د. وائل الحساوي / نسمات / شياطين الإنس لا يصفدها إلا الصَلّابة !

تصغير
تكبير
تساءل أحد المصلين: ان كان الله تعالى قد قام بتصفيد الشياطين في رمضان المبارك، فلماذا نشاهد هذه المخالفات العجيبة والاستهتار، بل والجرائم التي يرتكبها بعض الناس دون رادع من ضمير ولا دين؟!

والجواب هو ان الله تعالى صفد شياطين الجن ومردتهم، فلا يوسوسون للصائمين ولا يدفعونهم نحو المعاصي، ولكن شياطين الانس لا يوقفهم شيء بل يزدادون شراً في رمضان الكريم.

القصص التي نسعمها اليوم عن استشراء المال السياسي في الانتخابات البرلمانية قد اصبحت واقعاً سياسياً لا يماري فيه احد، وقد كنت احسن الظن بأن الذي يشتري صوت الناخب او الذي يرشي المرشح في الانتخابات سيجد نفسه في ورطة في رمضان حيث لا يستطيع مباشرة الرشوة وهو صائم، لكن يبدو بأن ذمم الناس اوسع من ان تقف عند دفع رشوة في رمضان، ومن يدري فقد يكون الراشي والمرتشي لديهما فتوى تجيز مثل ذلك تحت باب المصلحة الوطنية العليا او تحت باب «الضرورات تبيح المحظورات»!!

سبق وان ذكرت لكم قصة «الصَلّابة» التي قصها عليّ والدي - رحمه الله - وتحكي قصة وافد ذهب الى ساحة الصفاة حيث عُلق عليها ألواح من خشب تستخدم لربط المجرمين وأخذ يقبلها بحرارة، فسأله الناس عن سبب تقبيله لتلك الخشبة، فأجابهم بأنه قد جاء من بلاده لممارسة السرقة بعد ان اخبروه بأن الكويت فيها كنوز كثيرة يمكنه سرقتها من دون حساب، وعندما مر على هذه الصلابة وجد فيها رجلاً مصلوباً فسأل عن جريمته فقالوا له بأنه قد سرق اخشاباً من السيف، فقال في نفسه: ان كان هذا الرجل لقي هذا الجزاء بسبب سرقة خشب فماذا سيفعلون بي ان قبضوا عليّ وانا اسرق؟!

ثم اردف الرجل بأنه منذ هذه اللحظة تاب وأقلع عن السرقة ورزقه الله بخير كثير!!

مرشح Expired

الله يعين المرشحين لهذا المجلس فقد تم زجهم في انتخابات غير عادلة، فلم يبق لديهم الا اقل من عشرة ايام قبل ان يتوجه الناخبون الى صناديق الاقتراع، اما المخضرمون من المرشحين والذين سبق لهم الترشيح او الفوز فإنهم لا يتطلبون جهداً كبيراً لابراز انفسهم امام الناخبين واما اصحاب الاموال الكثيرة فهم كذلك في مأمن من الخوف من الفشل، لكن المشكلة تكمن في المرشحين الجدد الذين لا يعرفهم «غالبية» الناس، كما انهم لا يملكون من المال ما يكفي لنشر الاعلانات الكثيرة في الصحف او لدفعها للقنوات الفضائية من اجل ابرازهم امام الناس، والأهم هو انهم لم يمهلوا فترة كافية للمرور على الدواوين والتعرف على الناس وقضية تكافؤ فرص المرشحين لا تكمن الا في البرنامج التعريفي الذي يتيحه لهم تلفزيون الكويت مرة واحدة لمدة ثلاث دقائق، فهل يجوز هذا التنافس - غير الشريف - بين المرشحين؟!

انا اعلم بأن هنالك كفاءات كبيرة من الشباب الكويتي بامكانها الدخول الى المجلس لتجديد الدماء وتطوير العمل، لكن في ظل هذا التهميش شبه المتعمد فإننا نقضي على فرصهم لابراز انفسهم، وبالتالي فان الناخب يجد نفسه مضطراً للاختيار من بين الوجوه المألوفة لديه، وكثير من هؤلاء وللاسف قد انتهت صلاحيتهم مثل الاطعمة الفاسدة والواجب هو ان يكتب على كثير منهم «Expired».



د. وائل الحساوي

[email protected]

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي