لقاء الراي / شددوا على رفض العنف وإعطاء الفرصة لثورات الربيع العربي لتقييمها
شباب القوى السياسية: اتفاق على الديموقراطية وخلاف على تجربة الإسلاميين في السلطة

عبدالغفور

عثمان العثمان

أسامة الشاهين

بشار الصايغ

الناشطون الاربعة «في لقاء الراي»









| إعداد باسم عبدالرحمن |
اختلف عدد من شباب القوى السياسية في تحديد ما يجري في المنطقة العربية من أحداث متسارعة، خاصة بشأن مشروع الحكم الاسلامي، عقب الاطاحة بنظام الاخوان المسلمين في مصر، واقصاء الرئيس المعزول محمد مرسي، ذلك المشروع الذي سرق الأضواء فكان موضع الخلاف الأكبر في الجدل، وتركز على تجرية التيارات الإسلامية في ظل ثورات الربيع العربي.
واكد شباب القوى السياسية خلال «لقاء الراي» التلفزيوني مساء الاول من امس، على رفضهم للعنف المفرط من جميع الاطراف المتنازعة، وضرورة الحرص على التجربة الديموقراطية والقبول بها وتقييمها.
واعتبر امين سر التحالف الوطني الديموقراطي بشار الصايغ، أن الحكم الاسلامي في السودان لم يشهد تطورا او تنمية، وانقسم البلد سودانين، وارتكبت مجزرة دارفور، مشيرا إلى أن العنف جزء من فلسفة بعض التيارات الاسلامية، إلا فيما ندر ولها تاريخ في هذا الجانب، لافتا إلى أن التصريحات الإيرانية الرسمية كلها ضد الجيش والحكومة المصرية، والاتحاد الاوروبي علق مساعداته العسكرية للجيش المصري.
وأعرب النائب في مجلس 2012 المبطل أسامة الشاهين، عن اعتقاده أن الشعوب العربية كانت قد اختارت التيارات الإسلامية وفق طريقة ديموقراطية، بعد أن شاركت تلك التيارات منذ اللحظة الأولى لثورات الربيع العربي وقدمت شهداء خلال 80 سنة، مشيرا إلى انقلاب مصر اميركي، لأن اميركا تدعم الجيش بمليارات المساعدات العسكرية
واستبعد الناشط السياسي العثمان العثمان، إمكانية قيام دولة دينية جديدة في بلاد العرب، داعيا الاسلاميين إلى ان ينسجموا مع الدولة الوطنية، ملاحظا أن النظام السياسي في تركيا علماني تعددي يمنع قيام الاحزاب على اساس ديني، في حين أن ما حدث في مصر لم يكن انقلابا بل ثورة شعبية وقف الجيش الى جانبها بعدما «نكث مرسي بعهوده».
وبينما شدد الناشط السياسي عبدالرحمن عبدالغفور، على أن ثمة منظومة تتحرك لاجهاض التجربة الاسلامية في الحكم، اعتبر أن التيارات الاسلامية لم تعلن عن نفسها في الربيع العربي، بل هي نتاج رصيد تراكمي منذ عشرات السنين. وقال ان هناك اكثر من نموذج في إدارة الدولة، وتونس الآن اقرب الى التجربة التركية الى حد كبير.
بشار الصايغ
• السودان تحت الحكم الإسلامي لم يشهد تطوراً أو تنمية وانقسم سودانين وارتكبت مجزرة في دارفور
• العنف جزء من فلسفة بعض التيارات الإسلامية إلا في ما ندر ولها تاريخ في هذا الجانب
• التصريحات الإيرانية كلها ضد الجيش والحكومة المصرية والاتحاد الأوروبي علّق مساعداته العسكرية
أسامة الشاهين
• الشعوب العربية كانت قد اختارت التيارات الإسلامية وفق طريقة ديموقراطية
• التيارات الإسلامية شاركت منذ اللحظة الأولى لثورات الربيع العربي وقدمت شهداء خلال 80 سنة
• انقلاب مصر أميركي ... لأن أميركا تدعم الجيش بمليارات المساعدات العسكرية
عثمان العثمان
• النظام السياسي في تركيا علماني تعددي يمنع قيام الأحزاب على أساس ديني
• ما حدث في مصر... لم يكن انقلاباً بل ثورة شعبية وقف الجيش إلى جانبها بعدما نكث مرسي بعهوده
• لا إمكانية لدولة دينية جديدة في بلاد العرب وعلى الإسلاميين أن ينسجموا مع الدولة الوطنية
عبدالغفور
• ثمة منظومة تتحرك لإجهاض التجربة الإسلامية في الحكم
• التيارات الإسلامية لم تعلن عن نفسها في الربيع العربي بل هي نتاج رصيد تراكمي منذ عشرات السنين
• هناك أكثر من نموذج في إدارة الدولة وتونس أقرب إلى التجربة التركية إلى حد كبير
بشار الصايغ
واعتبر الصايغ، اننا ما زلنا في مرحلة الربيع العربي، ولا يمكن الحكم عليه الآن، لأن ارتدادته متوالية ومن الصعب تقييم نجاح او فشل اي تجربة منها.
وقال الصايغ ان كل ثورات الربيع العربي جاءت تأييدا لمطالب الشعوب التي ثارت على انظمة ديكتاتورية، لكن الاصلاحات لن تتحقق خلال عامين من دولة الى اخرى، وتحتاج لمزيد من الوقت والثورات.
وقال الصايغ، ان التنظيمات السياسية في بداية الربيع العربي لم تكن موجودة، ودوما ما تركب التيارات الاسلامية على موجات التغيير لافتقادها للمبادرات، فهي اخذت مركز الصف الثاني وان وجدت هناك نجاحا للحركات الثورية ظهرت في صدارة المشهد، لأن شراراة التغيير دوما تخرج من تيارات المجتمع المدني لا من التيارات الاسلامية، بالرغم مما لديها من تنظيمات ووفرة مالية، تأتيهم تحت عباءة التبرعات والجمعيات الخيرية، التي استغلتها في توفير خدمات المجتمع، لكسب ولاء الافراد، فاستغل التيار الاخواني ما لديه من أموال في استقطاب الولاءات خاصة من الأسر الفقيرة.
واضاف الصايغ ان التيارات الاسلامية تتميز بالتنظيم الجيد في الكويت او خارجها، لكن مسألة نجاحها تبقي قيد النظر ولم يحكم اي تيار اسلامي سوى في السودان، بحكم قرب البشير من تيار الاسلاميين وحكم السودان منذ عام 89 بانقلاب الى اليوم، ولم يشهد السودان اي تطور او تنمية، بل تعاني المشاكل والانقسامات، وحدثت في عهده مجزرة دارفور، ومطلوب لمحكمة الجنيات الدولية بـ330 الف قتيل، بل ان السودان انقسم في عهده الى سودانين، لكن هناك نظم حكم اسلامية وليس عبر تيار اسلامي مثل السعودية، وهناك نظم اخرى اسلامية كايران وافغانستان، والأخيرة تعتمد على تجارة المخدرات بـ700 مليون دولار.
ولفت الى ان التيار الاسلامي لم يفتقد للوسائل الاعلامية، بل امتلك بشهادة الاخ أسامة الشاهين 11 قناة، أغلقت بعد أحداث مصر الاخيرة بل أن الكويت نفسها لديها قناة نهج التي كانت تبث من مصر إلى اليوم، فضلا عن استخدام التبرعات بموجب التقارير الخاصة بالجمعيات الخيرية من وزارة الشؤون، وكم المخالفات التي تنطوي عليها.
وقال الصايغ ان «موقف السعودية في الوقوف مع مصر ضد الارهاب، وان الملك عبدالله اكد ان الوقوف معها واجب شرعا».
وشدد الصايغ على ان العنف جزء من فلسفة بعض التيارات الاسلامية إلا فيما ندر، ولها تاريخ في هذا الجانب، كما حدث في مقتل جنود في الاكمنة على غرار ما حدث بالجزائر وافغانستان والعراق ولبنان، مؤكدا اننا في الكويت حينما نزلنا في فترات الحراك، حينما وجدنا الشرطة تشد الحبل كنا نلجأ للتهدئة، لكن الاخوان في مصر اصروا على موقفهم في المواجهة، والقانون المصري يبيح استخدام الرصاص للشرطة دفاعا عن النفس.
وكذب الصايغ ما يدعيه البعض في الكويت من موقف الاتحاد الاوربي وايران الداعم للجيش في مصر، لأن تصريحات الخارجية الايرانية الرسمية كلها ضد الجيش والحكومة المصرية الحالية، وكذلك الاتحاد الاوربي الذي علق مساعداته العسكرية لمصر وكل يوم يخرج الاتحاد الاوربي يهدد مصر، وكأن المطلوب ان ترسل اوروبا وامريكا جيوشهم لاعادة مرسي للحكم، بالرغم من ان طريقتهم معروفة بمسك العصا من المنتصف، حتى تعرف من سترجح كفته من اجل حساباتهم.
اسامة الشاهين:
من جهته، اكد عضو مجلس فبراير 2012 المبطل الاول اسامة الشاهين، ان الشعوب العربية كانت قد اختارت التيارات الاسلامية وفق طريقة ديموقراطية، عبر صندوق الانتخابات بعدما رأوا ان الاسلامي بديل لتحقيق العدالة الانتقالية الجاهز، لأن 90 في المئة من المجتمعات تميل للفكرة الاسلامية، وانسجمت مع قناعتها، واما يجدد لها او ان تستبدل بتيارات اخرى، بعدما شاركوا في اللحظة الأولى لثورات الربيع العربي وقدموا شهداء وتضحيات خلال 80 سنة ماضية.
وقال الشاهين ان النظم العربية السابقة كانت تستخدم «سياسة فرق تسد»، لتفريق المجتمع، حتى تنفرد بالسلطة للاحتماء من فزاعة التيار الاسلامي، وكانت اغلب هذه النظم تتبني التيار الليبرالي، دون اخذ المبدأ كاملا، فهم لم يقدموا حريات بل تذرعوا بها كشكل فقط.
واضاف الشاهين ان الاتهام للتيار الاسلامي بركوب الموجة، منبعه انه ان تقدم الى الصف الاول يقال انه محرض، وان تأخر يتهم بالتقصير ما جعله في حيرة من أمره، بالرغم من ان الصناديق تعكس 90 في المئة من الصناديق، مقابل قيام الاعلام بعكس 90 بالمائة من الليبراليين لسيطرتهم عليه.
ولفت الى ان التيار الاسلامي متنوع وتختلف درجات معارضته، من اخوان وسلف وفرق متنوعة للاخوان بدرجات مختلفة، ولا يمكن وضعه بطيف واحد، وكذلك حال التيارات الليبرالية، وفي مصر التيارات الاسلامية في عدد من الدول العربية في ثورة مستمرة منذ سنوات طويلة ومنكل بها، فجماعة الاخوان المسلمين محظورة 80 سنة، ولم تشهر سوى لشهور وهناك نية بحظرها مجددا.
واكد الشاهين ان اكثر سؤال لنا في الديوانيات، هو افتقاد التيارات الاسلامية لوسائل الاعلام، فالساحة الاعلامية ليبرالية بصورة عامة، وقد تعامل الاسلاميون بطريقة راقية لإيمانهم بالرأي والرأي الآخر، وظل محمد مرسي طيلة سنة يهاجم من الاعلام ولم يغلق اي فضائية، بالرغم من شتمه اسبوعيا من كوميديان مصري سحب مرة للتحقيق، مع علمنا بان القضاء سيبرئه وهو نفسه الذي برأ مبارك، واغلقت قنوات التيار الاسلامي عقب الانقلاب العسكري، حتى المتحدث الاعلامي للاخوان احمد عارف اعتقل.
وانتقد الاسلاميين لعدم تمكنهم من وسائل اعلامية تبين الرأي والرأي الاخر، وتوضيح لكثير من الامور، ما ادى لتراكم الشبهات كما يحدث مثلا في قضية استخدام الاموال الخيرية في العمل السياسي، بالرغم من انها امانة في رقبة اللجان الخيرية، وتفتش من قبل الخزانة الاميركية كما يحدث مع جمعية الاصلاح الاجتماعي.
وشدد على ان ما حدث في البحرين يختلف عما حدث بمصر، لأن هناك تحفظا على الرغبة بتغيير الحكومة، وبين الانقلاب، ونحن بالخليج العربي ضد الانقلابات، لأننا ندين بالولاء لانظمة الخليج، ونعتز بها بالرغم من اجتزاء تصريحي في موضوع التدخل بدرع الجزيرة، مع تشديدي بدعم الحرية في التعبير، فالقضايا هنا مختلفة مع اهمية رفض العنف، وان الجيش مكانه الثكنات العسكرية والاحتكام للديموقراطية عند الخلاف، مشددا على ان ما حدث في 25 يناير، ثورة خطفها الجيش، ونحى مبارك وتحول لانقلاب.
ولفت الى اننا نقف مع ملك السعودية عبدالله في دعوته للوقوف مع مصر مع الاختلاف بالتفاصيل.
وقال الشاهين ان تبرير العنف لأي سبب غير مقبول، فبرغم الاحصائيات الخاصة بوزارة الصحة المصرية غير الصادقة بها تفاوت كبير في حصر الوفيات والجرحى، على الرغم من ان تقرير هيومن رايتس وتش احصى نحو 800 جثة اثناء فض الاعتصامات، ما يدين هذه المأساة ويصفها بأسوأ حوادث القتل الجماعي في مصر.
وانتقد الموقف الاميركي ووصفه بأنه في غاية السوء، بل انه انقلاب اميركي، لأن اميركا تدعم الجيش المصري بمليارات المساعدات العسكرية، وما يتم تداوله الان من تصريحات اميركية من قبيل الاستهلاك المحلي لذر الرماد في العيون، كما اعتبر الموقف الايراني بالسيئ ايضا.
وشدد على ان الاسلام يأتي لاصلاح اوضاع فاسدة موجودة وتحريم السرقة ونصرة الضعفاء، وعدم احتكار المواد الاساسية، اي الفزع منها، وكل من يستفيد من الاوضاع الخاطئة يحارب هذا الاسلام والدوائر الغربية بلا شك تخاف من الاسلام.
عثمان العثمان:
اما الناشط السياسي عثمان العثمان فقد رأى ان النظم الديكتاتورية التي ثارت عليها ثورات الربيع العربي، كانت تقدم نفسها على انها نظم ليبرالية علمانية، وهو امر غير صحيح، وكانت ترهب الناس من التغيير الذي سيأتي بالاسلاميين، ما تسبب في نجاح الاسلاميين بعد مرحلة الربيع العربي، اضافة الى ان العالم العربي ذو اغلبية مسلمة سنية مرتبطة بالدين فكان في صالح نجاحهم.
وقال العثمان ان النظم السابقة استخدمت الاسلاميين كسلاح تخويف وربطتهم بالعنف، وهناك شواهد على ذلك بالرغم من ان هناك اسلاميين وسطيين لا يأخذون بالعنف والسلاح، مقابل وجود اسلاميين يؤمنون بالعنف والسلاح، مشددا على ضرورة الايمان بالديموقراطية وتقييم التجربة الاسلامية في تحقيق التنمية المستدامة والوحدة، وهو مالا نعتقده ما دام انحصرت الفكرة في ايديولجية واحدة.
واضاف العثمان ان هناك اشكالية لدى الاسلاميين بوضع انفسهم في صورة المظلومين، وكأن الكل متآمر عليهم، بالرغم من ان تجربتهم تستحق النقد، وتجربة تركيا لا يمكن عكسها على باقي التجارب الاسلامية لأنها بعيدة عما لدينا من مفاهيم في العالم العربي، فالنظام السياسي في تركيا علماني تعددي يمنع قيام الاحزاب على اساس ديني، وبرغم انه في الجزائر ارتكب بحق الاسلاميين مذبحة، إلا انه عقب فوزهم قال علي بن حاج «اليوم عرس الديموقراطية ومأتمها فلا ديموقراطية ولا دستور قال الله وقال الرسول»، ضاربا بكافة الالتزامات والوعود بالتعددية عرض الحائط بمجرد رؤيته زهوة الانتصار.
واكد ان التيارات الليبرالية لم تؤيد التدخل العسكري وحدها، بل ايضا بعض التيارات الاسلامية كحزب النور السلفي وعدد من التيارات الاسلامية الاخرى في مصر مثلا، وان كنت لا اتمنى التدخل العسكري وطريقة تعامله مع فض الاعتصامات تختلف مع مبادئنا كالحرية في التعبير، لكن ما حدث في مصر لم يكن ابدا انقلابا بل ثورة شعبية وقف الجيش الى جانبها، بعدما لم يلتزم مرسي بعهوده، وكان الافضل له ان يكون شجاعا ويتنحى ويجنب جماعته ما حدث لهم بمصر مع وجود نخبة سياسية قديمة تستغل الوضع.
وقال العثمان انه بالرغم من وجود شواهد على استخدام العسكر القوة المفرطة، هناك شواهد بالمقابل تبين ان هناك من جرى تعذيبه في اعتصام رابعة، وهذا لا يبرر طريقة فض الاعتصام، لأن العسكر لديهم القدرة الفنية على الفض دون خسائر، ورفض العنف من الطرفين، وفليس معنى تعطيل ساكن في رابعة العدوية عن العمل، ان يكون عقابه الموت، لكن طريقة الفض هي عملية فنية معقدة، وكان الاجدى الاكتفاء بقنابل الغاز والماء، وقد جربناه في الكويت وقد ثبت انه يفض الاعتصامات حتى تصبح تلبية الجيش للثورة الشعبية نظيفة، ومصورة خاصة وانه صور عملية العبور في 73.
وابدى العثمان رأيه في عدم امكانية استقامة دولة دينية جديدة في بلاد العرب، لأن واقع الحال يؤكد وجود الدولة الوطنية وعلى الاسلاميين ان ينسجموا معها، اما قضية الاسلام هو الحل فهو لن يبني مستشفى، بل ان العلوم ستحقق ذلك والتعايش السلمي بين الافراد والمواطنة، هو من سيحقق التعايش السلمي، وليس معنى وصول الاسلاميين بالديموقراطية اخراج اعلان دستوري يراعي مصالحها فقط، لضمان حقوق الاقليات ثم سيادة رأي الغالبية.
عبدالرحمن عبدالغفور
ورأى الناشط السياسي عبدالرحمن عبدالغفور، ان التيارات الاسلامية لم تعلن عن نفسها في ثورات الربيع العربي، وانما كانت نتاجا لرصيد تراكمي يعود الى عشرات السنين، شهدت تضحيات وطرحا للافكار، ولم يأت في يوم واحد، فمثلا تونس كان اغلب التيار الاسلامي قبل الربيع العربي اما مسجون او معدوم، وكان التحرك من تيارات مختلفة في المجتمع، والفرق بينها وبين التيار الاسلامي انه خاض تجارب اصلاحية للحكم والمطالبة بالحريات، ولكن عندما تحرك غيره لم يتردد في دعمها، بغض النظر عن صاحب البداية واي الاهداف التي ستتحقق.
وقال عبدالغفور ان لكل دولة تجربتها المختلفة، فلا يمكن مناقشة ليبرالي كويتي عن تجربة نظام البعث السوري، باعتبارها تجربة ليبرالية، او تجربة ليبيا لأن هناك تجارب اسلامية ناجحة مثل تجربة تركيا، التي تعد واحدة من افضل التجارب في العالم، مؤكدا ان التيار الاسلامي تتم محاربته سريعا إن وصل للحكم، لادخاله في حروب كما حدث في فوز الاسلاميين في الجزائر، وقام الجيش بمذبحة كالتي حدثت في مصر، وكذلك عندما فاز التيار الاسلامي في فلسطين، اقصي عنها بالرغم من اشراف دولي على الانتخابات، لأن هناك منظومة تتحرك لاجهاض التجربة الاسلامية، بالرغم من ان الديموقراطية وجدت لانهاء الحروب.
ولفت الى ان هناك اكثر من نموذج للتيار الاسلامي في الحكم، ففي تونس هو اقرب الى التجربة التركية الى حد كبير، وطريقة ادارة الدولة تبين ان هناك اكثر من نموذج، ولا احد يختلف على خلفية اردوغان الاسلامية ولا عبدالله جول، وبقي النظام كما هو مع تغير الحزب الحاكم الذي نهض بتركيا، ما يعني ان الفضل يرجع للاخير. واكد عبدالغفور ان ما حدث بمصر بالعودة الى نسبة نجاح مرسي البالغة 51 في المئة مقابل 49 في المئة ضده، وغالبا الرؤساء تنزل شعبيتهم في اول سنة لحكمهم،وفي دولة تعدادها 90 مليونا خروج مليون او 5 دون تحديد دقيق، لا يمكن الحكم على الامر فقد كنا نخرج في مسيرات ساحة الارادة وكان المؤيدون يقولون اننا 150 الف مشارك، والمعارضون يقولون 500، فالخلاف في مصر طبيعي بين عدد المتظاهرين، ولكن ان خرج 100 الف في الكويت وتدخل وزير الدفاع سنجد ان الخارجين انفسهم يرفضون تدخل وزير الدفاع، لأننا ضد الانقلابات العسكرية، لأن هناك رئيس وزراء.
ولفت الى ان مرسي انتخب وبعد 6 اشهر تم التصويت على الدستور بنسبة 64 في المئة، ولم يكن هناك معنى لمقاطعته، وكذلك فازت التيارات الاسلامية باغلب النقابات العمالية.
وقال عبدالغفور ان الديموقراطية جاءت لتلافي المشكلات، لكن واضح ان الناس تريد للاسلاميين الكفر بالديموقراطية، برغم اصرارهم على السلمية، وحتى بعد ما حدث من سجن للرئيس، فبشهادة الاوروبيين قبل بالتفاوض والمبادرات، مقابل تشنج الطرف الآخر، لكن الانقلاب دوما يبحث عن الحلول الامنية وزوار الفجر.
وشدد على ان كلمة الاسلام السياسي فضفاضة، والكثير من المبادئ الإسلامية كالعدل والمساواة من شروط القضية الاسلامية والانسانية، وهو يتفق في كثير من بعض الليبرالية، ولكن خيار الشعوب الان هو الاسلاميون في المرحلة الحالية، وقد يتغير لاحقا لكن الاعلام اليوم اصبح موجها.
اختلف عدد من شباب القوى السياسية في تحديد ما يجري في المنطقة العربية من أحداث متسارعة، خاصة بشأن مشروع الحكم الاسلامي، عقب الاطاحة بنظام الاخوان المسلمين في مصر، واقصاء الرئيس المعزول محمد مرسي، ذلك المشروع الذي سرق الأضواء فكان موضع الخلاف الأكبر في الجدل، وتركز على تجرية التيارات الإسلامية في ظل ثورات الربيع العربي.
واكد شباب القوى السياسية خلال «لقاء الراي» التلفزيوني مساء الاول من امس، على رفضهم للعنف المفرط من جميع الاطراف المتنازعة، وضرورة الحرص على التجربة الديموقراطية والقبول بها وتقييمها.
واعتبر امين سر التحالف الوطني الديموقراطي بشار الصايغ، أن الحكم الاسلامي في السودان لم يشهد تطورا او تنمية، وانقسم البلد سودانين، وارتكبت مجزرة دارفور، مشيرا إلى أن العنف جزء من فلسفة بعض التيارات الاسلامية، إلا فيما ندر ولها تاريخ في هذا الجانب، لافتا إلى أن التصريحات الإيرانية الرسمية كلها ضد الجيش والحكومة المصرية، والاتحاد الاوروبي علق مساعداته العسكرية للجيش المصري.
وأعرب النائب في مجلس 2012 المبطل أسامة الشاهين، عن اعتقاده أن الشعوب العربية كانت قد اختارت التيارات الإسلامية وفق طريقة ديموقراطية، بعد أن شاركت تلك التيارات منذ اللحظة الأولى لثورات الربيع العربي وقدمت شهداء خلال 80 سنة، مشيرا إلى انقلاب مصر اميركي، لأن اميركا تدعم الجيش بمليارات المساعدات العسكرية
واستبعد الناشط السياسي العثمان العثمان، إمكانية قيام دولة دينية جديدة في بلاد العرب، داعيا الاسلاميين إلى ان ينسجموا مع الدولة الوطنية، ملاحظا أن النظام السياسي في تركيا علماني تعددي يمنع قيام الاحزاب على اساس ديني، في حين أن ما حدث في مصر لم يكن انقلابا بل ثورة شعبية وقف الجيش الى جانبها بعدما «نكث مرسي بعهوده».
وبينما شدد الناشط السياسي عبدالرحمن عبدالغفور، على أن ثمة منظومة تتحرك لاجهاض التجربة الاسلامية في الحكم، اعتبر أن التيارات الاسلامية لم تعلن عن نفسها في الربيع العربي، بل هي نتاج رصيد تراكمي منذ عشرات السنين. وقال ان هناك اكثر من نموذج في إدارة الدولة، وتونس الآن اقرب الى التجربة التركية الى حد كبير.
بشار الصايغ
• السودان تحت الحكم الإسلامي لم يشهد تطوراً أو تنمية وانقسم سودانين وارتكبت مجزرة في دارفور
• العنف جزء من فلسفة بعض التيارات الإسلامية إلا في ما ندر ولها تاريخ في هذا الجانب
• التصريحات الإيرانية كلها ضد الجيش والحكومة المصرية والاتحاد الأوروبي علّق مساعداته العسكرية
أسامة الشاهين
• الشعوب العربية كانت قد اختارت التيارات الإسلامية وفق طريقة ديموقراطية
• التيارات الإسلامية شاركت منذ اللحظة الأولى لثورات الربيع العربي وقدمت شهداء خلال 80 سنة
• انقلاب مصر أميركي ... لأن أميركا تدعم الجيش بمليارات المساعدات العسكرية
عثمان العثمان
• النظام السياسي في تركيا علماني تعددي يمنع قيام الأحزاب على أساس ديني
• ما حدث في مصر... لم يكن انقلاباً بل ثورة شعبية وقف الجيش إلى جانبها بعدما نكث مرسي بعهوده
• لا إمكانية لدولة دينية جديدة في بلاد العرب وعلى الإسلاميين أن ينسجموا مع الدولة الوطنية
عبدالغفور
• ثمة منظومة تتحرك لإجهاض التجربة الإسلامية في الحكم
• التيارات الإسلامية لم تعلن عن نفسها في الربيع العربي بل هي نتاج رصيد تراكمي منذ عشرات السنين
• هناك أكثر من نموذج في إدارة الدولة وتونس أقرب إلى التجربة التركية إلى حد كبير
بشار الصايغ
واعتبر الصايغ، اننا ما زلنا في مرحلة الربيع العربي، ولا يمكن الحكم عليه الآن، لأن ارتدادته متوالية ومن الصعب تقييم نجاح او فشل اي تجربة منها.
وقال الصايغ ان كل ثورات الربيع العربي جاءت تأييدا لمطالب الشعوب التي ثارت على انظمة ديكتاتورية، لكن الاصلاحات لن تتحقق خلال عامين من دولة الى اخرى، وتحتاج لمزيد من الوقت والثورات.
وقال الصايغ، ان التنظيمات السياسية في بداية الربيع العربي لم تكن موجودة، ودوما ما تركب التيارات الاسلامية على موجات التغيير لافتقادها للمبادرات، فهي اخذت مركز الصف الثاني وان وجدت هناك نجاحا للحركات الثورية ظهرت في صدارة المشهد، لأن شراراة التغيير دوما تخرج من تيارات المجتمع المدني لا من التيارات الاسلامية، بالرغم مما لديها من تنظيمات ووفرة مالية، تأتيهم تحت عباءة التبرعات والجمعيات الخيرية، التي استغلتها في توفير خدمات المجتمع، لكسب ولاء الافراد، فاستغل التيار الاخواني ما لديه من أموال في استقطاب الولاءات خاصة من الأسر الفقيرة.
واضاف الصايغ ان التيارات الاسلامية تتميز بالتنظيم الجيد في الكويت او خارجها، لكن مسألة نجاحها تبقي قيد النظر ولم يحكم اي تيار اسلامي سوى في السودان، بحكم قرب البشير من تيار الاسلاميين وحكم السودان منذ عام 89 بانقلاب الى اليوم، ولم يشهد السودان اي تطور او تنمية، بل تعاني المشاكل والانقسامات، وحدثت في عهده مجزرة دارفور، ومطلوب لمحكمة الجنيات الدولية بـ330 الف قتيل، بل ان السودان انقسم في عهده الى سودانين، لكن هناك نظم حكم اسلامية وليس عبر تيار اسلامي مثل السعودية، وهناك نظم اخرى اسلامية كايران وافغانستان، والأخيرة تعتمد على تجارة المخدرات بـ700 مليون دولار.
ولفت الى ان التيار الاسلامي لم يفتقد للوسائل الاعلامية، بل امتلك بشهادة الاخ أسامة الشاهين 11 قناة، أغلقت بعد أحداث مصر الاخيرة بل أن الكويت نفسها لديها قناة نهج التي كانت تبث من مصر إلى اليوم، فضلا عن استخدام التبرعات بموجب التقارير الخاصة بالجمعيات الخيرية من وزارة الشؤون، وكم المخالفات التي تنطوي عليها.
وقال الصايغ ان «موقف السعودية في الوقوف مع مصر ضد الارهاب، وان الملك عبدالله اكد ان الوقوف معها واجب شرعا».
وشدد الصايغ على ان العنف جزء من فلسفة بعض التيارات الاسلامية إلا فيما ندر، ولها تاريخ في هذا الجانب، كما حدث في مقتل جنود في الاكمنة على غرار ما حدث بالجزائر وافغانستان والعراق ولبنان، مؤكدا اننا في الكويت حينما نزلنا في فترات الحراك، حينما وجدنا الشرطة تشد الحبل كنا نلجأ للتهدئة، لكن الاخوان في مصر اصروا على موقفهم في المواجهة، والقانون المصري يبيح استخدام الرصاص للشرطة دفاعا عن النفس.
وكذب الصايغ ما يدعيه البعض في الكويت من موقف الاتحاد الاوربي وايران الداعم للجيش في مصر، لأن تصريحات الخارجية الايرانية الرسمية كلها ضد الجيش والحكومة المصرية الحالية، وكذلك الاتحاد الاوربي الذي علق مساعداته العسكرية لمصر وكل يوم يخرج الاتحاد الاوربي يهدد مصر، وكأن المطلوب ان ترسل اوروبا وامريكا جيوشهم لاعادة مرسي للحكم، بالرغم من ان طريقتهم معروفة بمسك العصا من المنتصف، حتى تعرف من سترجح كفته من اجل حساباتهم.
اسامة الشاهين:
من جهته، اكد عضو مجلس فبراير 2012 المبطل الاول اسامة الشاهين، ان الشعوب العربية كانت قد اختارت التيارات الاسلامية وفق طريقة ديموقراطية، عبر صندوق الانتخابات بعدما رأوا ان الاسلامي بديل لتحقيق العدالة الانتقالية الجاهز، لأن 90 في المئة من المجتمعات تميل للفكرة الاسلامية، وانسجمت مع قناعتها، واما يجدد لها او ان تستبدل بتيارات اخرى، بعدما شاركوا في اللحظة الأولى لثورات الربيع العربي وقدموا شهداء وتضحيات خلال 80 سنة ماضية.
وقال الشاهين ان النظم العربية السابقة كانت تستخدم «سياسة فرق تسد»، لتفريق المجتمع، حتى تنفرد بالسلطة للاحتماء من فزاعة التيار الاسلامي، وكانت اغلب هذه النظم تتبني التيار الليبرالي، دون اخذ المبدأ كاملا، فهم لم يقدموا حريات بل تذرعوا بها كشكل فقط.
واضاف الشاهين ان الاتهام للتيار الاسلامي بركوب الموجة، منبعه انه ان تقدم الى الصف الاول يقال انه محرض، وان تأخر يتهم بالتقصير ما جعله في حيرة من أمره، بالرغم من ان الصناديق تعكس 90 في المئة من الصناديق، مقابل قيام الاعلام بعكس 90 بالمائة من الليبراليين لسيطرتهم عليه.
ولفت الى ان التيار الاسلامي متنوع وتختلف درجات معارضته، من اخوان وسلف وفرق متنوعة للاخوان بدرجات مختلفة، ولا يمكن وضعه بطيف واحد، وكذلك حال التيارات الليبرالية، وفي مصر التيارات الاسلامية في عدد من الدول العربية في ثورة مستمرة منذ سنوات طويلة ومنكل بها، فجماعة الاخوان المسلمين محظورة 80 سنة، ولم تشهر سوى لشهور وهناك نية بحظرها مجددا.
واكد الشاهين ان اكثر سؤال لنا في الديوانيات، هو افتقاد التيارات الاسلامية لوسائل الاعلام، فالساحة الاعلامية ليبرالية بصورة عامة، وقد تعامل الاسلاميون بطريقة راقية لإيمانهم بالرأي والرأي الآخر، وظل محمد مرسي طيلة سنة يهاجم من الاعلام ولم يغلق اي فضائية، بالرغم من شتمه اسبوعيا من كوميديان مصري سحب مرة للتحقيق، مع علمنا بان القضاء سيبرئه وهو نفسه الذي برأ مبارك، واغلقت قنوات التيار الاسلامي عقب الانقلاب العسكري، حتى المتحدث الاعلامي للاخوان احمد عارف اعتقل.
وانتقد الاسلاميين لعدم تمكنهم من وسائل اعلامية تبين الرأي والرأي الاخر، وتوضيح لكثير من الامور، ما ادى لتراكم الشبهات كما يحدث مثلا في قضية استخدام الاموال الخيرية في العمل السياسي، بالرغم من انها امانة في رقبة اللجان الخيرية، وتفتش من قبل الخزانة الاميركية كما يحدث مع جمعية الاصلاح الاجتماعي.
وشدد على ان ما حدث في البحرين يختلف عما حدث بمصر، لأن هناك تحفظا على الرغبة بتغيير الحكومة، وبين الانقلاب، ونحن بالخليج العربي ضد الانقلابات، لأننا ندين بالولاء لانظمة الخليج، ونعتز بها بالرغم من اجتزاء تصريحي في موضوع التدخل بدرع الجزيرة، مع تشديدي بدعم الحرية في التعبير، فالقضايا هنا مختلفة مع اهمية رفض العنف، وان الجيش مكانه الثكنات العسكرية والاحتكام للديموقراطية عند الخلاف، مشددا على ان ما حدث في 25 يناير، ثورة خطفها الجيش، ونحى مبارك وتحول لانقلاب.
ولفت الى اننا نقف مع ملك السعودية عبدالله في دعوته للوقوف مع مصر مع الاختلاف بالتفاصيل.
وقال الشاهين ان تبرير العنف لأي سبب غير مقبول، فبرغم الاحصائيات الخاصة بوزارة الصحة المصرية غير الصادقة بها تفاوت كبير في حصر الوفيات والجرحى، على الرغم من ان تقرير هيومن رايتس وتش احصى نحو 800 جثة اثناء فض الاعتصامات، ما يدين هذه المأساة ويصفها بأسوأ حوادث القتل الجماعي في مصر.
وانتقد الموقف الاميركي ووصفه بأنه في غاية السوء، بل انه انقلاب اميركي، لأن اميركا تدعم الجيش المصري بمليارات المساعدات العسكرية، وما يتم تداوله الان من تصريحات اميركية من قبيل الاستهلاك المحلي لذر الرماد في العيون، كما اعتبر الموقف الايراني بالسيئ ايضا.
وشدد على ان الاسلام يأتي لاصلاح اوضاع فاسدة موجودة وتحريم السرقة ونصرة الضعفاء، وعدم احتكار المواد الاساسية، اي الفزع منها، وكل من يستفيد من الاوضاع الخاطئة يحارب هذا الاسلام والدوائر الغربية بلا شك تخاف من الاسلام.
عثمان العثمان:
اما الناشط السياسي عثمان العثمان فقد رأى ان النظم الديكتاتورية التي ثارت عليها ثورات الربيع العربي، كانت تقدم نفسها على انها نظم ليبرالية علمانية، وهو امر غير صحيح، وكانت ترهب الناس من التغيير الذي سيأتي بالاسلاميين، ما تسبب في نجاح الاسلاميين بعد مرحلة الربيع العربي، اضافة الى ان العالم العربي ذو اغلبية مسلمة سنية مرتبطة بالدين فكان في صالح نجاحهم.
وقال العثمان ان النظم السابقة استخدمت الاسلاميين كسلاح تخويف وربطتهم بالعنف، وهناك شواهد على ذلك بالرغم من ان هناك اسلاميين وسطيين لا يأخذون بالعنف والسلاح، مقابل وجود اسلاميين يؤمنون بالعنف والسلاح، مشددا على ضرورة الايمان بالديموقراطية وتقييم التجربة الاسلامية في تحقيق التنمية المستدامة والوحدة، وهو مالا نعتقده ما دام انحصرت الفكرة في ايديولجية واحدة.
واضاف العثمان ان هناك اشكالية لدى الاسلاميين بوضع انفسهم في صورة المظلومين، وكأن الكل متآمر عليهم، بالرغم من ان تجربتهم تستحق النقد، وتجربة تركيا لا يمكن عكسها على باقي التجارب الاسلامية لأنها بعيدة عما لدينا من مفاهيم في العالم العربي، فالنظام السياسي في تركيا علماني تعددي يمنع قيام الاحزاب على اساس ديني، وبرغم انه في الجزائر ارتكب بحق الاسلاميين مذبحة، إلا انه عقب فوزهم قال علي بن حاج «اليوم عرس الديموقراطية ومأتمها فلا ديموقراطية ولا دستور قال الله وقال الرسول»، ضاربا بكافة الالتزامات والوعود بالتعددية عرض الحائط بمجرد رؤيته زهوة الانتصار.
واكد ان التيارات الليبرالية لم تؤيد التدخل العسكري وحدها، بل ايضا بعض التيارات الاسلامية كحزب النور السلفي وعدد من التيارات الاسلامية الاخرى في مصر مثلا، وان كنت لا اتمنى التدخل العسكري وطريقة تعامله مع فض الاعتصامات تختلف مع مبادئنا كالحرية في التعبير، لكن ما حدث في مصر لم يكن ابدا انقلابا بل ثورة شعبية وقف الجيش الى جانبها، بعدما لم يلتزم مرسي بعهوده، وكان الافضل له ان يكون شجاعا ويتنحى ويجنب جماعته ما حدث لهم بمصر مع وجود نخبة سياسية قديمة تستغل الوضع.
وقال العثمان انه بالرغم من وجود شواهد على استخدام العسكر القوة المفرطة، هناك شواهد بالمقابل تبين ان هناك من جرى تعذيبه في اعتصام رابعة، وهذا لا يبرر طريقة فض الاعتصام، لأن العسكر لديهم القدرة الفنية على الفض دون خسائر، ورفض العنف من الطرفين، وفليس معنى تعطيل ساكن في رابعة العدوية عن العمل، ان يكون عقابه الموت، لكن طريقة الفض هي عملية فنية معقدة، وكان الاجدى الاكتفاء بقنابل الغاز والماء، وقد جربناه في الكويت وقد ثبت انه يفض الاعتصامات حتى تصبح تلبية الجيش للثورة الشعبية نظيفة، ومصورة خاصة وانه صور عملية العبور في 73.
وابدى العثمان رأيه في عدم امكانية استقامة دولة دينية جديدة في بلاد العرب، لأن واقع الحال يؤكد وجود الدولة الوطنية وعلى الاسلاميين ان ينسجموا معها، اما قضية الاسلام هو الحل فهو لن يبني مستشفى، بل ان العلوم ستحقق ذلك والتعايش السلمي بين الافراد والمواطنة، هو من سيحقق التعايش السلمي، وليس معنى وصول الاسلاميين بالديموقراطية اخراج اعلان دستوري يراعي مصالحها فقط، لضمان حقوق الاقليات ثم سيادة رأي الغالبية.
عبدالرحمن عبدالغفور
ورأى الناشط السياسي عبدالرحمن عبدالغفور، ان التيارات الاسلامية لم تعلن عن نفسها في ثورات الربيع العربي، وانما كانت نتاجا لرصيد تراكمي يعود الى عشرات السنين، شهدت تضحيات وطرحا للافكار، ولم يأت في يوم واحد، فمثلا تونس كان اغلب التيار الاسلامي قبل الربيع العربي اما مسجون او معدوم، وكان التحرك من تيارات مختلفة في المجتمع، والفرق بينها وبين التيار الاسلامي انه خاض تجارب اصلاحية للحكم والمطالبة بالحريات، ولكن عندما تحرك غيره لم يتردد في دعمها، بغض النظر عن صاحب البداية واي الاهداف التي ستتحقق.
وقال عبدالغفور ان لكل دولة تجربتها المختلفة، فلا يمكن مناقشة ليبرالي كويتي عن تجربة نظام البعث السوري، باعتبارها تجربة ليبرالية، او تجربة ليبيا لأن هناك تجارب اسلامية ناجحة مثل تجربة تركيا، التي تعد واحدة من افضل التجارب في العالم، مؤكدا ان التيار الاسلامي تتم محاربته سريعا إن وصل للحكم، لادخاله في حروب كما حدث في فوز الاسلاميين في الجزائر، وقام الجيش بمذبحة كالتي حدثت في مصر، وكذلك عندما فاز التيار الاسلامي في فلسطين، اقصي عنها بالرغم من اشراف دولي على الانتخابات، لأن هناك منظومة تتحرك لاجهاض التجربة الاسلامية، بالرغم من ان الديموقراطية وجدت لانهاء الحروب.
ولفت الى ان هناك اكثر من نموذج للتيار الاسلامي في الحكم، ففي تونس هو اقرب الى التجربة التركية الى حد كبير، وطريقة ادارة الدولة تبين ان هناك اكثر من نموذج، ولا احد يختلف على خلفية اردوغان الاسلامية ولا عبدالله جول، وبقي النظام كما هو مع تغير الحزب الحاكم الذي نهض بتركيا، ما يعني ان الفضل يرجع للاخير. واكد عبدالغفور ان ما حدث بمصر بالعودة الى نسبة نجاح مرسي البالغة 51 في المئة مقابل 49 في المئة ضده، وغالبا الرؤساء تنزل شعبيتهم في اول سنة لحكمهم،وفي دولة تعدادها 90 مليونا خروج مليون او 5 دون تحديد دقيق، لا يمكن الحكم على الامر فقد كنا نخرج في مسيرات ساحة الارادة وكان المؤيدون يقولون اننا 150 الف مشارك، والمعارضون يقولون 500، فالخلاف في مصر طبيعي بين عدد المتظاهرين، ولكن ان خرج 100 الف في الكويت وتدخل وزير الدفاع سنجد ان الخارجين انفسهم يرفضون تدخل وزير الدفاع، لأننا ضد الانقلابات العسكرية، لأن هناك رئيس وزراء.
ولفت الى ان مرسي انتخب وبعد 6 اشهر تم التصويت على الدستور بنسبة 64 في المئة، ولم يكن هناك معنى لمقاطعته، وكذلك فازت التيارات الاسلامية باغلب النقابات العمالية.
وقال عبدالغفور ان الديموقراطية جاءت لتلافي المشكلات، لكن واضح ان الناس تريد للاسلاميين الكفر بالديموقراطية، برغم اصرارهم على السلمية، وحتى بعد ما حدث من سجن للرئيس، فبشهادة الاوروبيين قبل بالتفاوض والمبادرات، مقابل تشنج الطرف الآخر، لكن الانقلاب دوما يبحث عن الحلول الامنية وزوار الفجر.
وشدد على ان كلمة الاسلام السياسي فضفاضة، والكثير من المبادئ الإسلامية كالعدل والمساواة من شروط القضية الاسلامية والانسانية، وهو يتفق في كثير من بعض الليبرالية، ولكن خيار الشعوب الان هو الاسلاميون في المرحلة الحالية، وقد يتغير لاحقا لكن الاعلام اليوم اصبح موجها.