حوراء حسين البناي / التعليم الإلكتروني


يعتقد البعض أن التعليم الإلكتروني يمكن أن يكون بديلا عن التعليم التقليدي في المدارس، ومما لا شك فيه أن هذا الاعتقاد ليس صحيحا، ذلك أن التعليم الإلكتروني لا يعني إلغاء دور المعلم، بل على العكس فإن دوره سوف يكون أكثر أهمية وصعوبة، فهو شخص مبدع ذو كفاءة عالية تمكنه من إدارة العملية التعليمية باقتدار، وهو يعمل على الاستفادة من التقنية لتحقيق الطموح نحو التقدم، فلهذا نجد أن مهنة التعليم أصبحت مزيجا من مهام القائد ومدير المشروع البحثي والناقد والموجه.
ولا يحتاج المعلمون إلى التدريب الرسمي فحسب، بل أيضا إلى التدريب المستمر من زملائهم لمساعدتهم في تعلم أفضل الطرق لتحقيق التكامل بين التكنولوجيا والتعليم. ولكي تتحقق أهمية دور المعلم في توجيه طلابه الوجهة الصحيحة للاستفادة القصوى من التكنولوجيا، يجب عليه تحويل غرفة الصف من مكان يتم فيه انتقال المعلومات بشكل ثابت، وفي اتجاه واحد من المعلم إلى الطالب، إلى بيئة تعلم تمتاز بالدينامية، وتتمحور حول الطلبة، حيث يقوم الطلبة بالتعلم مع رفقائهم على شكل مجموعات في صفوفهم، وكذلك مع صفوف أخرى حول العالم عبر شبكة الإنترنت، ويجب عليه أن يطور فهما عمليا حول صفات الطلاب المتعلمين واحتياجاتهم، وكذلك فهما عمليا لتكنولوجيا التعليم، مع استمرار تركيزه على الدور التعليمي الشخصي له، وأيضا عليه أن يتبع مهارات تدريسية تأخذ الاحتياجات والتوقعات المتنوعة والمتباينة بعين الاعتبار، وأن يعمل بكفاءته مرشدا وموجها حاذقا لمحتوى التعليم، ومما لا شك فيه أن دور المعلم سوف يبقى للأبد وسوف يصبح أكثر صعوبة من السابق، فالتعليم الإلكتروني لا يعني تصفح الإنترنت بطريقة مفتوحة، ولكن بطرق محددة وموجهة لاستخدام المعلومات، وهذا يعتبر من أهم أدوار المعلم.
حوراء حسين البناي
طالبة في كلية التربية الأساسية