No Script

مصدر غربي عرض تفاصيل عن تحقيقات الأجهزة اللبنانية

«الراي» تنفرد بنشر حكاية «خلية حزب الله» في مصر من سرّ «السيّدتين» في نشاط سامي شهاب إلى الإيقاع به

تصغير
تكبير
| خاص - «الراي» |

لم تكن حكاية شبكة «حزب الله» في مصر بقيادة مسؤول أمني في الحزب، عُرف باسم «سامي شهاب» سوى واحدة من فصول «الحرب السرّية»، التي غالباً ما كان لبنان مسرحاً لها، والتي لم يُكشف منها على مرّ العقود سوى «رأس جبلٍ» من الخفايا المثيرة التي تدور رحاها بصمت وفي الظلّ في أمكنة مترامية من بلاد الأرز، تلك الجغرافيا المجاورة لأزمات المنطقة والمفتوحة على الشرق والغرب وما بينهما.

سامي شهاب، «الاسم الحرَكي» لنشاط «حزب الله» الاستخباراتي في بلاد الفراعنة، ذاع صيته يوم ألقى نظام الرئيس المصري الاسبق حسني مبارك القبض عليه بعدما انكشف دور مجموعته في توفير الدعم للمنظمات الفلسطينية، وعاد هذا الاسم الى التداول في حمأة ملابسات إقصاء حكم «الاخوان المسلمين» عن السلطة وسط اتهامات بـ «تواطؤ» بين «حزب الله» و«الاخوان» ادى الى اقتحام الزنازين لتهريب شهاب وقيادات «اخوانية» بينها الرئيس السابق محمد مرسي ابان ثورة 25 يناير.

فماذا تقول التحقيقات والوثائق والاعترافات عن خفايا ما عُرف بـ«خلية حزب الله في مصر»؟ كيف دخل سامي شهاب الى «ارض الكنانة»؟ مَن جنّد مَن في هذا النشاط الاستخباراتي على تخوم غزة وفي الصحراء وبين البدو؟ كيف كُشفت أسرار هذه العملية الأمنية بامتياز؟ وأيّ دلالات لصراع الأدمغة الذي يجعل من لبنان في حال حربٍ استخباراتية دائمة وبلا هوادة؟

الذين يعرفون «حزب الله» يدركون انه رغم تعاظُم دوره، فهو غير طليق الحركة في حربه مع اسرائيل نتيجة مشكلات الداخل اللبناني التي تشكل مستنقعاً موحلاً يهدّد بغرق كل مَن تطأه قدماه. فهذا «المستنقع» أنتج للحزب أصدقاء داعمين له، وأعداء أيضاً. فحسب لون الحكومة اللبنانية مثلاً تتغيّر المواقف الداعمة لـ «حزب الله» او المناوئة له والراصدة لحركة أعضائه. ولذا فانه يعي ان حليفه الحقيقي هو بيئته الحاضنة لا أكثر ولا أقل، مما يجعله يرتاب من كل ما يدور حوله.

هذا الانطباع عزّزته خفايا ما عُرف بـ «خلية حزب الله في مصر» مع كشْف مصدر غربي، عمل في بيروت لأعوام عدة، لـ «الراي» كيف ساعدت الاجهزة الامنية اللبنانية بالكشف عن إحدى أهمّ عمليات «حزب الله»، ما أدى الى رصد حركة ضابط الاستخبارات في الحزب المدعو سامي شهاب وإلقاء القبض عليه في 19 نوفمبر 2008 ومعه عشرات الأشخاص في مصر وأعداد اخرى داخل الاراضي الفلسطينية على ارتباط بملف «حزب الله» الداعم لحركة «حماس» ومنظمات فلسطينية اخرى.

واكد المصدر ان «تحقيقات الاجهزة اللبنانية بدأت في 2006/11/5 مع المدعوة «س. م. ح.» المتأهلة من رئيس فرع المؤسسات في المخابرات الفلسطينية في حينه العميد «ي. أ. ع.»، والتي جنّدها «حزب الله» هي وابنتها وآخرين عندما عادت من الاراضي المحتلة إلى لبنان».

ورغم ان المصدر بدا حذراً في سرْد بعض الوقائع، فانه تحدّث عن «ان تجنيد هؤلاء تمّ على يد أهم الشخصيات العسكرية - الامنية في (حزب الله) الحاج (خ. ح.) والملاحق منذ أعوام عدة، وعلى مدار الساعة من أجهزة الاستخبارات الاسرائيلية لتصفيته نظراً لمسؤوليته عن ملف فلسطين داخل «حزب الله» وعن قتل عدد كبير من الاسرائيليين، وعن إحدى العمليات المهمة التي كُشفت، والمتمثلة بإرسال سفينة (كارين أيه) الى الاراضي الفلسطينية، والتي كانت السبب الرئيسي لحصار الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات في غرفة في مقره بعد تدمير كل ما يحوطها لثبوت تعاوُنه مع ضباط تابعين للحاج (خ. ح.) في ارسال السلاح الى حركات (حماس) و(الجهاد) و(فتح) داخل الاراضي الفلسطينية».

ولفت المصدر الى ان «محاضر التحقيقات التي أجرتها الاجهزة الامنية اللبنانية استدعت عقد اجتماع عاجل لمجموعة ضباط من الاستخبارات الاميركية والاسرائيلية لإطلاع الموساد على تفاصيل التحقيق بغية تمكين اسرائيل من إفشال خطط (حزب الله) في مصر والاراضي الفلسطينية»، مشيراً الى ان «قراراً اتُخذ آنذاك في إفساح المجال امام الاستخبارات المصرية، وبموافقة الرئيس مبارك، للقيام بعمليات دهم داخل مصر والقاء القبض على سامي شهاب ومجموعته».

وقال المصدر، الذي تسنّى فحص صدقية وثائقه ان الاجهزة الامنية اللبنانية أكدت من خلال تحقيقاتها مع المدعوة «أ. ي. أ. ع»، وهي لبنانية من مواليد 1980 مسجلة في المزرعة - بيروت، وطليقها يدعى «أ. أ» ان هذه السيدة تعمل أمنياً لمصلحة «حزب الله» منذ العام 2003 وخضعت لدورات أمنية واستعلامية وكان المشرف على تدريبها «الحاج م.»، وانها رافقت ضباطاً من مخابرات «حزب الله» الى مناطق طابا ونويبع ودهب وشرم الشيخ في مصر، وسهّلت لهؤلاء الضباط إقامة علاقات مع قبائل البدو المقيمين في تلك المناطق لتمكين «حزب الله» من الدخول الى الاراضي الفلسطينية ودرس أمكنة وجود المصالح الاسرائيلية في تلك المناطق وضربها، وإرسال أفضل التكنولوجيا العسكرية الى الداخل الفلسطيني مما سهّل على المقاومة الفلسطينية تصنيع ما يلزم، والحصول على أحدث التقنيات لضرب اسرائيل في الداخل.

واعرب المصدر لـ «الراي» عن اعتقاده ان «تعاون الاجهزة الامنية مع أجهزة الاستخبارات الدولية مهم جداً، ليس في اطار مكافحة الارهاب فحسب، بل ايضاً لمنع (حزب الله) من ممارسة نشاطه خارج لبنان وداخله تجنباً للإضرار بمصالح الدولة اللبنانية»، عارضاً وثائق يملكها تتناول تحقيقات الاجهزة اللبنانية.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي