أوساط ترى في مرونة «حزب الله» رسالة لاجتماع بروكسل وللتنصل من استدراج الخطر الأمني
أزمة الثقة المستحكمة بين الأطراف اللبنانية تستبعد استجابة «مستعجلة» لمعاودة الحوار


| بيروت - «الراي» |
تكتسب الأيام الطالعة طابعاً مهماً بالنسبة الى الوضع الداخلي في لبنان في ظل مجموعة تحركات سياسية ومواقف قيادية أُطلقت في الاونة الاخيرة يبدو هاجسها الاساسي خشية معظم القوى السياسية من تطورات الوضع الامني غير المأمونة الجانب.
واذا كانت الايام الاخيرة اتسمت بعودة بارزة للعزف على وتر الحوار السياسي من خلال الدعوة المتجددة الى الحوار التي أطلقها رئيس الجمهورية ميشال سليمان في الافطار الذي أقامه في قصر بعبدا منتصف الاسبوع الماضي ومن ثم من خلال الموقف الايجابي من الحوار الذي عبّر عنه الامين العام لـ «حزب الله » السيد حسن نصرالله الجمعة الماضي، فان التساؤلات باتت تدور حول ما اذا كان الامر سيسلك منحى عملياً ام انه لن يتجاوز مناسبات الافطارات خلال شهر رمضان.
وفي هذا السياق تؤكد جهات مواكبة للمشاورات السياسية الجارية على اكثر من مستوى لـ «الراي» ان ازمة الثقة المستحكمة بالازمة الداخلية اللبنانية لا تزال عاملاً اساسياً من عوامل استبعاد العودة الفورية الى طاولة الحوار الوطني في قصر بعبدا بدليل ان كلاً من الزعيمين المسيحيين الخصمين ميشال عون وسمير جعجع التقيا بصورة تلقائية ولو من منطلقين مختلفين على وصفٍ سلبي واحدٍ للحوار بانه بمثابة «تجريب المجرب الفاشل».
ومع ان احدا في فريقيْ 8 اذار و14 اذار لم يعلن معارضته لدعوة سليمان تحديداً، فان الفريق الثاني سارع الى التشكيك في حقيقة نيات السيد نصرالله وجدوى العودة الى الحوار ما دامت التجارب السابقة تثبت ان الحزب يخرج كل مرة على التفاهمات بل القرارات التي حصل عليها اتفاق وكان آخر هذه التجارب تورط الحزب في الصراع السوري ومخالفته موافقته على «اعلان بعبدا» لجهة تحييد لبنان عن الصراعات الخارجية. وهو تشكيك لا يقتصر على خصوم الحزب وحدهم بل يطاول فئات عدة اخرى رسمية وسياسية بدت بدورها في الايام الاخيرة ترسم علامات شكوك حول مغزى المرونة التي أبداها السيد نصرالله وتعزوها الى عاملين مرجحين هما:
اولا محاولة التأثير على الدول الاوروبية عشية اجتماع بروكسل اليوم الذي يفترض ان يبت قضية ادراج «حزب الله» في لائحة المنظمات الارهابية.
وثانياً محاولة التخفيف من مسؤولية الحزب في استدراج التفجيرات الى مناطق الضاحية الجنوبية والبقاع الاوسط والشمالي بسبب تورّطه في الصراع السوري.
وتبعاً لذلك تقول الجهات نفسها ان لا ارضية متماسكة يمكن البناء عليها بعد لعودة الحوار لان ايّ انعقاد لهذا الحوار سيشهد مساءلة حادة من جانب قوى 14 اذار للحزب الذي يرفض اي مساءلة، كما ان مسعى رئيس الجمهورية لاعادة تعويم اعلان بعبدا عملياً لن يكون مجدياً ما دام الحزب لا يزال متورطاً بالكامل في العمليات الميدانية في سورية. وقد ترددت معلومات عن تشييع اكثر من خمسة من عناصره الذين قتلوا في سورية في الايام الثلاثة الاخيرة.
ولذا تشير الجهات نفسها الى ان الجهد سيذهب اكثر في اتجاه محاولة دفع تشكيل الحكومة الجديدة كاختبار حقيقي لنيات القوى في احتواء الأخطار الامنية والاقتصادية والاجتماعية المتعاظمة في البلاد. وتشير في هذا السياق الى انه رغم تضاؤل الامكانات والاحتمالات للتوصل الى توافق على الحكومة الجديدة فان ثمة رهاناً ولو ضعيفاً عاد الى الواجهة حيال امكان ان تساهم المخاوف الامنية في تدوير زوايا الشروط السياسية واحداث حلحلة في عملية تشكيل الحكومة.
وقالت هذ الجهات ان ما قام به سليمان بالتوافق مع رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي بالطلب من الاتحاد الاوروبي عدم ادراج «حزب الله» على لائحة الارهاب طرَح تساؤلات عما اذا كان الحزب سيقابل هذه المبادرة بتسهيل عملية تشكيل الحكومة ام لا. كما انه في الجانب الاخر ثمة انتظار لطبيعة القرارات التي ستفضي اليها لقاءات جدة بين الرئيس سعد الحريري والوفد القيادي والاستشاري لتيار «المستقبل» برئاسة الرئيس فؤاد السنيورة الذي انتقل الى السعودية سواء بالنسبة الى الموقف من الحكومة او من الحوار او من مسائل اخرى حساسة كالتمديد لقائد الجيش العماد جان قهوجي.
وتعتقد الجهات نفسها ان الأسبوع الطالع سيتسم بأهمية خاصة لرسم وجهة التطورات السياسية المقبلة سواء نحو احداث ثغرة في جدار الازمة او في الاتجاه المعاكس الذي يُبقي الستاتيكو على حاله مع كل مضاعفاته السلبية والخطيرة.
ولا تخفي قلقاً يساور الجهات العاملة على تشكيل الحكومة من ان يؤدي قرار محتمل للاتحاد الاوروبي بادراج الحزب في لائحة الارهاب الى مزيد من تعقيد الازمة، وهو امر جرى تداوله بكثافة عشية اجتماع بروكسل، مع ان بعض المعنيين كان لا يزال يستبعد حصول اجماع اوروبي على هذا القرار لان دولاً عدة تخشى انعكاساته على الوضع اللبناني الشديد الهشاشة من جهة، كما على وضعية قوة «اليونيفيل» الدولية العاملة في جنوب لبنان.
تكتسب الأيام الطالعة طابعاً مهماً بالنسبة الى الوضع الداخلي في لبنان في ظل مجموعة تحركات سياسية ومواقف قيادية أُطلقت في الاونة الاخيرة يبدو هاجسها الاساسي خشية معظم القوى السياسية من تطورات الوضع الامني غير المأمونة الجانب.
واذا كانت الايام الاخيرة اتسمت بعودة بارزة للعزف على وتر الحوار السياسي من خلال الدعوة المتجددة الى الحوار التي أطلقها رئيس الجمهورية ميشال سليمان في الافطار الذي أقامه في قصر بعبدا منتصف الاسبوع الماضي ومن ثم من خلال الموقف الايجابي من الحوار الذي عبّر عنه الامين العام لـ «حزب الله » السيد حسن نصرالله الجمعة الماضي، فان التساؤلات باتت تدور حول ما اذا كان الامر سيسلك منحى عملياً ام انه لن يتجاوز مناسبات الافطارات خلال شهر رمضان.
وفي هذا السياق تؤكد جهات مواكبة للمشاورات السياسية الجارية على اكثر من مستوى لـ «الراي» ان ازمة الثقة المستحكمة بالازمة الداخلية اللبنانية لا تزال عاملاً اساسياً من عوامل استبعاد العودة الفورية الى طاولة الحوار الوطني في قصر بعبدا بدليل ان كلاً من الزعيمين المسيحيين الخصمين ميشال عون وسمير جعجع التقيا بصورة تلقائية ولو من منطلقين مختلفين على وصفٍ سلبي واحدٍ للحوار بانه بمثابة «تجريب المجرب الفاشل».
ومع ان احدا في فريقيْ 8 اذار و14 اذار لم يعلن معارضته لدعوة سليمان تحديداً، فان الفريق الثاني سارع الى التشكيك في حقيقة نيات السيد نصرالله وجدوى العودة الى الحوار ما دامت التجارب السابقة تثبت ان الحزب يخرج كل مرة على التفاهمات بل القرارات التي حصل عليها اتفاق وكان آخر هذه التجارب تورط الحزب في الصراع السوري ومخالفته موافقته على «اعلان بعبدا» لجهة تحييد لبنان عن الصراعات الخارجية. وهو تشكيك لا يقتصر على خصوم الحزب وحدهم بل يطاول فئات عدة اخرى رسمية وسياسية بدت بدورها في الايام الاخيرة ترسم علامات شكوك حول مغزى المرونة التي أبداها السيد نصرالله وتعزوها الى عاملين مرجحين هما:
اولا محاولة التأثير على الدول الاوروبية عشية اجتماع بروكسل اليوم الذي يفترض ان يبت قضية ادراج «حزب الله» في لائحة المنظمات الارهابية.
وثانياً محاولة التخفيف من مسؤولية الحزب في استدراج التفجيرات الى مناطق الضاحية الجنوبية والبقاع الاوسط والشمالي بسبب تورّطه في الصراع السوري.
وتبعاً لذلك تقول الجهات نفسها ان لا ارضية متماسكة يمكن البناء عليها بعد لعودة الحوار لان ايّ انعقاد لهذا الحوار سيشهد مساءلة حادة من جانب قوى 14 اذار للحزب الذي يرفض اي مساءلة، كما ان مسعى رئيس الجمهورية لاعادة تعويم اعلان بعبدا عملياً لن يكون مجدياً ما دام الحزب لا يزال متورطاً بالكامل في العمليات الميدانية في سورية. وقد ترددت معلومات عن تشييع اكثر من خمسة من عناصره الذين قتلوا في سورية في الايام الثلاثة الاخيرة.
ولذا تشير الجهات نفسها الى ان الجهد سيذهب اكثر في اتجاه محاولة دفع تشكيل الحكومة الجديدة كاختبار حقيقي لنيات القوى في احتواء الأخطار الامنية والاقتصادية والاجتماعية المتعاظمة في البلاد. وتشير في هذا السياق الى انه رغم تضاؤل الامكانات والاحتمالات للتوصل الى توافق على الحكومة الجديدة فان ثمة رهاناً ولو ضعيفاً عاد الى الواجهة حيال امكان ان تساهم المخاوف الامنية في تدوير زوايا الشروط السياسية واحداث حلحلة في عملية تشكيل الحكومة.
وقالت هذ الجهات ان ما قام به سليمان بالتوافق مع رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي بالطلب من الاتحاد الاوروبي عدم ادراج «حزب الله» على لائحة الارهاب طرَح تساؤلات عما اذا كان الحزب سيقابل هذه المبادرة بتسهيل عملية تشكيل الحكومة ام لا. كما انه في الجانب الاخر ثمة انتظار لطبيعة القرارات التي ستفضي اليها لقاءات جدة بين الرئيس سعد الحريري والوفد القيادي والاستشاري لتيار «المستقبل» برئاسة الرئيس فؤاد السنيورة الذي انتقل الى السعودية سواء بالنسبة الى الموقف من الحكومة او من الحوار او من مسائل اخرى حساسة كالتمديد لقائد الجيش العماد جان قهوجي.
وتعتقد الجهات نفسها ان الأسبوع الطالع سيتسم بأهمية خاصة لرسم وجهة التطورات السياسية المقبلة سواء نحو احداث ثغرة في جدار الازمة او في الاتجاه المعاكس الذي يُبقي الستاتيكو على حاله مع كل مضاعفاته السلبية والخطيرة.
ولا تخفي قلقاً يساور الجهات العاملة على تشكيل الحكومة من ان يؤدي قرار محتمل للاتحاد الاوروبي بادراج الحزب في لائحة الارهاب الى مزيد من تعقيد الازمة، وهو امر جرى تداوله بكثافة عشية اجتماع بروكسل، مع ان بعض المعنيين كان لا يزال يستبعد حصول اجماع اوروبي على هذا القرار لان دولاً عدة تخشى انعكاساته على الوضع اللبناني الشديد الهشاشة من جهة، كما على وضعية قوة «اليونيفيل» الدولية العاملة في جنوب لبنان.