شيوخ الأزهر... مواقف خالدة 6

الشيخ جاد الحق جعل الأزهر محط انظار الناس


رفض التطبيع ووثائق الامم المتحدة المخالفة لمبادئ الاسلام
جاد الحق.. ساند الجهاد الأفغاني ضد الروس
| القاهرة - من عبدالجواد الفشني |
الشيخ جاد الحق علي جاد الحق، احد شيوخ الازهر الاجلاء في عهد الرئيس السابق حسني مبارك، لاسمه دلالة خاصة على مواقفه، فقد كان لا يخشى في الحق لومة لائم، في مواجهة التطبيع مع اسرائيل، واصداره للمرة الأولى فتوى بعدم جواز زيارتها، وعدم استقبال اي وفد منها في الازهر الشريف، وكذلك مواقفه في مواجهة وثائق مؤتمرات المرأة الدولية المخالفة لمبادئ الاسلام والفطرة السليمة.
ولد جاد الحق بقرية «بطرة» التابعة لمركز «طلخا» في محافظة «الدقهلية» «13 جمادى الآخرة العام 1335 هـ - 5 ابريل 1917م»، تلقى تعليمه الاولي في قريته، وحفظ القرآن الكريم، وتعلم مبادئ القراءة والكتابة، ثم التحق بالمعهد الاحمدي بطنطا، وانهى المرحلة الابتدائية به، وانتقل الى المرحلة الثانوية، واستكملها في القاهرة في معهدها الديني بالدراسة، وبعد اجتيازه لها التحق بكلية الشريعة، وتخرج فيها العام «1363 هـ - 1944م»، حاصلا على الشهادة العالمية، ثم نال تخصص القضاء بعد عامين من الدراسة، وكان الازهر يسمح لمن يحصل على العالمية في الشريعة ان يتخصص في القضاء لمدة عامين، ويمنح الطالب بعدها شهادة العالمية مع اجازة القضاء. بعد التخرج عمل جاد الحق في المحاكم الشرعية العام «1366هـ - 1946م»، ثم عين امينا للفتوى بدار الافتاء المصرية العام «1373 هـ - 1953م»، ثم عاد الى المحاكم الشرعية قاضيا العام «1374هـ - 1954م»، ثم انتقل الى المحاكم المدنية العام «1376هـ - 1956م» بعد الغاء القضاء الشرعي، وظل يعمل بالقضاء، ويترقى في مناصبه حتى عين مستشارا بمحاكم الاستئناف العام «1396هـ - 1976م» عين جاد الحق وزيرا للاوقاف في ربيع الاول العام «1402 هـ - يناير 1982م»، وظل بالمنصب شهورا قليلة، واختير بعدها شيخا للجامع الازهر في «13 جمادى الاولى 1402 هـ - 17 من مارس 1982م»، وبدأت فترة زاهية من فترات تاريخ الازهر؛ سواء فيما يتصل بمؤسسة الازهر، او بدورها باعتبارها القائمة على الفكر الاسلامي والتعليم الديني في مصر، ومحط انظار الناس، ومعقل امانيهم، وكانت له مواقفه الجريئة في الصدع بما يعتقد انه الحق والصواب وان خالف هوى الناس واغضب السلطان، فقد اعلن بعد توليه المشيخة تأييد الازهر للجهاد الافغاني ضد المحتل الروسي، وعد ما يحدث في البوسنة والهرسك حربا صليبية جديدة تهدف الى ابادة المسلمين، ودعا الى الوقوف الى جانب المسلمين والدفاع عن قضيتهم، وكان له مثل هذا الموقف مع المسلمين الشيشان في جهادهم ضد الروس، ومع الانتفاضة الفلسطينية، ويذكر له موقفه الواضح من التطبيع مع اسرائيل، رغم وجود اتفاقية سلام بين مصر واسرائيل، واشتد في معارضته للتطبيع في الوقت الذي نشطت فيها حركات التطبيع في بعض مؤسسات الدولة، فافتى بعدم جواز زيارة القدس الا بعد تحريرها، ورفض استقبال اي وفد اسرائيلي يرغب في زيارة الازهر، وانه سبب بذلك حرجا للمسؤولين.
كان للشيخ جاد الحق رأي واضح في مقررات مؤتمر السكان الذي عقد بالقاهرة في «ربيع الآخر 1415هـ - سبتمبر 1994م»، فعارض دعوات الانحلال الاسري والشذوذ، والخروج على الفطرة السليمة، وتعاون معه في رد تلك الدعاوى نفر من المخلصين، وكان لحضورهم هذا المؤتمر ودحضهم تلك الدعاوى اثره في احباط ما كان يخطط له القائمون على المؤتمر، وتكرر منه هذا الموقف الواضح في رفضه لوثيقة مؤتمر المرأة الذي عقد في بكين في «جمادى الاولى 1416هـ - سبتمبر 1995م».
هال الامام جاد الحق ان يتخذ نفر من الكتاب من تطرف بعض الشباب ذريعة للهجوم على الاسلام ومبادئه دون وازع من ضمير او تسلح بثقافة وعلم، فانطلق قلمه يصدع بالحق ويفضح سموم بعض الكتبة بقوله: «وقد افرغت الحرية من مفهومها الصحيح، حتى صارت الدعوة الى الفساد حرية، وصار الطعن في الاسلام وصلاحيته حرية، ثم صارت المسارعة الى توزيع الاتهامات على الناس اسبق من نتائج التحقيق التي تقوم بها الجماعة المختصة».
وحين اعلنت بعض الصحف عن مسابقة لاختيار ملكة النيل، فزع من تطرف بعض المترفين وانسياقهم وراء الهوى والضلال، وكتب مقالة في غاية القوة والبيان بعنوان «اوقفوا هذا العبث باسم وفاء النيل»، وعد هذا التصرف الطائش عودة الى سوق النخاسة والرقيق الابيض، وردة الى الجاهلية العمياء، لا يفرق فيها بين الحلال والحرام.
بعد حياة طويلة مليئة بجلائل الاعمال، توفي الامام الاكبر «جاد الحق علي جاد الحق» اثر نوبة قلبية المت به يوم الجمعة «25 من شوال 1416هـ - 15 من مارس 1996م» عن عمر يناهز التاسعة والسبعين.
جاد الحق.. ساند الجهاد الأفغاني ضد الروس
| القاهرة - من عبدالجواد الفشني |
الشيخ جاد الحق علي جاد الحق، احد شيوخ الازهر الاجلاء في عهد الرئيس السابق حسني مبارك، لاسمه دلالة خاصة على مواقفه، فقد كان لا يخشى في الحق لومة لائم، في مواجهة التطبيع مع اسرائيل، واصداره للمرة الأولى فتوى بعدم جواز زيارتها، وعدم استقبال اي وفد منها في الازهر الشريف، وكذلك مواقفه في مواجهة وثائق مؤتمرات المرأة الدولية المخالفة لمبادئ الاسلام والفطرة السليمة.
ولد جاد الحق بقرية «بطرة» التابعة لمركز «طلخا» في محافظة «الدقهلية» «13 جمادى الآخرة العام 1335 هـ - 5 ابريل 1917م»، تلقى تعليمه الاولي في قريته، وحفظ القرآن الكريم، وتعلم مبادئ القراءة والكتابة، ثم التحق بالمعهد الاحمدي بطنطا، وانهى المرحلة الابتدائية به، وانتقل الى المرحلة الثانوية، واستكملها في القاهرة في معهدها الديني بالدراسة، وبعد اجتيازه لها التحق بكلية الشريعة، وتخرج فيها العام «1363 هـ - 1944م»، حاصلا على الشهادة العالمية، ثم نال تخصص القضاء بعد عامين من الدراسة، وكان الازهر يسمح لمن يحصل على العالمية في الشريعة ان يتخصص في القضاء لمدة عامين، ويمنح الطالب بعدها شهادة العالمية مع اجازة القضاء. بعد التخرج عمل جاد الحق في المحاكم الشرعية العام «1366هـ - 1946م»، ثم عين امينا للفتوى بدار الافتاء المصرية العام «1373 هـ - 1953م»، ثم عاد الى المحاكم الشرعية قاضيا العام «1374هـ - 1954م»، ثم انتقل الى المحاكم المدنية العام «1376هـ - 1956م» بعد الغاء القضاء الشرعي، وظل يعمل بالقضاء، ويترقى في مناصبه حتى عين مستشارا بمحاكم الاستئناف العام «1396هـ - 1976م» عين جاد الحق وزيرا للاوقاف في ربيع الاول العام «1402 هـ - يناير 1982م»، وظل بالمنصب شهورا قليلة، واختير بعدها شيخا للجامع الازهر في «13 جمادى الاولى 1402 هـ - 17 من مارس 1982م»، وبدأت فترة زاهية من فترات تاريخ الازهر؛ سواء فيما يتصل بمؤسسة الازهر، او بدورها باعتبارها القائمة على الفكر الاسلامي والتعليم الديني في مصر، ومحط انظار الناس، ومعقل امانيهم، وكانت له مواقفه الجريئة في الصدع بما يعتقد انه الحق والصواب وان خالف هوى الناس واغضب السلطان، فقد اعلن بعد توليه المشيخة تأييد الازهر للجهاد الافغاني ضد المحتل الروسي، وعد ما يحدث في البوسنة والهرسك حربا صليبية جديدة تهدف الى ابادة المسلمين، ودعا الى الوقوف الى جانب المسلمين والدفاع عن قضيتهم، وكان له مثل هذا الموقف مع المسلمين الشيشان في جهادهم ضد الروس، ومع الانتفاضة الفلسطينية، ويذكر له موقفه الواضح من التطبيع مع اسرائيل، رغم وجود اتفاقية سلام بين مصر واسرائيل، واشتد في معارضته للتطبيع في الوقت الذي نشطت فيها حركات التطبيع في بعض مؤسسات الدولة، فافتى بعدم جواز زيارة القدس الا بعد تحريرها، ورفض استقبال اي وفد اسرائيلي يرغب في زيارة الازهر، وانه سبب بذلك حرجا للمسؤولين.
كان للشيخ جاد الحق رأي واضح في مقررات مؤتمر السكان الذي عقد بالقاهرة في «ربيع الآخر 1415هـ - سبتمبر 1994م»، فعارض دعوات الانحلال الاسري والشذوذ، والخروج على الفطرة السليمة، وتعاون معه في رد تلك الدعاوى نفر من المخلصين، وكان لحضورهم هذا المؤتمر ودحضهم تلك الدعاوى اثره في احباط ما كان يخطط له القائمون على المؤتمر، وتكرر منه هذا الموقف الواضح في رفضه لوثيقة مؤتمر المرأة الذي عقد في بكين في «جمادى الاولى 1416هـ - سبتمبر 1995م».
هال الامام جاد الحق ان يتخذ نفر من الكتاب من تطرف بعض الشباب ذريعة للهجوم على الاسلام ومبادئه دون وازع من ضمير او تسلح بثقافة وعلم، فانطلق قلمه يصدع بالحق ويفضح سموم بعض الكتبة بقوله: «وقد افرغت الحرية من مفهومها الصحيح، حتى صارت الدعوة الى الفساد حرية، وصار الطعن في الاسلام وصلاحيته حرية، ثم صارت المسارعة الى توزيع الاتهامات على الناس اسبق من نتائج التحقيق التي تقوم بها الجماعة المختصة».
وحين اعلنت بعض الصحف عن مسابقة لاختيار ملكة النيل، فزع من تطرف بعض المترفين وانسياقهم وراء الهوى والضلال، وكتب مقالة في غاية القوة والبيان بعنوان «اوقفوا هذا العبث باسم وفاء النيل»، وعد هذا التصرف الطائش عودة الى سوق النخاسة والرقيق الابيض، وردة الى الجاهلية العمياء، لا يفرق فيها بين الحلال والحرام.
بعد حياة طويلة مليئة بجلائل الاعمال، توفي الامام الاكبر «جاد الحق علي جاد الحق» اثر نوبة قلبية المت به يوم الجمعة «25 من شوال 1416هـ - 15 من مارس 1996م» عن عمر يناهز التاسعة والسبعين.