أحمدي نجاد: اجتماع الدوحة والاتفاقات المبرمة فيه تحمل تجارب قيمة لحل المشاكل من قبل دول المنطقة






قال الرئيس محمود احمدي نجاد، «ان اتفاق الدوحة كشف ان اميركا والكيان الصهيوني عاجزتان عن ايجاد الفرقة بين بلدان المنطقة ومواجهة التحركات الايجابية في هذه المنطقة». واضاف لدى استقباله في طهران، رئيس الوزراء وزير خارجية قطر الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، «ان اتفاق الدوحة مؤشر الى امكانية حل قضايا ومشاكل المنطقة باعتماد سياسة الاتحاد والتعاون المشترك بين بلدانها».
واشار الى ضرورة المحافظة على اتفاق المجموعات اللبنانية «لان الاعداء بصدد اثارة الفتن»، وتابع «ان احداث لبنان واتفاق الدوحة وفرا ظروفا جديدة وفرصا مفيدة لشعوب المنطقة». ودعا الدول الاسلامية الى توفير الارضيات الكفيلة بتعزيز الدعم للشعب الفلسطيني.
بدوره، اثنى حمد بن جاسم على «الدور الايراني في تحقيق التوافق بين الفرقاء اللبنانيين في لقاء الدوحة». موضحا «ان عدم ارتياح واشنطن من نجاح لقاء الدوحة، مؤشر الى ان اميركا ليست صديقة للشعوب».
على صعيد آخر، افتتحت امس، الدورة الثامنة لمجلس الشورى الاسلامي، بمشاركة رؤساء السلطات الثلاث وكبار القادة والمسؤولين العسكريين والسياسيين والسفراء المعتمدين لدى طهران. واستهلت مراسم الافتتاح برسالة موجهة من القائد الاعلى آية الله علي خامنئي للبرلمان، اكد فيها ضرورة التعاون بين السلطتين التشريعية والتنفيذية، وقال «ان مسؤولية المجلس في الاشراف يجب الا تنسى، لكن يجب الا يعتبر اشراف المجلس تنافسا مع الحكومة اوعدم الاستماع الى المتطلبات والضروريات والمشاكل». واضاف «ان السلطة التنفيذية هي محور العمل ومظهر النظام في الداخل والخارج، وعلى الجميع ان يتعاونوا مع الحكومة».
كما اوضح خامنئي «ان على الحكومة في المقابل ان تعتبر السلطة التشريعية دليلا لها في اعمالها، وان تلتزم القوانين التي يصادق عليها المجلس والا تعترض عليها». ودعا الى تشكيل لجنة مشتركة من خبراء السلطتين التنفيذية والتشريعية لحل اي اختلاف في وجهات النظر بين السلطتين ، وان تضع هذه اللجنة الحلول الناجعة تحت تصرف الطرفين.
في غضون ذلك، استقبل خامنئي رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» خالد مشعل، وقال «ان العدو الصهيوني الذي كان يبدو انه غير قابل للهزيمة، يمر اليوم باضعف حالاته، وهو يشعر بالعجز مقابل الشعب الفلسطيني المشرد والوحيد، لكنه في الوقت نفسه صابر ومقاوم».
واضاف: «الطريق الوحيد لتحرير فلسطين هو المقاومة ببسالة» محذرا «هؤلاء الذين يختارون طريقا غير المقاومة من انهم سيدفعون الثمن وسيخزيهم الله».
وفي كلمة له امام المجلس الجديد الذي سيترأسه كبير المفاوضين النوويين السابق علي لاريجاني، جدد احمدي نجاد وصفه للنظام الدولي الراهن بانه «يفتقر للعدالة، وان القوى الكبرى فيه تتابع اساليبها المتغطرسة ومحاولة بسط سيطرتها على شعوب العالم الاخرى»، مؤكدا «ان تطور ايران وبقية الدول متلازم مع اجراء اصلاحات واسعة على النظام الدولي».
واضاف «ان المجلس الثامن سيدافع بقوة عن حقوق الشعب الايراني، اذ ما زالت بعض القوى الكبرى تعيش احلام العقود الماضية وهي تتعامل مع الامم وفق ادبيات عقدي الاربعينات والخمسينات، وما زالت تعتقد ان بامكانها الاستمرار في غطرستها ونهبها للاخرين».
وحسب احمدي نجاد، «لقد قرعت اجراس العد العكسي لاضمحلال القوى الكبرى والمجرمة والمحتلين الدوليين، وان قدرة الشعوب في طريقها الى التبلور».
وقال احمدي نجاد، من ناحية ثانية، ان «الحكومة والبرلمان يجب ان يكونا نموذجا للتفاهم والوحدة في العالم». وتابع: «يجب ان نحذر الوقوع في عراك وخلافات تثيرها الايادي الشريرة والقوى الفاسدة وبعض الجهلة».
وقد ادى 290نائبا في البرلمان الثامن الذي يسيطر عليه محافظون ناقدون للحكومة، اليمين الدستورية، كما قاموا فور ختام اجتماعهم الاول، بزيارة ضريح الامام الخميني في مقبرة جنة الزهراء لـ «تجديد البيعة مع الامام بالبقاء اوفياء لمبادئ الثورة الاسلامية».
من ناحية اخرى، وصفت وسائل الاعلام الايرانية تقرير المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي، الذي قدمه اول من امس، لمجلس حكام الوكالة، بانه «يتسم بالايجابية رغم الضغوط التي مارستها اميركا وحليفاتها، وهو يعترف مرة اخرى بسلمية الانشطة النووية الايرانية».
لكن «وكالة فارس للانباء»، وصفت قيام البرادعي بطرح مجموعة من الاسئلة في خاتمة تقريره، بانه اجراء «غير مسبوق». واعتبرت «ان هذا الامر يكشف عن مدى الضغوط التي مارستها اميركا وحليفاتها على هذه المنظمة، لان الاسئلة السرية وكما هو متعارف عليه لا يتم التطرق اليها في التقارير ، وانما تقوم الوكالة بطرحها على الاعضاء في شكل مباشر وثنائي».
وقال رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام هاشمي رفسنجاني، أن طهران ليست قلقة من كيفية سورية مع إسرائيل، معتبراً أن المقاومة «السبيل الوحيد لحصول الفلسطينيين على حقوقهم».
وتابع لدى استقباله مشعل، إن «إخوتنا السوريين يتصرفون بحكمة أمام إسرائيل ونحن لسنا قلقين من هذا الجانب».
في سياق اخر (ا ف ب)، قتل ثلاثة عسكريين من الحرس الثوري اثر مواجهات مسلحة الاحد مع متمردين في شمال غربي إيران، كما ذكرت صحيفة «ايران» امس.
الإمارات تنتقد إيران لتقليلها
من أهمية الخلاف حول الجزر الثلاث
دبي - ا ف ب - ردت الامارات العربية المتحدة، على تصريحات ايرانية اعتبرت المشكلة حول الجزر الثلاث في الخليج «سوء تفاهم»، مؤكدة ان هذه الجزر محتلة من الجمهورية الاسلامية وليست اقل شأنا من الاراضي العربية التي تحتلها اسرائيل.
وقال مسؤول في وزارة الخارجية الاماراتية لـ «فرانس برس»، امس، «يبدو ان الجانب الايراني لا يريد ان يفهم. ليس هناك سوء تفاهم بيننا، بل احتلال حقيقي». واضاف المسؤول، الذي فضل عدم كشف اسمه، «ليس هناك ارض محتلة اكثر قدسية من ارض محتلة اخرى. الاحتلال هو احتلال اكان من قبل اسرائيل او ايران او اي دولة اخرى».
ويرد المسؤول بذلك على تصريحات للناطق باسم الخارجية الايرانية محمد علي حسيني، الذي اكد الاحد رفض ايران لوساطة روسية في قضية الجزر الثلاث.
برلوسكوني وفراتيني
يرفضان لقاء أحمدي نجاد
روما - يو بي اي - شدد وزير الخارجية الإيطالي فرانكو فراتيني، على أنه لن يلتقي الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد خلال زيارة الاخير لروما، للمشاركة في أعمال قمة الغذاء العالمي الأسبوع المقبل، في وقت ذكرت صحيفة «لا ريبوبليكا» أن رئيس الحكومة سيلفيو برلوسكوني اعتذر أيضا عن مقابلة احمدي نجاد.
ونقلت «وكالة آكي للأنباء» عن فراتيني أمام مجلس الشيوخ، امس، «أعتقد أن جدول المواعيد لا يسمح بمزيد من اللقاءات الثنائية، كما أن الزيارة لم تؤكد بعد». إلا أنه أقر أنه سيلتقي السفير الإيراني، لافتا إلى أن هذا اللقاء عادي وكان اتفق عليه في وقت سابق و«لا اعرف ما سيثار خلاله علماً أنني سألتقي نحو عشرة سفراء آخرين»، امس. وقال مصدر رسمي للصحيفة، أن احمدي نجاد «يرغب برؤية البابا بنديكت السادس عشر لإطلاعه على أفكاره وموقف حكومته في شأن أهم المواضيع الآنية التي تدور على الساحة الدولية»، وأن «السفارة الإيرانية لدى حاضرة الفاتيكان تلقت تعليمات من طهران بالإلحاح على طلب الرئيس نجاد لمقابلة البابا».