مندوب لبنان السابق في الأمم المتحدة خليل مكاوي: قرار الاتحاد الأوروبي متوازن و«اليونيفيل» لن تتأثر به


وصف مندوب لبنان السابق في الأمم المتحدة خليل مكاوي، قرار الاتحاد الأوروبي بـ«المتوازن»، معتبراً أن «الأوروبيين كانوا يسعون منذ مدة الى اصداره، وسط ممانعة من عدد من الدول التي تشارك في عديد قوة «اليونيفيل» الدولية في جنوب لبنان»، ومؤكداً أنه «لن يكون لهذا القرار تداعيات على «اليونيفيل»، لأنه تم التمييز بين الجناحين السياسي والعسكري».
• بعد وضع «حزب الله» على لوائح الارهاب الأميركية وبالأمس جناحه العسكري أوروبياً، أيّ مضاعفات يمكن أن تترتب على علاقات لبنان الخارجية، وخصوصاً في ضوء الموقف الرسمي «الممانع» لهذه الاجراءات؟
- الأوروبيون يسعون منذ مدة الى اصدار هذا القرار، وسط ممانعة من عدد من الدول التي تشارك في عديد قوة «اليونيفيل» في جنوب لبنان، لأن هذه الدول تعلم أن هذا القرار سيعرض وحداتها للخطر. بنتيجة الأمر، صدر القرار لكنه جاء متوازن. اذ صحيح أنهم وضعوا الجناح العسكري لـ«حزب الله» على قائمة المنظمات الارهابية، لكن في الوقت نفسه أشار الاتحاد الى أنه سيواصل التشاور والتباحث مع كل الفئات اللبنانية بما فيها «حزب الله»، بعد أن تم التمييز بين الجناح السياسي للحزب والآخر العسكري. الا أن السؤال الذي يُطرح في هذا الاطار هو كيف نميّز بين هذين الجناحين؟
من الصعب حقيقة التمييز بين الجناحين، ان «حزب الله» وحدة لا تتجزأ. وهذه الصعوبة ستؤدي بالنتيجة اما الى تمييع القرار أي سيكون عديم الفائدة أو قد يكون عند الأوروبيين خطة ما ليطولوا أفراداً معروفين بانتمائهم الى الحزب. وأنا أتخوّف، جراء هذا القرار، على مصالح اللبنانيين في أوروبا، وفي أفريقيا أيضاً حيث يستعملون الساحة الأوروبية لنشاطهم، اذ ان هذا الأمر سيكون له تأثير دون أدنى شك على فئة من اللبنانيين.
• ماذا عن علاقات لبنان الرسمية، هل ستتأثر؟
- لا أعتقد، لأن الاتحاد ميّز بين الجناح السياسي والآخر العسكري لـ«حزب الله».
• ما تفسيركم لعملية الفصل الأوروبية بين جناح عسكري وآخر سياسي في «حزب الله» وما مترتبات هذا التمييز؟
- لم يذهب الأوروبيون في قرارهم الى حدود قرار الولايات المتحدة التي تدرج «حزب الله» على لائحتها للمنظمات الارهابية دون تمييز بين جناحيْن عسكري وسياسي. ويعود هذا الأمر الى الجوار الجغرافي بين أوروبا ومنطقة الشرق الأوسط أولاً، وثانياً لوجود دول أوروبية مثل فرنسا وايطاليا من ضمن الدول المشاركة في «اليونيفيل». أرى أن الأوروبيين اختاروا أهون الشرين وأبقوا الباب مفتوحاً مع الجناح السياسي واتخذوا هذه الخطوة باتجاه الجناح العسكري، لكنني أجد أن من الصعوبة بمكان التمييز بين هذين الجناحين.
• ما الذي حسم برأيكم التردد الأوروبي في وضع «حزب الله» على لائحة الارهاب: عملية بلغاريا، تورط الحزب في سورية أم الضغوط الاسرائيلية؟
- هذه العوامل مجتمعة ساهمت بحسم الأمر وساعدت الى حد ما في اصدار هذا القرار: تفجير بلغاريا، مشاركة الحزب بالقتال في سورية، الموقف الأميركي والضغط الاسرائيلي. كل من هذه العوامل ساهمت في مقدار معين بايصال الأمور الى اتخاذ هذا القرار.
• يتحدث البعض عن دور لأطراف داخلية لبنانية في اتخاذ الاتحاد الأوروبي هذا القرار، هل تؤيدون هذا القول؟
- أعتقد أن هذا الأمر غير صحيح، اذ من غير المعقول أن يذهب طرف لبناني الى هذا الحد، بالاضافة الى ذلك نسأل أين الدليل على ذلك؟ ما من دليل. هذا موضوع حساس جداً في لبنان، وكل الأفرقاء اللبنانيين يعرفون خطورة الاقدام على هذا الأمر. اللبنانيون منقسمون على أمور أقل أهمية بكثير من هذا القرار، ولذلك لا أعتقد أن هذا القول صحيح.
• هل تعتقدون أنه سيكون للقرار الأوروبي تداعيات ما على قوة «اليونيفيل» العاملة في جنوب لبنان، وكيف تنظرون الى تلميحات بعض الأطراف اللبنانية الى أن «اليونيفيل» ستدفع الثمن؟
- لا أرى أنه سيكون لهذا القرار تداعيات على «اليونيفيل»، لأنه تم التمييز بين الجناحين السياسي والعسكري لـ«حزب الله» وهو ما يُبقي قنوات التواصل مفتوحة، كما ان «حزب الله» بدوره يعي أن الاقدام على شيء من هذا النوع سيعقّد الأمور ويدفع أوروبا بالكامل الى الانحياز الى الموقف الأميركي فتضع الحزب بكلّيته على لائحة الارهاب.
• «حزب الله» شريك أساسي في اللعبة السياسية الداخلية، هل من انعكاسات للقرار الأوروبي على الوضعية الداخلية لـ«حزب الله» لجهة مشاركته في الحكومة أو ما شابه؟
- ان القرار الأوروبي سيقوي القائلين في الداخل بضرورة عودة «حزب الله» عن مشاركته بالقتال في سورية والعودة الى الحظيرة اللبنانية وعدم تنفيذ أجندات اقليمية لا تمت الى المصلحة اللبنانية. وهذا عامل على «حزب الله» أخذه بالحسبان، اذا كان يملك رغبة بتحسُّن الأمور سياسياً في لبنان وتحقيق الوفاق بين اللبنانيين.
• ماذا عن البيان الوزاري للحكومة المزمع تشكيلها، هل من الممكن بعد هذا القرار أن يتضمن معادلة «الشعب والجيش والمقاومة»؟
- بغض النظر عن القرار الأوروبي، هذه المعادلة الثلاثية لم يعد من السّهل القبول بها، نظراً للخلافات اللبنانية العميقة حول هذا الموضوع. وبعد أن جاء هذا القرار الأوروبي بات من الصعب أكثر أن تقبل أطراف لبنانية بأن يتضمّن البيان الوزاري اشارة الى هذه الثلاثية، فالأحداث اللبنانية الداخلية تخطتها. وما دام الأوروبيون ميّزوا بين الجناحين السياسي والعسكري، لا أعتقد أنه ستكون هناك صعوبة باتفاق اللبنانيين على تشكيل حكومة يشارك فيها الجميع، اذ لن يكون من الصعب على «حزب الله» أن يكون داخل الحكومة في شكل ما. فالمهم هنا أمام أي نوع حكومة سنكون: سياسية، حيادية أم حكومة خبراء. بمطلق الأحوال لا يمكن عزل أي طرف لبناني على الساحة الداخلية وعدم ادخاله في الحكومة، لأننا جرّبنا سابقاً هكذا حكومة وفشلت؛ فهي لا تؤدي الى وفاق وطني داخل لبنان.
• ماذا عن موقف «حزب الله» ازاء بيان وزاري لا يتضمن ثلاثية «الشعب والجيش والمقاومة»؟
- لابد من ايجاد معادلة غير هذه الثلاثية. العودة ربما الى اعلان بعبدا ليكون بيان الحكومة مستنداً اليه.
• من خلال تجربتكم في الأمم المتحدة، ماذا تعني قابلية اعادة النظر الدورية في القرار الأوروبي. ومن يفيد منها أكثر أوروبا أم «حزب الله»؟
- قد يكون هذا الأمر جاء من الجانب الأوروبي على أمل خروج «حزب الله» من القتال في سورية وترتيبه أوضاعه في شكل أفضل مما هي عليه الآن. فحينها يكون هناك مجال للأوروبيين لاعادة النظر بهذا القرار. وأعتقد أن الطرفين على حد سواء يفيدان من هذا الأمر، اذ ان كل طرف ينظر الى هذا الموضوع من زاويته. واذا أراد «حزب الله» ألا تلصق به تهمة الارهاب عليه حينها السعي الى تحسين الحال المسلكي الذي يسير فيه حالياً.
• بعد وضع «حزب الله» على لوائح الارهاب الأميركية وبالأمس جناحه العسكري أوروبياً، أيّ مضاعفات يمكن أن تترتب على علاقات لبنان الخارجية، وخصوصاً في ضوء الموقف الرسمي «الممانع» لهذه الاجراءات؟
- الأوروبيون يسعون منذ مدة الى اصدار هذا القرار، وسط ممانعة من عدد من الدول التي تشارك في عديد قوة «اليونيفيل» في جنوب لبنان، لأن هذه الدول تعلم أن هذا القرار سيعرض وحداتها للخطر. بنتيجة الأمر، صدر القرار لكنه جاء متوازن. اذ صحيح أنهم وضعوا الجناح العسكري لـ«حزب الله» على قائمة المنظمات الارهابية، لكن في الوقت نفسه أشار الاتحاد الى أنه سيواصل التشاور والتباحث مع كل الفئات اللبنانية بما فيها «حزب الله»، بعد أن تم التمييز بين الجناح السياسي للحزب والآخر العسكري. الا أن السؤال الذي يُطرح في هذا الاطار هو كيف نميّز بين هذين الجناحين؟
من الصعب حقيقة التمييز بين الجناحين، ان «حزب الله» وحدة لا تتجزأ. وهذه الصعوبة ستؤدي بالنتيجة اما الى تمييع القرار أي سيكون عديم الفائدة أو قد يكون عند الأوروبيين خطة ما ليطولوا أفراداً معروفين بانتمائهم الى الحزب. وأنا أتخوّف، جراء هذا القرار، على مصالح اللبنانيين في أوروبا، وفي أفريقيا أيضاً حيث يستعملون الساحة الأوروبية لنشاطهم، اذ ان هذا الأمر سيكون له تأثير دون أدنى شك على فئة من اللبنانيين.
• ماذا عن علاقات لبنان الرسمية، هل ستتأثر؟
- لا أعتقد، لأن الاتحاد ميّز بين الجناح السياسي والآخر العسكري لـ«حزب الله».
• ما تفسيركم لعملية الفصل الأوروبية بين جناح عسكري وآخر سياسي في «حزب الله» وما مترتبات هذا التمييز؟
- لم يذهب الأوروبيون في قرارهم الى حدود قرار الولايات المتحدة التي تدرج «حزب الله» على لائحتها للمنظمات الارهابية دون تمييز بين جناحيْن عسكري وسياسي. ويعود هذا الأمر الى الجوار الجغرافي بين أوروبا ومنطقة الشرق الأوسط أولاً، وثانياً لوجود دول أوروبية مثل فرنسا وايطاليا من ضمن الدول المشاركة في «اليونيفيل». أرى أن الأوروبيين اختاروا أهون الشرين وأبقوا الباب مفتوحاً مع الجناح السياسي واتخذوا هذه الخطوة باتجاه الجناح العسكري، لكنني أجد أن من الصعوبة بمكان التمييز بين هذين الجناحين.
• ما الذي حسم برأيكم التردد الأوروبي في وضع «حزب الله» على لائحة الارهاب: عملية بلغاريا، تورط الحزب في سورية أم الضغوط الاسرائيلية؟
- هذه العوامل مجتمعة ساهمت بحسم الأمر وساعدت الى حد ما في اصدار هذا القرار: تفجير بلغاريا، مشاركة الحزب بالقتال في سورية، الموقف الأميركي والضغط الاسرائيلي. كل من هذه العوامل ساهمت في مقدار معين بايصال الأمور الى اتخاذ هذا القرار.
• يتحدث البعض عن دور لأطراف داخلية لبنانية في اتخاذ الاتحاد الأوروبي هذا القرار، هل تؤيدون هذا القول؟
- أعتقد أن هذا الأمر غير صحيح، اذ من غير المعقول أن يذهب طرف لبناني الى هذا الحد، بالاضافة الى ذلك نسأل أين الدليل على ذلك؟ ما من دليل. هذا موضوع حساس جداً في لبنان، وكل الأفرقاء اللبنانيين يعرفون خطورة الاقدام على هذا الأمر. اللبنانيون منقسمون على أمور أقل أهمية بكثير من هذا القرار، ولذلك لا أعتقد أن هذا القول صحيح.
• هل تعتقدون أنه سيكون للقرار الأوروبي تداعيات ما على قوة «اليونيفيل» العاملة في جنوب لبنان، وكيف تنظرون الى تلميحات بعض الأطراف اللبنانية الى أن «اليونيفيل» ستدفع الثمن؟
- لا أرى أنه سيكون لهذا القرار تداعيات على «اليونيفيل»، لأنه تم التمييز بين الجناحين السياسي والعسكري لـ«حزب الله» وهو ما يُبقي قنوات التواصل مفتوحة، كما ان «حزب الله» بدوره يعي أن الاقدام على شيء من هذا النوع سيعقّد الأمور ويدفع أوروبا بالكامل الى الانحياز الى الموقف الأميركي فتضع الحزب بكلّيته على لائحة الارهاب.
• «حزب الله» شريك أساسي في اللعبة السياسية الداخلية، هل من انعكاسات للقرار الأوروبي على الوضعية الداخلية لـ«حزب الله» لجهة مشاركته في الحكومة أو ما شابه؟
- ان القرار الأوروبي سيقوي القائلين في الداخل بضرورة عودة «حزب الله» عن مشاركته بالقتال في سورية والعودة الى الحظيرة اللبنانية وعدم تنفيذ أجندات اقليمية لا تمت الى المصلحة اللبنانية. وهذا عامل على «حزب الله» أخذه بالحسبان، اذا كان يملك رغبة بتحسُّن الأمور سياسياً في لبنان وتحقيق الوفاق بين اللبنانيين.
• ماذا عن البيان الوزاري للحكومة المزمع تشكيلها، هل من الممكن بعد هذا القرار أن يتضمن معادلة «الشعب والجيش والمقاومة»؟
- بغض النظر عن القرار الأوروبي، هذه المعادلة الثلاثية لم يعد من السّهل القبول بها، نظراً للخلافات اللبنانية العميقة حول هذا الموضوع. وبعد أن جاء هذا القرار الأوروبي بات من الصعب أكثر أن تقبل أطراف لبنانية بأن يتضمّن البيان الوزاري اشارة الى هذه الثلاثية، فالأحداث اللبنانية الداخلية تخطتها. وما دام الأوروبيون ميّزوا بين الجناحين السياسي والعسكري، لا أعتقد أنه ستكون هناك صعوبة باتفاق اللبنانيين على تشكيل حكومة يشارك فيها الجميع، اذ لن يكون من الصعب على «حزب الله» أن يكون داخل الحكومة في شكل ما. فالمهم هنا أمام أي نوع حكومة سنكون: سياسية، حيادية أم حكومة خبراء. بمطلق الأحوال لا يمكن عزل أي طرف لبناني على الساحة الداخلية وعدم ادخاله في الحكومة، لأننا جرّبنا سابقاً هكذا حكومة وفشلت؛ فهي لا تؤدي الى وفاق وطني داخل لبنان.
• ماذا عن موقف «حزب الله» ازاء بيان وزاري لا يتضمن ثلاثية «الشعب والجيش والمقاومة»؟
- لابد من ايجاد معادلة غير هذه الثلاثية. العودة ربما الى اعلان بعبدا ليكون بيان الحكومة مستنداً اليه.
• من خلال تجربتكم في الأمم المتحدة، ماذا تعني قابلية اعادة النظر الدورية في القرار الأوروبي. ومن يفيد منها أكثر أوروبا أم «حزب الله»؟
- قد يكون هذا الأمر جاء من الجانب الأوروبي على أمل خروج «حزب الله» من القتال في سورية وترتيبه أوضاعه في شكل أفضل مما هي عليه الآن. فحينها يكون هناك مجال للأوروبيين لاعادة النظر بهذا القرار. وأعتقد أن الطرفين على حد سواء يفيدان من هذا الأمر، اذ ان كل طرف ينظر الى هذا الموضوع من زاويته. واذا أراد «حزب الله» ألا تلصق به تهمة الارهاب عليه حينها السعي الى تحسين الحال المسلكي الذي يسير فيه حالياً.