قطوف رمضانية / آداب الصيام

تصغير
تكبير
الأدب عنوان فلاح المرء، ومناط سعادته في الدنيا والآخرة، وأكمل الأدب وأعظمه هو الأدب مع الله جل وعلا بتعظيم أمره ونهيه والقيام بحقه، ولذا فان لكل عبادة أدب، فالصلاة لها أدب، والحج له أدب، والصوم كذلك له آداب عظيمة لا يتم الا بها، ولا يكمل الا بأدائها.
وآداب الصيام منها ما هو واجب يلزم العبد ان يحافظ عليها ويلتزم بها، ومنها ما هو مستحب يزداد العبد بفعله أجرا وثوابا.
فمن الآداب الواجبة: ان يقوم الصائم بما أوجب الله عليه من العبادات القولية والفعلية، ومن أهمها الصلاة المفروضة، التي هي أحد أركان الاسلام بعد الشهادتين، فيجب على الصائم المحافظة عليها، والقيام بأركانها وشروطها، وأدائها مع جماعة المسلمين، وكل ذلك من التقوى التي شرع الصيام من أجلها.
ومن الآداب الواجبة: ان يجتنب الصائم جميع ما حرم الله عليه من الأقوال والأفعال، فيحفظ لسانه عن الكذب والغيبة والنميمة والسب والشتم وفحش القول، ويحفظ بصره عن النظر الى المحرمات، ويحفظ أذنه عن الاستماع للحرام، ويحفظ بطنه عن كل مكسب خبيث محرم.
وليس من العقل والحكمة ان يتقرب العبد الى ربه بترك المباح كالطعام والشراب، ولا يتقرب اليه بترك ما حرم عليه في كل حال، ولهذا يقول - صلى الله عليه وسلم- كما في الصحيح: (من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في ان يدع طعامه وشرابه).
وأمر الصائم بحفظ لسانه عن اللغو وفحش القول والجهل على الناس حتى وان تعرض للأذى من غيره، يقول - صلى الله عليه وسلم: (الصيام جنة واذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب، فان سابه أحد أو قاتله فليقل اني امرؤ صائم...) رواه البخاري ومسلم.
وأما الآداب المستحبة فمنها: السحور وهو الأكل آخر الليل، وسمي بذلك لانه يقع في وقت السحر، وقد أمر به - صلى الله عليه وسلم- فقال: (تسحروا فان في السحور بركة). متفق عليه، وهو الفاصل بين صيامنا وصيام أهل الكتاب، والسنة تأخيره، ويتحقق السحور ولو بشربة ماء.
ومن الآداب المستحبة: تعجيل الفطر، قال - صلى الله عليه وسلم-: (لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر). متفق عليه.
ومن آداب الصيام المستحبة: كثرة قراءة القرآن والذكر والدعاء والصدقة، والاستكثار من انواع الخير والعمل الصالح.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي