بروفايل / مقدمة البرنامج الحواري الأشهر... و«أقوى امرأة ملوّنة»
أوبرا وينفري... المليارديرة التي ارتدت أكياس البطاطا

... ومع والدتها

مع أختها غير الشقيقة باتريشيا التي تعرّفت عليها في العام 2010

دموعها تنهمر في الحلقة الأخيرة من برنامجها

أوبرا وينفري






| إعداد علاء محمود |
حفل الزمان الجميل بابدعات عمالقة الفن والغناء في عالمنا العربي الى جانب نجوم العالم الغربي فقدموا الكثير خلال مسيرتهم التي كانت في بعض الأحيان مليئة بالمطبات والعثرات. منهم من رحل عن هذه الدنيا مخلفاً وراءه فنّه فقط، وآخرون ما زالوا ينبضون عطاء الى يومنا الحالي.
البعض من جيل اليوم نسي ابداعات هؤلاء العمالقة وتجاهلوا مسيرة حافلة من أعمال تركتها بصمة قوية، وفي المقابل يستذكر آخرون عطاءات نجوم الأمس من خلال الاستمتاع بأعمالهم الغنائية أو التمثيلية، وقراءة كل ما يخصّ حياتهم الفنية أو الشخصية.
وفي زاوية «بروفايل» نبحر في بحار هؤلاء النجوم ونتوقف معهم ابتداء من بداياتهم الى آخر مرحلة وصلوا اليها، متدرجين في أهم ما قدّموه من أعمال مازالت راسخة في مسيرة الفن... وفي بروفايل اليوم نستذكر أهم محطات الإعلامية أوبرا وينفري:
هي مالكة قناة تلفزيونية، مقدمة لبرنامج حواري، ممثلة، منتجة وفاعلة لأعمال خيرية. تشتهر أكثر من أي شيء ببرنامجها الحواري الفائز بجوائز عدة «أوبرا وينفري» الذي يعتبر صاحب أعلى معدّلات مشاهدة من نوعها في التاريخ، وتم تصنيفها باعتبارها أغنى أميركية من أصل أفريقي في القرن العشرين، ومن أشهر فاعلي خير في التاريخ الأميركي. كانت لفترة من الوقت المليارديرة الملوّنة الوحيدة في العالم، وتعتبر أيضاً طبقاً لبعض التغييرات أكثر النساء نفوذاً في العالم.
ولدت أوبرا غيل وينفري في التاسع والعشرين من يناير العام 1954، في «جوتيق» في ولاية الميسيسيبي الريفية من أم تدعى فيرنيتالي كانت تعمل خادمة، وأب يدعى فينون وينفري عامل منجم فحم تحوّل إلى العمل كحلاق، ثم إلى عضو مجلس مدينته، إضافة إلى عمله في القوات المسلحة عند ولادتها.
بعد ولادة وينفري انتقلت والدتها للعيش في الشمال، وأمضت وينفري سنواتها الست الأولى في الريف الفقير بصحبة جدّتها الفقيرة إلى درجة أن وينفري كانت غالباً ما ترتدي ملابس مصنوعة من أكياس البطاطا، وهو ما دفع أطفال الحي إلى السخرية منها، مع ذلك علّمتها جدّتها القراءة والكتابة قبل وصولها سن الثالثة.
في سن السادسة انتقلت للعيش مع والدتها في مدينة «ميلواكي» المجاورة، حيث لم تلق الرعاية الكافية بسبب انشغال والدتها في عملها كخادمة. في ذلك الوقت تقريباً أنجبت والدتها ابنة أخرى، وهي الأخت الصغرى غير الشقيقة باتريشيا التي ماتت في العام 2003 بسبب إدمانها المخدرات.
ولصعوبة تربيتها لابنتيها، قامت الأم في العام 1962 بإرسال وينفري للإقامة موقتاً في ناشفيل. وأثناء تجوالها هناك أنجبت والدتها ابنة ثالثة تم عرضها للتبني على أمل التخفيف من الأعباء المالية، وتمّت تسميتها باتريشيا أيضاً، ولم تعرف وينفري أن لديها أختاً ثالثة نصف شقيقة حتى العام 2010. وفي الوقت الذي عادت وينفري للإقامة مع والدتها، أنجبت الوالدة أخاً نصف شقيق أسمته جيفري مات بسبب الإيدز العام 1989.
وذكرت وينفري أنها تعرضت للمضايقات على يد ابن عمها وعمها وصديق للعائلة وهي بعمر التاسعة، وهو الأمر الذي أعلنت عنه للمرة الأولى العام 1986 خلال حلقتها التلفزيونية التي كانت عن الاعتداءات الجنسية، وعندما ناقشت الأمر مع عائلتها وهي في سن الرابعة والعشرين رفضوا قبول ما قالته. وذكرت وينفري أنها اختارت ألا تصبح أمّاً لأنها لم تتلق رعاية من أمها.
وفي سن الثالثة عشرة، وبعد سنوات من سوء المعاملة فرّت من المنزل، وحملت عندما كانت في سن الرابعة عشرة لكن ابنها مات بعد فترة قصيرة من ولادته، ثم التحقت بثانوية «لنكولن».
وبسبب نجاحها المبكر في برنامجها «Upward Bound» تم نقلها إلى ثانوية «نيكوليت» الموجودة في أحد الأحياء الراقية، حيث كانت تشعر بفقرها وهي تستقل الباص إلى المدرسة مع زملائها من أصل أفريقي. وهنا بدأت تسرق المال من والدتها في محاولة لمجاراة نظرائها، وبدأت بالكذب على والدتها والخروج برفقة صديق أكبر منها سنّاً بكثير. لذلك أرسلتها والدتها المستاءة من جديد للعيش في ناشفيل، وفي هذه المرّة لم ترجع لأخذها مجدداً. وهناك تفوّقت وينفري في دراستها وتم التصويت لها لمنحها لقب «أكثر الفتيات شعبية»، وانضمت إلى فريق الخطابة في ثانوية «ايستانشافيل» فحققت المركز الثاني على مستوى أميركا في الترجمة الدرامية، كما فازت في مسابقة الخطابة وضمنت بذلك منحة كاملة في جامعة ولاية تنيسي، وهي مؤسسة لملوّني البشرة على مدى تاريخها، حيث درست فنون الاتصال، وكان أول عمل لها كمراهقة في متجر محلي للبقالة.
وفي سن السابعة عشرة فازت بمسابقة ملكة جمال ملوّني البشرة في ولاية تينسي، كما أنها جذبت انتباه إحدى محطات الإذاعة المحلية، التي وظّفتها للعمل كمذيعة أخبار غير ثابتة في آخر سنوات الثانوية والعامين الأولين من دراستها الجامعية.
عملها في الإذاعة
عملت وينفري بوظيفة في إحدى الاذاعات خلال دراستها في المرحلة الثانوية، إذ بدأت تشارك في تقديم أخبار المساء المحلية وهي في سن التاسعة عشرة، فكانت طريقة تقديمها العفوية العاطفية سبباً في نقلها إلى مجال البرامج الحوارية النهارية. وبعد أن ارتقت ببرنامج حواري محلي في «شيكاغو» من المرتبة الثالثة إلى المرتبة الأولى، بدأت شركتها الإنتاجية الأولى وأصبح برنامجها مطلوباً على المستوى الدولي.
وبحلول منتصف التسعينات جددت برنامجها بالتركيز على الأدب وتحسين الذات والروحانيات، ورغم تعرضها للانتقاد لبدئها ثقافة الاعتراف وتطوير أفكار المساعدة الذاتية المثيرة للجدل ومفهوم المقاربة العاطفية المركزة، فغالباً ما تم الثناء عليها لتغلّبها على شدّتها لتصبح من فاعلي الخير للآخرين، وكان دعمها بين عامي 2006 و2008 للرئيس الأميركي باراك أوباما قد جعله يفوز بمليون صوت في سباق الرئاسة في العام 2008.
في 9 من فبراير 2006 وقّعت وينفري عقداً قيمته 55 مليون دولار لمدة ثلاث سنوات مع شركة «X M Satellite Radio» لإقامة قناة إذاعية جديدة أسمتها «Oprah Radio».
العمل في التلفزيون
كانت أصغر وأول مذيعة أخبار في قناة «WLAC» في ولاية ناشفيل، وفي العام 1976 انتقلت للعمل في قناة «WJZ» التلفزيونية كمذيعة مشاركة لإلقاء أخبار السادسة، ثم تم توظيفها كمذيعة مشاركة لريتشارد شير في البرنامج الحواري المحلي «People Are Talking» الذي بدأ أول حلقاته في 24 أغسطس 1987، وقامت أيضاً بتقديم النسخة المحلية من برنامح «Dialing for Dollars».
في العام 1983 انتقلت إلى شيكاغو للعمل مذيعة البرنامج الحواري «A M Chicago» بميزانية منخفضة، وبدأت أولى حلقاته في 2 يناير 1984. ووصلت به خلال أشهر من المرتبة الأخيرة إلى مركز المقدمة، وهنا أقنعها الناقد السينمائي روجر إيبيرت بتوقيع عقد مع «King World» لتقديم برنامجها الخاص «The Oprah Winfrey Show» بمدّة ساعة كاملة تم بث أولى حلقاته على مستوى الولايات المتحدة بتاريخ 8 سبتمر 1986، فأصبح عدد مشاهدي برنامجها ضعف مشاهدي برنامج «Donahues»، وحلّت محل برنامجه في المركز الأول كأفضل برنامج حواري نهاري في أميركا، واستمرت في بثّه حتى آخر حلقة منه بتاريخ 25 يناير 2011.
أعمالها السينمائية
أول مشاركة سينمائية لها كانت العام 1985 في فيلم «The Color Purple» لستيفن سبيلبرغ، مجسدة دور الخادمة صوفيا، وفي العام 1986 شاركت في «Native Son». وفي العام 1998 تم ترشيحها لجائزة «أفضل ممثلة مساعدة» التي تقدمها «Academy Award».
وينفري أنتجت وأدّت دور البطولة في فيلم «Beloved» المأخوذة قصته عن قصّة تحمل الاسم نفسه وفازت بجائزة «Pulitzer» للمؤلف توني موريسون.
في العام 2005 أطلقت شركتها «Harpo» فيلم «Their Eyes Were Watching God»، ومع حلول العام 2008 أنتجت الشركة مسلسلات عدة وبرامج وثائقية وأفلاماً. كما أدّت بصوتها دور «غاسي البطة» في فيلم «Charlottes Web» العام 2006، وفي العام 2007 أدّت بصوتها دور «القاضي باميلوين» في فيلم «Bee Movie». وفي العام 2009 جسّدت بصوتها شخصية «إيودورا» في فيلم «The Princess and the Frog»، وفي العام 2010 أدّت لصالح قناة «ديسكفري» دور الراوي في النسخة الاميركية من برنامج الطبيعة «لايفا» الذي أنتجته الـ«BBC».
عملها في النشر والتأليف
شاركت وينفري في تأليف خمسة كتب، كما قامت بطباعة مجلات مثل «O» و«The Oprah» صاحبة أنجح بداية لمجلة في صناعة النشر. ورغم أن طبعها قلّ بأكثر من عشرة في المئة من العام 2005 وحتى 2008، إلاّ أن طبعة يناير 2009 أمست صاحبة أفضل مبيعات منذ العام 2006، ويعتبر عدد متابعي المجلة أكثر من متابعي برنامجها التلفزيوني.
مع هذا كله أسست شركتها موقعاً على الإنترنت للترويج للمعلومات عن برنامجها ومجلاتها ونادي الكتاب وأعمالها الخيرية الخاصة بها.
تاريخها العاطفي
عاشت وينفري قصة حب مع زميلها في المدرسة الثانوية أنتوني أوتي، واتفقا على الزواج... لكن أوتي زعم أنه كان يتمنى لها حياة أفضل مع غيره، وافترق الاثنان في السنة النهائية من الدراسة الثانوية في يوم عيد العشّاق.
وفي العام 1971، وبعد أشهر من انفصالها عن أوتي، قابلت شخصاً آخر يدعى وليام تيلور زميلها في جامعة ولاية تينيسي، وطبقاً لما ذكره جورج مير الصحافي في «CBS» فإن حبها الشديد لتيلور جلعها تساعده على إيجاد وظيفة كبيرة، وبلغ بها أن تركع على ركبتيها لإقناعه بالبقاء معها، لكنه لم يكن مستعداً لمغادرة ناشفيل برفقتها عندما انتقلت للإقامة في بلتيمور والعمل مع قناة «WJZ» التلفزيونية في مايو 1976، وكان ذلك حبها الأول رغم أنها ارتبطت بعلاقات مختلفة على مرّ السنين.
ثروتها الشخصية
رغم أنها عاشت في بيئة فقيرة، إلاّ أنها أصبحت مليونيرة في سن الثانية والثلاثين عندما تم بث برنامجها في أنحاء أميركا. وفي سن الحادية والأربعين بلغت ثروتها 340 مليون دولار، وحلّت محل بيل كوسي باعتبارها الوحيدة من أصل أفريقي ضمن قائمة «Forbes» لأغنى 400 شخصية، وظلّت تحتل هذه المرتبة سنوياً منذ العام 1995.
وفي العام 2000 بلغت ثروتها 800 مليون دولار، ويعتقد أنها أغنى أميركية من أصل أفريقي في القرن العشرين، وكانت وينفري صاحبة أكثر أجر يناله أي مقدّم برامج تلفزيونية في العام 2006، إذ بلغ دخلها السنوي 260 مليون دولار. وبحلول العام 2008 زاد دخلها السنوي إلى 275 مليون دولار.
وصنّفتها مجلة «Forbes» باعتبارها المليارديرة الملوّنة الوحيدة في العام من العام 2004 إلى 2006، وأول مليارديرة ملوّنة في تاريخ العالم. وذكرت المجلة أن ثروة وينفري في العام 2010 زادت على 2.7 مليار دولار.
تأثيرها
اعتبرتها قناة «CNN» كأقوى امرأة في العالم، ومجلة «The American Spectator» كأحد أكثر 100 شخص فرضوا تأثيرهم في القرن العشرين. ومجلة «Time» كواحدة من أقوى الناس بين عامي 2004 و2011. كما اعتبرتها مجلة «Life» في أواخر القرن العشرين أنها أقوى امرأة ملوّنة في جيلها.
في العام 1998 أصبحت أول أميركية من أصل أفريقي تتصدر قائمة «Entertainment Weeklys» لأقوى 101 شخصية في صناعة الترفيه، وفي 2007 اعتبرتها مجلة «USA Today» ضمن أقوى النساء وأكثر ملوّني البشرة أصحاب التأثير خلال ربع القرن الماضي، واعتبرتها جريدة «Ladies Home» ضمن أكثر النساء تأثيراً في البلاد، ورشحتها أيضاً مجلة « Forbes» كأقوى شخصية شهيرة في الأعوام 2005 و2007 و2008 و2010 و2013.
وفي العام 2010 رشحتها مجلة «Life» ضمن أكثر 100 شخصية غيّرت العالم، إلى جانب شخصيات شهيرة أمثال الفيس بريسلي وليدي ميري وورتلي مونتاغو، لتكون هي الوحيدة على قيد الحياة بين هذه القائمة. وصنفتها مجلة «New Statesman» البريطانية في سبتمر 2010 في المركز 38 من قائمة «أكثر الشخصيات المؤثرة الخمسين» في العالم.
القيادة الروحية
في العام 2000 تم تقليدها وسام «Spingarn» من «NAACP»، وفي العام 2002 نشرت مجلة «Christianity Today» مقالة ذكرت فيها أن وينفري برزت كزعيم روحي ذي تأثير على المجتمع.
وبعد أحداث 11 من سبتمبر قدّمت حلقة من برنامجها كان عنوانها «Islam 101»، وفيها أظهرت الإسلام كدين سلام، واعتبرته أنه أكثر الأديان الثلاثة الكبرى الموجودة الذي يساء فهمه.
أعمالها الخيرية
في العام 2004 صنفت كأول شخص ملوّن ضمن «أكرم 50 أميركي»، وظلت ضمن القائمة حتى العام 2010. وبحلول 2012 تبرعت بنحو 400 مليون دولار للقضايا التعليمية.
وفي العام 1988 أسست شبكة «أوبرا الخيرية» لدعم المشاريع الخيرية وتقديم منح للمنظمات غير النفعية حول العالم. وفي صيف 2006 منحت موظفيها وعائلاتهم «1065 موظفاً» رحلة إلى جزر هاواي تعبيراً عن تقديرها لهم. وفي العام 2013 قدمت 12 مليون دولار لمتحف «سمينسونيان» الوطني الخاص بتاريخ وثقافة الأميركيين من أصول أفريقية.
حفل الزمان الجميل بابدعات عمالقة الفن والغناء في عالمنا العربي الى جانب نجوم العالم الغربي فقدموا الكثير خلال مسيرتهم التي كانت في بعض الأحيان مليئة بالمطبات والعثرات. منهم من رحل عن هذه الدنيا مخلفاً وراءه فنّه فقط، وآخرون ما زالوا ينبضون عطاء الى يومنا الحالي.
البعض من جيل اليوم نسي ابداعات هؤلاء العمالقة وتجاهلوا مسيرة حافلة من أعمال تركتها بصمة قوية، وفي المقابل يستذكر آخرون عطاءات نجوم الأمس من خلال الاستمتاع بأعمالهم الغنائية أو التمثيلية، وقراءة كل ما يخصّ حياتهم الفنية أو الشخصية.
وفي زاوية «بروفايل» نبحر في بحار هؤلاء النجوم ونتوقف معهم ابتداء من بداياتهم الى آخر مرحلة وصلوا اليها، متدرجين في أهم ما قدّموه من أعمال مازالت راسخة في مسيرة الفن... وفي بروفايل اليوم نستذكر أهم محطات الإعلامية أوبرا وينفري:
هي مالكة قناة تلفزيونية، مقدمة لبرنامج حواري، ممثلة، منتجة وفاعلة لأعمال خيرية. تشتهر أكثر من أي شيء ببرنامجها الحواري الفائز بجوائز عدة «أوبرا وينفري» الذي يعتبر صاحب أعلى معدّلات مشاهدة من نوعها في التاريخ، وتم تصنيفها باعتبارها أغنى أميركية من أصل أفريقي في القرن العشرين، ومن أشهر فاعلي خير في التاريخ الأميركي. كانت لفترة من الوقت المليارديرة الملوّنة الوحيدة في العالم، وتعتبر أيضاً طبقاً لبعض التغييرات أكثر النساء نفوذاً في العالم.
ولدت أوبرا غيل وينفري في التاسع والعشرين من يناير العام 1954، في «جوتيق» في ولاية الميسيسيبي الريفية من أم تدعى فيرنيتالي كانت تعمل خادمة، وأب يدعى فينون وينفري عامل منجم فحم تحوّل إلى العمل كحلاق، ثم إلى عضو مجلس مدينته، إضافة إلى عمله في القوات المسلحة عند ولادتها.
بعد ولادة وينفري انتقلت والدتها للعيش في الشمال، وأمضت وينفري سنواتها الست الأولى في الريف الفقير بصحبة جدّتها الفقيرة إلى درجة أن وينفري كانت غالباً ما ترتدي ملابس مصنوعة من أكياس البطاطا، وهو ما دفع أطفال الحي إلى السخرية منها، مع ذلك علّمتها جدّتها القراءة والكتابة قبل وصولها سن الثالثة.
في سن السادسة انتقلت للعيش مع والدتها في مدينة «ميلواكي» المجاورة، حيث لم تلق الرعاية الكافية بسبب انشغال والدتها في عملها كخادمة. في ذلك الوقت تقريباً أنجبت والدتها ابنة أخرى، وهي الأخت الصغرى غير الشقيقة باتريشيا التي ماتت في العام 2003 بسبب إدمانها المخدرات.
ولصعوبة تربيتها لابنتيها، قامت الأم في العام 1962 بإرسال وينفري للإقامة موقتاً في ناشفيل. وأثناء تجوالها هناك أنجبت والدتها ابنة ثالثة تم عرضها للتبني على أمل التخفيف من الأعباء المالية، وتمّت تسميتها باتريشيا أيضاً، ولم تعرف وينفري أن لديها أختاً ثالثة نصف شقيقة حتى العام 2010. وفي الوقت الذي عادت وينفري للإقامة مع والدتها، أنجبت الوالدة أخاً نصف شقيق أسمته جيفري مات بسبب الإيدز العام 1989.
وذكرت وينفري أنها تعرضت للمضايقات على يد ابن عمها وعمها وصديق للعائلة وهي بعمر التاسعة، وهو الأمر الذي أعلنت عنه للمرة الأولى العام 1986 خلال حلقتها التلفزيونية التي كانت عن الاعتداءات الجنسية، وعندما ناقشت الأمر مع عائلتها وهي في سن الرابعة والعشرين رفضوا قبول ما قالته. وذكرت وينفري أنها اختارت ألا تصبح أمّاً لأنها لم تتلق رعاية من أمها.
وفي سن الثالثة عشرة، وبعد سنوات من سوء المعاملة فرّت من المنزل، وحملت عندما كانت في سن الرابعة عشرة لكن ابنها مات بعد فترة قصيرة من ولادته، ثم التحقت بثانوية «لنكولن».
وبسبب نجاحها المبكر في برنامجها «Upward Bound» تم نقلها إلى ثانوية «نيكوليت» الموجودة في أحد الأحياء الراقية، حيث كانت تشعر بفقرها وهي تستقل الباص إلى المدرسة مع زملائها من أصل أفريقي. وهنا بدأت تسرق المال من والدتها في محاولة لمجاراة نظرائها، وبدأت بالكذب على والدتها والخروج برفقة صديق أكبر منها سنّاً بكثير. لذلك أرسلتها والدتها المستاءة من جديد للعيش في ناشفيل، وفي هذه المرّة لم ترجع لأخذها مجدداً. وهناك تفوّقت وينفري في دراستها وتم التصويت لها لمنحها لقب «أكثر الفتيات شعبية»، وانضمت إلى فريق الخطابة في ثانوية «ايستانشافيل» فحققت المركز الثاني على مستوى أميركا في الترجمة الدرامية، كما فازت في مسابقة الخطابة وضمنت بذلك منحة كاملة في جامعة ولاية تنيسي، وهي مؤسسة لملوّني البشرة على مدى تاريخها، حيث درست فنون الاتصال، وكان أول عمل لها كمراهقة في متجر محلي للبقالة.
وفي سن السابعة عشرة فازت بمسابقة ملكة جمال ملوّني البشرة في ولاية تينسي، كما أنها جذبت انتباه إحدى محطات الإذاعة المحلية، التي وظّفتها للعمل كمذيعة أخبار غير ثابتة في آخر سنوات الثانوية والعامين الأولين من دراستها الجامعية.
عملها في الإذاعة
عملت وينفري بوظيفة في إحدى الاذاعات خلال دراستها في المرحلة الثانوية، إذ بدأت تشارك في تقديم أخبار المساء المحلية وهي في سن التاسعة عشرة، فكانت طريقة تقديمها العفوية العاطفية سبباً في نقلها إلى مجال البرامج الحوارية النهارية. وبعد أن ارتقت ببرنامج حواري محلي في «شيكاغو» من المرتبة الثالثة إلى المرتبة الأولى، بدأت شركتها الإنتاجية الأولى وأصبح برنامجها مطلوباً على المستوى الدولي.
وبحلول منتصف التسعينات جددت برنامجها بالتركيز على الأدب وتحسين الذات والروحانيات، ورغم تعرضها للانتقاد لبدئها ثقافة الاعتراف وتطوير أفكار المساعدة الذاتية المثيرة للجدل ومفهوم المقاربة العاطفية المركزة، فغالباً ما تم الثناء عليها لتغلّبها على شدّتها لتصبح من فاعلي الخير للآخرين، وكان دعمها بين عامي 2006 و2008 للرئيس الأميركي باراك أوباما قد جعله يفوز بمليون صوت في سباق الرئاسة في العام 2008.
في 9 من فبراير 2006 وقّعت وينفري عقداً قيمته 55 مليون دولار لمدة ثلاث سنوات مع شركة «X M Satellite Radio» لإقامة قناة إذاعية جديدة أسمتها «Oprah Radio».
العمل في التلفزيون
كانت أصغر وأول مذيعة أخبار في قناة «WLAC» في ولاية ناشفيل، وفي العام 1976 انتقلت للعمل في قناة «WJZ» التلفزيونية كمذيعة مشاركة لإلقاء أخبار السادسة، ثم تم توظيفها كمذيعة مشاركة لريتشارد شير في البرنامج الحواري المحلي «People Are Talking» الذي بدأ أول حلقاته في 24 أغسطس 1987، وقامت أيضاً بتقديم النسخة المحلية من برنامح «Dialing for Dollars».
في العام 1983 انتقلت إلى شيكاغو للعمل مذيعة البرنامج الحواري «A M Chicago» بميزانية منخفضة، وبدأت أولى حلقاته في 2 يناير 1984. ووصلت به خلال أشهر من المرتبة الأخيرة إلى مركز المقدمة، وهنا أقنعها الناقد السينمائي روجر إيبيرت بتوقيع عقد مع «King World» لتقديم برنامجها الخاص «The Oprah Winfrey Show» بمدّة ساعة كاملة تم بث أولى حلقاته على مستوى الولايات المتحدة بتاريخ 8 سبتمر 1986، فأصبح عدد مشاهدي برنامجها ضعف مشاهدي برنامج «Donahues»، وحلّت محل برنامجه في المركز الأول كأفضل برنامج حواري نهاري في أميركا، واستمرت في بثّه حتى آخر حلقة منه بتاريخ 25 يناير 2011.
أعمالها السينمائية
أول مشاركة سينمائية لها كانت العام 1985 في فيلم «The Color Purple» لستيفن سبيلبرغ، مجسدة دور الخادمة صوفيا، وفي العام 1986 شاركت في «Native Son». وفي العام 1998 تم ترشيحها لجائزة «أفضل ممثلة مساعدة» التي تقدمها «Academy Award».
وينفري أنتجت وأدّت دور البطولة في فيلم «Beloved» المأخوذة قصته عن قصّة تحمل الاسم نفسه وفازت بجائزة «Pulitzer» للمؤلف توني موريسون.
في العام 2005 أطلقت شركتها «Harpo» فيلم «Their Eyes Were Watching God»، ومع حلول العام 2008 أنتجت الشركة مسلسلات عدة وبرامج وثائقية وأفلاماً. كما أدّت بصوتها دور «غاسي البطة» في فيلم «Charlottes Web» العام 2006، وفي العام 2007 أدّت بصوتها دور «القاضي باميلوين» في فيلم «Bee Movie». وفي العام 2009 جسّدت بصوتها شخصية «إيودورا» في فيلم «The Princess and the Frog»، وفي العام 2010 أدّت لصالح قناة «ديسكفري» دور الراوي في النسخة الاميركية من برنامج الطبيعة «لايفا» الذي أنتجته الـ«BBC».
عملها في النشر والتأليف
شاركت وينفري في تأليف خمسة كتب، كما قامت بطباعة مجلات مثل «O» و«The Oprah» صاحبة أنجح بداية لمجلة في صناعة النشر. ورغم أن طبعها قلّ بأكثر من عشرة في المئة من العام 2005 وحتى 2008، إلاّ أن طبعة يناير 2009 أمست صاحبة أفضل مبيعات منذ العام 2006، ويعتبر عدد متابعي المجلة أكثر من متابعي برنامجها التلفزيوني.
مع هذا كله أسست شركتها موقعاً على الإنترنت للترويج للمعلومات عن برنامجها ومجلاتها ونادي الكتاب وأعمالها الخيرية الخاصة بها.
تاريخها العاطفي
عاشت وينفري قصة حب مع زميلها في المدرسة الثانوية أنتوني أوتي، واتفقا على الزواج... لكن أوتي زعم أنه كان يتمنى لها حياة أفضل مع غيره، وافترق الاثنان في السنة النهائية من الدراسة الثانوية في يوم عيد العشّاق.
وفي العام 1971، وبعد أشهر من انفصالها عن أوتي، قابلت شخصاً آخر يدعى وليام تيلور زميلها في جامعة ولاية تينيسي، وطبقاً لما ذكره جورج مير الصحافي في «CBS» فإن حبها الشديد لتيلور جلعها تساعده على إيجاد وظيفة كبيرة، وبلغ بها أن تركع على ركبتيها لإقناعه بالبقاء معها، لكنه لم يكن مستعداً لمغادرة ناشفيل برفقتها عندما انتقلت للإقامة في بلتيمور والعمل مع قناة «WJZ» التلفزيونية في مايو 1976، وكان ذلك حبها الأول رغم أنها ارتبطت بعلاقات مختلفة على مرّ السنين.
ثروتها الشخصية
رغم أنها عاشت في بيئة فقيرة، إلاّ أنها أصبحت مليونيرة في سن الثانية والثلاثين عندما تم بث برنامجها في أنحاء أميركا. وفي سن الحادية والأربعين بلغت ثروتها 340 مليون دولار، وحلّت محل بيل كوسي باعتبارها الوحيدة من أصل أفريقي ضمن قائمة «Forbes» لأغنى 400 شخصية، وظلّت تحتل هذه المرتبة سنوياً منذ العام 1995.
وفي العام 2000 بلغت ثروتها 800 مليون دولار، ويعتقد أنها أغنى أميركية من أصل أفريقي في القرن العشرين، وكانت وينفري صاحبة أكثر أجر يناله أي مقدّم برامج تلفزيونية في العام 2006، إذ بلغ دخلها السنوي 260 مليون دولار. وبحلول العام 2008 زاد دخلها السنوي إلى 275 مليون دولار.
وصنّفتها مجلة «Forbes» باعتبارها المليارديرة الملوّنة الوحيدة في العام من العام 2004 إلى 2006، وأول مليارديرة ملوّنة في تاريخ العالم. وذكرت المجلة أن ثروة وينفري في العام 2010 زادت على 2.7 مليار دولار.
تأثيرها
اعتبرتها قناة «CNN» كأقوى امرأة في العالم، ومجلة «The American Spectator» كأحد أكثر 100 شخص فرضوا تأثيرهم في القرن العشرين. ومجلة «Time» كواحدة من أقوى الناس بين عامي 2004 و2011. كما اعتبرتها مجلة «Life» في أواخر القرن العشرين أنها أقوى امرأة ملوّنة في جيلها.
في العام 1998 أصبحت أول أميركية من أصل أفريقي تتصدر قائمة «Entertainment Weeklys» لأقوى 101 شخصية في صناعة الترفيه، وفي 2007 اعتبرتها مجلة «USA Today» ضمن أقوى النساء وأكثر ملوّني البشرة أصحاب التأثير خلال ربع القرن الماضي، واعتبرتها جريدة «Ladies Home» ضمن أكثر النساء تأثيراً في البلاد، ورشحتها أيضاً مجلة « Forbes» كأقوى شخصية شهيرة في الأعوام 2005 و2007 و2008 و2010 و2013.
وفي العام 2010 رشحتها مجلة «Life» ضمن أكثر 100 شخصية غيّرت العالم، إلى جانب شخصيات شهيرة أمثال الفيس بريسلي وليدي ميري وورتلي مونتاغو، لتكون هي الوحيدة على قيد الحياة بين هذه القائمة. وصنفتها مجلة «New Statesman» البريطانية في سبتمر 2010 في المركز 38 من قائمة «أكثر الشخصيات المؤثرة الخمسين» في العالم.
القيادة الروحية
في العام 2000 تم تقليدها وسام «Spingarn» من «NAACP»، وفي العام 2002 نشرت مجلة «Christianity Today» مقالة ذكرت فيها أن وينفري برزت كزعيم روحي ذي تأثير على المجتمع.
وبعد أحداث 11 من سبتمبر قدّمت حلقة من برنامجها كان عنوانها «Islam 101»، وفيها أظهرت الإسلام كدين سلام، واعتبرته أنه أكثر الأديان الثلاثة الكبرى الموجودة الذي يساء فهمه.
أعمالها الخيرية
في العام 2004 صنفت كأول شخص ملوّن ضمن «أكرم 50 أميركي»، وظلت ضمن القائمة حتى العام 2010. وبحلول 2012 تبرعت بنحو 400 مليون دولار للقضايا التعليمية.
وفي العام 1988 أسست شبكة «أوبرا الخيرية» لدعم المشاريع الخيرية وتقديم منح للمنظمات غير النفعية حول العالم. وفي صيف 2006 منحت موظفيها وعائلاتهم «1065 موظفاً» رحلة إلى جزر هاواي تعبيراً عن تقديرها لهم. وفي العام 2013 قدمت 12 مليون دولار لمتحف «سمينسونيان» الوطني الخاص بتاريخ وثقافة الأميركيين من أصول أفريقية.