أولمرت: إنجاز ملموس عدم تقديم أي تعهد لسورية والمهووسون يتمسكون بفكرة أرض إسرائيل الكاملة


اعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود أولمرت، ان «أشخاصا مهووسين فقط ما زالوا يتمسكون بفكرة أرض إسرائيل الكاملة»، كاشفا من جهة ثانية، أن «الدولة العبرية لم تقدم لسورية أي تعهد في إطار الاتصالات الجارية بينهما حاليا»، واصفاً ذلك بـ «انجاز ملموس».
وأوضح لوسائل الاعلام، خلال مشاركته في اجتماع لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست، امس (ا ف ب، رويترز، يو بي اي، د ب ا، كونا)، انه «يوجد اليوم خيار قاس بين أرض إسرائيل الكاملة ودولة يهودية، ولا يمكن أن يتحقق كلا الأمرين معا سوى لدى أشخاص مهووسين ولدى من يفسر الواقع بصورة غير صحيحة».
وتطرق إلى مفاوضات الحل الدائم مع الفلسطينيين. وقال إن «هذه المفاوضات جدية وتجرى انطلاقا من قناعة بأن العامل الزمني، مهم». واضاف: «كنت بين أولئك الذين يعتقدون أن حل الدولتين، غير صحيح، لكن هذا كان خطأ، الغالبية تدرك اليوم أن الخيار هو بين دولتين للشعبين ودولة واحدة يكون فيها للجميع حق مساو بالتصويت».
ورفض أولمرت إمكانية التوصل إلى «سلام اقتصادي» قبل سلام مع الفلسطينيين. وقال إنه «طالما لا يوجد تفاهم واتفاق مدعوم من المجتمع الدولي حول مسار الحل، فإنه لن يكون هناك أي تحرك سياسي أو اقتصادي (...) ونحن نتحدث مع قيادة تريد السلام وتفاوض ولا تبادر للإرهاب».
وعن المفاوضات بين إسرائيل وسورية، امتنع رئيس الوزراء عن الكشف عن الاتصالات بين الجانبين، خلال مشاركته في اجتماعات اللجنة البرلمانية أخيرا، نتيجة حساسية الموضوع. لكنه أضاف: «لم أتعهد لدمشق الانسحاب الكامل من الجولان».
وقال ان «كل من يجلس في كرسيّ يدرك أن عمليات سياسية كهذه يجب أن تتم بحذر بالغ، والسرية جزء ضروري، وليس دائما بالإمكان إشراك حتى معظم الوزراء في الأمر». وتابع: «بادرت لهذا النشاط منذ فبراير العام 2007، فيما أجرى أربعة رؤساء وزراء قبلي مفاوضات مع دمشق وتعهدوا تقديم تنازلات مؤلمة للغاية، ولا يعتقد أحد أن باستطاعته امتحاني ويطلب رؤية هذه التعهدات، فجميعها موجودة».
وعن معارضة الولايات المتحدة لمفاوضات إسرائيلية - سورية. قال إنه «لا توجد جهة في العالم، قالت لإسرائيل، لا تجروا مفاوضات سلام، وعلى كل حال، فإني أشركت افضل أصدقائنا بالافكار وأطلعتهم على التطورات وهذا طبيعي جدا». واضاف أن «ما حسم الأمر لمصلحي استئناف المفاوضات هو ماذا سيحدث، لا سمح الله، لو أنه خلافا لرغبتنا وبسبب تقديرات خاطئة كنا سننجر إلى صدام عنيف بيننا وبين سورية، عندها كانوا سيأتون إلى ويسألونني، كيف يمكن أنهم ارادوا السلام وأنت حتى لم تدقق في هذه الإمكانية».
وتابع اولمرت، موجها كلامه لعضوي الكنيست ايفي ايتام وبيني ألون من كتلة «الوحدة القومية - المفدال» اليمينية المتطرفة: «أنتم كارهون للسلام ولا تريدونه وتتسببون لأن تنجر دولة إسرائيل الى حروب بلا نهاية وفقط من أجل ألا نتنازل عن حبة تراب واحدة، وستستمرون بالقيام بذلك مع كل من يؤدي مهام رئيس وزراء ولا شيء يردعكم من أجل المس بعملية سلام».
الى ذلك، أبدت غالبية الوزراء في الحكومة معارضتها للانسحاب من الجولان مقابل اتفاق سلام مع سورية. وقال نائب رئيس الوزراء ووزير المواصلات شاوول موفاز، إنه «يجب أن يمر وقت حتى نتمكن من الحديث عن واقع من التنازلات للسوريين ويجب البحث عن طريقة خلاقة أكثر، في شكل يضمن المصالح الأمنية، من دون التنازل عن الجولان لأنها كنز استراتيجي ووجودي». واضاف أن «تسليم الجولان للسوريين اليوم، يعني تسليم الجولان للإيرانيين».
وقال نائب رئيس الوزراء ورئيس حزب «شاس» ايلي يشائي خلال اجتماع مع قادة المستوطنين في الجولان، اول من أمس، إن «كتلة شاس، بكل أعضائها، ستعارض انسحابا من الجولان في حال تم طرحه على الكنيست للمصادقة عليه».
وأعرب رئيس حزب ليكود اليميني بنيامين نتنياهو عن قناعته بأن «الكنيست والمواطنين سيرفضون أي طرح ينص على الانسحاب من الجولان مقابل السلام مع سورية». وقال من جهة أخرى، إنه «في حال استمرار إطلاق الصواريخ من غزة، فإن هذا يستلزم القيام بعملية عسكرية واسعة لإسقاط حكومة حماس».
كذلك يعارض الوزيران يعقوب إدري وروحاما ابراهام، وكلاهما من «كاديما»، انسحابا من الجولان حتى في إطار اتفاق سلام.
واشترط النائب الأول لرئيس الحكومة حاييم رامون، ووزيرة الخارجية، تسيبي ليفني، لابرام اتفاق سلام مقابل الانسحاب بأن «تنفصل سورية عن حلفها مع إيران وحزب الله وإغلاق مقارات المنظمات الفلسطينية».
ودعا أعضاء في الكنيست من أحزاب اليمين المتطرف إلى إعدام اولمرت نتيجة استعداده للانسحاب من الجولان.
وقال عضو الكنيست ارييه الداد من كتلة «الوحدة القومية - المفدال» المتطرفة خلال اجتماع عقده اللوبي من أجل الجولان، أمس، إن «من قام بعمل من شأنه أن يخرج أرضاً من أراضي الدولة وسيطرتها السياسية مصيره الموت».
وتابع إن «القانون الإسرائيلي ينص على أن من قام بعمل هدفه إخراج منطقة من المناطق السيادية للدولة من تخوم سيادتها وتسليمها إلى جهة أخرى عقوبته الحكم المؤبد أو الإعدام».
ورأى زميله من الكتلة نفسها ايفي ايتام: «يتوجب التوضيح أن الحديث عن إماتة بأمر محكمة».
الى ذلك، يبحث سكان إسرائيليون يعيشون في الجولان في تصعيد تحركهم المعارض للانسحاب من الهضبة. وذكرت إذاعة «صوت إسرائيل»، ان رؤساء التجمعات السكنية في الجولان رفضوا دعوة أولمرت الموجهة لهم لمقابلته بعد نشر البيان حول استئناف المفاوضات على المسار السوري.
والتقى رؤساء قرى الجولان، أول من أمس، يشائي وموفاز كلا على حدة حيث أكدا معارضتهما لاي اتفاق سياسي يشمل الانسحاب من الجولان.
وعلى الصعيد الفلسطيني، يعود المسؤول في وزارة الدفاع الاسرائيلية عاموس جلعاد، الاسبوع المقبل الى مصر لاستكمال المحادثات في شأن التوصل الى اتفاق تهدئة مع حركة «حماس» في قطاع غزة.
وكان جلعاد بحث، أول من أمس، في القاهرة مع رئيس المخابرات العامة اللواء عمر سليمان سبل تذليل العقبات التي تعترض التوصل الى اتفاق تهدئة مع «حماس».
وأكدت مصادر ديبلوماسية مصرية مطلعة لـ «الراي»، أن «الأولوية في الاتصالات مع الفلسطينيين والإسرائيليين في الفترة المقبلة هي للتوصل إلى تهدئة ووقف شامل لكل أشكال العمليات المتبادلة».
وقالت مصادر أمنية، ان مسؤولاً إسرائيلياً رهن فتح المعابر مع غزة بالافراج عن الجندي المخطوف جلعاد شاليت.
وخلال اجتماع للحكومة، أول من أمس، اعرب رئيس الامن الداخلي (شين بيت) يوفال ديسكين عن شكه في احتمال التوصل الى اتفاق تهدئة، كاشفا ان «حماس ردت طلبا اسرائيليا بوقف تهريب الاسلحة عبر الحدود المصرية». وقال إن «لدى حماس صواريخ تصل حتى مدينة أسدود».
من جهة اخرى، أعرب العديد من وزراء «كاديما»، بينهم رامون، عن معارضتهم لاجراء اتصالات مع «حماس» عبر مصر.
من جهته، لوح وزير الدفاع ايهود باراك مجددا، أمس، بعملية عسكرية واسعة ضد القطاع في حال لم توافق «حماس» على شروط التهدئة.
وفي طهران، اكد رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» خالد مشعل، بعد لقائه الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد، «وجود ثلاثة شروط للهدنة مع اسرائيل، وهي: وقف الاعتداءات على القطاع في شكل تام، وانهاء الحصار، وفتح المعابر».
وشددت الشرطة المصرية الاجراءات الامنية على الحدود مع القطاع، أمس، عقب تهديدات مشعل بفتح كل المعابر ومنافذ غزة بالقوة.
من ناحيتها، هددت «سرايا القدس»، بالقيام بـ «عمليات نوعية» ضد اسرائيل اذا لم ترفع الحصار عن القطاع.
واعتقلت السلطات الإسرائيلية، أمس، قياديا من حركة «فتح» يدعى علي طرمساني في منطقة رام الله بتهمة الضلوع في «نشاطات تخريبية».
وحضت اللجنة الدولية للصليب الاحمر، أمس، اسرائيل على السماح للمعتقلين من غزة بتلقي زيارات عائلية بعد عام على وقفها.
وأعلن رامي عبده الناطق باسم اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار، عن وفاة الرضيعتين فايزة وسجود الفرا البالغتين من العمر أسبوعاً واحداً في مستشفى ناصر في خان يونس نتيجة الحصار.
وزار وفد من أعضاء الكونغرس الأميركي، أمس، معبر رفح الحدودي، ومنطقة الحدود الدولية بين مصر والقطاع.
كارتر: إسرائيل تمتلك
150 سلاحاً نووياً
لندن - يو بي اي - نقلت صحيفة «التايمز»، أمس، عن الرئيس الأميركي السابق جيمي كارتر أن «اسرائيل تمتلك 150 سلاحاً نووياً في ترسانتها التسلحية»، وذلك خلال مشاركته في مهرجان ادبي في ويلز، حيث دعا الادارة الاميركية إلى فتح حوار مباشر مع إيران لإقناعها بالتخلي عن طموحاتها النووية.