22 قتيلاً بهجمات متفرقة في العراق

المالكي يفشل في «تلميع» صورته خلال لقاء تلفزيوني «موجّه»

تصغير
تكبير
| بغداد - من حيدر الحاج |
أراد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، بعد عملية الهجوم المُنسقة على سجني أبو غريب والتاجي غرب و شمال بغداد ليل الأحد الماضي، الخروج سريعا من «عنق زجاجة» هذا «الخرق الأمني الأكبر في تاريخ العراق»، كما وصف من قبل البعض.
لذا رّتب مكتبه الإعلامي في رئاسة الوزراء وعلى عجل، لقاء «موجها» مع 3 من المُعلّقين السياسيين وأحد الخبراء الاقتصاديين، إضافة إلى سيناريست ينتمي لعشيرة المالكي، في خطوة اعتبرت من قبل حلفاء رئيس الحكومة قبل خصومه محاولة لـ «التغطية على الفشل الأمني» الذي تم بموجبه تهريب مئات المساجين بينهم متهمين بقضايا إرهاب.
اللقاء المُسجل الذي بثته القناة التلفزيونية الرسمية الثلاثاء قبل موعد الإفطار الرمضاني، حظي على مدار الأيام الماضية بكم هائل من الانتقادات والتعليقات التهكمية من قبل دوائر المراقبة والرأي العام الشعبي أيضا، لجهة ما قدمه المالكي من تبريرات «غير مقنعة» حيال فشل مؤسسات الدولة بتنفيذ الواجبات المُكلفة بها وخصوصا تلك التي تعهد هو شخصيا وفريقه السياسي بتحقيقها على صعيدي الأمن والخدمات.
ردود الفعل الساخطة على هذا اللقاء «الموجّه» تواترت بين أوساط النخبة المثقفة عبّر تعليقات حفلت بها مواقع التواصل الاجتماعي ومقالات صحافية نشرتها الجرائد وتناولت فيها المُقابلة «الرئاسية» المُتلفزة، بالكثير من عبارات السخرية والسخط تجاه «ما قدمه المالكي من تبريرات مخُجلة وغير مقبولة لفشل إدارته طيلة ثمان أعوام قضاها على كرسي السلطة التنفيذية».
ومن أبرز الانتقادات، تلك التي صوبها الكاتب الصحافي سرمد الطائي، وقال فيها: «لقد ظهر في أكثر صوره صراحة... وأتاح للعيون المتعبة أن تطلّع على تفاصيل اللامسئولية التي أهدرت مليارات النفط وآلاف الأرواح، وضيعت اكبر الفرص عبّر 4 آلاف يوم أمضاها في مكتبه».
الطائي، الذي يُعتبر احد الكُتاب والنشطاء المدنيين المعارضين لتوجهات وسياسات المالكي، علّق على الظهور الإعلامي لرئيس حكومة بلاده، قائلا: «لم نكن نستمع لحوار المالكي على شاشة قناة العراقية، بل كنا أمام ظهور نادر لعقل السلطة الذي يدير مليون جندي و100 مليار دولار ويحاول أن يقود مصائر 34 مليون عراقي». وقد يكون مفهوما، تواتر مثل هذا الانتقاد اللاذع الذي جاء على لسان الطائي وغيره من أوساط الطبقة المثقفة تجاه ما قدمه «رجل العراق القوي» كما يوصف المالكي دوليا، في لقائه الحواري من «تبريرات ضعيفة» و«محاولات محمومة» لتبرئة ساحته من تُهم التقصير الشخصي على صعيدي الأمن والخدمات وغيرها، باعتباره رئيسا للوزراء. لكن ما أدى إلى التهكم على «الجلسة الحوارية» التي أُريد منها «تلميع صورة المالكي والمحافظة على شعبيته التي فقد منها الكثير في الآونة الأخيرة، بفعل الخروقات الأمنية والفشل على الصعيد الخدمي تحديدا». هو الامتعاض الذي ورّد على لسان السيناريست حامد المالكي أحد الحاضرين لتلك المقابلة المُتلّفزة بسبب قيام «المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء بقطع كل مداخلاته والاسئلة التي قدمها عن الثقافة العراقية ودور الحكومة فيها»، كما يقول. إذ كتب السيناريست المالكي على صفحته في «فيسبوك»، متسائلا: «هل أرادوا تحسين صورة الحكومة بتواجدنا في هذا اللقاء؟». وأضاف: «لم يُقطع من اللقاء شيء سوى أسئلتي عن الثقافة... نعم لم يقطعوا من الحوار إلا الحديث بالثقافة!». في المقابل (وكالات)، قتل 22 شخصا على الاقل، ليل اول من امس، في تفجيرات شهدتها مدينتان عراقيتان، وفق ما افاد مسؤولون الذين اوضحوا ان التفجيرات التي اوقعت ايضا 25 جريحا، حصلت بعيد موعد الافطار الذي يشكل مناسبة للعراقيين للخروج الى المقاهي.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي