون في الحدائق ارضاء للدين!

في سورية يوميا المئات يموتون باسم الدين!

في اوغندا جيش الرب المسيحي يقاتل من اجل الدين!

في بورما الراهب البوذي يدعو للقتل وتطهير أرض بوذا من المسلمين!

في إسرائيل الحاخامات يدعون لقتل المشركين والكفار باسم دينهم!

في الهند يقتل الهندوس المسلمين باسم الاله كريشنا ورام ودفاعا عن مقدسات الهندوس!

في مصر تحرق الكنائس ويقتل الناس باسم الدين!

يوميا الآلاف من البشر يموتون -من مختلف الاديان- تحت مسمى الدفاع عن الدين، والملايين يوميا يغرر بهم، وباسم الدين نقتل، وباسم الدين نسرق، وباسم الدين نغتصب، وباسم الدين نكذب، وباسم الدين ننحر... باسم الدين نغلف كل جرائمنا!

لا فرق كبيرا بين من يدعي بان الشيطان غرر به ليقتل، وبين من يدعي ان الدين امره ليقتل... هو الانسان نفسه، الذي اخترع «الآلة» التي تريح عقله وجسده، اخترع «الدين» الذي يريح ضميره كلما قام بجرائمه!



جعفر رجب

JJaaffar@hotmail.com
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي