قبل سنوات عدة دعتني اللجنة النسائية في اتحاد طلبة جامعة الكويت للمشاركة في ندوة حول حقوق المرأة شارك فيها الأخ الدكتور محمد الطبطبائي والمحامي الكاتب علي البغلي، ومن دون مقدمات هاجم البغلي حديث الرسول صلى الله عليه وسلم عن النساء (ناقصات عقل ودين) وهو من أصح الأسانيد، فطلب منه الدكتور الطبطبائي الاعتذار عن الطعن بأحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم، فأبى، وأخذ يتحدث عن علمانية دستور الكويت وأنه لا دخل له بالدين، فانسحب الطبطبائي من الجلسة منذ ذلك اليوم وانا أتابع ما يكتبه البغلي في زاويته في جريدة «القبس» وهل هو فعلا علماني الفكر وليبرالي كما يدعي فوجدت بأنه انسان حاقد على كل ما يمس المتدينين وأهل الدعوة، وكتاباته طائفية الى النخاع، وليس هذا هو المجال لحصر المقالات الكثيرة التي يهاجم فيها الشيوخ والمتدينين وينصر شيوخه ولكن قارن بين دفاعه المستميت عن مسجد للبهرة وحقوق تلك الطائفة، وبين ما كتبه يوم 8/11/2007 في جريدة «القبس» بعنوان «جرة قلم... أولويات» حيث يقول بأن الأئمة الذين أوقفهم الوزير السابق عبدالله المعتوق عن الإمامة «وأنا، وإن كنت لا أعرف هؤلاء أو سبب ايقافهم عن العمل، فإني اجزم انه لم يتم ايقافهم تجنيا أو استقصادا، فالمؤكد ان هؤلاء كفروا وشنعوا وقذفوا الابرياء والمحصنين والمحصنات، وهذا يكشف أحد أسباب عداء السلف المستحكم للمعتوق».
فهل نحتاج إلى أدلة أخرى لبيان حقد هذا الرجل على كل ما يمت للتدين والدعوة لا سيما السلف؟! وان الواجب على وزارة الأوقاف وعلى جميع الأئمة والخطباء الذين تم ايقافهم أن يرفعوا دعوة على البغلي لأنه اتهمهم بأشنع التهم وهي أنهم يكفرون الناس ويقذفون المحصنات، فهل هنالك قذف أبشع من هذا القذف الذي يتحدث عنه ذلك البغلي؟
وليت مواقف البغلي قد اقتصرت على أصحاب الدين والدعاة فقط بل تجده يقفز ضد كل القضايا العامة التي يرحب بها الشعب الكويتي ويعتبرها جزءا من تراثه وتقاليده، فها هو يقف مدافعا صلبا عن أصحاب المديونيات ويشنع على الوزراء الذين طالبوا باسترجاع اموال الدولة، وها هو يهاجم قانون الزكاة الذي اجمع عليه غالبية المجلس والحكومة، وها هو يهاجم الملصقات والاوراق التي تحمل الادعية والأذكار المفيدة وتعلق في الشوارع أو توزع في المستشفيات، وهكذا.
لقد فضح الكاتب فؤاد الهاشم البغلي في موقفه من مسلسل «للخطايا ثمن» وبين حقيقة ليبراليته التي يدعيها!!
د. وائل الحساوي
[email protected]