تمديد توقيف الشيخ الغريب ومعلومات عن أن المخطط كان يستهدف ريفي والرافعي

تقارير عن توّرط اللواء مملوك ورئيس مخابرات طرطوس بتفجيريْ طرابلس

تصغير
تكبير
| بيروت - «الراي» |

لا يزال الشيخ احمد الغريب (المحسوب على حركة التوحيد الاسلامية القريبة من النظام السوري) يشكّل الحلقة الأبرز في التحقيقات المستمرة في التفجير المزدوج الذي استهدف مسجديْ التقوى والسلام في طرابلس الجمعة الماضي.

وتشير تقارير عدة في بيروت الى ان تفجير طرابلس يشكل «نسخة» من المخطط الذي كان أعدّ له الوزير اللبناني ميشال سماحة واللواء السوري علي مملوك وقضى بتنفيذ تفجيرات فتنوية في شمال لبنان قبل ان يتم إحباطه بتوقيف سماحة في اغسطس 2012 (بدأت محاكمته).

وترافقت هذه التقارير مع رفع الجهوزية الامنية في منطقة عكار التي كانت «الحلقة الرئيسية» في التفجيرات والاغتيالات ضمن «مخطط سماحة - مملوك» اذ تقرر امس، تأمين حراسة لحماية المساجد والكنائس وتشديد الحماية الأمنية في مختلف الساحات الرئيسية وأماكن التجمعات البشرية والمصارف لا سيما عند نهاية كل شهر بالتزامن مع قبض الرواتب مع تركيب كاميرات مراقبة.

وفيما زار مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر امس، مقر شعبة المعلومات في قوى الامن الداخلي واستمع إلى إفادة الشيخ أحمد الغريب ومدد فترة توقيفه 24 ساعة اضافية، تفاعلت المعلومات التي نَقلت عن مصادر التحقيق تورُّط اللواء علي مملوك في عملية طرابلس، لكن هذه المرة بالاشتراك مع رئيس مخابرات طرطوس.

وحسب هذه المعلومات، فإن الهدف من تفجير السيارتين في طرابلس، كان اغتيال المدير العام السابق لقوى الامن الداخلي اللواء اشرف ريفي، وامام مسجد «التقوى» الشيخ سالم الرافعي.

وعرض تقرير بثته قناة «ام تي في» اللبنانية الرواية انه «قبل 4 اسابيع على فاجعة طرابلس حضر الى مكتب اللواء ريفي المدعو مصطفى حوري وقال إن لديه معلومات خطرة تتعلق باستهداف ريفي والشيخ سالم الرافعي. فأحال ريفي الحوري على شعبة المعلومات لمتابعة القضية والتأكد من صحتها وهذا ما حصل حيث استُمع في المديرية الى القصة كاملة وتم تسجيلها».

اضاف التقرير: «كشف مصطفى حوري عن مخطط كان يعدّ له اللواء علي مملوك مع الشيخ الغريب المعروف بعلاقته الوطيدة بالاستخبارات السورية وتردُّده مرارا على الداخل السوري بتسهيلات استثنائية. وكان المخطط يقضي باستهداف اللواء ريفي ورئيس هيئة العلماء المسلمين في لبنان الشيخ سالم الرافعي. واتفق مملوك مع الغريب على أن يقوم رئيس جهاز إستخبارات طرطوس بتحضير سيارتين في الداخل السوري وإرسالهما الى طرابلس ليهتم الشيخ الغريب بتجنيد العدد الكافي من الأشخاص لتنفيذ المهمة».

وتابع: «اتصل الغريب بحوري الذي كان يعمل سابقاً في مجال الاعلام في سورية وكان يعاني ضائقة مالية استغلّها المخططون كما قال ليجبروه على التعامل معهم عبر المشاركة في العملية، وكان من المقرر أن يلتقي حوري بالشيخ الغريب لتسجيل أوامره بالصوت بناء على طلب شعبة المعلومات، إلا أن الشيخ غريب لم يتصل به ونُفذ المخطط التفجيري قبل أن يتمكن حوري من تسجيل الحديث مع الغريب».

وحسب التقرير نفسه، تمّت مواجهة الشيخ الغريب برواية المخبر حوري المسجلة، إلا أن الغريب نفى في بداية الامر واتهم حوري بتلفيق القصة لان بينهما مشاكل مالية، ثم عاد الغريب واعترف بأنه كان في جو المخطط التفجيري لكنه لا يزال ينفي مسؤوليته عنه.

ووفق المعلومات، فإن المجموعة التي نفذت التفجيرين يتعدى عددها الـ 4. وفيما عممّت قوى الامن الداخلي رسماً تشبيهياً لسائق السيارة التي ركنت امام مسجد التقوى وذكرت انه مجهول الهوية، ذكرت «ام تي في» أن كاميرات المراقبة المحيطة بمسجد السلام ومنزل ريفي رصدت قبل وقوع الانفجار بوقت قصير، دراجة نارية حاولت الركون أمام منزل اللواء ريفي وكان عليها شخصان أخفيا القسم الأكبر من وجهيهما بالـ «كاسكيت» التي كانا يعتمرانها، وكأنهما كانا يقومان باختبار امني للأرض. ولما اصطدم راكبا الدراجة بممانعة أمن اللواء ريفي، حضرت السيارة المفخخة ورُكنت في الجهة المقابلة من منزله على بعد أمتار قليلة من مدخل مسجد السلام، ثم نزل السائق منها مسرعاً وركض أمتاراً قليلة الى مفرق (برانش كافي) حيث كانت بانتظاره هناك دراجة نارية أخرى لاصطحابه».

وفي موازاة الانهماك بهذا الملف، تم العثور على قنبلة قرب مسجد التقوى في طرابلس ما استدعى قيام الجيش بفرض طوق امني ليتبين ان القنبلة غير معدة للتفجير.

وفي سياق متصل، تم الاشتباه صباح امس بعبوّة في بلدة داريا في إقليم الخروب على الطريق التي يسلكها المدير العام لقوى الأمن الداخلي بالوكالة العميد ابراهيم بصبوص في اتجاه منزله في البلدة.

وبعد حضور الاجهزة الامنية وقطع الطريق، اتضح أنّ الجسم المشتبه فيه كناية عن علبتين موصولتين بأسلاك كهربائية وجهاز «يو بي أس»، لكنهما لا تحتويان على مواد متفجّرة.

يُذكر أنّه تمّ اكتشاف عبوّة كناية عن إصبع ديناميت كبير غير معدّ للتفجير على الطريق نفسِها قبل نحو عشرة أيام، علماً أن العميد بصبوص حرص على نفي المسألة والتقليل من أهميّتها.

وجاءت هذه التطورات غداة الاعلان عن ان مخابرات الجيش ألقت القبض ليل الثلاثاء على الخلية المتهمة باطلاق صاروخيْن من بلونة في 21 يونيو سقط احدهما بين منطقتيْ الجمهور وبسوس وانفجر قبل بلوغه «الهدف» نتيجة اصطدامه بكابل للتوتر العالي في حين لم ينطلق الثاني بفعل عطل تقني، وسط تقديرات في حينه رجّحت ان الصاروخين كانا يستهدفان القصر الرئاسي في بعبدا ومقرّ وزارة الدفاع في اليرزة، من دون إخراج الضاحية الجنوبية لبيروت من «لائحة الاهداف» المحتملة هي التي كانت تلقّت في 26 مايو صاروخين أطلقا من منطقة عيتات (عاليه).
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي