الضربة العسكرية لسورية من منظور استراتيجي كويتي لن تؤدي الى «نتائج كارثية» والنظام سيمتصها بـ«بروباغندا»

تصغير
تكبير
| كتب باسم عبدالرحمن |

هل هناك ضربة عسكرية لسورية، وكيف ستكون؟

بين التأكيد والترقب، شدد خبيران كويتيان على أن الضربة قد تكون محدودة وعلى غرار «عملية جراحية» وفي حين ذهب الخبير العسكري والملحق العسكري الأسبق لدى الولايات المتحدة اللواء متقاعد فهد الشليمي الى أن الولايات المتحدة هي من سيقود الضربة، أعرب اللواء متقاعد سالم مسعود عن اعتقاده أن الضربة ستكون «بالواسطة» نيابة عن الولايات المتحدة، مرجحا مشاركة اسرائيل بها وبنسبة مئة في المئة. أما عن الرد السوري على الضربة، فأكد الشليمي ان السوريين سيمتصون العملية العسكرية ضدهم، وسيستغلون الموقف من أجل صناعة «بروباغندا» تصفهم بانهم أبطال، في حين استبعد مسعود أي نتائج كارثية للضربة، وأكد عدم مشاركة ايران و«حزب الله» اللبناني في عملية الرد.

فقد توقع الشليمي ان تلجأ الولايات المتحدة في ضربتها العسكرية المحتمل توجيهها إلى سورية، إلى تكرار طريقة «ثعلب الصحراء» التي لجأت اليها في ضربتها العسكرية للعراق عام 1995 التي قامت خلالها بضرب مواقع تابعة لحزب البعث العراقي وبعض محطات الرادارات العراقية، متوقعا أن تستغرق الضربة بين 24 الى 48 ساعة على اقصى تقدير.

وقال الشليمي لـ«الراي» إن «السيناريو ذاته قد يكون متكررا، فكلمات وزير الخارجية السوري وليد المعلم، هي الكلمات نفسها التي كان يرددها وزير خارجية نظام صدام حسين طارق عزيز».

واكد الشليمي ان «العقيد العسكرية الاميركية بعدما دخلت الولايات المتحدة عددا من الحروب في منطقة الشرق الاوسط وخرجت منها دائما بمشكلات اكبر تجعلها لا تقبل المغامرة من خلال عمليات انزال للجنود المشاة في ضربتها العسكرية لسورية بل ستلجأ للضربات الجراحية».

وأشار الشليمي الى ان «التلويح بالقوة يعتبر احد مصادر القوة في آن واحد، لاجبار الطرف الاخر على الجلوس الى طاولة المفاوضات، لأن أي ضربة يتوقع ان تليها مبادرة ديبلوماسية من الطرف الآخر لوضع عدد من الحلول السياسية والديبلوماسية، كون الضربة العسكرية ليست نهاية المطاف او زبدة الحل».

ولفت الشليمي الى ان «الولايات المتحدة والغرب وقعا في حيرة من امرهما حيال مصالحهما ومبادئهما الديموقراطية والانسانية أمام شعوبهما».

ونفى الشليمي تكرار سيناريو العراق في وجود قوات أميركية مستمرة الى الان، «لان الاميركيين لا يريدون الدخول الى أي منطقة بقواتهم البرية، وان كان هناك سبب للدخول فسيكون فقط لحماية مصادر الاسلحة غير التقليدية، اي الكيماوية».

وعن احتمال مشاركة حلف «الناتو» في الضربة العسكرية المحتملة ضد سورية، افاد الشليمي ان «بريطانيا وفرنسا من دون شك تتبنيان موقفا متشددا تجاه الجانب السوري، خصوصا فرنسا، لان العالم الغربي وقع حائرا بين مصالحه في ترك سورية وشأنها وغض الطرف الى ان يتم عقد مؤتمر جنيف الدولي لوضع حلول سياسية ديبلوماسية، وبين ما حدث من جريمة ابادة بشرية طالعها العالم عبر وسائل الاعلام المختلفة».

وأكد ان «حكومات الغرب تريد ان ترضي مواطنيها وجمعيات حقوق الإنسان في الداخل الاوروبي بعدم القبول بانتهاك حقوق الانسان».

وشدد على ان «اميركا ستلجأ لضربات محددة لمواقع محددة في القيادة والسيطرة والدفاع الجوي وبعض المطارات»، متوقعا ان «يكون من ارتدادات هذه الضربة عدم قيام سورية باستهداف مناطق عربية ولا اسرائيلية حتى لا تدخل اسرائيل كطرف في النزاع، بل من المعتقد أن السوريين سيمتصون الضربة وادعاء خروجهم أقوى لعمل (بروباغندا) يصورن انفسهم من خلالها على أنهم ابطال» مثلما حدث مع نظام صدام حسين».

من جانبه استبعد اللواء مسعود قيام الولايات المتحدة بتوجيه ضربة عسكرية الى النظام السوري «لانها مازالت عالقة ببعض المشكلات في مناطق اخرى».

وقال مسعود لـ«الراي» ان «هناك من سيقوم بتوجيه الضربة العسكرية نيابة عن الجانب الاميركي، خصوصا اسرائيل المحتمل مشاركتها في هذه الضربة بنسبة تفوق مئة في المئة».

واضاف ان «لأميركا حلفاء كثيرين قد يقومون بهذه الضربة، طالما توافقت معها الدول العظمى الاخرى التي لها مصالح بالمنطقة».

واوضح مسعود ان «الضربة العسكرية المحتملة ستكون من خلال استخدام صواريخ لاهداف محددة للحد من القدرات العسكرية السورية، بعد الاتفاق مع الدول الكبرى وفي مقدمتها روسيا والصين اللتان تعارضان اي عمل عسكري، سياسيا، لان السياسية الخارجية لهذه الدول لايتم الاخذ بها لانهم جميعا اصحاب مصالح في المنطقة».

واكد مسعود انه اذا كانت هناك موافقة على عمل عسكري ضد سورية فسيكون بموافقة الدول العظمى جميعا ولهدف محدد معين، «خصوصا ان الجانب الاميركي لم ينته من ملف العراق حتى يفتح جبهة اخرى جديدة في الجانب السوري، ما قد يؤدي لتشتيت جهده ونفور الشعب الاميركي من فكرة وجود غالبية جنوده خارج الولايات المتحدة الاميركية».

وقال مسعود ان «اللجوء لاستخدام الصواريخ دون استخدام سلاح الطيران حيال الضربة العسكرية يأتي نتيجة لتحديد أهداف معينة في الداخل السوري».

واضاف ان «اسرائيل ستشارك في هذه الضربة، بحسب ما أرى، وهي مستعدة لتوجيه ضربة لاي منطقة عربية بلا شك».

واستبعد مسعود ان يتم اللجوء الى تركيا في توجيه اي ضربة عسكرية «بل من المحتمل توجيه الضربات بالصواريخ من قواعد اميركية متواجدة في عدد من الدول الغربية مثل المانيا وقبرص او عبر القواعد الموجودة في البحر الابيض المتوسط».

ولفت مسعود الى ان «الغرب نجح في خلق فرقة وسط الدول العربية والاسلامية من خلال الاحزاب والمذاهب والفرق الدينية المتعدد،ة لضمان تشتتنا وعدم توحدنا ضدهم لمجابهة الغرب».

وشدد مسعود على ان «ما يجري على الساحة الان وما تتداوله وكالات الانباء ما هو الا اقتراحات واحتمالات الى الان لمن يريد ان يجد له مكانا في السلطة، لان منطقة الشرق الاوسط هي الاكثر حيوية في العالم بأسره وتقع ضمن ما يسمى استراتيجيا (منطقة قلب العالم)، الذي يتحكم في الارض علاوة على انها كانت مهبط الديانات السماوية جميعا وتمتلك ايرادات طبيعية مختلفة».

وقلل مسعود من «امكانية وقوع حرب كارثية في المنطقة جراء الضربة العسكرية المحتملة ضد سورية، وامكانية مشاركة ايران و(حزب الله) في الجانب الاخر مع الجانب السوري»، مؤكدا ان العديد من دول العالم، لا سيما روسيا والصين تعارض القيام بأي عمل عسكري لانه ضد مصالحها في المنطقة.



الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي