نحو ألق ثقافي / سؤال في محله حول الجوائز التشجيعية

u062f. u0639u0644u064a u0627u0644u0639u0646u0632u064a
د. علي العنزي
تصغير
تكبير
| د. علي العنزي |

في تقديري دوماً... أن على المثقف العربي الحقيقي، ألا يشغل نفسه بالجوائز الأدبية، بقدر ما يكون هاجسه، أن يكون وسيلة معرفية** توسع أفق المتلقي، ووسيلة جمالية توقظ قابليات التذوق!

وتتضاعف المسؤولية، إذا لاحظنا، إن مهمة صقل الذوق، كفاعلية ملقاة على كاهل هذه النخبة المثقفة، ازدادت، في ضوء القيم (اللا) جمالية، التي ما انفك يعممها الإنتاج الفني السائد مسرحاً وتلفزيوناً.

الناقد فهد الهندال طرح أخيراً- من باب النصح- تساؤلاً هاما جدير بالاستحضار بشأن السبب في «... حجب أسماء أعضاء لجان تحكيم جوائز الدولة التشجيعية، والأعمال المرشحة، في حين أنه في أعرق الجوائز العالمية والإقليمية المماثلة، فإن أسماء أعضاء لجان تحكيم، تعلن من باب الشفافية والموضوعية وضمان الحيادية، ناهيك عن التغيير الدائم لأعضاء اللجان ذات الصلة».

تراوحت ردود أفعال المثقفين، تجاه هذا التساؤل، فهناك من اعتبره «سؤال في محله»، وهناك من «استغراب الصمت عن الموضوع»، على اعتبار أنه من الـ «صعب جداً أن يقدم [المرء]عملاً و لا يدري من قام بتقييمه»... وهكذا دواليك

كانت هناك ردود فعل غاية في الطرافة على الــ Facebook كالقول بأنه: «لازم يقولون لكم مستحين من الأسماء»، وشدعوة «تعودنا على الصراحة منهم يعني!» وقول أحدهم « يمكن يظنون إن عندهم مفاعلا نووي»، وآخر: « تبوق تخاف!»... وهلم جار

كذلك، لوحظ انتقد البعض، لمبدأ المبالغة في حجب الجائزة في فرع معين (الشعر مثلا) لسنوات طويلة، وأشير إلى أن «المجلس الوطني قائم (عرفيا) على سياسة الأمين العام ورغباته»، وبالتالي فإن المثقفين يناشدونه مباشرة، «كي لا تتم أمور المحسوبيات ومحاولات التأثير المباشرة، ولضمان الحيادية على الأقل حجب أسماء أعضاء اللجان لحين إعلان النتائج، ثم يماط اللثام عن أسماء المحكمين، بعد الانتهاء من مهمة التحكيم، وذلك بذكر أسماء المحكمين والأعمال المرشحة التي لم تفز ».

إن الهدف الرئيس من الجوائز، هو المساعدة في تحقيق المهمة المزدوجة للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب؛ في أن يكون فاعلاً ثقافياً في مجتمعه، ومندرجاً في حركة تنويرية عامة، وأن يساعد المبدع الكويتي في مهمة الإغناء المعرفي للمتلقي، وإثراء قدراته الجمالية... كأحد أبرز ملاذاته!

وإذا كان الإعلان عن أسماء أعضاء لجان التحكيم، هو مطلب المثقفين، الذين ينهل المجلس من ينابيع نتاجهم، فإنه من وجهة نظري مدعو للاستجابة لطلبهم الشفاف... وإمحاء الأمر الذي يريدون محوه، أقله ليثبت العكس وأننا «تعودنا على الصراحة منهم!»



* أستاذ النقد والأدب

@Dr_criticism
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي