مسلمون... ولكن على الهامش !

سورينام... مسلموها كثرة لكنهم كغثاء السيل !

u0645u0633u062cu062f u0641u064a u0633u0648u0631u064au0646u0627u0645
مسجد في سورينام
تصغير
تكبير
أذن الله تعالى وشاء للدين الإسلامي العظيم أن ينتشر في شتى أرجاء المعمورة، ففي كل بقعة من بقاع الأرض يوجد الإسلام ويوجد** أتباع له... كثير كانوا أم قليل... لكن ليس في كل مكان يقام الإسلام... أو ينعم أتباعه بحياة آمنة مستقرة... أو حتى يسلموا من الأذى والجهل...

ففي أماكن كثيرة من الأرض يوجد مسلمون، ولكنهم يعيشون على الهامش...! ما بين جهل بالدين وعدم معرفة بأصوله وتعاليمه... وقلة امكانات في جميع الوجوه اللازمة لإقامة الدين... فلا تعليم ولا دعوة ولا مؤسسات دينية ترعاهم.

وما بين من يضطهد في دينه ويتعرض إلى الإبادة والتطهير العرقي والتهجير، يتعرضون لكافة صنوف الإذلال في دينهم وأنفسهم، ويمنعون من أداء شعائرهم وعباداتهم... كل ذلك في محاولة للقضاء على الإسلام... لكن هيهات هيهات... هؤلاء المسلمون يحتاجون منا إلى الكثير والكثير من الدعم المادي والمعنوي حتى يثبتوا على دينهم... وقبل ذلك يجب أن نتعرف عليهم... وهذه نماذج لمسلمين يعيشون على الهامش.



المعد

 

لربما يتعجب كثير من المسلمين إن لم يكن جميعهم من وجود دولة اسمها «سورينام» فضلاً عن أن يكون بها مسلمون وهكذا تكون نكبة المسلمين المنسيين من قبل إخوانهم.

أين تقع سورينام؟

تقع دولة سورينام شمال قارة أميركا الجنوبية على ساحل المحيط الأطلنطي تحدها من الشرق غويانا الفرنسية، من الغرب غويانا الأسبانية ومن الجنوب البرازيل ومن الشمال المحيط الأطلنطي.

وتبلغ مساحتها 163.265 كيلو متراً مربعاً وعاصمتها مدينة «باراماريو»، عرفها الأسبان سنة 898هـ أي بعد سقوط الأندلس بعام واحد، وادعوا ملكيتها لأن من سياستهم تملك أي أرض ينزلون بها وادعاء أنها أرض نصرانية، وقد نازعهم الإنجليز والهولنديون فيها حتى تمكن الهولنديون منها سنة 1078هـ بعد أن احتلها الإنجليز عدة مرات، وقد حصلت سورينام على استقلالها الداخلي سنة 1374هـ ثم شكلت مع هولندا اتحاداً إضافة لجزر الأنتيل الهولندية.



المسلمون في سورينام:

جلب الهولنديون الرقيق من أفريقيا لتعمير البلاد ونتيجة لسياسة الاستعباد والظلم ثار الأفارقة بقيادة أحد المسلمين والتجأوا إلى الغابات وبدأوا بصراع مع الهولنديين الذين أرغموا تحت قوة وصلابة المقاومة للتفاوض مع المسلمين الأفارقة الذين عرفوا باسم «جيوكا» أي زنوج الغابة وذلك سنة 1172هـ، وعندما هدأت الثورة بدأ الهولنديون في استقطاب العمال من مستعمراتهم في الهند والصين وإندونيسيا ثم هاجر إلى البلاد بعض الشوام وزاد حجم المسلمين بالبلاد. تبلغ نسبة المسلمين من إجمالي السكان - لا تتعجبوا من الرقم- 40 في المئة من إجمالي السكان وهي نسبة كبيرة جداً بالنسبة لكونهم أقلية وترجع أسباب زيادة نسبة المسلمين لعدة أسباب منها:

1 - إقبال أعداد جديدة كل سنة على الدخول في الإسلام.

2 - هجرة جماعات من السكان من البلاد وغالباً ما تكون هذه الجماعات غير مسلمة.

3 - زيادة نسبة المواليد عند المسلمين عن غيرهم.

وبذلك تكون سورينام أعلى البلدان الأجنبية نسبة في المسلمين وربما تصبح بعد قليل من جملة أمصار العالم الإسلامي وتنضم لمنظمة المؤتمر الإسلامي.



أوضاع مسلمي سورينام:

يعد الأفارقة الذين جلبوا كرقيق هم أول المسلمين وصولاً إلى سورينام غير أن الظلم وتفكك الأسرة والجهل والأشغال الشاقة ونشأة الأجيال في مجتمع بعيد عن الإسلام كل تلك العوامل جعلت هؤلاء المسلمين ينقرضون ويذوبون في المجتمع حتى جاء العمال من أندونيسيا وكانوا كلهم من المسلمين ثم جاء عمال من الهند كان أغلبهم مسلمين وكان مجيء المسلمين للبلاد فاتحة خير عليها فعاد الإسلام للظهور وأقيمت المساجد ورفع الآذان وأقيمت الشعائر بحرية مما جعل كثير من الأفارقة يعودون إلى الإسلام مرة أخرى.

وأسس المسلمون الهنود جمعية لهم باسم جمعية المسلمين السورينامية «أهل السنة والجماعة على المذهب الحنفي» سنة 1375هـ عقب الاستقلال مباشرة وبنوا عدة مساجد وجوامع كبيرة وشيدوا عدة مدارس ابتدائية وثانوية ولهم منظمة جامعة العلماء التي تضم أئمة المساجد ويصدرون مجلة الإسلام باللغة الهندية ويعتبر الهنود أكثر المسلمين نشاطاً في مجال الدعوة والعمل الإسلامي.

وفي المقابل أسس أهل جاوة الأندونيسيون الاتحاد الإسلامي السورينامي على المذهب الشافعي وهذا الأمر يعتبر في حد ذاته أكبر عائق يواجه المسلمون هناك حيث أن مشكلة التعصب والمذهبية تعيق كثيراً من جهود الدعوة وإنشاء أمثال تلك الجمعيات على أساس مذهبي يولد العصبية والفرقة والخلاف ولربما النزاع..

ويجد المسلمون عقبة أخرى كؤودا في طريقهم وهم القاديانيون الضالون الذين يقدر تعدادهم بعشرة آلاف وهم إضافة لبدعتهم الكفرية ودينهم الباطل وقفوا حائلاً دون توحيد المسلمين وذلك عندما تشكلت جمعية سورينام الإسلامية سنة 1367هـ وكانت تهدف للقضاء على التعصب المذهبي بين الأحناف والشافعية غير أن القاديانيين قد تسللوا إلى هذه الجمعية وبدؤوا بالدس والتآمر حتى فشلت تلك الجمعية وفشل معها مشروع الوحدة التي تمثل أكبر مشكلة يتعرض لها المسلمون بتلك البلاد النائية.

فعلى الرغم من كثرة عدد المسلمين ولكن للأسف الشديد غثاء كغثاء السيل متخاذلين متقاتلين فيما بينهم كل طائفة تدعي بأنها هي التي تمثل الإسلام الصحيح، وما سواها هو الضلال المبين..!! فهناك جمعيات إسلامية هندية، وجمعيات باكستانية، وجمعيات عربية، وجمعيات إفريقية، وجمعيات سورينامية..كل جمعية تحاول المحافظة على عاداتها وتقاليدها ولغتها، بالإضافة إلى ارتباطها العضوي بوطنها الأصلي، وهذا ينعكس سلبا في كثير من الجوانب وأهمها التعليم الإسلامي الموحد ؛ فتجد الجالية الهندية المسلمة تتكلم اغلبها بالأردية، كما تجد الكثير من المسلمين يتكلمون لغة «تاكي تاكي» وهي خليط من اللغة الهولندية والإسبانية والإنجليزية.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي