نافذة... الأمل / غبقة ثقافية

 u0623u0645u0644 u0627u0644u0631u0646u062fu064a
أمل الرندي
تصغير
تكبير
| أمل الرندي |

يتميز شهر رمضان في مجتمعنا بالعادات والتقاليد الاجتماعية الجميلة، بدءاً بالاستعداد له «بالجريش» وفرحة الأطفال «بالقرقعان»، وصولاً إلي «الغبقات»** التي تحيي ليالي رمضان بتجمع الأهل والأصدقاء لتبادل التبريكات بالشهر الكريم حتى أصبح أيضاً شهر الغبقات.

في عصرنا الحالي، لم تعد الغبقات خاصة بالأسر والجيران فقط، بل أصبحت الآن جزءاً لا يتجزأ من كل مؤسسات المجتمع، كل يتفنن ويبدع في طريقة إقامة غبقته.

من الغبقات ذات الطابع المختلف قلباً وقالباً، الغبقة الثقافية التي أقامتها رابطة الأدباء، كما أكد أمين عام الرابطة طلال الرميضي بقوله: «إن هذا المعرض إكمال لمسيرة الثقافة، يجمع بين النشاط الثقافي والاجتماعي». فقد احتوت صالة الرابطة على غبقة من الكتب والدواوين والقصص والتراث، فكانت غبقة ثقافية شهية، يفوح منها عطر التواصل بين الأدباء والمثقفين والأكاديميين وأصحاب الاختصاص والهواة، ومن الأمور التي أعطت لوناً أكثر إشراقة وتفاعلاً ايجابياً بين كل المهتمين بالثقافة، مشاركة العديد من دور النشر ومكتبات الكويت الثقافية، منها دار سعاد الصباح، المبدأ، مكتبة البابطين، الربيعان، آفاق، جرير، ذات السلاسل، نوفا بلس، العامرية، بلاتينيوم، وكان لحضور التراث مذاقه الخاص الذي يميزه، ويعود بنا لتراثنا الأصيل، من خلال تواجد الإصدارات الثقافية الثرية للمكتبة التراثية للباحث صالح المسباح، فكانت حلقة وصل بين الأجداد والأحفاد.

كم حرصنا أن نشارك ككتاب بإصداراتنا المتنوعة، لدعم المعرض بشتى الطرق، والتواجد والحضور بشكل فعال كجزء من واجبنا الوطني. فالثقافة هي عصب الأمة، والكاتب لا ينفصل عن مجتمعه، فيه يتطور ويزدهر بأفكاره وعطائه وإبداعه. وكما قال الرائع محمود درويش: «أتعهد بأن أبقى وفياً لمسألتين، وظيفتي الوطنية وبالمقدار نفسه لوظيفتي الفنية».

كما أن افتتاح مكتبة الرابطة الجديدة، بدعم من الشيخة باسمة المبارك الصباح، كان ترجمة فعليه من شتى أطراف المجتمع لدعم الثقافة، فقد احتوت على أربعين ألف كتاب، وكنوز مهمة من جماليات الأدب والثقافة العربية والكويتية، ستكون خير عون لكل عاشق للمعرفة، وتجهيزها بالحواسيب والمكتبة الالكترونية، يجعلها مكتبة تواكب تقدم العصر.

فتضافر الجهود دائماً، يثمر نتائج أفضل، ويدفع عجلة النمو نحو التطور في شتى المجالات الفكرية والأدبية والعلمية، إن قياس تقدم الأمم ورقيها، بما تنتجه من عطاء في مجال الفكر والعلم، فللثقافة حصة الأسد في نهضة المجتمع وحضوره، فيصبح مجتمعاً حياً.. تيحيه الأفكار المثمرة، فكل عام وغبقاتنا الرمضانية عامرة بكل أنواع الغذاء... وإلى مزيد من الغبقات الثقافية المكثفة في العام المقبل، حتى يصير رمضان شهر تغذية العقول أيضاً.



* كاتبة كويتية

[email protected]
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي