«تعليق صفقة الـ أف - 16 ليست طريقة للتعامل مع جيش وطني»

السيسي: أود لو تستعمل واشنطن تأثيرها الكبير على «الإخوان»... لحل الصراع

تصغير
تكبير
| القاهرة - «الراي» |

انتقد وزير الدفاع المصري القائد العام للقوات المسلحة الفريق اول عبدالفتاح السيسي الولايات المتحدة بشدة، متهما اياها بالتنكر للارادة الشعبية المصرية وبعدم توفير الدعم الكافي لمصر التي تواجه تهديدات بحرب اهلية، وداعيا الولايات المتحدة الى استخدام «نفوذها الكبير» على «الاخوان المسلمين» لحل الصراع.

وفي مقابلة نادرة مع صحيفة «واشنطن بوست»، خاطب السيسي الأميركيين قائلا: «لقد تركتم المصريين، أدرتم ظهوركم للمصريين ولن ينسى المصريون ذلك. الآن تريدون مواصلة ادارة ظهوركم للمصريين؟ لا يجب أن تتعارض مصلحة الولايات المتحدة مع الارادة الشعبية للمصريين. دائما ما طلبنا من مسؤولين أميركيين تقديم المشورة للرئيس السابق للتغلب على مشاكله».

وفي ما يتعلق بالاقتصاد المصري، قال السيسي ان «النتيجة واضحة جدا. أين هو الدعم الاقتصادي لمصر من الولايات المتحدة؟ حتى على مدار العام عندما كان الرئيس السابق (محمد مرسي) في منصبه أين كان دعم الولايات المتحدة لمساعدة البلاد على استعادة عافيتها الاقتصادية والتغلب على احتياجاتها الماسة؟».

وردا على سؤال حول نشوب حرب أهلية اذا لم يتدخل الجيش، قال السيسي: «كنت أتوقع ذلك لو لم نتدخل، كان الأمر سيتحول الى حرب أهلية. قلت لمرسي الشيء نفسه قبل مغادرته (منصبه) بأربعة شهور».

اضاف: «ما أريد للقارئ الأميركي أن يعرفه هو أن هذا الشعب شعب حر ثار ضد حاكم سياسي جائر، وهذا الشعب الحر بحاجة لدعمكم».

وحول نفوذ الولايات المتحدة على الاخوان المسلمين، قال السيسي ان «الادارة الأميركية لديها الكثير من النفوذ والتأثير على الاخوان المسلمين وأود حقا أن تستعمل الادارة الأميركية هذا النفوذ معهم لحل الصراع».

وردا على سؤال حول تعليق صفقة طائرات الـ «اف - 16»، قال السيسي: «نعم..

هذه ليست طريقة للتعامل مع جيش وطني».

وردا على سؤال حول تلقيه لأي مكالمات من الرئيس الأميركي بارك أوباما بعد الثالث من يوليو، تاريخ عزل مرسي، أجاب بـ «لا». لكنه قال ان وزير الدفاع تشاك هيغل يتصل به كل يوم تقريبا.

وقال السيسي ان «المازق بين مرسي والشعب نشأ نتيجة لمفهوم الاخوان المسلين عن الدولة ونتيجة للأيديولوجية التي تبنوها لبناء البلاد والتي تقوم على استعادة الامبراطورية الدينية الاسلامية. وهذا هو ما جعل مرسي ليس رئيسا لكل المصريين، لكن رئيسا يمثل أتباعه ومؤيديه».

وأضاف: «كنا حريصين جدا ومصممين على نجاحه. اذا أردنا أن نعارض أو ألا نسمح لهم بحكم مصر، لكنا قد فعلنا أشياء بالانتخابات، مثلما كان من المعتاد تزوير الانتخابات في الماضي. لسوء الحظ، دخل الرئيس السابق في معارك مع جميع مؤسسات الدولة تقريبا. فعندما يدخل رئيس في صراع مع كل مؤسسات الدولة هذه، فان فرصة نجاح مثل هذا الرئيس تكون ضئيلة جدا. ومن ناحية أخرى، فان الرئيس، من جانبه، كان يحاول استدعاء أنصاره من الجماعات الدينية».

وردا على سؤال عن قرار فض الاعتصامات المؤيدة لمرسي في ميداني رابعة العدوية والنهضة، اكد السيسي ان «الجيش لن يكون هو من سيخلي هذه الميادين أو يحل هذه الاعتصامات. هناك شرطة مدنية وهي مكلفة بهذه الواجبات. في السادس والعشرين من يوليو. خرج أكثر من 30 مليون شخص الى الشوارع لمنحي الدعم.

هؤلاء الناس ينتظرون مني أن أفعل شيئا».

من ناحية ثانية، التقى السيسي بعض ممثلي التيارات الدينية الاسلامية لبحث الأزمة السياسية الحالية.

ونقل المتحدث الرسمي للقوات المسلحة على صفحته الرسمية على «فيسبوك» قوله خلال اللقاء ان «رئيس الجمهورية ورئيس مجلس الوزراء هما الضالعان بمهام ادارة شؤون الدولة وأن القوات المسلحة تقدر جميع الجهود المبذولة من قبل جميع الأطراف والتي تؤدي الى فض الاعتصامات بالطرق السلمية».

كما أكد السيسي ان «الفرص متاحة لحل الأزمة سلمياً شريطة التزام كل الأطراف بنبذ العنف وعدم تعطيل مرافق الدولة أو تخريب المنشآت العامة أو التأثير على مصالح المواطنين ودون الرجوع الى الوراء والالتزام بخارطة المستقبل التي ارتضاها الشعب المصري كأحد مكتسبات ثورة 30 يونيو المجيدة».
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي