القصور والمطارات الستة ومنصات الصواريخ ومراكز القيادة والسيطرة والفرقة الرابعة والحرس الجمهوري

ضرب سورية ... أين ولماذا؟

تصغير
تكبير
| واشنطن، لندن، دمشق - «الراي» |

تسارعت الاستعدادات الاميركية والبريطانية في البحر المتوسط والدول الحليفة في منطقته، لتوجيه ضربة عقابية ضد دمشق على استخدامها السلاح الكيماوي في الغوطة الشرقية بمشاركة دول اخرى. وفي المقابل، تعهد وزير الخارجية السوري وليد المعلم بالدفاع بوسائل «تفاجئ» الجميع، غير انه نفى ان يكون الرئيس بشار الاسد قد هدد باشعال ابار النفط في الخليج انتقاما لاي هجوم اميركي، وشكك في حصول مثل هذا الهجوم من الاساس.

واكد وزير الدفاع الاميركي تشاك هيغل ان الجيش الاميركي مستعد للتحرك اذا امر الرئيس باراك اوباما بذلك، وذلك بعد ان قدم وزير الخارجية جون كيري اسباب هذا التدخل في كلمة له تردد انها تسبق خروج اوباما على الشعب الاميركي ليعلن عن توجيه الضربة.

واعتبر كيري ان الهجوم الكيماوي في الغوطة يذهب ابعد من الصراع في سورية، مضيفا ان الهجوم كان «استخداما عشوائيا وواسع النطاق لاسلحة قرر العالم المتحضر الا يستخدمها ابدا منذ فترة طويلة».

وقال كيري انه بناء على تعليمات أوباما عمل على اجراء الاتصالات بعدد كبير من نظرائه حول العالم لحشد التأييد لعمل مشترك في سورية.

وذكرت شبكة «سي ان ان» الاخبارية الاميركية ان 4 مدمرات اصبحت جاهزة في المتوسط لتسديد ضربة صاروخية الى قوات الاسد، في حين اشارت معلومات صحافية اخرى الى ان واشنطن طلبت من اليونان استخدام قاعدتين على اراضيها في الضربة المحتملة ونشرت طائرات حربية في قاعدة بريطانية في قبرص.

وذكرت وكالة «رويترز» ان الدول الغربية أبلغت المعارضة السورية بأنها ستوجه ضربة لسورية خلال أيام.

وفي لندن، استدعى رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون مجلس العموم من عطلته الصيفية لعقد جلسة خاصة بشأن سورية تتضمن تصويتا على قرار حول المشاركة في عمل عسكري.

ويرغب كاميرون بالظهور أنه هو صاحب المبادرة لتوجيه الضربة، على عكس سلفه طوني بلير الذي أجمع الرأي العام البريطاني والعالمي على أنه كان منجراً وراء الرئيس الأميركي السابق جورج بوش في الحرب على العراق في 2003، لدرجة دفعت الكثير من المعلقين لاتهام بلير بأنه تصرف مع بوش تماماً «ككلب البودل» على نحو لا يليق برئيس وزراء قوة عظمى مثل المملكة المتحدة.

في هذه الأثناء وجنباً إلى جنب مع توفير الشرعية الدستورية أو القانونية لاستخدام الجيش في عمل عسكري على الساحة الدولية، أعلن أمس أن الجيش البريطاني يعكف على وضع المخططات العاجلة لتوجيه الضربة العسكرية لسورية، وأوضح متحدث باسم رئاسة الوزراء أن «أي عملية عسكرية ستكون مصممة على أساس أنها عملية ردع ضد احتمال تكرار استخدام الأسلحة الكيماوية من جانب نظام حكم الأسد وحتى آخرين في العالم».

ويرى مراقبون سياسيون في بريطانيا أن كاميرون سيكون قادراً على تمرير مشروع القرار بضرب سورية في مجلس العموم غدا، خاصة وأن الليبراليين الديموقراطيين، لم يُظهروا أي معارضة لتوجيه الضربة العسكرية.

ونشرت وزارة الدفاع الاسرائيلية رسما بيانيا للاهداف المتوقعة للضربة واماكن انطلاق الطائرات او الصواريخ لتوجيهها. وشمل الرسم اهدافا في دمشق وحمص وحماه وحلب وغيرها.

واستبعدت اسرائيل ان يعمد «حزب الله» او حتى نظام الاسد الى توجيه ضربات انتقامية ضدها، رغم التنسيق بينها وبين الولايات المتحدة حيث زار وفد من كبار مسؤوليها برئاسة مستشار الأمن القومي يعقوب عميدرور مساء اول من امس البيت الابيض واجتمع بمستشارة الأمن القومي سوزان رايس.

وقدّر محلّلون إسرائيليون أنّ الهجوم الأميركي قد يبدأ في غضون ساعات لكنّ هذه المهلة قد تُمدَّد بسبب طلب الكونغرس أن يكون مُطَّلعًا على تفاصيل الهجوم قبل بدايته. كذلك، توقع هؤلاء أنّ تنضم الى التحالف الدولي فرنسا وتركيا، وربما ألمانيا أيضًا.

ونقلت شبكة «سي بي اس» الأميركية أنّ أوباما أوعز إلى مستشاريه للأمن القومي أن يجهّزوا تقريرًا مفصًّلا يشمل القرائن التي تبرّر ردًّا أميركيًّا بعد المجزرة الكيماوية. ووفقًا للشبكة، سيُنشَر التقرير خلال يومَين، وسيشمل أيضًا تبريرات قانونية، إذ سيجري التشديد بشكل خاصّ على انتهاك معاهدة جنيف.

وعرضت صحيفة «ديلي ميل» البريطانية أبرز السيناريوهات المتوقعة في حال تمت مهاجمة سورية. ولفتت إلى أن قادة الجيشين الأميركي والبريطاني يفضلون الخوض في عملية محدودة من خلال استخدام سلاح يمكن التحكم به عن بعد، مشيرة إلى أن العملية ستكون مخصصة فقط لتعطيل قدرات الأسد لاستخدام السلاح الكيماوي.

ونقلت الصحيفة عن خبراء عسكريين قولهم إن «من المتوقع أن تكون الضربة العسكرية الموجهة لسورية قصيرة ربما لا تقل عن 24 ساعة ولا تزيد على 48 ساعة وسيتم خلالها ضرب قصور رئاسية واماكن سكن رموز نظام الأسد، ومطارات ومنظومة الدفاع الجوي، وخنادق يتم استخدامها للقيادة والتحكم، إضافة إلى مبان حكومية ووسائل اتصالات ومواقع صواريخ سلاح الجو التابع للأسد وسكن الفرقة الرابعة والحرس الجمهوري».

واشار الخبراء إلى أن الهدف الأخير في بنك الأهداف هو طائرات سلاح الجو السوري التي قامت في الآونة الأخيرة بتوفير التفوق الكبير لجيش النظام ضد المعارضة، لافتين إلى أن ضربة كهذه من شأنها أن تضعف وبشكل جوهري قوة النظام وتوفر دعماً بشكل أو بآخر لقوات المعارضة.

وتحدثت الصحيفة عن شكل الضربة، متوقعة أن تكون من خلال السفن الحربية والغواصات المتمركزة في الشرق الأوسط أو في دول الخليج، إضافة إلى استخدام بعض الطائرات المقاتلة الموجودة في إحدى الدول العربية القريبة من الحدود السورية، في إشارة إلى الأردن.

وتحدثت تكهنات في واشنطن عن ان قوات النخبة التي اقدمت على شن الهجوم الكيماوي في الغوطة ستكون عرضة للضربة الاميركية، وكذلك المطارات الستة التي يستخدمها الأسد، ومنصات اطلاق الصواريخ الباليستية، ومراكز «القيادة والسيطرة» التابعة لقواته.

وعلمت «الراي» ان اجهزة الاستخبارات الاميركية التي تراقب سورية بشكل متواصل عبر الاقمار الاصطناعية، رصدت تحركا من احد المستودعات الكيماوية التابعة للنظام قبل نصف ساعة من وقوع هجوم الغوطة. كما تحدثت المصادر الاميركية عن تثبيت اماكن الاطلاق والوحدات العسكرية السورية التي اطلقتها، والتي يعتقد ان من بينها قوات تنتمي للفرقة الرابعة بأمرة ماهر الاسد شقيق بشار.

وفي الرياض، طالب وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل المجتمع الدولي باتخاذ موقف «حازم وجاد» ضد النظام السوري. وقال في تصريحات نقلتها وكالة الانباء الرسمية انه بعد «استخدام السلاح الكيماوي المحرم... بات الامر يتطلب موقفا دوليا حازما وجادا لوقف المأساة الإنسانية للشعب السوري خصوصا وأن النظام السوري فقد هويته العربية ولم يعد ينتمي بأي شكل من الأشكال للحضارة السورية التي كانت دائما قلب العروبة».
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي