من روائع العمارة الإسلامية / مسجد «القبلتين»

مسجد القبلتين شهد تحويل القبلة إلى المسجد الحرام


| جاد الله فرحات * |
يقع مسجد القبلتين في الجزء الشمالي الغربي للمدينة المنورة، وتحديداً على طريق خالد بن الوليد، وتقاطعه مع شارع سلطانة، (المركز التجاري في المدينة المنورة)، وهو قريب جداً من الدائري الثاني (طريق الملك عبد الله) من جهة الغرب، ومسجد القبلتين من المعالم البارزة في المدينة المنورة والتي ترتبط بأحداث السيرة النبوية، ولهذا المسجد أهمية خاصة في التاريخ الاسلامي.
مساحة المسجد تبلغ 3920 مترا مربعا، وتعلوه قبتان الأولى قطرها ثمانية أمتار والأخرى سبعة أمتار والارتفاع يقارب 17 مترا لكل منهما.
وعن سبب تسميته بالقبلتين، يقول المؤرخ والباحث المعروف الدكتور الفايدي: «ورد في السيرة النبوية المطهرة، ان الرسول صلى الله عليه وسلم زار أم بشر بن البراءة بن معرور في موضع اقامة بني سلمة وهو المكان الذي بني فيه هذا المسجد، فصنعت له طعاماً، وحانت صلاة الظهر فصلى ركعتين ثم أمر ان يوجه الى الكعبة، فاستدار الى الكعبة واستقبل الميزاب فهي القبلة التي قال الله تعالى فيها: (فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ). فسمي المسجد مسجد القبلتين، وذلك لان صلاة واحدة صلّي نصفها جهة بيت المقدس والنصف الآخر جهة البيت الحرام، فكان هذا الموضع نقطة التحول في القبلة نحو الكعبة».
وأضاف: «روي عن ابن عمر رضي الله عنهما انه قال: «بينما نحن في صلاة الصبح بقباء جاءنا رجل فقال: ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد انزل عليه الليلة قرآن، وقد أمر ان يستقبل الكعبة فاستقبلوها، وكانت قبلة الناس الى الشام، فاستداروا وتوجهوا الى الكعبة».
وتابع قائلا: وقد أراد بنو سلمة وهم يقطنون في جوار مسجد القبلتين ترك هذا المكان والسكنى قرب المسجد النبوي الشريف فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فمنعهم عن ذلك، فعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: خلت البقاع حول المسجد فأراد بنو سلمة ان ينتقلوا الى قرب المسجد، فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لهم: «انه بلغني انكم تريدون ان تنتقلوا قرب المسجد؟ قالوا: نعم يا رسول الله، قد أردنا ذلك، فقال: «يا بني سلمة دياركم تكتب آثاركم، دياركم تكتب آثاركم».
بني هذا المسجد في بادئ الأمر بالطين واللبن وسقف بجذوع النخل، ثم تم تجديد بناء المسجد في عهد عمر بن عبد العزيز (87 93 هـ) وجدد ثانية في عهد السلطان القانوني عام 950هـ، وتم تطويره وتوسعته فأزيلت الرابية وأقيم مكانها مبنى جديد واسع يتألف من طابقين.
وشهد في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز رحمه الله - سنة 1408 هـ، توسعة عمرانية كبيرة، ويتميز ببياضه الناصع الذي يبدو للزائر من بعيد، وبمناراته الباسقة وذات الجانب الجمالي المتميز.
* مهندس استشاري بوزارة الأوقاف
يقع مسجد القبلتين في الجزء الشمالي الغربي للمدينة المنورة، وتحديداً على طريق خالد بن الوليد، وتقاطعه مع شارع سلطانة، (المركز التجاري في المدينة المنورة)، وهو قريب جداً من الدائري الثاني (طريق الملك عبد الله) من جهة الغرب، ومسجد القبلتين من المعالم البارزة في المدينة المنورة والتي ترتبط بأحداث السيرة النبوية، ولهذا المسجد أهمية خاصة في التاريخ الاسلامي.
مساحة المسجد تبلغ 3920 مترا مربعا، وتعلوه قبتان الأولى قطرها ثمانية أمتار والأخرى سبعة أمتار والارتفاع يقارب 17 مترا لكل منهما.
وعن سبب تسميته بالقبلتين، يقول المؤرخ والباحث المعروف الدكتور الفايدي: «ورد في السيرة النبوية المطهرة، ان الرسول صلى الله عليه وسلم زار أم بشر بن البراءة بن معرور في موضع اقامة بني سلمة وهو المكان الذي بني فيه هذا المسجد، فصنعت له طعاماً، وحانت صلاة الظهر فصلى ركعتين ثم أمر ان يوجه الى الكعبة، فاستدار الى الكعبة واستقبل الميزاب فهي القبلة التي قال الله تعالى فيها: (فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ). فسمي المسجد مسجد القبلتين، وذلك لان صلاة واحدة صلّي نصفها جهة بيت المقدس والنصف الآخر جهة البيت الحرام، فكان هذا الموضع نقطة التحول في القبلة نحو الكعبة».
وأضاف: «روي عن ابن عمر رضي الله عنهما انه قال: «بينما نحن في صلاة الصبح بقباء جاءنا رجل فقال: ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد انزل عليه الليلة قرآن، وقد أمر ان يستقبل الكعبة فاستقبلوها، وكانت قبلة الناس الى الشام، فاستداروا وتوجهوا الى الكعبة».
وتابع قائلا: وقد أراد بنو سلمة وهم يقطنون في جوار مسجد القبلتين ترك هذا المكان والسكنى قرب المسجد النبوي الشريف فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فمنعهم عن ذلك، فعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: خلت البقاع حول المسجد فأراد بنو سلمة ان ينتقلوا الى قرب المسجد، فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لهم: «انه بلغني انكم تريدون ان تنتقلوا قرب المسجد؟ قالوا: نعم يا رسول الله، قد أردنا ذلك، فقال: «يا بني سلمة دياركم تكتب آثاركم، دياركم تكتب آثاركم».
بني هذا المسجد في بادئ الأمر بالطين واللبن وسقف بجذوع النخل، ثم تم تجديد بناء المسجد في عهد عمر بن عبد العزيز (87 93 هـ) وجدد ثانية في عهد السلطان القانوني عام 950هـ، وتم تطويره وتوسعته فأزيلت الرابية وأقيم مكانها مبنى جديد واسع يتألف من طابقين.
وشهد في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز رحمه الله - سنة 1408 هـ، توسعة عمرانية كبيرة، ويتميز ببياضه الناصع الذي يبدو للزائر من بعيد، وبمناراته الباسقة وذات الجانب الجمالي المتميز.
* مهندس استشاري بوزارة الأوقاف