بعد التعرّض للديبلوماسي الكويتي على حاجز حزبي في بيروت ... الخارجية اللبنانية تأسف لـ «الخطأ الفردي» و«الداخلية» تتفاجأ بـ«التصرّف المستنكَر»

تصغير
تكبير
| بيروت - من ليندا عازار |

«لا علم ولا خبر» في وزارة الداخلية اللبنانية، و«خطأ فردي وعرَضي عولج وصار من الماضي» وفق وزارة الخارجية اللبنانية.

خلاصتان تبلّغتهما «الراي» التي تحرّت امس عما اعلنه السفير الكويتي في لبنان عبد العال القناعي عن تعرّض ديبلوماسي كويتي للتوقيف والتحقيق معه على احد الحواجز الامنية الحزبية غير الرسمية، في اشارة ضمنية الى «حزب الله» الذي يقيم نقاط تفتيش في الضاحية الجنوبية لبيروت وعلى مداخلها منذ انفجار الرويس الذي وقع في 15 اغسطس الماضي.

هذا التطور، الذي شكّل الى جانب الاوضاع في المنطقة، «الأسباب الموجبة» لاجلاء 100 كويتي من لبنان ليل اول من امس ودعوة مَن بقي منهم الى «ضرورة المغادرة السريعة حفاظاً على أمنهم وسلامتهم»، تزامن مع احتجاج شديد أبلغته السفارة السعودية في بيروت الى الخارجية اللبنانية على تفتيش عناصر من «حزب الله» لسيارة ديبلوماسية سعودية واحتجاز مواطنين سعوديين، أحدهما مصاب بالسرطان، لساعات في ظروف اعتبرها «مهينة».

ومع اعتبار السفيرين الكويتي والسعودي ان ما حصل مع أفراد من بعثتيهما امر «غير لائق ولا يتماشى مع الحصانة الديبلوماسية او العلاقات الدولية، ولا حتى مع العلاقات الاخوية التي تربط بين لبنان والبلدين الشقيقين»، حاول لبنان الرسمي التخفيف من وطأة ما جرى و«الحدّ من أضراره» على صورة الدولة كما على طبيعة العلاقة المميّزة التي تربطه بالكويت كما السعودية.

وفي هذا السياق، ورغم تكتُّم وزير الخارجية اللبناني عدنان منصور على ما حصل مع الديبلوماسي الكويتي على أحد مداخل الضاحية الجنوبية، فانه اكد لـ «الراي» ان ما جرى «عرَضي وعولج وصار من الماضي»، موضحاً «اننا أُحطنا علماً بموضوع معيّن وتم التعاطي معه كما ينبغي». واذ اشار الى انه «بحكم الاوضاع الامنية السائدة تقع بعض الامور التي تعالَج بالقنوات الديبلوماسية»، شدد على «اننا حريصون على الحصانات الديبلوماسية ونحترم الاتفاقات الدولية التي ترعى الاصول الديبلوماسية».

وعما اذا كان يعتذر من الكويت عما حصل، قال: «المسألة ليست الاعتذار او عدمه. نحن نتأسف لما جرى ولا نتمناه لأيّ سفارة، فكيف اذا كانت سفارة دولة شقيقة، سواء الكويت او السعودية، تربطنا بها اواصر صداقة واخوة لا يمكن ان نفرّط بها بأي شكل وتحت اي ذريعة او مسمى».

وعما اذا كان تواصل مع «حزب الله» وحصل على ضمانات بان لا تتكرّر مثل هذه الحوادث مع بعثات ديبلوماسية أخرى، اكد «ان ما جرى خطأ فردي، ولا نريد اعطاء المسألة اكبر من حجمها كي لا يتم استثمارها بأبعاد أخرى».

وحين نقول له: ولكن السفير الكويتي ربط ما حصل مع الديبلوماسي الكويتي بمسألة اجلاء الرعايا الكويتيين من لبنان، يجيب: «لم نتبلّغ اي شيء في هذا الاطار، ويهمنا معالجة الامور بحكمة وروية حفاظاً على العلاقات التاريخية مع الكويت التي لا ننسى اياديها البيض التي ساهمت في مساعدة لبنان على الخروج من محنه السود».

وفي وزارة الداخلية اللبنانية، تفاجأ الوزير مروان شربل بما اعلنه السفير الكويتي مؤكداً لـ «الراي» ان وزارته لم تتبلّغ اي شيء من هذا القبيل «من الصديق عبد العال القناعي»، معتبراً ان اي امر من هذا النوع «مستنكَر ومرفوض بالكامل من الدولة اللبنانية ولا يمكن ان نقبل به»، ومعتبراً «انه لو تمّ اخطارنا بالأمر لقمنا بواجبنا».

شربل، الذي بادر خلال اتصالنا به وعلى مسامعنا للاتصال بغرفة العمليات في وزارته مستفسراً ومستطلعاً ما جرى، قال رداً على سؤال حول طبيعة «الواجب» المتاح للقوى الامنية القيام به ازاء مثل هذه الحوادث: «هناك خطوات يمكن ان نقوم بها ولا مجال للحديث عنها»، مضيفاً: «اي سيارة ديبلوماسية او اي ديبلوماسي يتم التثبت من صفته لا يجوز ان يبقى ثانية واحدة على ايّ حاجز». وهل تخشى الداخلية اللبنانية ارتفاع نسبة المخاطر على مقرات السفارات في لبنان ربطاً بالضربة العسكرية المرتقبة للنظام في سورية؟ يقول الوزير مروان شربل: «أمن السفارات مضمون ولا نتوقّع حصول اي شيء حتى لو وقعت الضربة».
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي