نادية الصرعاوي / الاعتداءات في المدارس

تصغير
تكبير

منذ ايام تعرض ابني الصغير مبارك وهو في المرحلة الابتدائية إلى اصابة في عينه من زميل له بالفصل نفسه، وذلك حصل بعد تهديده لابني اكثر من مرة ومنذ بداية العام، الا انني لم احاول تضخيم الموضوع واعتبرتها مجرد شقاوة اولاد، لا تتعدى حدود فرد العضلات، واستعراض الصبية لبعض قدراتهم الجسمانية، ولكن عدم مبالاتي وسكوتي عن هذا الموضوع ادت إلى تطاول ذلك الطفل على ابني وبعد مشاجرة كلامية والفاظ بدأها ذلك الصبي تطور الامر إلى تشابك بالايدي جرى على اثر اصابة عين ابني، وتلقيت اتصالا من الاخصائية الاجتماعية التابعة للمدرسة تطلب مني الحضور لاخذ ابني إلى الطبيب وبالفعل اخذت ابني وتمت المراجعة بين مستشفى الجهراء ومستشفى البحر للعيون، غاب ابني خلال تلك الفترة عن المدرسة اسبوعا والحمد لله انه في هذه المرة سلمت الجرة وعاد ابني للانتظام مرة اخرى في الدراسة بعد شفاء عينه، واخذ تعهد على والد الطفل في مخفر المنطقة بعدم التعرض مرة اخرى لابني او غيره، ولكن ما يؤرقني ويؤرق الكثير من الاسر هذا العنف كله في المدارس، لماذا وإلى متى؟ ولا تكاد تخلو صحيفة يومية من مثل هذه القصص العجيبة الغريبة، حتى ان الصحف طالعتنا اخيرا بحادث اعتداء على معلمين فاضلين على يد ولي امر طالب فاشل! فأين قدر المعلم؟ والذي قال عنهم الرسول صلى الله عليه وسلم ورثة الانبياء، واين نحن من قول الشاعر: «قم للمعلم وفه التبجيلا... كاد المعلم ان يكون رسولا» واين طلبتنا من القول «ومن علمني حرفا صرت له عبدا» حتى ان الشيخ جابر الاحمد الصباح رحمه الله قال في يوم المعلم «كم تمنيت ان اكون معلما» فأين دور وزارة الاعلام في اعادة تربية النشء، واين دور الارشاد، وما دور المدرسة في عقد الندوات التي تحارب العنف في مدارسنا، واين الادارة الصحيحة ومراقبة الطلبة في كل الاوقات وجميع الممرات، واين دور الاسرة في تربية الابناء؟

فكم من طالب راح ضحية حوادث العنف المدرسي، وكم من معلم اهدرت كرامته، وكم من مدرسة اهين اسمها الذي اطلقته وزارة التربية تيمنا بأناس افاضل سواء من العصر الاسلامي، او من اهل الكويت ممن كان لهم الدور الكبير في بناء هذه النهضة الحديثة والتاريخ المشرف.


نادية الصرعاوي

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي