د. وائل الحساوي / نسمات / المقاطعون هم أكبر جناة على الوطن!!

تصغير
تكبير
يوشك ان ينتهي دورنا كناخبين ونسلم الأمانة لمن سيمثلنا خلال أربع سنوات قد تكون من أصعب السنوات وأكثرها تحديا بالنسبة لنا، فإذا صدرت «قوانين الشفط» التي تشفط ميزانيتنا لتبددها على الأمور التافهة وتنفيع بعض الشرائح التي لا تستحق ذلك التنفيع، فيجب ألا نلوم إلا أنفسنا لأننا نحن من اختار النواب الذين يقومون بذلك الشفط، واذا تفاقمت الأزمات الخانقة التي تعصف بالبلد وتشل حركته، فيجب ألا نلوم إلا أنفسنا، واذا ما انتشرت سرقة المال العام والفساد الاداري، واذا ما تمادى الوزراء ومسؤولو الدولة في كسر القوانين وتقريب المحسوبين عليهم، واذا ما تعطلت المشاريع وبقيت حبرا على ورق فيجب ألا نلوم إلا أنفسنا لأننا نحن من أتى بمجلس لا يقوم بالمحاسبة.

أعلم بأن كثيرا من الناس قد اقنعوا أنفسهم بأن صوتهم لا جدوى من ورائه وان الأفضل هو المقاطعة لأن الاصلاح معدوم والشق واسع، ولسان حالهم يردد ما يقوله الشاعر: لو ان ألف بانٍ خلفهم هادم كفى

فكيف ببان خلفه ألف هادم؟

ان اليأس هو الغاية القصوى التي يحرص شياطين الانس لاقناعنا بها لكي يستمتعوا بالمناصب والأموال، والمفارقة الغريبة هي ان هؤلاء الشياطين وكل من يناصرهم لا يصيبهم اليأس بل يحرصون اشد الحرص على الوصول الى المجلس بينما الصالحون والخيرّون هم من يصيبهم اليأس ويتركون المجال لغيرهم!!

في تصوري ان كتلة المقاطعة في هذا المجلس هي اكبر من يجني على الوطن إما بسبب المكابرة والاصرار على ان ايصال مجلس افضل لا يكون إلا عن طريق افشال هذا المجلس، او بسبب الجهل المركّب الذي يجعلهم يغمضون اعينهم عن حقيقة ان هذا الكرسي ان لم يجلس عليه الصالحون المصلحون، فسيجلس عليه حتما الفاسدون المفسدون!!

ان الناخب لا يتكلف شيئا اذا ما فرّغ ساعة من وقته يوم الانتخاب ليدلي بورقة تعتبر شهادة له عند الله بأنه قد بذل جهده لإصلاح الخلل حيث حاول ايصال افضل المرشحين وبذلك يكون قد اعذر الى الله وادى الأمانة!!



لسنا بحاجة لكشف حقائقكم!

ما قصة كشف الحقائق التي تدور هذه الأيام في مخيمات المرشحين وندواتهم والحديث عن المؤامرة التي تحاك لهؤلاء المرشحين اذا كان الموضوع متعلقا بتحركات الداخلية لرصد شراء الاصوات والقبض على المشتبهين فما دخلنا نحن بموضوع بين المرشح وبين وزارة الداخلية؟! واذا كان الموضوع حول مؤامرات من مرشحين ضد مرشحين آخرين، فكذلك ما دخلنا نحن بتلك الحرب الصامتة التي لا نفهم عنها شيئا؟!

ان الناخبين بحاجة ماسة لمعرفة برامج المرشحين التي سيحكمون عليهم من خلالها وسيعطونهم اصواتهم، وتكاد الحملات الانتخابية ان تخلو من مثل تلك البرامج، بينما يكتفي كثير من المرشحين باللطم والنياحة والشكوى من تآمر الحكومة عليه، فمتى ينضج مرشحونا ليدركوا أن اوقات الناس ثمينة وانهم غير معنيين بشكاوى المرشحين وانما يريدون ان ينقذوا بلدهم من التردي الكبير في مدارك الفساد!!





د. وائل الحساوي

[email protected]
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي