سلطان حمود المتروك / حروف باسمة / إقبال وذكرى

تصغير
تكبير
| سلطان حمود المتروك |

شهر كريم نفحاته طيبة والاقبال فيه على عمل الصالحات لكسب الخير والثواب مفعم بالأمل والعمل إلى آفاق طيبة.

فما أجمل أن يشمّر المسلمون في هذا الشهر الكريم عن سواعد الجد من أجل التفكر والتدبر في هذا الشهر الكريم فإنه خير مجال للتفكير وأحسن مضمار للتدبر فما أجمل أن تكون أعمالنا جميعها خالصة لوجه الله وفكرنا خالصاً لوجهه الكريم نريد منه الاصلاح ونهدف من خلاله إلى التنمية والعمل الطيب والاقبال إلى ما ينفع الأمة ويرتقي بها.

وما أجمل أن نتدبر في آيات القرآن الكريم إذا تلوناه في أيام هذا الشهر الفضيل ولياليه، فإذا أتينا على هذه الآية المباركة من سورة المائدة «لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى ذلك بأن منهم قسيسين ورهباناً وانهم لا يستكبرون» صدق الله العظيم.

ما أجمل أن نتعرف على أعدائنا الحقيقيين ولا نجعل من أنفسنا لأنفسنا أعداءً فينبذ بعضنا بعضاً ويلعن بعضنا بعضاً ويريق بعضنا دم بعض ونترك من يتربص بنا الدوائر ويحيك لنا المؤامرات ويخطط من أجل فرقتنا وتأخرنا وتقهقرنا.

فلنجعل من هذا الشهر الكريم فرصة للتدبر والنظر في توحيد القلوب وتجمع الأفكار وتشابك الأيادي من أجل نهضة الأمة ونحن في هذه الديرة الحبيبة سنقبل في السابع والعشرين من الشهر الجاري على عملية الاقتراع لاختيار نواب الأمة، لنفكر في هذا الوطن ونجعل مصلحته هي الغاية الكبرى والهدف الأسمى ليفكر من يلوح في أفقه التشاوريات والفرعيات والمال السياسي بأن هذه الديرة تحتاج إلى أناس مخلصين والاخلاص لا يكون

إلا بالأكفاء الذين يجعلون الوطن هو

الأمل في جميع خطواتهم وأفكارهم وتطلعاتهم، فلنقبل مع نفحات شهر رمضان المبارك على صناديق الاقتراع ونحن تعمرنا غمرة الخير نحو اختيار الأكفأ واقتناص الأحسن لاننا باختيارنانختار الخطة الشاملة والمتكاملة التي تعمل على ازدهار الأمة وتقدمها.

عزيزي القارئ... وأما الذكريات في هذا الشهر الفضيل فهي كثيرة ولعل ذكرى القريش التي تسبق حلول الشهر الفضيل حيث حلت في هذا العام حيث أدركها الذين فعلوها في الثلاثين من شهر شعبان لأنها تكون في الشهر الوافي وليس في الشهر الهافي ويقول أهل هذه الديرة الحبيبة في هذه الذكرى:

اليوم القريش وباجر نطوي الكريش...

فطوراً طيباً وسحوراً هنيئاً لجميع الصائمين وليكن الغذاء هو وسيلتنا نحو الجد والعمل وليس هو الغاية. فنحن نأكل لنعيش ولا نعيش لنأكل.

وصدق الأديب عبدالله سنان يرحمه الله:

أخي أقبل القوم في رقصةٍ

إذا اكتشفوا في الجفان الجدى

نزلنا عليها بلارحمةٍ

فصارت هباءً وصارت سدى

أخي أين طاسة الزبدتين

لنشفي الغليل ونجلي الصدى

ففتش على قهوةٍ طعمةٍ مهيلةٍ

تنعش الأكبدى

فإن مات منا شهيد بها

فقل ذاك بالتخمة استشهدى
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي