استحواذ «كوت فود» على «ليتل شيف» حديث الساعة في بريطانيا

تصغير
تكبير
| لندن من إلياس نصرالله |
يجري الحديث في الوسط المالي والتجاري في بريطانيا عن صفقة لافتة للنظر أبرمتها مجموعة «كوت» الكويتية للأغذية، التي اشترت سلسلة مطاعم «ليتل شيف» الشهيرة مقابل 15 مليون جنيه استرليني، وهو مبلغ رمزي جداً بالنسبة لأسعار السوق في بريطانيا، التي تشهد ارتفاعاً غير عادي في أسعار العقارات، رغم الأزمة الاقتصادية العامة التي تواجهها. ووفقاً للصفقة حازت المجموعة الكويتية على 81 فرعاً من 83 فرعاً لـ«ليتل شيف» المنتشرة في جميع أنحاء المملكة المتحدة، ويعمل فيها 1100 موظف.
وتأسست شبكة مطاعم «ليتل شيف» قبل 55 عاماً، إلا أنها تعرّضت لسلسلة مصاعب مالية خلال مسيرتها، وتمكنت من إحراز شهرة محلية واسعة، نظراً للخدمات التي تقدمها للمسافرين على الطرق متوسطة السرعة الممتدة شمالاً وجنوباً شرقاً وغرباً في بريطانيا، وأصبحت جزءاً لا يتجزأ من المشهد العام للبلد.
وتعرضت مطاعم «ليتل شيف» لأزمة اقتصادية في عقد الثمانينات الماضي، عندما ارتكبت إدارتها خطأ غير محسوب في اتخاذها موقفا معاديا لعمال المناجم الذين أضربوا عام 1984، لمنع الحكومة من إغلاق المناجم وتسريحهم من العمل، وتضامنت مع حكومة رئيسة الوزراء في حينه مارغريت تاتشر، ما دفع بعمال المناجم ومؤيديهم لمناصبة شبكة مطاعم «ليتل شيف» العداء، والدعوة لمقاطعتها على نحو ألحق بها أضراراً فادحة.
ومع أن الشبكة التي تأرجحت بين الربح والخسارة تمالكت نفسها ردحاً طويلاً من الزمن، إلا أن مؤسسها سام ألبر اضطر في عام 2007 لبيعها لشركة «آر كابيتال» التي لم تتمكن من المحافظة عليها وتطويرها، فاضطرت أخيراً لطرحها للبيع، تحت ضغط الخسائر والديون المتراكمة على الشبكة. ونقلت وسائل الإعلام البريطانية عن رئيسة مجموعة كوت الكويتية للأغذية فدوى الهميزي، أن المالكين الجدد للشبكة سيحافظون على اسمها الذي يتمتع بشهرة واسعة وشعارها الذي يتألف من رسم غرافيكي للطباخ الماهر تشارلي بلباس العمل وبيده طبَق غذائي.
ووافقت إدارة الشبكة في العام 2004 على نصيحة مديرها العام في حينه تيم سكوبل، بإدخال تغيير طفيف على الشعار، وجعل الطباخ تشارلي أكثر نحافة، تماشياً مع الدعوة التي أطلقتها منظمة الصحة العالمية للحفاظ على الوزن وتجنب السمنة.
وأعربت الهميزي عن أملها بتطوير عمل الشبكة بالاعتماد على «تقديم وجبات الإفطار والعشاء» بالأساس للمسافرين، من أجل الحصول على حصة وافرة من الدخل الناتج عن الخدمات الغذائية، التي يتم توفيرها على الطرق السريعة خارج المدن، والبالغ حجمها الاجمالي نحو 3 مليارات جنيه استرليني.
ووعدت الهميزي بالحفاظ على السمعة التقليدية للشبكة وطابعها البريطاني، مؤكدة أن «كوت» الغذائية أتت لإنقاذ الشبكة من الانهيار، بعدما طرحت للبيع من دون العثور على مشتر لبضعة أشهر.
وأعلنت الشبكة قبل بضعة أشهر عن تكبدها خسارة مالية فادحة في العام المالي الماضي، واستعدّت إدارتها لحل الشركة وبيع ممتلكاتها لسد الديون المتراكمة عليها، الأمر الذي مهّد الطريق أمام المجموعة الكويتية للاستحواذ على «ليتل شيف» بتكلفة معقولة، إن لم تكن منخفضة.
ووفقاً لتقارير بريطانية، فقد واجهت المجموعة الكويتية في النهاية منافسة شديدة من جانب عدد من الطامعين بشراء الشبكات، منها شبكتا ماكدونالد وكنتاكي فرايد تشيكن الأميركيتان للوجبات السريعة، وشبكة مقاهي كوستا.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي