«بورصة» روض من رياض الدنيا... وساحة السلام... وواحة الأمن وباحة الأمان
«عروس الأناضول» جنة... «الإنس والجن» / (2-3)

الزميل مصطفى جمعة امام الشجرة التاريخية ولوحة معلوماتها

والي «بورصة» مع الفيلكاوي وأبو شنب وباسل والترابي

القنطرة الاثرية التي يمتد عمرها اكثر من 300 عام

خان كوزا أول محطة على الطريق التاريخي لتجارة الحرير

المرقد الاخضر

المسجد الكبير ذو القباب العشرين ابرز معالم بورصة










| بورصة - من مصطفى جمعة |
أميرة ظالمة الحسن شديدة الكبرياء تتكئ بدلال على جبال عملاقة في بلاد الأناضول وتحتضن بين زراعيها سهول خضراء بامتداد البصر توشيها مزارع خصبة وجداول ذات مياه فضية، وقد همت بسحرها بعدما رأيت فيها من ثقافة غنية متنوعة تمتزج فيها كل الحضارات التي نبعت او مرت او عاشت في تركيا وحياة راقية تنبض بالمعاني السامية فطفت في جميع أنحائها و اترسم الجمال الذي شاهدته في عيني وانعكس في وجداني ولمسته في كل كياني.
هذه هي ببساطة مدينة بورصة التركية، وهذه هي اجابتي باختصار عندما سئلت عن رأيي في هذه البقعة التي فتنت الانس والجن على حد الاسطورة بل الاساطير التي سجلتها ذاكرة بلاد الاستانة عن سيدنا سليمان عليه السلام عندما جمعهم نبي الله في المكان الذي منحه رب الكون كل ما في الكون من ثمار والوان وزهور وبساتين ومياه على اعلى درجة من النقاء.
وقد كانت بورصة العاصمة الأولى للعثمانيين وحتى فتح استنبول. ولقد تم فيها بناء أول جامعة وأول كلية طب وأول سوق وأول حمام في العهد العثماني وهي المكان الذي تم فيه سك النقود وهي وبفضل خان كوزا الموجود فيها كانت أول محطة على الطريق التاريخي لتجارة الحرير. وتعتبر مدينة بورصة التي تم فيها ابتكار رقصة السيف والدرع التي هي الرقصة الوحيدة والأولى الخالية من الموسيقى ولعبة الظل العثمانية قرة قوز وعيواظ مدينة غنية بالارث الثقافي والتاريخي.وتحتوي بورصة اليوم على أول مسرح تم تشييده في العصر العثماني ألا وهو مسرح الباشا أحمد وفيق بالاضافة الى جسر ارغاندي وهي المدينة التي تم فيها انتاج وصناعة الحرير للمرة الاولى في الأناضول.
برنامج الزيارة اعد باحكام من قبل شركة سفريات «رمسيس» للسياحة بقيادة رئيس مجلس الادارة خلف الفيلكاوي ومديره العام النشط احمد ابوشنب وقائد المنظومة الخارجية باسل عبدالكريم ووبالتنسيق مع وكيلها شركة «بيرباكس» للسياحة في تركيا لصاحبها ترابي ايدين واعدة بمهارة فائقة فريق عمل متمكن ويتمتع بالاخلاق الرفيعة والثقافة الواسعة بدأ من المهذب يونس الذي استقبلنا في مطار صبيحة في استنبول مرورا بالشابين السوريين يزن وعمار وثالثهم صاحب خفة الظل الشاب التركي بلال الذين تبادلوا مرافقتي في الجولات التي قسمت الى 3 اقسام.
القسم الاول زيارة الاماكن الاثرية وما اكثرها في بورصة التي انطلقت منها الخلافة الثمانية على يد عثمان غازي سواء ضاربة في عمق الزمن او تحكي الصفحة الاولى من سفر العثمانيين وهي في الغالب او معظمها اضرحة لهم وبجوارهم اسرهم او مساجد وعلى سبيل المثال لا الحصر : الجامع العظيم،الجامع الاخضر والمرقد الاخضر، جامع ومرقد أمير سلطان، جامع ومرقد حضرة أفتاده، كلية مرادية ومراقد أول ستة سلاطين عثمانيين ومعابد رائعة تحمل أسهم... او قرى او مدافع الافطار التي كانت تطلق عقب اذان المغرب من اعلى ربوة هناك.
والقسم الثاني زيارة الشلالات والوصول الى اعلى نقطة قمة في جبل ألوداغ على مسافة 2504 امتار من سطح البحر و الذي يعد من أهم مراكز التزلج والرياضات الشتوية في تركيا كما يتميز هذا الجبل بأهمية كبيرة ليست في فصل الشتاء فقط بل وحتى في الفصول الاخرى بفضل ما يتمتع به من ميزات ومميزات جعلته ذات قيمة كبيرة للاغراض العلاجية وللصحة.
والقسم الثالث للزيارة كان التجول في قلب المدينة واسواقها العامرة بكل المنتجات التي تعرف بها تركيا او التي اختارت بورصة ان تكون سوقا لها لكون المدينة وريثة عهود زاهرة وشوارعها وأحياؤها متعرجة غنية بالساحات والمساكن التاريخية ذات السقوف المسنمة القرميدية وتنتشر بينها المعالم الحضارية والعمرانية التاريخية والمباني الأثرية ذات القيمة المعمارية الكبير.
وكانت البداية مع يزن وبلال من عندالشجرة التاريخية الكبيرة وهي من الأماكن التي يوصى بزيارتها في بورصة حيث تقع في بداية جبل اولدغ ولا تبعد عن وسط المدينة سوى عشر دقائق بالسيارة والشجرة ارتفاعها 35 متراً وعلى ارتفاع 935 من سطح البحر وعمرها 600 عام يتراوح عرض جذعها بين مترين إلى ثلاثة أمتار ولها فروع كبيرة عرض كل منها بحجم شجرة ويوجد تحت الشجرة مقهى جميل ذو إطلالة رائعة على المدينة كما يوجد مطعم يقدم الشواء كما هو الحال في جبل اولدغ حيث يعطى اللحم أو الدجاج ومعه المنقل، و الروب والسلطة ويقوم الشخص بالشواء.
ومن الشجرة الى الشلالات... الكبير وهو بعيد جدا عن بورصة و لا يوجد حوله اى شيءة، اما الشلال الصغيرفهو الافضل والاقرب إلى مدينة بورصة والطريق إليه غاية في الجمال حيث تكثر بساتين الفاكهة على جانبي الطريق توجد عنده مجموعة من المطاعم تقدم خدمة الشواء الذاتي وبعض الجلسات توجد داخل المياه ولمشاهدة منبع الشلال يجب عبور الإسفلت إلى الجبل.
ومن الشلالات الى « كوماليزيك» وهي قرية تاريخية اثرية تمثل عبق التاريخ التركي ويوجد بها مقاه شعبية واماكن لبيع الذكرات والهدايا مو نبع ماء يجري داخل ازقة القرية بعد ذوبان الثلوج في الجبل كل يوم.
وفي لقاء لـ «الراي» مع والي بورصة شهاب الدين هربرت قال كما تعلمون وبعد قمة السياحة العربية التركية التي تم عقدها في شهر ابريل الماضي في مدينة بورصة «المدينة الجميلة دائما وأبدا» بمشاركة رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان فقد قامت المنطقة العربية للسياحة باختيار مدينتنا كوجهة سياحية رئيسية لهذه السنة أيضا.
واضاف ونحن وكقيمين على مدينة بورصة فسنقوم هذه السنة باستضافة اخواننا العرب على أحسن وجه وسننفذ ابتداء من مملكة البحرين فعاليات ثقافية مختلفة وبشكل متبادل.
وأود أن أقول ان من الواجب علينا أن نقوم بتطوير الأخوة والشراكة الثقافية العربية التركية التي تقوت وتطورت مع تولي رجب طيب أردوغان لمنصب رئاسة الوزراء.
وشدد على ان من الأهم علينا أن نفهم بعضنا البعض وأن نتعرف على بعضنا البعض، لأننا نعيش في جغرافية ثقافية مشتركة ولأننا أمم ما زالت تلتف حول الأماني نفسها التي كانت تلتف حولها أمس فمن الواجب علينا أن نقوم بتوحيد قوتنا، والا سنكون قد خنا وأنكرنا النضال العظيم الذي قام به أبو أيوب الأنصاري الذي استشهد أثناء حصار اسطنبول قبل قرون ونضال سلمان الفارسي الذي جاء الى بورصة ليعرف بالطريق القويم ونضال بطل جيش الاسلام عبد الوهاب سنجاق تاري الذي استشهدعلى مشارف مدينة ازنيك ونضال الجنود السلاجقة الذين فتحوا أبواب الأناضول للاسلام والذين يمكن رؤية أحجار قبورهم على أسوار مدينة أزنيك ونضال السلاطنة العثمانيين الشجعان الذين حملوا راية الاسلام ونضال السلطان محمد الفاتح صاحب البشارة الشريفة وفاتح مدينة اسطنبول وجنوده ونضال السليمان القانوني والسلطان عبد الحميد.
واوضح ان مدينة بورصة التى كانت بالأمس شاهدة على روح النضال والايمان لدى ابن بطوطة وأوليا جلبي والكثير من السياح غيرهم،ما زالت تحمل آثار الثقافة التركية والاسلامية حتى اليوم وبشكل واضح. ان بورصة هي مدينة داود القيصر وأشرف أغلو رومي أمير سلطان ومولا فناري وهي المدينة التي تربت على مبدأ «الانسان الكامل» الذي قام الامام الغزالي بوضع حجر الأساس له. وقد كانت بورصة وحتى فتح اسطنبول العاصمة الأولى للعثمانيين.
أميرة ظالمة الحسن شديدة الكبرياء تتكئ بدلال على جبال عملاقة في بلاد الأناضول وتحتضن بين زراعيها سهول خضراء بامتداد البصر توشيها مزارع خصبة وجداول ذات مياه فضية، وقد همت بسحرها بعدما رأيت فيها من ثقافة غنية متنوعة تمتزج فيها كل الحضارات التي نبعت او مرت او عاشت في تركيا وحياة راقية تنبض بالمعاني السامية فطفت في جميع أنحائها و اترسم الجمال الذي شاهدته في عيني وانعكس في وجداني ولمسته في كل كياني.
هذه هي ببساطة مدينة بورصة التركية، وهذه هي اجابتي باختصار عندما سئلت عن رأيي في هذه البقعة التي فتنت الانس والجن على حد الاسطورة بل الاساطير التي سجلتها ذاكرة بلاد الاستانة عن سيدنا سليمان عليه السلام عندما جمعهم نبي الله في المكان الذي منحه رب الكون كل ما في الكون من ثمار والوان وزهور وبساتين ومياه على اعلى درجة من النقاء.
وقد كانت بورصة العاصمة الأولى للعثمانيين وحتى فتح استنبول. ولقد تم فيها بناء أول جامعة وأول كلية طب وأول سوق وأول حمام في العهد العثماني وهي المكان الذي تم فيه سك النقود وهي وبفضل خان كوزا الموجود فيها كانت أول محطة على الطريق التاريخي لتجارة الحرير. وتعتبر مدينة بورصة التي تم فيها ابتكار رقصة السيف والدرع التي هي الرقصة الوحيدة والأولى الخالية من الموسيقى ولعبة الظل العثمانية قرة قوز وعيواظ مدينة غنية بالارث الثقافي والتاريخي.وتحتوي بورصة اليوم على أول مسرح تم تشييده في العصر العثماني ألا وهو مسرح الباشا أحمد وفيق بالاضافة الى جسر ارغاندي وهي المدينة التي تم فيها انتاج وصناعة الحرير للمرة الاولى في الأناضول.
برنامج الزيارة اعد باحكام من قبل شركة سفريات «رمسيس» للسياحة بقيادة رئيس مجلس الادارة خلف الفيلكاوي ومديره العام النشط احمد ابوشنب وقائد المنظومة الخارجية باسل عبدالكريم ووبالتنسيق مع وكيلها شركة «بيرباكس» للسياحة في تركيا لصاحبها ترابي ايدين واعدة بمهارة فائقة فريق عمل متمكن ويتمتع بالاخلاق الرفيعة والثقافة الواسعة بدأ من المهذب يونس الذي استقبلنا في مطار صبيحة في استنبول مرورا بالشابين السوريين يزن وعمار وثالثهم صاحب خفة الظل الشاب التركي بلال الذين تبادلوا مرافقتي في الجولات التي قسمت الى 3 اقسام.
القسم الاول زيارة الاماكن الاثرية وما اكثرها في بورصة التي انطلقت منها الخلافة الثمانية على يد عثمان غازي سواء ضاربة في عمق الزمن او تحكي الصفحة الاولى من سفر العثمانيين وهي في الغالب او معظمها اضرحة لهم وبجوارهم اسرهم او مساجد وعلى سبيل المثال لا الحصر : الجامع العظيم،الجامع الاخضر والمرقد الاخضر، جامع ومرقد أمير سلطان، جامع ومرقد حضرة أفتاده، كلية مرادية ومراقد أول ستة سلاطين عثمانيين ومعابد رائعة تحمل أسهم... او قرى او مدافع الافطار التي كانت تطلق عقب اذان المغرب من اعلى ربوة هناك.
والقسم الثاني زيارة الشلالات والوصول الى اعلى نقطة قمة في جبل ألوداغ على مسافة 2504 امتار من سطح البحر و الذي يعد من أهم مراكز التزلج والرياضات الشتوية في تركيا كما يتميز هذا الجبل بأهمية كبيرة ليست في فصل الشتاء فقط بل وحتى في الفصول الاخرى بفضل ما يتمتع به من ميزات ومميزات جعلته ذات قيمة كبيرة للاغراض العلاجية وللصحة.
والقسم الثالث للزيارة كان التجول في قلب المدينة واسواقها العامرة بكل المنتجات التي تعرف بها تركيا او التي اختارت بورصة ان تكون سوقا لها لكون المدينة وريثة عهود زاهرة وشوارعها وأحياؤها متعرجة غنية بالساحات والمساكن التاريخية ذات السقوف المسنمة القرميدية وتنتشر بينها المعالم الحضارية والعمرانية التاريخية والمباني الأثرية ذات القيمة المعمارية الكبير.
وكانت البداية مع يزن وبلال من عندالشجرة التاريخية الكبيرة وهي من الأماكن التي يوصى بزيارتها في بورصة حيث تقع في بداية جبل اولدغ ولا تبعد عن وسط المدينة سوى عشر دقائق بالسيارة والشجرة ارتفاعها 35 متراً وعلى ارتفاع 935 من سطح البحر وعمرها 600 عام يتراوح عرض جذعها بين مترين إلى ثلاثة أمتار ولها فروع كبيرة عرض كل منها بحجم شجرة ويوجد تحت الشجرة مقهى جميل ذو إطلالة رائعة على المدينة كما يوجد مطعم يقدم الشواء كما هو الحال في جبل اولدغ حيث يعطى اللحم أو الدجاج ومعه المنقل، و الروب والسلطة ويقوم الشخص بالشواء.
ومن الشجرة الى الشلالات... الكبير وهو بعيد جدا عن بورصة و لا يوجد حوله اى شيءة، اما الشلال الصغيرفهو الافضل والاقرب إلى مدينة بورصة والطريق إليه غاية في الجمال حيث تكثر بساتين الفاكهة على جانبي الطريق توجد عنده مجموعة من المطاعم تقدم خدمة الشواء الذاتي وبعض الجلسات توجد داخل المياه ولمشاهدة منبع الشلال يجب عبور الإسفلت إلى الجبل.
ومن الشلالات الى « كوماليزيك» وهي قرية تاريخية اثرية تمثل عبق التاريخ التركي ويوجد بها مقاه شعبية واماكن لبيع الذكرات والهدايا مو نبع ماء يجري داخل ازقة القرية بعد ذوبان الثلوج في الجبل كل يوم.
وفي لقاء لـ «الراي» مع والي بورصة شهاب الدين هربرت قال كما تعلمون وبعد قمة السياحة العربية التركية التي تم عقدها في شهر ابريل الماضي في مدينة بورصة «المدينة الجميلة دائما وأبدا» بمشاركة رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان فقد قامت المنطقة العربية للسياحة باختيار مدينتنا كوجهة سياحية رئيسية لهذه السنة أيضا.
واضاف ونحن وكقيمين على مدينة بورصة فسنقوم هذه السنة باستضافة اخواننا العرب على أحسن وجه وسننفذ ابتداء من مملكة البحرين فعاليات ثقافية مختلفة وبشكل متبادل.
وأود أن أقول ان من الواجب علينا أن نقوم بتطوير الأخوة والشراكة الثقافية العربية التركية التي تقوت وتطورت مع تولي رجب طيب أردوغان لمنصب رئاسة الوزراء.
وشدد على ان من الأهم علينا أن نفهم بعضنا البعض وأن نتعرف على بعضنا البعض، لأننا نعيش في جغرافية ثقافية مشتركة ولأننا أمم ما زالت تلتف حول الأماني نفسها التي كانت تلتف حولها أمس فمن الواجب علينا أن نقوم بتوحيد قوتنا، والا سنكون قد خنا وأنكرنا النضال العظيم الذي قام به أبو أيوب الأنصاري الذي استشهد أثناء حصار اسطنبول قبل قرون ونضال سلمان الفارسي الذي جاء الى بورصة ليعرف بالطريق القويم ونضال بطل جيش الاسلام عبد الوهاب سنجاق تاري الذي استشهدعلى مشارف مدينة ازنيك ونضال الجنود السلاجقة الذين فتحوا أبواب الأناضول للاسلام والذين يمكن رؤية أحجار قبورهم على أسوار مدينة أزنيك ونضال السلاطنة العثمانيين الشجعان الذين حملوا راية الاسلام ونضال السلطان محمد الفاتح صاحب البشارة الشريفة وفاتح مدينة اسطنبول وجنوده ونضال السليمان القانوني والسلطان عبد الحميد.
واوضح ان مدينة بورصة التى كانت بالأمس شاهدة على روح النضال والايمان لدى ابن بطوطة وأوليا جلبي والكثير من السياح غيرهم،ما زالت تحمل آثار الثقافة التركية والاسلامية حتى اليوم وبشكل واضح. ان بورصة هي مدينة داود القيصر وأشرف أغلو رومي أمير سلطان ومولا فناري وهي المدينة التي تربت على مبدأ «الانسان الكامل» الذي قام الامام الغزالي بوضع حجر الأساس له. وقد كانت بورصة وحتى فتح اسطنبول العاصمة الأولى للعثمانيين.