رؤى / الفراغ الفكري... والإشكاليات التوعوية

سهيلة غلوم حسين


| سهيلة غلوم حسين |
أقرب تعريف عن الفراغ الفكري هو خلو عقل الفرد من الوعي والمنطق، بالرغم من سلامة العقل بالمعنى العلمي لكن الهوة الفراغية تحدث حين يصعب استغلال واستخدام قدرة العقل والاستفادة منه بالشكل الصحيح.
وكثيرون من الباحثين الملمين في هذا الموضوع يعتبرون أن الفارغ فكرياً قد يصبح أحد أكبر السموم التي تصيب المجتمع، باعتبار أن هذا الجانب هو أحد أخطر المشاكل الاجتماعية في العصر الحالي ومن أبرز الانحرافات السلوكية فهو من أكبر التحديات التي تواجه الأمن الاجتماعي حيث يعد تربية للانحراف وهو أيضا من أخطر الأسلحة التي توجه الى الذين لديهم استعداد لهذا الفراغ لذلك نجد أنه من السهولة اختراق هذه الشريحة ووضع أي سلعة رخيصة لها وسيتم قبول هذا الفكر تدريجياً، أما اذا كانت ممتلئة بالفكر الواعي فلن يكون من السهولة اختراقها، فامتلاء العقل بالفكر والعلم والمعرفة يكون رصيداً قوياً ضد أي انحراف.
هناك مظاهر ودلالات كثيرة تدل على الفراغ الفكري الذي يعانيه قطاع لا يستهان به من أفراد الأمة قد تكون سلوكية أو فكرية تتضح في ممارساتهم اليومية والعملية، وأظهرت دراسة حديثة نشرتها احدى مؤسسات الدراسات الاستراتيجية أن الغباء في العالم وصل الى حوالي 80 في المئة، والغباء يأتي من الفراغ وخلو العقل والفكر مما ينفع ويفيد، فقد يكون الفارغ فكرياً ممتلئاً بما لا يفيد ولكّنه خال مما يفيد.
ليس مقصود الفراغ الفكري خلو العقل من المعلومات وانما خلوه من الفكر الذي هو ناتج عن جمع معلومات من مصادر مختلفة وتحليلها والاستفادة منها والخروج بقناعات ومبادئ وثوابت فكرية محددة، فان الفراغ الفكري يأتي نتيجة لعدة أسباب منها العزوف عن القراءة وعدم اهتمام الفرد بتثقيف نفسه، وعدم مبالاته بالأحداث التي تجري من حوله والاستفادة منها، وقد يكون بسبب الجهل الناتج عن الأمية، وقد يأتي من خلال مؤسسات وقوى خفية وتدبيرات خبيثة لتحقيق أهداف خطيرة تمرر عن طريق الفكر والصحافة والاعلام للسيطرة على العالم بعد القضاء على قيمه ومثله وأخلاقياته.
يتفرع الفراغ الفكري من أسباب ذاتية، وأخرى أسرية وبالتالي نتيجة عوامل اجتماعية، ولا يمكن الوقاية أو البحث في معالجاته الا من خلال المحاور ذاتها التي تلج منها هذه الظاهرة السلبية، ومن أنسب الحلول والطرق التي يمكن اتباعها للقضاء على مشكلة الفراغ الفكري يكون بالحرص على القراءة والتثقف بمختلف الجوانب والعلوم ومتابعة الحوارات والنقاشات الثقافية والفكرية والعلمية وعدم اشغال الذهن بالغيرة والحسد والغيبة والنميمة والثرثرة وبأمور لا قيمة لها من شأنها أن تشوش على التفكير والالتزام بالمبادئ والمناهج الفكرية لتحقيق الاستقرار الفكري، وأيضا بمشاركة وسائل الاعلام الحكومية والخاصة بالتوعية الفكرية واهتمام الدول بمختلف مرافقها التعليمية والتوعوية بالتوعية الفكرية، وبالتوعية الأبوية لأبنائهما منذ الصغر ولكن هناك سؤالا يفرض نفسه، كيف تثقف الأسرة ابناءها، وهي تفتقد الى الفكر والثقافة... بل الأهم من ذلك... ناقصة أسلوب وسلوك! فليبدأ القضاء على الفراغ الفكري من أنفسنا.
* كاتبة كويتية
أقرب تعريف عن الفراغ الفكري هو خلو عقل الفرد من الوعي والمنطق، بالرغم من سلامة العقل بالمعنى العلمي لكن الهوة الفراغية تحدث حين يصعب استغلال واستخدام قدرة العقل والاستفادة منه بالشكل الصحيح.
وكثيرون من الباحثين الملمين في هذا الموضوع يعتبرون أن الفارغ فكرياً قد يصبح أحد أكبر السموم التي تصيب المجتمع، باعتبار أن هذا الجانب هو أحد أخطر المشاكل الاجتماعية في العصر الحالي ومن أبرز الانحرافات السلوكية فهو من أكبر التحديات التي تواجه الأمن الاجتماعي حيث يعد تربية للانحراف وهو أيضا من أخطر الأسلحة التي توجه الى الذين لديهم استعداد لهذا الفراغ لذلك نجد أنه من السهولة اختراق هذه الشريحة ووضع أي سلعة رخيصة لها وسيتم قبول هذا الفكر تدريجياً، أما اذا كانت ممتلئة بالفكر الواعي فلن يكون من السهولة اختراقها، فامتلاء العقل بالفكر والعلم والمعرفة يكون رصيداً قوياً ضد أي انحراف.
هناك مظاهر ودلالات كثيرة تدل على الفراغ الفكري الذي يعانيه قطاع لا يستهان به من أفراد الأمة قد تكون سلوكية أو فكرية تتضح في ممارساتهم اليومية والعملية، وأظهرت دراسة حديثة نشرتها احدى مؤسسات الدراسات الاستراتيجية أن الغباء في العالم وصل الى حوالي 80 في المئة، والغباء يأتي من الفراغ وخلو العقل والفكر مما ينفع ويفيد، فقد يكون الفارغ فكرياً ممتلئاً بما لا يفيد ولكّنه خال مما يفيد.
ليس مقصود الفراغ الفكري خلو العقل من المعلومات وانما خلوه من الفكر الذي هو ناتج عن جمع معلومات من مصادر مختلفة وتحليلها والاستفادة منها والخروج بقناعات ومبادئ وثوابت فكرية محددة، فان الفراغ الفكري يأتي نتيجة لعدة أسباب منها العزوف عن القراءة وعدم اهتمام الفرد بتثقيف نفسه، وعدم مبالاته بالأحداث التي تجري من حوله والاستفادة منها، وقد يكون بسبب الجهل الناتج عن الأمية، وقد يأتي من خلال مؤسسات وقوى خفية وتدبيرات خبيثة لتحقيق أهداف خطيرة تمرر عن طريق الفكر والصحافة والاعلام للسيطرة على العالم بعد القضاء على قيمه ومثله وأخلاقياته.
يتفرع الفراغ الفكري من أسباب ذاتية، وأخرى أسرية وبالتالي نتيجة عوامل اجتماعية، ولا يمكن الوقاية أو البحث في معالجاته الا من خلال المحاور ذاتها التي تلج منها هذه الظاهرة السلبية، ومن أنسب الحلول والطرق التي يمكن اتباعها للقضاء على مشكلة الفراغ الفكري يكون بالحرص على القراءة والتثقف بمختلف الجوانب والعلوم ومتابعة الحوارات والنقاشات الثقافية والفكرية والعلمية وعدم اشغال الذهن بالغيرة والحسد والغيبة والنميمة والثرثرة وبأمور لا قيمة لها من شأنها أن تشوش على التفكير والالتزام بالمبادئ والمناهج الفكرية لتحقيق الاستقرار الفكري، وأيضا بمشاركة وسائل الاعلام الحكومية والخاصة بالتوعية الفكرية واهتمام الدول بمختلف مرافقها التعليمية والتوعوية بالتوعية الفكرية، وبالتوعية الأبوية لأبنائهما منذ الصغر ولكن هناك سؤالا يفرض نفسه، كيف تثقف الأسرة ابناءها، وهي تفتقد الى الفكر والثقافة... بل الأهم من ذلك... ناقصة أسلوب وسلوك! فليبدأ القضاء على الفراغ الفكري من أنفسنا.
* كاتبة كويتية