أيام قليلة تفصلنا عن الانتخابات البرلمانية لمجلس الأمة 2013، الذي يوافق التاسع عشر من شهر رمضان المبارك، فبالرغم من أني ارى انه مجلس صوري لن يكون أفضل من سابقه المبطل، إلا انه مختلف نوعاً ما لوجود بعض الشخصيات المقبولة وشبه الفاعلة في الشارع الكويتي.
هذه الانتخابات التي جاءت بعد أن حصنت المحكمة الدستورية مرسوم الصوت الواحد المليء بالسلبيات والتي بدأت تطفو بشكل جلي من فرعيات وتشتت داخل القبيلة والطائفة الى شراء أصوات وتوزيع الهدايا وغيرها.
كثيرون غير متحمسين لهذا المجلس وغير متفاعلين مع انتخاباته التي تأتي في وقت حار جداً وتعب وصيام وقيام، بالرغم مما يبذل من جهود من قبل بعض المرشحين وصرف للأموال وعمل دعايات وممارسة جل انواع الكذب والدجل السياسي وتوزيع الوعود ودغدغة المشاعر. اعتقد ان من قرر المشاركة والتصويت في الانتخابات لأي سبب كان هو حر ويمارس حقه الدستوري ولا ننازعه في ذلك، ولكن لا بد أن يدرك أنه أمام مسؤولية كبيرة تحتم عليه اختيار الأفضل ومن غير المعقول ولا المقبول أن يجرح صيامه وينقص من أجر قيامه وزكاته في شهر الخير بسوء اختياره. فالخيار أمامك عزيزي الناخب، لا تختار من يشتري صوتك لبيع قضاياك ويتاجر في مشاكلك وهمومك، لا تمنح صوتك لمن يمزق النسيج الاجتماعي ويسعى للطائفية والقبلية، لا تساهم في وصول من صنفهم القضاء الكويتي بأنهم سيئو سمعة وقبيضة وفاسدون، لا تصوت لمن يريد أن يلغي منع الاختلاط ولمن يتاجر على آلامك بزيادة لبدل الإيجار والقرض الإسكاني وعلاوة الأولاد ولم يطبق اي منها على ارض الواقع، لاتكن عوناً لمن يسعى لزيادة أمواله ومناقصاته وتجارته على حسابك وحساب الوطن.
عزيزي الناخب، اختلفنا أو اتفقنا معك فالإحترام لا بد أن يكون متبادلا ونصيحتنا لك من باب احترامنا وتقديرنا لشخصك ورأيك، انت أمام مرحلة حاسمة ربما تختار من يشرع لهذا البلد سنوات مقبلة، فلا بد ان فكر بمستقبل ابنائك وتختار الأفضل والذي بوجهة نظري ليس شرطاً أن يكون وجهاً معروفاً فقد جربنا الكثير منهم واتضح فشلهم في العمل البرلماني، فهناك الكثير من الشباب المرشحين يحملون شهادات عالية وفكرا نيراً وبرنامجاً قابلا للتطبيق على ارض الواقع وربما يحملون حلاً للكثير من المشاكل العالقة.
اتمنى أن يأتي مجلس جيد وان يختار المشاركون أفضل المرشحين ويخلصونا من بعض المنافقين والراشين والفاسدين لأن البلد لايحتمل مزيداً من الفساد، فنحن اليوم نطالب بتحكيم العقل قبل القلب والتفكير بالمستقبل ووضع الكويت نصب الأعين والابتعاد عن الاختيار وفق الطائفة أو القبيلة أو العائلة، فالكويت تستحق الأفضل ولاشيء غير ذلك.
***
تغريدات :
1- التاريخ يسجل هذه اللحظات، ماذا ستقول للأجيال القادمة، هل ستقول شاركت ودعمت الفاسدين الذين خربوا البلد وكنت جسراً لوصولهم، فكر بمستقبلهم.
2- احترم المرشحين والناخبين بشخوصهم واختلف معهم في فكرهم، ولا يعني انتقاد الفعل او الاختلاف معه حقدا او كرها.
3- قبل أن تشارك في الانتخابات تذكر، صيامك وقيامك واجرك فيهم هل ستضيعه في التصويت لمن يفرق بين ابناء البلد الواحد ولمن يكذب ويشتري الاصوات.
مـسـفـر الـنـعـيـس
[email protected]@mesferalnais