| د. تركي العازمي |
بعد غد انتخابات مجلس الأمة... وقد تنتصر القاعدة الانتخابية ويفوز كل مرشح كفاءة لم تتلطخ يداه بالمال السياسي ويتصف بالنزاهة وحسن السيرة والسلوك وقد تأتي النتائج خلاف ذلك والعلم عند الله عز شأنه!
نحن في هذه الأجواء الرمضانية وبعد أن عرف الناخب والناخبة من هو المرشح المناسب، نود أن نذكرهم بقصة أيوب عليه السلام الذي أتاه الله سبعة من البنين ومثلهم من البنات واتاه الله المال والأصحاب وأراد الله أن يبتليه ليكون اختبارا له، فخسر تجارته ومات أولاده وبناته وأصيب بمرض شديد حتى أقعد ونفر منه الناس ورموه خارج مدينتهم ولم يبقَ معه إلا زوجته، واستمر معه المرض ثمانية عشر عاما وهو صابر ولا يشتكي، وعندما طلبت منه زوجته يوما أن يدعو الله ليفرج عنه قال: كم لبثنا بالرخاء؟ قالت: 80 سنة... قال: انني أستحي من الله لأني ما مكثت في بلائي المدة التي لبثتها في رخائي!
وعندما ضاقت الحال بزوجته ولم تجد بيتا تعمل فيه، باعت ظفيرتها وفي اليوم الثاني باعت ظفيرتها الأخرى ولما سألها زوجها من أين لك هذا؟ لم تجبه. ولما ألح عليها كشفت عن رأسها فنادى ربه كما جاء في القرآن «ربِّ إنِي قَدْ مَسَنِي الضُر وأَنتَ أَرْحَمَ الرَاحِمِينْ»، فقام صحيحا وعادت زوجته شابة وأنجبت له في قوله تعالى «وأتيناه أهله ومثلهم معه»!
وفي صبر ايوب درس لكل مؤمن... ونحن نبتلى ولا نصبر، وينعم الله علينا بالنعم ولا نشكر وإن أبدينا النصيحة خالصة لوجه الله «زعلوا أحبتنا» وأخذتهم العزة بالإثم!
وقبل ايام تحدثت عن مشتري الذمم وأغرب رد وصلني مفاده «هذا وأنت دكتور...!»، ولا علم لي بعلاقة درجة الدكتوراه التي حصلت عليها في رحلة امتدت إلى 4 أعوام بالنصيحة سوى إنها خرجت من واقع التجربة ومعرفتنا بأيديولوجيات السواد الأعظم وعندما يخرج لنا نواب دون المستوى و«يفشلون» يقولون «شلون نجحوا»...!
إنه حصاد ثقافتنا «العرجاء»... ثقافة أبي أنجح و «بس» سواء «بقيمة أو شيمة» وإن ضغطت على بعضهم قال « كلهم بهذه الحال»!
يا أخي أنت مساءل عن صوتك!... ويا أختاه أنت مؤتمنة على صوتك! ولا تتوقع أنك ستعيش إلى الأبد والموت يأتي في لحظة لا تستطيع معها العودة لحياة الرخاء و«الفسقة» وستلاقي حسابك أمام رب العباد فلا فرعي ولا صوت يشترى سينفعك ولا بشت تلتحف بنفوذه سيحميك!
ضع مخافة الله نصب عينيك... واحتسب الأجر في كل أمر يمس صحتك أو صحتك ذويك أو أحد محبيك!
خافوا الله فينا وخذوا من قصة ايوب عليه السلام العبر التي تدلكم على فعل الصواب ولا غير الصواب من باب أخلاقي صرف، وليعلم الجميع أن ما نمر به هو ابتلاء من المولى عز شأنه... والله المستعان!
Twitter : @Terki_ALazmi
[email protected]