| ياسمين مرزوق الجويسري |
«للصائم فرحتان» إحداهما حين يفطر!، ولك أن تتخيل عظمة هذه الفرحة! لك أن تعيشها وتستمتع بكل لحظات تلك الفرحة!، أما الفرحة الأخرى حين يلقى ربه، ولا أظن أن لنا القدرة أو أن لعقولنا وقلوبنا الطاقة على تخيلها، لذلك أسأل ربنا أن يرزقنا لقاءه سبحانه ويمن علينا بالنظر إلى وجهه الكريم.
رُزِقنا العيد لنظهر السعادة والبهجة والسرور ولنتبادلها، لكي نحيي العيد في القلوب من حيث كونه شعيرة إسلامية وتدخل من ضمن العبادات كصلاة وخطبة العيد، وتضمنها لكثير من النوايا مثل صلة الأرحام وإدخال السرور على قلوب المسلمين بالعادة التي نطلق عليها لفظ (العيدية) وغيرها الكثير، هذا بالإضافة إلى إحياء كل المهارات والخبرات والتجارب المكتسبة خلال شهر رمضان، فالعيد كما قال البعض عنه هو محطة الاختبار الأولى بعد فصل كامل من التدريب والتعلم والممارسة لمهارات وأخلاق لم تكن تُعبِر عن شخصياتنا وذواتنا في السابق، فهل سننجح فيه أم سنكون من الخاسرين أو ممن سيُطلب منهم إعادة المحاولة في اليوم الثاني؟!.
من جهة أخرى يعتبر الكثير من الناس أن العيد لا يستلزم كل ما ذُكِر، فلا بأس في ظنهم إن سافروا خلال العيد ولم يشاركوه مع الأهل والوطن، وهذه حقيقة حال مجتمعنا في الأعوام الأخيرة الماضية، بخلاف حالهم في بقية ما يُطلقون عليه مسمى (عيد) وهو ليس كذلك بل هو عادة وعرف لحضارات وأمم وديانات تخالفنا في كثير من الأمور كعيد الأم والحب.. إلخ، فالسؤال هو: أي العيدين أحق بالإحياء والإظهار والفرح؟.
للعيد أبعاد جمّة لمن تفكر ونظر فيه وفي ما وراؤه، فالعيد كبقية الأحداث التي تمر على المجتمع لابد من اتخاذ موقف تجاهه، وهنيئاً لمن فاز بموقف الابتهاج والسرور لقدوم هذا الحدث.
@jasmine_m_alj