رصد القلم / هدر الدماء... إلى متى؟

عبدالحكيم الكريدي





|عبدالحكيم الكريدي| بات التدخل المحايد السريع ضروري ومطلوب ليكون بمثابة الكنترول الضابط لخطوط ومسارات التيارات المتعاكسة والسد المنيع للمتناحرين حرباً، سواء كانت ميدانية او إعلامية، سياسية ام طائفية، محليّة كانت أم دولية، وكذلك الحال ينطبق على مستوى الفصائل أو الدول المتحاربة، فان تركهم دون تدخلات محايدة بين الطرفين الامر الذي من شأنه أن يفاقم الأمور لتصبح كوارث بعد مرورها بمراحل المجازر تدريجياً وهذا ما شهدناه على أرض الواقع، فالوضع اصبح شبيهاً بالنار التي تأكل في الهشيم، فتركها دون التمكن من محاصرتها واطفائها فإنها كفيلة بحرق الغابة باكملها مالم تكن هنالك مسافة خالية تفصل بين الهشيم والغابة فهي بمثابة الجهة المحايدة لوقف الزحف المدمر بكل اشكاله ومن ثم يتم البدء بدراسة المسببات ووضع الحلول وإعادة ضبط الكنترول ورسم الخطة التي يتم التعايش معها، فلا تستقيم الامور دون نظام ولا نظام من دون تطبيق ولا تطبيق دون نزاهة ولا نزاهة دون حيادية، والا فإن الحياة ستصبح ماساوية بسبب الفوضى وكلنا يعلم بان الفوضى شعاراً لشريعة الغاب وهي ان القوي ياكل الضعيف، وهكذا ستصبح صورة الحياة التي لايمكن التعايش معها بهذا النمط، لذلك فان ترك الجبهات المتقاتلة في سورية وغيرها مستمر و الاكتفاء بالتفرج عليهم فقط هو جرم دولي بحد ذاته ولا يمت للحيادية ولا للانسانية بصلة وهناك من يمد النار بالوقود لكلا الطرفين فانه امر محرم دينياً ومخالف للقانون الدولي الذي ينظم العيش على كوكبنا الارضي ايضاً، فلتتحرك الجهات المسؤولة والدول العظمى والمنظمات الدولية لوقف اقتتال الاخوة بالاسلام و العروبة حقناً للدماء وللارواح التي تزهق يومياً امتثالاً لقوله تعالى: «وَإنْ طَائِفَتَانِ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَاَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا» وذلك آمراً بالاصلاح بين الفئتين الباغيتين بعضهم على بعض، و لقوله تعالى: «فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أمْرِ اللَّهِ» أي حتى تسمع للحق وتطيعه كما ثبت في الصحيح ان انس رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (انصر اخاك ظالماً او مظلوماً قلت يا رسول الله، هذا نصرته مظلوماً فكيف انصره ظالماً؟ قال صلى الله عليه وسلم، تمنعه من الظلم فذاك نصرك إياه) فهبوا لنجدتهم يا أمة الإسلام ويا دول العالم لوقف القتال أياً كان مكانه بدلاً من الانقسام الذي يضعفنا فتذهب ريحنا! اليس منكم رجل رشيد؟ اللهم اهزم اعدائك اعداء الدين وعزّ الإسلام والمسلمين ووحّد صفوفنا آمين.
* كاتب كويتي
[email protected]
* كاتب كويتي
[email protected]