د. وائل الحساوي / نسمات / فرصة تاريخية لإصلاح ما انكسر!

تصغير
تكبير
يبدو بأن هنالك اطرافا كثيرة سعيدة بنتائج انتخابات مجلس الامة 2013، فالحكومة راضية لأن عددا ممن يمثلون التيار الليبرالي لايقل عن اربعة نواب قد فازوا بالرغم من عدم وجود روابط قوية بين تياراتهم والشباب راضون لزيادة اعدادهم لانهم يمثلون التفاؤل والمستقبل، والقبائل الصغيرة راضية لانها استطاعت ان توصل بعض مرشحيها، والكنادرة راضون لانهم من اوصلوا ثلاثة نواب، والاسلاميون راضون لان لديهم ما لا يقل عن سبعة نواب (ذوي توجه اسلامي).

وعلى العموم فإن التنوع في المجلس هو ابرز ما يميزه، كما ان وصول 34 وجها جديدا يمثل رغبة شعبية في تجديد الدماء وتجربة نواب جدد، بالطبع فلا يمكن الحكم على المجلس ومدى نجاحه من دون ان يتم تشكيل الحكومة ويتم تجربته.

بالطبع فهنالك الغاضبون الذين يشعرون بأن حظهم كان ضعيفا من النتائج، ولكن تلك النتائج كانت اما بسبب عدم مشاركة البعض مثل قبيلة العجمان والمطران مشاركة فعالة في الانتخابات ومقاطعة شريحة منهم، اما الشيعة فإن فوزهم بثمانية مقاعد يمثل ثقلهم الحقيقي في البلد وهو ما تكرر في مجالس عدة، اذا اعتبرنا مجلس 2012 استثناء بسبب مقاطعة القبائل والتيارات الأخرى، كذلك فإن نسبة التصويت 52 في المئة كانت متدنية بسبب ظروف الانتخابات وصعوبتها لدى الكثيرين وليس بسبب المقاطعة.

ان نتائج المجلس لا تدل على نجاح نظام الصوت الواحد ولا على فشله، فالذين استدلوا باستشراء شراء الاصوات على فشل النظام مخطئون لان شراء الاصوات يخضع لمعادلات مختلفة وقد يكون في نظام الاربعة اصوات اسوأ، كما ان بروز بعض ابناء القبائل الصغيرة هو دلالة نجاح في بعض الدوائر حيث كانت اصواتهم محجوبة سابقا.

لكن اهم نجاح حققته هذه الانتخابات هو تقلص اعداد «الشراية» ليس بسبب كبسات الداخلية عليهم ولكن لنفور الناس من كثير منهم وكذلك بسبب سقوط المتطرفين الذين آذوا الناس بتعصبهم البغيض وسلاطة لسانهم، وهذا درس نحتاج ان نلقنه لامثال هؤلاء الذين تمادوا في شتم الناس في ندواتهم وعبر الفضائيات، واعتقدوا بأن هذه البذاءة هي سر نجاحهم السابق!!

المهم هو ان في هذا المجلس عددا لا بأس به من الذين يرغبون بالإصلاح وكشف التجاوزات وحماية المال العام، ويجب ان يتكاتفوا من اجل تحقيق ذلك الهدف السامي وان ينسوا خلافاتهم الشكلية ويتعاونوا لاصلاح البلد فالناس متعطشون الى الاصلاح والانجاز، فهذه فرصة تاريخية يجب عدم تفويتها.





د. وائل الحساوي

[email protected]
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي