الروائي المصري قدم روايته الثانية «عن الذي يربي حجرا في بيته»
الطاهر شرقاوي لـ«الراي»: من حق المنسيين أن يكونوا أبطالاً

من أعماله الأدبية

الطاهر شرقاوي




| القاهرة - من محمد السرساوي |
بعد 5 سنوات من روايته الأولى «فانيليا»، قدم الروائي المصري الشاب الطاهر شرقاوي روايته الثانية «عن الذي يربي حجرا في بيته»، بعد 3 مجموعات قصصية.
وقال إنه لايزال لا يملك إجابة عن سؤال، ما الذي تعنيه له الكتابة؟، فلا يكتفى ككثير من الكتاب بما يصفه بـ«الإجابات الزائفة» من نوعية أن الكتابة مشروعه الفكري الذي سينقذ العالم ويهدي الضائعين، لكنه يعترف: «لا أمتلك الجواب اليقين عن هذا السؤال».
وأضاف، في حوار مع «الراي»، هل الكتابة هي بحثي الدائم عن إجابة لكل أسئلتي القلقة التي لا تنتهي للوصول إلى إجابات لا تريحني؟، لو كان ذلك صحيحا، فهل حققت لي الكتابة ذلك؟، تحديدا لا أعرف، وأعلم أنّ كلمة «لا أعرف» لا تعد إجابة، لكنها الإجابة الوحيدة التي أمتلكها الآن.
وكان معه هذا الحوار:
عنوان الرواية «عن الذي يربي حجرا في بيته» يعطي إيحاء للقارئ بأن الحجر شيء أساسي حتى أن دوره متساو مع الشخصيات التي تحدث عنها الرواي؟
ـ بالفعل «الحجر» شخصية أساسية في الرواية، وأريد أن أقول قبل أن أبدأ حديثي عن الحجر، عندما بدأت في كتابة الرواية كنت أفكر في الكتابة عن الوحدة، ثم تغيرت الفكرة قليلا، ووجدت نفسي أكتب عن الوحدة والمدينة في الوقت نفسه.
واخترت الحجر رمزا للوحدة والشخصيات، مثل الفتاة التي تعيش على سطح القمر، ومصاص الدماء والأشباح التي تعيش معه وتسرق منه ديوان أمل دنقل ترمز لأجواء المدينة التي يعيش فيها الرواي، ولا أدري سبب اختياري للحجر كي يرمز للوحدة، ربما يكون لذلك علاقة لحبي جمع الأحجار التي تحتوي على ألوان وأحجام مختلفة.
ما دلالة أن لا يحمل أبطال الرواية أسماء باستثناء شخصية واحدة؟
ـ يمكنا أن نرجع إلى روايتي الأولى وهي «فانيليا»، التي كانت شخصياتها بلا أسماء، فجو الرواية أعطاني إيحاء بألا أضع أسماء بها، وكانت هذه لعبة من ضمن الألعاب التي استخدمتها في السرد، واكتشفت أن الاسماء كانت كأنها شيء ثقيل على شخصيات الرواية، أو كأنه قيد يقيد حركة الشخصيات، وأن عدم وجود أسماء سيحرر الشخصيات وتصبح أكثر انطلاقا، وهناك أمر آخر وهو أن أسلوب الرواية يقترب من الجو الشعري الذي يحتاج إلى انطلاق وحرية، لهذا لم أستخدم أسماء شخصيات.
أما في الرواية الثانية، فدارت في رأسي الفكرة نفسها، بأن الشخصيات لا تحتاج إلى أسماء، ماعدا شخصية واحدة وهي سيرين التي كانت تظهر في أحلام الروائي، وكانت تحمل اسما لأنها كانت قادمة من الأحلام، وليس الواقع، بينما شخصية «س» هي علامة عن الشخصيات التي تعيش مع الراوي على أرض الواقع.
وفكرتي هنا هي أن أجرد أسماء الشخصيات من أسمائها حتى تكون أكثر حرية، ولكن النص هو الذي يحكم هل الشخصيات تحتاج اسما أو لا تحتاج، وأنا لست ضد تسمية شخصيات نصوصي.
استخدمت تقنية الملاحق في رواية «فانيليا» وكتبت بورتوريه عن الشخصيات الهامشية التي ظهرت في الرواية ولم تقم بذلك في روايتك الجديدة رغم وجود شخصيات ثانوية أيضا يرد القارئ أن يتعرف عليها؟
ـ لم أقدم الملاحق لعدة أسباب، منها أنني لا أريد أن أكرر نفسي في ناحية الشكل، فلكل عمل إبداعي جديد شكله، حتى لا تصبح نسخة مكررة، والنقطة الثانية، وفي «فانيليا» استخدمت تقنية الملاحق من أجل اللعب في المتن والهامش بالرواية، والشخصيات التي ذكرتها في الملاحق كانت تظهر للبطلة باعتبارهم هامشيين، فالبطلة هي التي تظهر في الصورة، هي الشخصية الرئيسة في الكادر، بينما هم يظهرون ويمرون من ورائها ويخرجون من الكادر إلى الأبد، ولا يمكنك التركيز عليهم مثلما يحدث في السينما.
فالكومبارس يظهر في مشهد صغير صامت لا يؤثر في أحداث الفيلم، وكان السؤال، هل من حق هذه الشخصيات أن يكونوا أبطالا وأن يتصدروا المشهد؟، كانت هذه الفكرة التي دفعتني أن أقدم هذه الملاحق حتى أجعل من الشخصية الهامشية بطلا، فمن حق هذه الشخصيات المنسيين أن يكونوا أبطالا.
هل يمكن أن نصنف هذه الرواية بأنها «مونودراما»؟
ـ لا أحب أن أحدد تصنيفا للعمل الإبداعي، حتى لا يقيد التصنيف العمل، فقد أصبحت كلمة رواية مع الوقت تختفي وتصبح أقرب إلى نص مفتوح، فالبعض قال عن روايتي أنها أقرب إلى قصص قصيرة، والفكرة أن الكتابة مساحة متاحة للتجريب، وأنا لا أريد أن أصنف العمل.
وأقول إن الرواية تنتمي إلى الواقعية السحرية أو الرمزية، وأترك التصنيف للقارئ نفسه، بالإضافة إلى أن هناك نصوصا يصعب أن تضع عليها تصنيفا، وأعتقد أن هذه النصوص بدأت تنتشر في الفترة الأخيرة، وربما ستصبح شيئا أساسيا في المستقبل، وسيصبح القارئ هو الذي يضع تصنيف العمل ويتقبله كنص سردي أو شعري أو روائي.
فكرة القتل موجودة دائما في أعمالك، سواء كانت «عن الذي يربي حجرا في بيته» أو «فانيليا»؟
ـ القتل مقترن بالشر، ويحاول البطل أن يطرح أسئلة حول ثوابت موجودة في الحياة عن الخير والشر، هل هذا خير أم هذا شر؟، وبطلا «فانيليا» و«عن الذي يربي حجرا في بيته» يحاولان أن يتعرفا على العالم من خلال اكتشاف الثوابت الموجودة في الحياة، وهل هي أشياء شريرة أم طيبة؟، ويجد صعوبة في فهم هذه الثوابت الموجودة في العالم، وهذا يحعله يصنع عالما موازيا له حتى يكتشف هذه الثوابت من جديد، لهذا أراهم دائما متأملين للحياة ويحاولون أن يفهموا معناها بشكل أعمق.
بعد 5 سنوات من روايته الأولى «فانيليا»، قدم الروائي المصري الشاب الطاهر شرقاوي روايته الثانية «عن الذي يربي حجرا في بيته»، بعد 3 مجموعات قصصية.
وقال إنه لايزال لا يملك إجابة عن سؤال، ما الذي تعنيه له الكتابة؟، فلا يكتفى ككثير من الكتاب بما يصفه بـ«الإجابات الزائفة» من نوعية أن الكتابة مشروعه الفكري الذي سينقذ العالم ويهدي الضائعين، لكنه يعترف: «لا أمتلك الجواب اليقين عن هذا السؤال».
وأضاف، في حوار مع «الراي»، هل الكتابة هي بحثي الدائم عن إجابة لكل أسئلتي القلقة التي لا تنتهي للوصول إلى إجابات لا تريحني؟، لو كان ذلك صحيحا، فهل حققت لي الكتابة ذلك؟، تحديدا لا أعرف، وأعلم أنّ كلمة «لا أعرف» لا تعد إجابة، لكنها الإجابة الوحيدة التي أمتلكها الآن.
وكان معه هذا الحوار:
عنوان الرواية «عن الذي يربي حجرا في بيته» يعطي إيحاء للقارئ بأن الحجر شيء أساسي حتى أن دوره متساو مع الشخصيات التي تحدث عنها الرواي؟
ـ بالفعل «الحجر» شخصية أساسية في الرواية، وأريد أن أقول قبل أن أبدأ حديثي عن الحجر، عندما بدأت في كتابة الرواية كنت أفكر في الكتابة عن الوحدة، ثم تغيرت الفكرة قليلا، ووجدت نفسي أكتب عن الوحدة والمدينة في الوقت نفسه.
واخترت الحجر رمزا للوحدة والشخصيات، مثل الفتاة التي تعيش على سطح القمر، ومصاص الدماء والأشباح التي تعيش معه وتسرق منه ديوان أمل دنقل ترمز لأجواء المدينة التي يعيش فيها الرواي، ولا أدري سبب اختياري للحجر كي يرمز للوحدة، ربما يكون لذلك علاقة لحبي جمع الأحجار التي تحتوي على ألوان وأحجام مختلفة.
ما دلالة أن لا يحمل أبطال الرواية أسماء باستثناء شخصية واحدة؟
ـ يمكنا أن نرجع إلى روايتي الأولى وهي «فانيليا»، التي كانت شخصياتها بلا أسماء، فجو الرواية أعطاني إيحاء بألا أضع أسماء بها، وكانت هذه لعبة من ضمن الألعاب التي استخدمتها في السرد، واكتشفت أن الاسماء كانت كأنها شيء ثقيل على شخصيات الرواية، أو كأنه قيد يقيد حركة الشخصيات، وأن عدم وجود أسماء سيحرر الشخصيات وتصبح أكثر انطلاقا، وهناك أمر آخر وهو أن أسلوب الرواية يقترب من الجو الشعري الذي يحتاج إلى انطلاق وحرية، لهذا لم أستخدم أسماء شخصيات.
أما في الرواية الثانية، فدارت في رأسي الفكرة نفسها، بأن الشخصيات لا تحتاج إلى أسماء، ماعدا شخصية واحدة وهي سيرين التي كانت تظهر في أحلام الروائي، وكانت تحمل اسما لأنها كانت قادمة من الأحلام، وليس الواقع، بينما شخصية «س» هي علامة عن الشخصيات التي تعيش مع الراوي على أرض الواقع.
وفكرتي هنا هي أن أجرد أسماء الشخصيات من أسمائها حتى تكون أكثر حرية، ولكن النص هو الذي يحكم هل الشخصيات تحتاج اسما أو لا تحتاج، وأنا لست ضد تسمية شخصيات نصوصي.
استخدمت تقنية الملاحق في رواية «فانيليا» وكتبت بورتوريه عن الشخصيات الهامشية التي ظهرت في الرواية ولم تقم بذلك في روايتك الجديدة رغم وجود شخصيات ثانوية أيضا يرد القارئ أن يتعرف عليها؟
ـ لم أقدم الملاحق لعدة أسباب، منها أنني لا أريد أن أكرر نفسي في ناحية الشكل، فلكل عمل إبداعي جديد شكله، حتى لا تصبح نسخة مكررة، والنقطة الثانية، وفي «فانيليا» استخدمت تقنية الملاحق من أجل اللعب في المتن والهامش بالرواية، والشخصيات التي ذكرتها في الملاحق كانت تظهر للبطلة باعتبارهم هامشيين، فالبطلة هي التي تظهر في الصورة، هي الشخصية الرئيسة في الكادر، بينما هم يظهرون ويمرون من ورائها ويخرجون من الكادر إلى الأبد، ولا يمكنك التركيز عليهم مثلما يحدث في السينما.
فالكومبارس يظهر في مشهد صغير صامت لا يؤثر في أحداث الفيلم، وكان السؤال، هل من حق هذه الشخصيات أن يكونوا أبطالا وأن يتصدروا المشهد؟، كانت هذه الفكرة التي دفعتني أن أقدم هذه الملاحق حتى أجعل من الشخصية الهامشية بطلا، فمن حق هذه الشخصيات المنسيين أن يكونوا أبطالا.
هل يمكن أن نصنف هذه الرواية بأنها «مونودراما»؟
ـ لا أحب أن أحدد تصنيفا للعمل الإبداعي، حتى لا يقيد التصنيف العمل، فقد أصبحت كلمة رواية مع الوقت تختفي وتصبح أقرب إلى نص مفتوح، فالبعض قال عن روايتي أنها أقرب إلى قصص قصيرة، والفكرة أن الكتابة مساحة متاحة للتجريب، وأنا لا أريد أن أصنف العمل.
وأقول إن الرواية تنتمي إلى الواقعية السحرية أو الرمزية، وأترك التصنيف للقارئ نفسه، بالإضافة إلى أن هناك نصوصا يصعب أن تضع عليها تصنيفا، وأعتقد أن هذه النصوص بدأت تنتشر في الفترة الأخيرة، وربما ستصبح شيئا أساسيا في المستقبل، وسيصبح القارئ هو الذي يضع تصنيف العمل ويتقبله كنص سردي أو شعري أو روائي.
فكرة القتل موجودة دائما في أعمالك، سواء كانت «عن الذي يربي حجرا في بيته» أو «فانيليا»؟
ـ القتل مقترن بالشر، ويحاول البطل أن يطرح أسئلة حول ثوابت موجودة في الحياة عن الخير والشر، هل هذا خير أم هذا شر؟، وبطلا «فانيليا» و«عن الذي يربي حجرا في بيته» يحاولان أن يتعرفا على العالم من خلال اكتشاف الثوابت الموجودة في الحياة، وهل هي أشياء شريرة أم طيبة؟، ويجد صعوبة في فهم هذه الثوابت الموجودة في العالم، وهذا يحعله يصنع عالما موازيا له حتى يكتشف هذه الثوابت من جديد، لهذا أراهم دائما متأملين للحياة ويحاولون أن يفهموا معناها بشكل أعمق.