عمال وحراس يحلّون محل موظفي السجلات وفنيي الأشعة «المزرقين»
«الدوبلير»... في مستشفيات حكومية

عامل يحل محل موظف الملفات

عامل نظافة في دور موظف الاستقبال

حارس أمن يستخرج نموذج الوصفة الطبية







| كتب عبدالله راشد |
سمعنا كثيرا عن استعانة الممثلين بـ «دوبلير» يتسم بمميزات جسدية تتيح له القيام بالمشاهد الصعبة التي يصعب على البطل القيام بها لخطورتها، ولكن ان نسمع عن هذا «الدوبلير» في إطار العمل اليومي الذي يقوم به الموظفون في الجهات المختلفة فهذا ما لم ير إلا في بعض جهات العمل بالكويت.
«الدوبلير المقصود» هو ببساطة شديدة، عامل يقوم بمهمة عمل منوطة بموظف حكومي رسمي دون مقابل، خدمة لهذا الموظف وتسترا عليه بعد ان «زرّق» نظير علبة سجائر أو عصير أو حلوى أو في أفضل الأحوال مقابل 5 دنانير.
قد لا يتصور البعض هذا الأمر، لكنه بات واقعا مريرا تعيشه غالبية مستشفيات وزارة الصحة ومراكزها، في ظل انعدام الضمير والرقابة وغياب المحاسبة وضياع المسؤولية الشخصية تجاه الوطن والمواطن، مما شجع عددا كبيرا على الاستفادة من هذا العامل «الدوبلير» الذي يعمل بكد وجهد، باستغلال وجوده الدائم في العمل لخشيته من الاستغناء عنه، فقاموا بتكليفه بأداء مهماتهم.
«الراي» جالت في عدد من المستشفيات لرصد هذه الظاهرة وتسليط الضوء عليها عن قرب خاصة بعدما اشتكى غير مراجع من هذه الظاهرة، واستشرائها في عدد من المستشفيات والمراكز الصحية، اذ يتنوع عمل هؤلاء العمال والحراس وينوبون عن موظفي الوصفات الطبية وفنيي الأشعة ومساعدي الصيادلة، وبعضهم بات يحفظ حتى أسماء الأدوية ورموزها بسبب طول الممارسة، وأخيرا يأتي حامل الأختام الذي يؤتمن على ختم الأقسام وفي أحيان ختم المركز الصحي.
انتقلت «الراي» إلى احد المستشفيات سالكة درب البحث والتنقيب عن الحقائق لكنها لم تجد صعوبة في العثور عن مرادها، لأنها أطلت بعنقها بمجرد وصولنا إلى قسم استقبال المرضى.
وعندما وصلت «الراي» وجدت في الاستقبال العامل المستخدم في الحراسة يقوم بمنح نموذج وصفات العلاج وصرف الأرقام للمراجعين، وبسؤاله عن الموظف أجاب بأنه «يدخن خارج المستشفى وسيعود بعد قليل، وأنا -والكلام هنا للعامل- أحل محله في توزيع الأرقام وإصدار نماذج وصفات العلاج للدخول على الطبيب».
وبعد انتظار دام لأكثر من ساعة، كان الحارس لا يزال يمارس مهنته الجديدة في توزيع نماذج وصفات العلاج وتوزيع الأرقام على المراجعين، ولا أثر للموظف المختص، عندها سألت «الراي» عن الموظف من جديد، فأجاب هذه المرة: لم يأت حتى هذه اللحظة ولم أقل لك ذلك بداية خشية على الموظف لكي لا يتم الشكوى بحقه، وأنا اعتدت العمل نيابة عنه، فأنا أعمل حارسا للأمن وليس مطلوبا مني سوى الجلوس ومراقبة الأمور، وأنا أقوم بدور الموظف تطوعا لأنه وخلال تغيير الدوامات وبدء النوبة الجديدة قد يتأخر أحيانا ويصادف وجود عدد من المراجعين مما يجعلني أقوم بتسهيل أمورهم، وهو في الحقيقة يثمن لي ذلك ويشكرني عليه دائما».
وتوجهت «الراي» بعد ذلك إلى أحد المباني المجاورة في منطقة صحية لتجد أن من يستقبلها في قسم الأشعة عامل النظافة، وبالاستفسار منه عن سبب وجوده لم تختلف إجابته عن إجابة سابقه: «مسؤول ما يجي... الحين بدل دوام»، وهو يقصد ان الموظف لم يداوم بعد، وان هنالك تبديلا في النوبات، وقام هذا العامل بالفعل بمنح إحدى السيدات رقما للانتظار للدخول الى فني الأشعة.
ويقول سيف الاسلام - وهذا اسمه - «انني اعمل في هذا القسم منذ سنتين، واعرف جميع الموظفين، واعرف ما يقومون به من أعمال حتى أن مسؤولي في شركة النظافة أراد نقلي الى العمل في وزارة أخرى وقام مسؤول القسم بالاعتراض من اجل إبقائي هنا، وأنا سعيد بالعمل هنا خصوصا أن الموظفين يقومون بمساعدتي وتجميع مبلغ من المال لي بين فترة وأخرى».
وعلى الصعيد نفسه، تظل الملفات في أيد أمينة، إذ يقوم عامل بنغلاديشي بتوزيعها على المراجعين الذين لا يفرقون بينه وبين الموظف الرسمي في العمل، وهذا الأمر لا يعنيهم كونهم يريدون قضاء حاجاتهم وانهاء معاملاتهم بالسرعة المطلوبة.
وهذه الحال لا تقتصر على وزارة الصحة، بل تمتد لتشمل معظم الجهات الحكومية، اذ يستعين الموظفون بهؤلاء البسطاء في انجاز أعمالهم دون رادع من ضمير او خشية من الله في ان يحصلوا على راتب لم يتعبوا فيه، إلا أن وزارة الصحة تنال نصيب الأسد من هذه الظاهرة الجلية للعيان إلا ان الأمل باق في صحوة ضمائر الموظفين الذين يستعينون بهذا «الدوبلير»... متى؟ هذا في علم الغيب.
سمعنا كثيرا عن استعانة الممثلين بـ «دوبلير» يتسم بمميزات جسدية تتيح له القيام بالمشاهد الصعبة التي يصعب على البطل القيام بها لخطورتها، ولكن ان نسمع عن هذا «الدوبلير» في إطار العمل اليومي الذي يقوم به الموظفون في الجهات المختلفة فهذا ما لم ير إلا في بعض جهات العمل بالكويت.
«الدوبلير المقصود» هو ببساطة شديدة، عامل يقوم بمهمة عمل منوطة بموظف حكومي رسمي دون مقابل، خدمة لهذا الموظف وتسترا عليه بعد ان «زرّق» نظير علبة سجائر أو عصير أو حلوى أو في أفضل الأحوال مقابل 5 دنانير.
قد لا يتصور البعض هذا الأمر، لكنه بات واقعا مريرا تعيشه غالبية مستشفيات وزارة الصحة ومراكزها، في ظل انعدام الضمير والرقابة وغياب المحاسبة وضياع المسؤولية الشخصية تجاه الوطن والمواطن، مما شجع عددا كبيرا على الاستفادة من هذا العامل «الدوبلير» الذي يعمل بكد وجهد، باستغلال وجوده الدائم في العمل لخشيته من الاستغناء عنه، فقاموا بتكليفه بأداء مهماتهم.
«الراي» جالت في عدد من المستشفيات لرصد هذه الظاهرة وتسليط الضوء عليها عن قرب خاصة بعدما اشتكى غير مراجع من هذه الظاهرة، واستشرائها في عدد من المستشفيات والمراكز الصحية، اذ يتنوع عمل هؤلاء العمال والحراس وينوبون عن موظفي الوصفات الطبية وفنيي الأشعة ومساعدي الصيادلة، وبعضهم بات يحفظ حتى أسماء الأدوية ورموزها بسبب طول الممارسة، وأخيرا يأتي حامل الأختام الذي يؤتمن على ختم الأقسام وفي أحيان ختم المركز الصحي.
انتقلت «الراي» إلى احد المستشفيات سالكة درب البحث والتنقيب عن الحقائق لكنها لم تجد صعوبة في العثور عن مرادها، لأنها أطلت بعنقها بمجرد وصولنا إلى قسم استقبال المرضى.
وعندما وصلت «الراي» وجدت في الاستقبال العامل المستخدم في الحراسة يقوم بمنح نموذج وصفات العلاج وصرف الأرقام للمراجعين، وبسؤاله عن الموظف أجاب بأنه «يدخن خارج المستشفى وسيعود بعد قليل، وأنا -والكلام هنا للعامل- أحل محله في توزيع الأرقام وإصدار نماذج وصفات العلاج للدخول على الطبيب».
وبعد انتظار دام لأكثر من ساعة، كان الحارس لا يزال يمارس مهنته الجديدة في توزيع نماذج وصفات العلاج وتوزيع الأرقام على المراجعين، ولا أثر للموظف المختص، عندها سألت «الراي» عن الموظف من جديد، فأجاب هذه المرة: لم يأت حتى هذه اللحظة ولم أقل لك ذلك بداية خشية على الموظف لكي لا يتم الشكوى بحقه، وأنا اعتدت العمل نيابة عنه، فأنا أعمل حارسا للأمن وليس مطلوبا مني سوى الجلوس ومراقبة الأمور، وأنا أقوم بدور الموظف تطوعا لأنه وخلال تغيير الدوامات وبدء النوبة الجديدة قد يتأخر أحيانا ويصادف وجود عدد من المراجعين مما يجعلني أقوم بتسهيل أمورهم، وهو في الحقيقة يثمن لي ذلك ويشكرني عليه دائما».
وتوجهت «الراي» بعد ذلك إلى أحد المباني المجاورة في منطقة صحية لتجد أن من يستقبلها في قسم الأشعة عامل النظافة، وبالاستفسار منه عن سبب وجوده لم تختلف إجابته عن إجابة سابقه: «مسؤول ما يجي... الحين بدل دوام»، وهو يقصد ان الموظف لم يداوم بعد، وان هنالك تبديلا في النوبات، وقام هذا العامل بالفعل بمنح إحدى السيدات رقما للانتظار للدخول الى فني الأشعة.
ويقول سيف الاسلام - وهذا اسمه - «انني اعمل في هذا القسم منذ سنتين، واعرف جميع الموظفين، واعرف ما يقومون به من أعمال حتى أن مسؤولي في شركة النظافة أراد نقلي الى العمل في وزارة أخرى وقام مسؤول القسم بالاعتراض من اجل إبقائي هنا، وأنا سعيد بالعمل هنا خصوصا أن الموظفين يقومون بمساعدتي وتجميع مبلغ من المال لي بين فترة وأخرى».
وعلى الصعيد نفسه، تظل الملفات في أيد أمينة، إذ يقوم عامل بنغلاديشي بتوزيعها على المراجعين الذين لا يفرقون بينه وبين الموظف الرسمي في العمل، وهذا الأمر لا يعنيهم كونهم يريدون قضاء حاجاتهم وانهاء معاملاتهم بالسرعة المطلوبة.
وهذه الحال لا تقتصر على وزارة الصحة، بل تمتد لتشمل معظم الجهات الحكومية، اذ يستعين الموظفون بهؤلاء البسطاء في انجاز أعمالهم دون رادع من ضمير او خشية من الله في ان يحصلوا على راتب لم يتعبوا فيه، إلا أن وزارة الصحة تنال نصيب الأسد من هذه الظاهرة الجلية للعيان إلا ان الأمل باق في صحوة ضمائر الموظفين الذين يستعينون بهذا «الدوبلير»... متى؟ هذا في علم الغيب.