| مشعل الفراج الظفيري |
كيف تريدون للإسلام أن تعود أمجاده وقد تفرق أهله جماعات وأحزابا...؟ كيف تريدون للإسلام أن يحترمه الغرب وقد تطاول فيه التافهون والعاميون على علمائه؟! كيف تريدون للعالم أن يحترم العربي المسلم وهو في سفره يضرب أروع الأمثال في الفوضى والإزعاج ؟
اليوم نشط مشايخ الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي وصاروا يمشون بين الناس يحدثونهم ويفتون لهم دون سابق علم شرعي أصيل... صاروا ينظرون لهم في كل حدث فأصبحوا سياسيين من الطراز الأول فلا قياس لمصلحة ولا مفسدة وكل همهم الهجوم على الحكام وولاة الأمر ولا أخفيكم أنهم محقون في ذلك.. لكن السؤال من المسؤول عن دماء الأبرياء إذا ما سلمنا بأن الحكام طغاة؟
يا عرابي الآيفون هل خرج موسى على فرعون مباشرة أم أمهله الله مراراً وتكراراً وهو الكافر المتجبر ومع ذلك أمر الله موسى وأخاه هارون عليهما السلام أن يقولا له قولاً ليناً... اليوم على ساحتنا الدينية غاب صوت العقل وساد منطق الجهل والحماسة فصارت الدول الإسلامية مرتعاً للفوضى والقلاقل فأزهقت الأرواح البشرية أكثر من الغنم والماعز... مالكم كيف تحكمون.
نعلم يقيناً بجور بعض الحكام، ونعلم يقيناً أن الناس مضطهدة، ولكن ديننا الحنيف أوصانا بالصبر والتحمل ليس تشجيعاً على الخوف أو الخنوع ولكن حفاظاً على المصلحة العامة التي تحقن الدماء... اليوم نسمع عن كلمات ليس لها محل من الدلالة فيقول بعضهم الجامية وهو لا يعلم أن الانتساب للشيخ محمد أمان الجامي شرف لا يدعونه، ومفخرة كبيرة لهم فالشيخ الجامي يرحمه الله أشاد به الشيخ ابن باز والشيخ الألباني يرحمهما الله وكان الشيخ الجامي يشتهر بعفة لسانه وعفوه..
وهناك من يردد كلمة المداخلة في إشارة منه إلى أن بعض مشايخ الدين يداهنون الحكام ويدافعون عنهم كما كان يفعل الشيخ ربيع المدخلي. وهذا والله افتراء وظلم فالشيخ ربيع المدخلي يرحمه الله من طلاب الشيخ الجامي ولم تكن مدرستهم التي نهلا منها العلوم الشرعية توصي بمداهنة أي حاكم ولا حتى مجاملة الظالم الا أنهم تمسكوا بتعاليم دينهم الحنيف وعملوا به دون تحريف أو تشدد.
فرسولنا عليه أفضل الصلاة والسلام نهى عن الخروج على الحاكم لكثرة ما فيه من مفاسد، ونهى كذلك عليه أفضل الصلاة والتسليم عن التحزب، وها نحن اليوم نرى التحزب أنواعاً وألواناً كثيرة كلها بهدف الوصول إلى السلطة.. الشيخ ربيع المدخلي قال عنه الشيخ ابن باز إنه من خيرة أهل السنة والجماعة.. باختصار مشكلة الشيخين الجامي والمدخلي أنهما كانا يحاربان أهل البدع الذين كثروا اليوم بيننا وصاروا يتسيدون الساحة الدينية مع كل أسف وهم أجهل الناس بالعقيدة والعلوم الشرعية، وكل ما في الأمر أنهم حازوا على درجة الدكتوراه في أحد فروع العلوم الفقهية فظنوا أنهم من أصحاب الفضيلة!
انظروا لسيرة الجامي والمدخلي وانظروا لمؤلفاتهما لتعرفوا قزم مهاجميهما ومنتقديهما.. وانظروا لزمانهم الذي كانت فيه الفتنة تستحي أن يظهر رأسها وانظروا لزماننا وكثرة ما به من فتن لتعرفوا حجم المأساة التي نعيشها.. اللهم سلم سلم.
****
إضاءة:
الإمام أحمد بن حنبل سجن ثمانية وعشرين شهراً لأنه رفض فكرة خلق القرآن وخالف المعتزلة في ذلك.. ومع ذلك كان يقول يرحمه الله لو كانت لي دعوة مستجابة لادخرتها للحاكم... لو سجن أحد مشايخ الفضائيات لسبب تافه فما هو رده؟!
[email protected]
Twitter : meshalalfraaj