هل للصدفة مكان في الحياة؟!... أم أن ما نراه نحن صدفة الآن ليس إلا عمل مخطط له!
هل أنت من الناس الذين لهم الظاهر من الأحداث ولا تعنيك خفايا الأمور؟!... أم أنك لا تودّ أن تتعب نفسك بالبحث والتفكير...
حاول جاسم أن يفسّر الأمور التي تحدث أمامه، ولكن الفشل كان دائماً بانتظاره.... كانت الأمور السياسية تحدث أمامه وأمام غيره من المتابعين السياسيين، وتبدو له وللجميع وكأنها صدفة وليس لها أي تفسير.
تذكر جاسم أن جاره يعمل في المخابرات المختصة بأمن الدولة... ولكنه على معرفة سطحية بهذا الجار.
قرر جاسم أن يبدأ خطته لمعرفة بعض الحقيقة... خطط في البداية للوصول الى هذا الجار صاحب المنصب الرفيع...
وبالفعل، نجح جاسم في اقناع هذا الجار بأن صداقتهما التي هي قائمة انما هي صدفة...
ازدادت صداقة جاسم بهذا الجار... وبدأ هذا الجار باعطائه معلومات سياسية تخص البلد وتؤثر بسير الأحداث السياسية، ولكنه اشترط على جاسم أن تكون صداقتهما سرية... حفاظاً على مركز هذا الجار.
أصبح جاسم مصدراً أساسياً للمعلومات في المجتمع الذي يعيش ويعمل به... وأصبحت معلوماته تؤثر بالأحداث السياسية، وغالبا ما تقلب الأحداث.
جاسم سعيد بهذا الكنز من المعلومات الذي أصبح يصادقه... لِمَ لا، وقد أصبحت له مكانة بين الجميع بسبب هذه المعلومات؟!
بدأ الجار العزيز لقلب جاسم يقنعه بالترشح للبرلمان... وفعلاً استطاع هذا الجار اقناع جاسم بالترشح...
بالرغم من الامكانات القليلة التي وفرها جاسم لحملته الانتخابية... الا أنه نجح وأصبح عضواً في البرلمان!
ومازال هذا الجار يمدّ جاسم بالمعلومات المؤثرة على سير الأحداث السياسية في البلد... وجاسم أصبح عضواً مؤثراً في البرلمان كما كان في المجتمع، والفضل لهذا الجار!
جاسم على قناعة بأن معلومات جاره والأوراق التي يمده بها هي سبب قوته...
سأل يوماً جاره... لماذا تساعدني ولماذا صداقتنا سرية؟!
رد جاره: «هل تعتقد يا جاسم أن صداقتنا بدأت بالصدفة أو بسبب تخطيطك أنت؟!»... ضحك الجار وأكمل: «ان سكني بجوار بيتك لم يكن صدفة... هل تريد أن أُكمِل؟!»... سكت جاسم، فقد فهم الدرس، ولكنه قرّر أن يكمل المشوار، فالمنصب جميل... خصوصاً أن جاره وعده بما هو أبعد من عضوية البرلمان!
وبعد نشر قصة جاسم، زادت أواصر الصداقة بين الجيران... نعم، زادت والكل يطمح الى عضوية البرلمان الآن.