عطف الخبر / أعمدة الملاحم

تصغير
تكبير
| فاضل الزباد |

من دون شك موارب وفي أي حقبة ملحمية، تشاء الفرص أن يبرز قائد تتنفس به الأمصار الصعداء فتدين له رقاب الجيوش** والامبراطوريات وكأن جبهته أجدى أن تعلو بها الرايات، هؤلاء هم القادة، وشاح المعارك الذين يستعملون صولتهم بالثبات فتهتز من تحت أرجلهم الأرض، يحتضنون من خلالها أتباعهم مؤصلين فيهم مواقف العزيمة، يستوحونها من الحكمة والخبرة وامتزاج الدراية.

لكل قائد إمكانات تأثيرها مرتبط بسلوك التقدير الموقفي، أولئك القادة يفيضون على مرؤوسيهم أهمية قصوى من الرعاية لأنهم اقتنعوا أنّ بواسطتهم تتم الانتصارات وتنساق الفرص نحو عناصر قوتها، وعندما يوجه القائد ويطرح أفكاره إنما تزدهر فيه ملكات غير مطروقة تكاد تكون خافية حتى على أصحابها لأن إلهامها ينطلق من بوادر الوعي واللاوعي فلا ترتبط بفئة عمرية ولا بقوة جسمية، ملتحقة بالقائد منذ أن يولد إلى أن يكبر.

صفات القائد تعيش التميز بكامل صوره لأنها مرتبطة بالطموح وسداد الرأي كما تتحلى باتخاذ القرار ومسؤولية الاقتدار التي تزين مالكها بالقدوة ورغم الاختلاف في نظريات القيادة في تفسير مثالية القائد إلاّ أنها تتفق بالتطلع والرؤية والخاصية التي يملكها البعض ولا يملكها البعض الآخر لكونها تهدي صاحبها قدرة التحفيز ودون أي إكراه، فشخصية مثل تلك مثيرة للإلهام والدافعية والسيطرة على الموقف، شيء ما يحرك إنسانا ما على الجرأة والتأثير وإبداء الأفكار. هذه الخلاصات ليست وهمية ولا هي خارج نطاق الطبيعة بل هي تجارب محفورة على حجر بارز فوق صلادة الشموخ والحزم وانتزاع الفرص طالما تمازجت الملاحم بثقة النفس واقترنت الشجاعة بصبر ساعة.

ويبقى القائد يبرهن أنه فذ بقدر اقتناعه بأهمية حشد القوى والسير بالاتجاه الصحيح نحو أداء يحقق أهداف التكليف قبل أغراض التشريف.

لذا فإن مفهوم الكفاءة ليس منقطعاً ولا يستنفر الغرابة لأنه يولد دائماً على فطرة الإقدام ومن سلالة العلاقات المجدية، فالجدارة بسطةٌ تختار هي أسلوب تحركها نحو تفريز أدوارها بكل القيم والأخلاقيات،

فالقادة هم أعمدة الملاحم بلا منازع، يستوي صيتهم رمزاً سخياً للسجايا والبقاء.



* شاعر وكاتب

- قراءة من كتابي مزن الكلمات

[email protected]

Twitter: @hiwaralfikr
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي