د. حمد العصيدان / كلمات ناطقة / مجلس غير شكل... تنوعا ومؤهلات

تصغير
تكبير
| د. حمد العصيدان |

خلال مسيرة متابعتي لتشكيلات مجالس الأمة خلال أكثر من ربع قرن من الزمن لم يحدث أن أنتجت الانتخابات البرلمانية مجلس أمة بهذا التنوع الذي أسفرت عنه انتخابات الأسبوع الماضي، من حيث الوجوه والمؤهلات، في صورة قد تكون نادرة لمجالس الأمة وقد لا تتكرر بعدما شعرت بعض الفئات أن قطار هذا المجلس قد فاتها، وندمت بعد فوات الأوان، وأخذت تعيد حساباتها مبكرا للاستحقاق المقبل، ولكل كلامنا السابق تفصيلات متعددة.

فالتنوع في التشكيل تجلى بأن النواب الخمسين يمثلون أطياف المجتمع الكويتي جميعها بدوها وحضرها، ففي جانب القبائل نجد أن مجلس 2013 ضم جميع القبائل تقريبا وبنسب متقاربة من التمثيل إذا استثنينا العوازم الذين كان لهم نصيب الأسد في العدد بين القبائل بخمسة نواب، بينما كل القبائل الأخرى تمثلت بنائب أو اثنين من عنزة والرشايدة ومطير وشمر وظفير وصلبة والعجمان والعداوين والخوالد والسهول مع ملاحظة أن ممثل القبيلة الأخيرة قد يكون ممثلا للدواسر والسبعان كذلك، كون أغلب أصوات القبيلتين صبت له.

وفي جانب الحضر، رأينا أن النصيب الأكبر كان للكنادرة بثلاثة مقاعد بينما تمثلت كل العائلات بوجه واحد، فيما عاد التمثيل الشيعي إلى وضعه الطبيعي بثمانية مقاعد، كانت معتادة في كل المجالس السابقة قبل أن يسجلوا رقما قياسيا في المجلس المبطل الماضي بسبعة عشر مقعدا نتيجة المقاطعة. وبذلك تكون أطياف المجتمع كلها ممثلة تحت قبة عبدالله السالم، وهذا هو الهدف الذي قالت الحكومة إنها تسعى إليه من تغيير النظام الانتخابي.

أما في جانب المؤهلات، فقد أسفرت الانتخابات عن نواب بمؤهلات علمية عالية لا شك أنها ستصب في مصلحة العمل البرلماني تشريعيا ورقابيا، فمن النواب الخمسين لدينا 12 نائبا يحملون شهادات الدكتوراه، والعدد نفسه من المحامين وأكثر من 10 يحملون شهادة البكالوريوس وعدد آخر مؤهلاتهم دبلوم، ما يعني أن أكثر من ثلثي المجلس بمؤهلات علمية عالية، وهذه قيمة جديدة تضاف للمجلس الجديد، الذي تنتظره مهمات جسيمة رسمها له سمو الأمير في خطابه بمناسبة العشر الأواخر عندما قال سموه إن الكويت مقبلة على مرحلة مهمة لعملية التنمية. وبانتظار التشكيل الحكومي الذي ربما يكون قد صدر مع نشر المقال حتى تتضح الصورة الكاملة للمشهد السياسي الكويتي للأعوام الأربعة المقبلة كما يتمنى الكثيرون له.

وفي تداعيات اليوم الانتخابي يبدو أن قبيلة العجمان كانت الخاسر الأكبر في الدائرة الخامسة، تليها بدرجة أقل قبيلتا الرشايدة ومطير في الرابعة وكذلك العجمان في الرابعة بعدم تزكيتهم لأحدٍ من أبنائهم، أما لماذا كانت الخسائر فتقولها الأرقام، وللتوضيح أكثر يمكن أن نقارن خسائرهم بمكاسب العوازم الذين لعبوا الانتخابات صح، فلم يشتتوا أصواتهم، بل حسبوها بدقة، حيث قاموا بتوزيع الأصوات على مرشحيهم الذين زكتهم التشاوريات بالحرف، حيث كان التصويت حسب اسم الناخب والحرف الأول منه الذي يوجه لأحد المرشحين، فنالوا مقعدين في الدائرة الأولى وسط المنافسة الشرسة من الشيعة والحضر، ونالوا في الخامسة ثلاثة مقاعد وكانوا قاب قوسين من المقعد الرابع بعدما حل مرشحهم في المركز الحادي عشر.

أما العجمان فترشح منهم في الدائرة الخامسة ـ مركز ثقلهم ـ عشرين مرشحا تناثرت أصوات الناخبين بينهم، فلم يفلح غير مرشح واحد في الفوز، فيما لو تم توجيه الأصوات إلى عدد محدود من الأصوات لكانوا حصلوا على ثلاثة مقاعد على الأقل، يضاف إلى ذلك أن نسبة لا بأس بها من أبناء القبيلة لاتزال مقاطعة، وهو الأمر الذي ينسحب على قبيلتي الرشايدة ومطير في الدائرة الرابعة التي توزعت أصوات ناخبيهما على الأعداد الكبيرة من المرشحين.. وأعتقد أن الجميع تعلم من الدرس وسيعمل على تجاوز إخفاقاته مستقبلا.



twitter@Dr_alasidan

[email protected]
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي