| عائشة عبدالمجيد العوضي |
تأملت في قيمةٍ نبويةٍ من شأنها أن تجلب الراحة، الرضا، والسعادة، يحبها الله جل جلاله، تحلّى بها الرسول عليه الصلاة والسلام، قصص كثيرة بيّنَت خسارة من فرّط بهذه القيمة، وقصص أكثر جاءت لتقر بانعكاس إيجابي على حياة من يستمسك بها، ربما تتساءل قارئي العزيز، ما هي؟ أو ماذا نقصد؟ إنها القيمة التي أخبرنا عنها الرسول صلى الله عليه وسلم أنها أفضل الغِنى:[ليس الغِنَى عن كثرة العَرَض، ولكن الغنى غنى النفس].
ما هو غِنى النفس؟ هو أن يرضى الواحد منا بما قسم الله له ولو كان قليلاً مع عدم التطلع لما في أيدي الآخرين، رائعٌ هذا المعنى، كأنه يخط إلى جانب القناعة أسمى معاني العزة والرضا والإيمان! أما طمع المرء ورغبته في الزيادة يجعله أمام منحيين خطريْن، فهو إما أن يكون ذليلاً إلى الناس فاقدًا لعزته راغباً بما يملكون، متناسياً وصيته صلى الله عليه وسلم: (وارْضَ بما قسم الله لك تكن أغنى الناس)، أو أن جشعه سيدفعه إلى اتخاذ مسالك لا مشروعة كالربا، غسيل الأموال، السرقة وخلافة ليسكت ثورة الجشع بداخله! بين هذا وذاك يتأرجح الطامع، وفي الرضا يُغمَس قلب القانع، ولكلٍّ منا الخيار!
ثلاثة محفزات كلما استذكرها المرء أعانته على الاستمساك بالقناعة، أولها نعمة الأمن والأمان، ثانيها نعمة الصحة والعافية، ثالثها قوت اليوم الواحد كما جاء عن رسولنا عليه الصلاة والسلام، في إطار هذه الثلاثية المحمديّة ضمان لحياة الكرامة، تربيةٌ على القناعة، تنميةٌ لشعورِ البركةِ في الرزق، وضبطٌ لنفسٍ لا تشبع. إن القناعة عزةٌ للنفس، تعطي صاحبها حرية تامة فلا يتسلط عليه الآخرون، أما الطمع فأبلغ ما يوصف به صاحبه أنه عبدٌ للآخرين! وقد قيل في ذلك: عزّ من قنع وذل من طمع.
[email protected]
Twitter: @3ysha_85