حوار / الرئيس الروماني لـ «الراي»: ودعنا عصر الانغلاق... بالحريات «الأربع»






أكد الرئيس الروماني ترايان باسيسكو في حوار خاص مع «الراي» ان الهدف الرئيسي من زيارته للكويت هو تقوية وتعزيزالعلاقات السياسية بين البلدين الصديقين ما يسهم بالتبعية في اعادة اطلاق التعاون الاقتصادي بينهما الى الطموح الذي يتلاءم مع عمق العلاقات التاريخية بين الشعبين الكويتي والروماني والذي يمتد الى اكثر من 45 عاما ، وعبر الرئيس الروماني عن سعادته لتطور حركة التجارة الثنائية بينهما والتي شهدت نموا بلغت نسبته 65 في المئة خلال الشهرين الاولين من العام الحالي .
واوضح الرئيس باسيسكو انه اجرى مع سمو امير الكويت الشيخ صباح الاحمد مباحثات طيبة وجيدة جدا ، وهو نفس الانطباع عن لقاءاته مع سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد الاحمد ومع رئيس غرفة التجارة والصناعة علي ثنيان الغانم و مدير الهيئة العامة للاستثمار .
واعلن الرئيس الروماني ترحيبه بالمستثمرين الكويتيين مؤكدا ان اسواق وموارد رومانيا البشرية قادرة على ان تتكامل مع الخبرات الكويتية في مجال الشوؤن الاقتصادية العالمية. مشددا على ان التطورات الاخيرة التي شهدها المناخ الاقتصادي والاستثماري في وطنه هي تتطورات ايجابية وتشكل اساسا سليما وقويا من الممكن ان يكون ركيزة لتدعيم التعاون بين الكويت ورومانيا
وقال ان رومانيا تعكف حاليا على دراسة اطلاق حملة تهدف الى اجتذاب السياح العرب من دول الخليج لان بلاده تشكل ارضية سياحية رائعة لما تزخر به من مقومات تاريخية وطبيعية عن مختلف دول اوروبا ، ونعمل حاليا على إزالة اى معوقات بيروقراطية تتسبب في اعاقة تدفق السياحة الخليجية وفي هذا الخصوص اقررنا تسهيلات جديدة لاصدار التاشيرات لمواطني مجلس التعاون تحديدا .
واكد مجددا بان القوانين في رومانيا توفر المساواة في التعامل مع جميع المستثمرين بغض النظر عن جنسياتهم والفرص التي تقدمها رومانيا هي فرص متساوية لان تشريعات الاستثمار فيها تقوم على اساس عدم التمييز ، وان رومانيا لم تحصل على عضويتها في الاتحاد الاوروبي الا بعد ان حققت شروط 4 حريات.
وبين الرئيس الروماني بانه اعلن لدى تقلده منصب الرئاسة في بلاده عددا من الالولويات وكان على راسها تفعيل علاقات رومانيا التقليدية مع الدول العربية وقد حرصت رومانيا العائدة الي الديموقراطية في العام 1989 الى تأييد ودعم التحول الديموقراطي في جميع ارجاء العالم بصفة عامة ودول الشرق الاوسط بصفة خاصة لكونها تواجه تحديات كبيرة وكثيرة علاجها الوحيد الحوار السلمي والمفاوضات والتخلي عن الانتقام، ويجب ان نعمل جميعا على جلب السلام لهذه المنطقة.
ونوه الرئيس الروماني بانه يرى ان الجهد العسكري في العراق ليس كافيا وانه يتعين على دول التحالف ودول الاتحاد الاوروبي والمؤسسات المالية العالمية ان تسهم مجتمعة في تمويل عملية تطوير المؤسسات العراقية ودفع عجلة التنمية فيها لان الاخفاق في ذلك يعني الفشل في تحقيق استقرار المنطقة ككل .
واوضح الرئيس الروماني بان كل دولة لها الحق في ان تطور برنامجا نوويا سلمياً لكن يجب ان تراعي القواعد التي تنظم امتلاك هذه الطاقة ومنها ايران .
وفي ما يلي تفاصيل الحوار:
• أخيراً فخامتكم في الكويت! ففي البداية كان مقرراً لكم ان تزوروا الكويت في فبراير 2007، لكن الزيارة تأجلت إلى نوفمبر 2007، ثم إلى مايو 2008، فما الأسباب التي كانت وراء ذلك التأجيل المتكرر؟
- لدى تقلدي منصب الرئاسة في العام 2005، أعلنت عددا من اولويات رومانيا في مجال السياسة الخارجية، وهي الأولويات التي كان على رأسها اعادة تفعيل علاقاتنا التقليدية مع الدول العربية. وفي الواقع فإن زيارتي الحالية إلى دولتكم كان ينبغي لها ان تتم في العام الفائت، لكن اتفقنا على اعادة جدولتها إلى مايو 2008 بسبب احداث غير متوقعة واجهها الجانبان خلال العام 2007.
• الكويت ورومانيا تربطهما علاقات قوية منذ 50 سنة. لكن تلك العلاقات لم تتم ترجمتها إلى الآن إلى علاقات اقتصادية بالقوة نفسها. كيف تفسرون هذا الأمر وكيف تعتزمون معالجته خلال زيارتكم الحالية للكويت؟
- ان الهدف الرئيسي من وراء زيارتي إلى الكويت هو تقوية وتعزيز علاقاتنا السياسية بما يسهم بالتبعية في اعادة اطلاق التعاون الاقتصادي الثنائي بين الدولتين. وفي هذا الخصوص، فإننا نتمنى ان نتمكن (خلال زيارتنا) عبر الجهود المشتركة من تحديد الطرق الانسب لتحقيق مزيد من التطور والتنوع في حركة التجارة الثنائية ولخلق فرص جديدة أمام المستثمرين الكويتيين والرومانيين على حد سواء. وللعلم فإن أول شهرين فقط من العام 2008 شهدا نموا بنسبة 65 في المئة في حجم التجارة الثنائية بين دولتينا.
إن رومانيا على استعداد تام للترحيب بمستثمرين من دولتكم، حيث ان امكانات اسواقنا ومواردنا البشرية قادرة على ان تتكامل مع خبرتكم في مجال الشؤون الاقتصادية العالمية. والواقع ان مسألة تسهيل الوصول إلى الاسواق الرومانية ومسألة التعاون في مجال مشروعات التنمية في الكويت ليستا سوى جانبين من جوانب كثيرة نود ان نتناقش بشأنها مع شركاء من دولتكم.
• فخامة الرئيس، زيارتكم الحالية للكويت تأتي في وقت بلغ فيه عمر العلاقات بين الدولتين 50 عاماً، فما هو تقييمكم لتلك العلاقة على المستويين السياسي والاقتصادي؟ وهل من الممكن ان تعطونا فكرة عن بنود جدول الأعمال خلال الزيارة؟
- ان علاقاتنا الثنائية تعود إلى أكثر من 45 سنة، وهو الأمر الذي نجمت عنه علاقاتنا الديبلوماسية الممتازة وسمح لنا بأن نؤسس لتطوير علاقات اقتصادية جيدة. وعلاوة على ذلك، فإن الأحداث المأساوية التي شهدها العام 1990 عندما تعرضت دولة الكويت إلى الغزو (العراقي) تصادفت مع تولي رومانيا آنذاك لرئاسة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.
فالواقع ان شهر أغسطس من العام 1990 منحنا فرصة ممتازة كي نقوم، من خلال رئاستنا آنذاك لمجلس الأمن، بتقديم الدعم الكامل للقرارات التي كانت ضرورية وحاسمة بالنسبة إلى تحرير دولة الكويت، وعلاوة على ذلك، فإن الفترة التي اعقبت احداث العام 1990 وحتى يومنا هذا قد شهدت مزيداً من القوة والتماسك في العلاقات السياسية بين الكويت ورومانيا.
وأنني هنا اليوم كي اخطو خطوة جديدة نحو تعزيز علاقاتنا السياسية الثنائية وكي اتعاون مع السلطات الكويتية في الوقت ذاته من أجل اعطاء قوة دافعة جديدة لعلاقاتنا الاقتصادية، ولقد اجتمعت مع سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح وأجريت معه مناقشات طيبة جيدة جداً، وسأقوم أيضاً باجراء محادثات مع رئيس الوزراء الشيخ ناصر المحمد الأحمد الجابر الصباح ومع رئيس غرفة تجارة وصناعة الكويت بالإضافة إلى مدير الهيئة العامة للاستثمار.
وبكل اخلاص، فإنني أؤمن بأن هذه الزيارة ستسهم في تطوير العلاقات الثنائية بين دولتينا في ما يتعلق بالحوار السياسي المتبادل والتعاون الاقتصادي. وأود ان اؤكد هنا على اهمية البعد الاقتصادي لتعاوننا الاقتصادي الثنائي لاسيما اذا اخذنا في الاعتبار انه لم يتم حتى الآن التوصل إلى تطوير كامل للطاقات التجارية والاستثمارية الممكنة بين رومانيا والكويت.
• ما الذي يمكنكم ان تقولوه للمستثمرين الكويتيين بشكل خاص ومستثمري دول مجلس التعاون الخليجي بشكل عام كي تشجعوهم على الاستثمار في رومانيا؟
- ان رومانيا مهتمة بتوسيع نطاق علاقاتها التجارية مع الدول الشرق أوسطية، ومع دولة الكويت على وجه الخصوص، والواقع ان التطورات الأخيرة التي شهدها المناخ الاقتصادي والاستثماري في رومانيا هي تطورات ايجابية وتشكل اساساً سليماً وقوياً نستطيع ان نرتكز عليه لتدعيم تعاوننا.
وأود هنا ان استعرض عدداً من الحجج التأكيدية، فرومانيا تعتبر الدولة التي تتمتع بأفضل بيئة مناسبة لممارسة الأنشطة التجارية في منطقة جنوب شرقي أوروبا. وكنتيجة لذلك، فإن حجم الاستثمارات الأجنبية التي تدفقت إلى رومانيا خلال السنوات الثلاث الفائتة تجاوز 24 مليار يورو، أما الحجة التأكيدية الأخرى فهي ان السوق الرومانية يوجد بها 22 مليون مستهلك، وهي بذلك تعتبر من الأسواق التي تتطلب استثمارات كي تتمكن من مواصلة التطور والتحديث والأهم من ذلك هو ان السوق الرومانية تمنح لمن يستثمرون فيها امكانية الوصول إلى السوق الأوروبية مباشرة فأي شيء يتم انتاجه في رومانيا يدخل بلا أي رسوم جمركية إلى سوق الاتحاد الأوروبي الذي يتألف من 500 مليون نسمة.
• أبدت دولتكم مواقف نبيلة ازاء دولة الكويت خلال فترة رزوحها تحت نير الاحتلال العراقي. فما هي نظرتكم إلى الخريطة السياسية الراهنة للمنطقة بشكل عام وللعراق بشكل خاص، وذلك بعد مرور 5 أعوام على اطاحة نظام صدام حسين وتحرير تلك الدولة؟
- ان رومانيا هي دولة عادت إلى الديموقراطية في العام 1989، ومنذ ذلك الحين دأبت رومانيا على تأييد ودعم الحاجة إلى التحول الديموقراطي في جميع ارجاء العالم، بما في ذلك منطقة الشرق الأوسط، وفي اعقاب اسقاط نظام صدام حسين واجه العراق أوقاتاً عصيبة، لكنه بدأ أخيراً في دخول مرحلة اكثر أمناً واستقراراً، واذا أضفنا إلى ذلك الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني وقضية البرنامج النووي الإيراني، فباستطاعة المرء ان يلاحظ ان منطقة الشرق الأوسط تواجه تحديات كثيرة. ومع ذلك، فإننا نحتاج إلى ان نكون على وعي كامل بأن الحوار السلمي والمفاوضات والتخلي عن الانتقام هي السبل الوحيدة الكفيلة بخلق خريطة «تفاؤلية» لمنطقة الشرق الأوسط، ويجب علينا جميعاً ان نركز اهتمامنا على الكيفية التي نستطيع من خلالها ان نساعد في جلب السلام والاستقرار إلى المنطقة.
ان استقرار العراق هو عنصر جوهري بالنسبة إلى الاستقرار الاقليمي، ومن هذا المنطلق، فاننا نرى ان الجهد العسكري في العراق ليس كافيا بكل بساطة وانه يتعين على دول التحالف ودول الاتحاد الاوروبي والمؤسسات المالية العالمية ان تسهم مجتمعة في تمويل عملية تطوير المؤسسات (العراقية) ودفع عجلة النمو الاقتصادي في العراق، وفي رأينا فإن دول المنطقة لديها في الوقت ذاته الفرصة كي تسهم في جلب الاستقرار إلى العراق وذلك من خلال اقدامها على الاستثمار في مشاريع البنية التحتية العراقية.
واذا اخفقنا جميعا في انتهاز فرصة جلب الاستقرار إلى العراق فاننا سنفشل في تحسين استقرار المنطقة ككل، وبطبيعة الحال فإن الجزء الاكبر من مسؤولية تحقيق الاستقرار في العراق يقع على كاهل الحكومة العراقية.
• على الرغم من كون رومانيا دولة جميلة ومتنوعة ثقافيا، فانها لم تحظ حتى الان بنصيبها الذي تستحقه من سياح دول مجلس التعاون الخليجي عموما والسياح الكويتيين خصوصا، وكما تعلمون فإن هناك اجراءات ادارية تقف وراء ذلك، فهل هناك قرارات او اجراءات على مستوى رفيع لمعالجة ذلك الوضع؟
- اننا نعكف حاليا على دراسة اطلاق حملة تهدف إلى اجتذاب سياح عرب من دول الخليج ممن يرغبون في رؤية جانب مختلف من جوانب اوروبا، فمن الممكن جذب اعداد كبيرة من اولئك السياح من خلال الاعلان عن اسطورة دراكيولا وعن جبال كارباثيان التي تكسوها الثلوج وعن قلاع ترانسلفانيا وحتى عن ساحل البحر الاسود. ومن ناحية ثانية، فاننا نعمل حاليا في سبيل ازالة اي مشاكل بيروقراطية قد تتسبب في اعاقة السياح الخليجيين عن زيارة رومانيا، وفي هذا الخصوص فاننا اقررنا تسهيلات جديدة لاصدار التأشيرات لمواطني دول مجلس التعاون الخليجي تحديدا. ونحن نأمل ان يبادر الكويتيون إلى زيارة رومانيا التي تعد واحدة من اجمل الدول الاوروبية واكثرها تنوعا من الناحية الثقافية.
• نحن نعرف ان الهدف الرئيسي من وراء جولاتكم في المنطقة هو تقوية وتعزيز العلاقات الاقتصادية مع دولتكم، لكن الا تتفقوا مع ان ذلك الامر لا يتماشى مع حقيقة ان بيئة الاستثمار في رومانيا لا تقدم ضمانات كافية للاستثمارات الاجنبية؟
- لا اتفق مطلقا مع هذا القول، فانا واثق في قدرة رومانيا على توفير افضل الظروف الملائمة لتحقيق هوامش ربح مرتفعة.
فرومانيا تتمتع ببيئة تجارية مستقرة وتسمح بالتنبؤ، وهو الامر الذي يشكل ارضية صلبة لاقناع مجتمع الاعمال العالمي بان دولتنا تشكل شريكا موثوقا بحق. فالدراسة المسحية الاخيرة التي اجرتها مؤسسة «ايرنست آند يونغ» تحت عنوان «الجاذبية الاستثمارية في جنوب شرق اوروبا» خلال العام الحالي تشير إلى ان رومانيا هي الوجهة الاستثمارية الاكثر جاذبية على مستوى تلك المنطقة، وعلاوة على ذلك فإن دولتنا احتلت المرتبة الاولى على مستوى المنطقة بفضل استضافتها لاكبر عدد من الاستثمارات الاجنبية المباشرة، وهو العدد الذي وصل إلى نحو 150 مشروعاً خلال عامي 2006 و2007، وهكذا فانه من الواضح ان اهتمام المستثمرين الاجانب برومانيا هو اهتمام عال جدا، واود ان ادعو رجال الاعمال الطامحين إلى تأسيس مشروعات مربحة ان يأتوا إلى رومانيا كي يستفيدوا من الفرص التي تتيحها.
ان رومانيا هي دولة تنتهج نظام اقتصاد السوق وهي تعمل باسلوب يتميز بالشفافية كما ان لديها قواعد تنظيمية واضحة في مجال الاستثمار. وفي ظل هكذا مناخ، نجحنا في تحسين بيئة اعمالنا، هو الامر الذي اتضحت نتائجه في الاثار الممتازة التي نجمت عن النظام الضريبي الموحد الذي تم تطبيقه ابتداء من العام 2005، وفي الوقت ذاته فإن الانطباعات الايجابية التي ابداها شركاؤنا الاجانب ازاء رومانيا ادت إلى تحقيق استثمارات اجنبية مباشرة غير مسبوقة بلغ حجمها الاجمالي 7 مليارات يورو خلال العام 2007. وعلاوة على ذلك فإن امكانية الوصول إلى اسواق الاتحاد الاوروبي كان لها دور مباشر في ارتفاع تدفقات الاستثمارات الاجنبية المباشرة، وهو الامر الذي نجم بدوره عن ارتفاع مستوى امكانية التنبؤ وارتفاع مستوى الاستقرار التشريعي واخيرا - وليس اخرا - التقليص المستمر في تكاليف اتمام الصفقات التجارية.
وباعتبارها دولة عضو في الاتحاد الاوروبي، فإن رومانيا تطبق جميع القواعد التنظيمية الخاصة بالاتحاد في ما يتعلق بحرية حركة رؤوس الاموال. وعلاوة على ذلك فإن رومانيا تشارك مع دول الاتحاد الاوروبي الاخرى في تنفيذ اجراءات العملية المرتبطة بـ «استراتيجية لشبونة» وهي العملية ذات الصلة بتحسين بيئة الاعمال والعمل على تقليص العوائق الادارية.
• يشتكي بعض المستثمرين ورجال الأعمال العرب من ان قوانين الاستثمار الرومانية تمارس التمييز ضدهم في حين انها تمنح معاملة تفضيلية لنظرائهم غير العرب، فإلى أي مدى تتفقون مع مزاعمهم؟
- لا أقول سوى ان هذا القول ليس صحيحاً. فالقوانين في رومانيا توفر المساواة في التعامل مع جميع المستثمرين بغض النظر عن جنسياتهم، كما ان الفرص التي تقدمها دولتنا هي فرص متساوية امام الجميع.
ان تشريعاتنا المتعلقة بالاستثمار تقوم على اساس عدم التمييز وذلك اذا وضعنا في الاعتبار ان رومانيا لم تحصل على عضوية الاتحاد الأوروبي إلا بعد ان حققت شروط 4 حريات متعلقة بالتنقل الا وهي حرية تنقل الاشخاص وحرية تنقل رؤوس الاموال وحرية نقل البضائع بالاضافة إلى حرية نقل الخدمات، وهي الحريات التي تنص عليها تشريعات الاتحاد الأوروبي. وانني أدعوكم لاستكشاف رومانيا كي تركزوا اهتمامكم على دولتنا وعلى امكاناتها التجارية والاستثمارية الكامنة، وذلك بما يسهم في تقوية العلاقات الثنائية مع مجتمع التجارة الروماني. انني أدعوكم جميعا للانضمام إلى جهودنا كي نتوصل إلى تحقيق جميع اهدافنا الاقتصادية المهمة.
وانني على يقين من ان المستثمرين سيبادرون إلى انتهاز تلك الفرص وتحويلها إلى قصص نجاح. فالمسألة ليست مسألة جنسية بل هي ببساطة مسألة استكشاف صفقة جيدة واقتناصها بمجرد ان تراها سانحة، انني اعرف ان مستثمرين كباراً من هذه المنطقة قد سطروا قصص نجاح في جميع ارجاء العالم وأنا ادعوهم إلى ان يلقوا نظرة على رومانيا عن كثب.
• هل تحملون أي اخبار سارة للمستثمرين العرب بشكل عام والكويتيين بشكل خاص تشجعهم على الذهاب إلى رومانيا للاستثمار فيها؟
- لقد ذكرت آنفاً المعطيات التي تجعل من رومانيا سوقاً جاذبة للمستثمرين العرب، وأود هنا ان اضيف انه مع انضمامنا إلى الاتحاد الأوروبي، فإن رومانيا انضمت كذلك إلى اتفاقية الشراكة التجارية التي تجمع بين الاتحاد الأوروبي وبين مجلس التعاون الخليجي، ولذلك فإن المستثمرين سيجدون في دولتنا فرصا جديدة ومثمرة تحفز اهتمامهم بالاتحاد الأوروبي. والواقع ان هذا الامر ينطوي على امكانية ضمان بوابة مفتوحة باستمرار للمنتجات والخدمات الكويتية بما يسمح لها بالوصول إلى سوق محتملة تضم أكثر من 500 مليون مستهلك.
والواقع ان رومانيا تتمتع بعدد من المزايا التنافسية التي لا يمكن للمرء ان يتجاهلها عندما يعتزم ان يستثمر اموالا في الخارج. ومن بين تلك المزايا: امكانية الوصول إلى اضخم الاسواق في وسط وشرق أوروبا، وعضوية الاتحاد الأوروبي التي تسمح بالوصول إلى السوق المحلية الخاصة بالاتحاد، وموقع رومانيا الاستراتيجي عند ملتقى طرق تجارية عدة مهمة بين الاتحاد الأوروبي وآسيا ومنطقة دول البلقان، ووجود قوة عمل ماهرة على اعلى مستوى، ووجود مناخ عمل تنافسي من حيث التكاليف إذ ان الضرائب لا تتعدى 16 في المئة، بالاضافة إلى وجود الموارد اللازمة للسياحة.
وتشير احصائيات العام الماضي إلى ان حجم الاستثمارات الاجنبية في رومانيا بلغ 7.1 مليار يورو، وهو الرقم الذي يجعل من رومانيا ثاني أكبر دولة في المنطقة متلقية للاستثمارات الاجنبية بعد بولندا.
• ما موقف رومانيا ازاء الوضع الراهن في منطقة الشرق الأوسط ككل؟
- اننا نؤمن بان استمرار الحوار بين الاسرائيليين والفلسطينيين واستقرار العراق هما عنصران اساسيان في اطار بناء شرق اوسط يتمتع بالسلام والأمن. وبوسعي ان أؤكد لكم على ان رومانيا ستساند دائما جهود المجتمع الدولي الرامية إلى احلال السلام في منطقة الشرق الأوسط وذلك على أساس عملية خارطة الطريق وتهدف تنفيذ رؤية الدولتين اللتين تتعايشان جنبا إلى جنب في سلام وأمن. ولذلك فإن انخراط الولايات المتحدة بصفتها راعية لعملية السلام هو أمر بالغ الاهمية مثلما انه من المهم ان يواصل الاتحاد الأوروبي دعمه لعملية انابوليس.
وفي ما يخص أوروبا، فإن دعمها ينبغي ان يقوم على اساس الاولويات المنصوص عليها في وثيقة استراتيجية عمل الاتحاد الأوروبي خلال مرحلة ما بعد عملية انابوليس، وذلك بهدف اقامة مؤسسات فلسطينية، بما يؤدي في نهاية المطاف إلى اقامة دولة فلسطينية قابلة للاستمرار. وفي هذا الخصوص، فإنه تجدر الاشارة إلى استمرار التزام الاتحاد الأوروبي ازاء تحسين الاوضاع الاجتماعية والانسانية للسكان الفلسطينيين في قطاع غزة.
• لعبت رومانيا دورا نشطا خلال المراحل الاولى من عملية السلام بين العرب واسرائيل في السبعينات لكن ذلك الدور بدا وكأنه قد تلاشى تماما خلال السنوات الاخيرة على الرغم من ان دولتكم تقيم علاقات جيدة مع الجانبين فما تفسيركم لذلك؟
- الامر الذي ينبغي ان يوضع في الاعتبار دائما هو ان رومانيا تنظر بكثير من الرعاية والاهتمام إلى منطقة الشرق الاوسط، وفي هذا الاطار فإنها تولي اهتماما خاصا بعملية السلام بين العرب والاسرائيليين، والسبب الذي يدفعنا الى القيام بذلك هو اننا ندرك ان لدينا اصدقاء جيدين في المنطقة بينما تدرك شعوب المنطقة انه بوسعها ان تعتمد على نهج رومانيا الذي يتميز بالانفتاحية والشفافية والنوايا الحسنة.
ومن المعلوم ان رومانيا قد حافظت خلال الحقبة الشيوعية على علاقات ممتازة مع الدول العربية ومع اسرائيل في الوقت ذاته، ولقد كان ذلك الامر من خصائص السياسة الخارجية الرومانية، وهو الامر الذي سمح لدولتنا بان يكون لها دور خاص في المساعي السلمية المبكرة بين العرب والاسرائيليين، ولقد تعزز ارتباط رومانيا بالشرق الاوسط من خلال التبادلات الاقتصادية والثقافية، حيث ان الاف من الطلاب العرب درسوا في رومانيا واسسوا لانفسهم عائلات مختلطة هناك.
وفي اعقاب ثورة العام 1989 في رومانيا، حصلت تغييرات شاملة في المشهد السياسي، إلا ان جوهر نهجنا ازاء منطقة الشرق الاوسط استمر على حاله، وصحيح ان رومانيا قد ركزت جهودها على السعي إلى الاندماج في المؤسسات الاورو - اطلسية، لكنها احتفظت في الوقت ذاته باهتمامها بمجريات الاحداث في العالم العربي، لكن رومانيا لم تستأنف انخراطها الكامل في المسار العربي - الاسرائيلي إلا بعد انضمامها الى عضوية حلف الناتو والاتحاد الاوروبي، وهي العضوية التي عززت مكانة رومانيا دوليا ومنحتها مزيدا من القدرة على ان تسهم في عملية السلام في شتى ارجاء العالم.
• هل تعتقدون ان العراق الحالي يشكل خطرا على امن المنطقة؟
- استطيع ان اقول ان العراق قد يشكل تهديدا لأمن المنطقة اذا اخفق في ضمان الامن لجميع مواطنيه، فانعدام الاستقرار والامن داخليا في العراق قد تمتد اثاره الى الدول المجاورة ولهذا فإننا نشارك حاليا في برامج متنوعة تهدف إلى اعادة بناء القدرات والتدريب في مجالات الادارة العامة وحقوق الانسان وسيادة القانون، وتلك البرامج هي جزء من انخراط الاتحاد الاوروبي في العراق، وباعتبارها عضوا جديدا في الاتحاد الاوروبي فإن رومانيا تساند مساعي الاتحاد الاوروبي في ما يتعلق باحلال الاستقرار في العراق وتعزيز سيادته وسلامة اراضيه والعمل على تشجيع مصالحته الوطنية، وعلاوة على ذلك، فإن رومانيا موجودة في العراق بناء على طلب الحكومة العراقية، وهو الوجود المتمثل في فرقة عسكرية رومانية تشكل جزءا من القوة المتعددة الجنسيات العاملة في العراق، وهي القوة التي تهدف جهودها إلى الاسهام في ضمان الامن والاستقرار لكن السلطات العراقية مدعوة في نهاية المطاف إلى ان تضطلع بالمسؤوليات الكاملة في ما يتعلق بضمان امن دولتها.
• في رأيكم، كيف يمكن تحقيق الاستقرار للعراق وللمنطقة ككل؟
- كما قلت آنفا، فإن العراق يحتاج الى مؤسسات متماسكة والى سيادة القانون والى الامن للدولة وللمواطنين، إلا ان امن العراق مرتبط، بأمن منطقة الشرق الاوسط ككل، ولذلك فإن العراق يحتاج ايضا إلى الدعم والمساندة من جانب المجتمع الدولي بما في ذلك الدول المجاورة للعراق، وانا اعتقد ان اجتماع الدول المجاورة للعراق الذي استضافته الكويت بتاريخ 22 ابريل الماضي كان بمثابة دليل قوي في ذلك الخصوص، وعلاوة على ذلك فإن التكاتف الدولي يمكن ان يأتي في شكل مبادرات متنوعة على غرار مبادرة التضامن مع العراق، وبتاريخ 29 مايو ستستضيف مدينة استوكهولم اول مؤتمر مراجعة سنوي لتلك المبادرة، وهو المؤتمر الذي سيقوم المجتمع الدولي خلاله بتقييم افضل السبل للاسهام في تنمية وتطوير العراق سياسيا واقتصاديا واجتماعيا، وبالنسبة الى رومانيا، فإننا نعتزم ان نشارك بما يتوافق مع امكاناتنا في عملية اعادة اعمار العراق على مستويات عدة بما في ذلك المستويات السياسية والعسكرية والاقتصادية.
بوش: رومانيا
«زعيمة أوروبا الجديدة»
الرئيس باسيسكو من مواليد 24 نوفمبر 1951 في مدينة سارابي الرومانية وتخرج من معهد النقل البحري وعمل قبطان لفترات طويلة على سفن الاسطول التجاري الروماني، ثم محافظا للعاصمة بوخارست فوزير للنقل ثم تولي منصب الرئيس خلفا للرئيس اليسكو بعد انتخابات مثيرة وساخنة.
ووصف الرئيس الاميركي جورج بوش في مؤتمر صحافي عالمي على هامش اجتماعات مؤتمر (الناتو) بلاده رومانيا بانها زعيمة «اوروبا الجديدة» وهو مصطلح استعمله وزير الدفاع الاميركي رامسفيلد في وصفه للدول الاوروبية التي تقع شرق القارة البيضاء والتي ساندت اميركا في حربها على المقبور صدام حسين بعدما وقفت كل من فرنسا والمانيا ضد رغبات اميركا في شن هذه الحرب على العراق العام 2003
متفرقات
• حرص الرئيس الروماني على مصافحة فريق العمل من تلفزيون الراي فردا فردا بحميمية وابتسامة عريضة، متمنيا رؤيتهم في عاصمة بلاده بوخارست وخص المصور الذي كان يعمل على الكاميرا التي تعاملت معه اثناء اللقاء .
• اطمان الرئيس باسيسكو على عملية الترجمة، وارتاح كثيرا عندما علم بان الاسئلة ستوجه له بالعربي وتقوم المترجمة الخاصة بالرئاسة الرومانية ديانا بالترجمة الى الرومانية والعكس، وديانا تشغل رئيسة القسم العربي في الاذاعة الرومانية الذي بداء بثه قبل اربعين عاما (1968)
• انبهر الرئيس الروماني من حجم الاستعداد لقناة الراي لعمل اللقاء معه وقال (waw) عندما دخل الصالة التي اعدت لعمل اللقاء في قصر بيان .
• لفت انتباه الرئيس باسيسكو ان الزميلة المذيعة في تلفزيون الراي مريم واصلت التحدث رغم انتهاء الاسئلة فاجابته المترجمة الخاصة به بانها تتحدث الى مشاهدي القناة عن اختتام الحوار معه .
• اول من سمحوا لهم في الدخول الى قصر بيان الزميلة المذيعة مريم ورئيس قسم التصوير في جريدة الراى موسى عياش ومصطفي جمعة، وجرت اتصالات مكثفة للسماح لباقي فريق عمل تلفزيون الراي للدخول في مكان استضافة الرئيس الروماني
• بذل السفير الروماني في الكويت كونستناتين نستور والقنصل العام مارشا جهدا كبيرا من اجل تسهيل مهمة اجراء حوار جريدة الراي ومقابلة تلفزيون الراي مع رئيس بلاده .
«الخضرة»... والقبطان
اشد مالفت انتباه الرئيس الروماني عند زيارته للكويت «الخضرة» التي شاهدها في كل مكان وقع عليه بصره، وقال شتان ما بين الكويت قبل 30 سنة و الكويت الان، واوضح بانه جاء الى الكويت منذ سنوات طويلة مضت عندما كان يعمل قبطان لاحدى السفن التجارية وكانت صحراء جرداء لاخضرة فيها ولا هواء، اما الان فالوضع مختلف تماما انها في خضرتها اقرب الى البستان .
الاولى
قال المتحدث الرسمى باسم الرئاسة الرومانية فالريو توركان لـ «الراي» بان اختيار الرئيس باسيسكو للالتقاء بجريدة وقناة الراي التلفزيونية رغم ضيق الحيز الزمني لزيارته للكويت التي استمرت 8 ساعات كانت تحية من فخامته للقائمين عليهما، الذين اعطوا لرومانيا اهتماما اعلاميا وزخما كبيرا في الاوساط العربية .
واضاف توركان بان الرئيس كان ممتن جدا للتغطية التي قامت بها جريدة الراي لوقائع اجتماع حلف شمال الاطلسي ( الناتو) والذي استضافته العاصمة بوخارست من 2 الى 4 ابريل الماضي، كما قدر فخامته سلسلة الحلقات التي نشرتها جريدة الراي عن رومانيا في ايام 14 و15 و16 نوفمبر من العام الماضي اي قبل ايام قليلة من زيارته التي كانت مقررة في هذا الشهر المذكور وتأجلت في اخر لحظة .
ونوه توركان بان الرئيس كان مهتم جدا لمعرفة مكانة الجريدة وطلب منا اعداد تقرير عنها وبالبحث والسؤال، تاكدنا انها جريدة الكويت الاولي وصاحبة مكانة متميزة علي كافة الصحف العربية نظرا لاهتمامها الواسع بالشأنين المحلي والعربي، وانفرادتها بالعديد من الاخبار التي كانت حديث الراي العام العالمي ومنها الافراج عن المخطوفين الايطاليين في العراق، والتاكيد على بقائهما على قيد الحياة، وايضا المتابعة المستمرة لاخبار المخطوفين الرومان الثلاثة في العراق ايضا .
الاقتصاد الروماني بين التفاؤل والتشاؤم في ندوة «التاسعة»
نظمت صحيفة الساعة التاسعة (Nine Ocloc) الرومانية الناطقة بالانكليزية ندوة حول النظام المصرفي في رومانيا وتداعيات الازمة المالية العالمية على الاقتصاد الروماني يومي 27 و28 فبراير الماضي ، حضرها وزير الاقتصاد الروماني فاروجان فوسكانيان ومحافظ البنك المركزي الروماني موكور ايساريسكو وعدد من ممثلي المصارف الرومانية وقد جرى الحديث فيها عن الاقتصاد الروماني وأهم المشاكل التي يعاني منها وخاصة مشكلة التضخم.
وأكد فوسكانيان انه سيقترح على الحكومة خفض العجز في الميزانية العامة لعام 2008 بحوالي 2 في المئة من الناتج المحلي الاجمالي أي اقل من نسبة 2.7 في المئة التي حددت سابقاً ( تجدر الاشارة الى ان المفوضية الاوربية تتوقع ان يتخطى العجز في رومانيا الحد الاعلى المحدد وهو 3 في المئة).
كما اعرب عن نيته اقتراح برنامج على الحكومة خاص بتقليص النفقات العامة بمليار ومائة مليون يورو في شهر مارس الماضي عندما ستجري تعديلات على الميزانية العامة.
اما محافظ البنك المركزي موكور ايساريسكو فقد اشار الى انه يمكن خفض التضخم من خلال تبني سياسة نقدية مقيدة تفترض فوائد أعلى وتكاليف اكبر فيما يخص منح القروض واشار الى ان المشكلة الكبرى التي تواجهها البلاد هي العجز في الحساب الجاري والذي يمكن معالجته من خلال اعتماد سياسات ضريبية اكثر تماسكاً وليس من خلال تقليص قيمة العملة المحلية.
كما اشار محافظ البنك ايساريسكو الى انه يتوقع ان يصل النمو الاقتصادي في رومانيا ما بين 5،5 في المئة و 6 في المئة في عام 2008، مضيفاً ( اذا جرت الامور بخير خلال هذا العام بالنسبة لقطاع الزراعة فاننا نتوقع ان يصل النمو الاقتصادي الى 6 في المئة. اشارت منظمة الامم المتحدة في دراسة لها حول التنبؤات المستقبلية بشان النمو الاقتصادي في العالم ان رومانيا ستحقق نسبة نمو تصل الى 5،5 في المئة خلال عام 2008، اما بالنسبة للتضخم من المتوقع ان يصل الى 5،8 في المئة خلال عام 2008
وكان صندوق النقد الدولي اكد على لسان مندوبه المسؤول عن رومانيا وبلغاريا ألبيرت ييكر بان ستشهد رومانيا في عام 2008 بُطئا في نموها الاقتصادي قد يبلغ 5.5 في المئة ونسبة تضخم تصل إلى 6.5 في المئة . وقال في مؤتمر صحافي عقده في بخارست بأن عوائد الميزانية التي تتوقعها الحكومة الرومانية لهذا العام متفائلة أكثر مما يجب، وأن السياق الانتخابي قد يجعل العجز في الميزانية يتجاوز المستوى المحدد له سابقا. وبالمقابل، بدى الخبراء في المجال المصرفي متفائلين تجاه النمو الاقتصادي في رومانيا. ويشير تقرير لبنك التنمية الروماني وهو من مجموعة سوسيتيه جنرال، خاص بالآفاق الاقتصادية في رومانيا عام 2008 إلى أن بوخارست ستسجل نموا اقتصاديا قد يتعدى نسبة 6 في المئة، لتصل أسعار الصرف في نهاية السنة إلى 3 و4 ليو لليورو الواحد، بينما سيبلغ التضخم 7 في المئة . والتخمينات الأكثر تشاؤما لبنك التنمية الروماني يتعلق بالعجز في الحساب الجاري الذي قد يصل في نهاية سنة 2008 إلى حوالي 15 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي .
الغيثي: الرئيس باسيسكو
من أكثر الزعماء الاوروبيين قرباً للعرب والمسلمين
اعتبر رئيس مؤســـــســـــة طــــيبة الاسلامية العالمية د. ابوالعلا الغيثي بان الرئيس باسيسكو من اكثر الزعماء الاوربين قرب للعرب والمسلمين حيث قدم لهم تسهيلات كبيرة، وتفهم موقف الدين الاسلامي الحنيف في معظم القضايا الانسانية، وشاركهم في العديد من الناسبات الدينية الاسلامية، واستذكر د. الغيثي مو قف الرئيس باسيسكو من الرسوم التي نُشرت في صحيفة دنماركية والتي اساءات الى شخص الرسول الكريم سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم) حيث قال بالحرف الواحد في مقابلة اجرتها معه قناة الجزيرة القطرية في ذروة الحدث نفسه: إنني لن أركز إجابتي على الكارتون أو الرسومات الدنماركية فأنا أستطيع أن أقول لكم إنه في رومانيا ليس هناك أي صحيفة أو أي تلفزيون يقدم هذا النوع من الرسومات وفي مجال المبادئ من الواضح أنه نحن كأوروبيين ندعم بشكل كبير حرية الصحافة وحرية التعبير ولكن أن الرومانيين يعتقدون أنه لا ينبغي لأي شخص أن يسيء إلى قيم الآخرين باسم الحرية وهذا يعني أن الحرية ينبغي أن تكون مقيدة أو محدودة بحدود عدم الإهانة وعدم احترام قيم الآخرين واضاف الرئيس باسيسكو إن الرومانيين لا يدعمون الفكرة التي تقول إن قيم المسلمين على سبيل المثال إذا ما تحدثنا عن الرسول محمد (صلى الله عليه وسلم) يمكن أن تعرض على شكل رسومات ساخرة وأن يمكن أن يساء إلى قيم المسلمين عن طريقها إننا نثق إلى حد كبير بأن حرياتنا ينبغي ألا تؤثر على قيم المسلمين .
وقال الرئيس باسيسكو سأقدم لكم مثالا على لماذا إننا نحن كرومانيين نفهم بسهولة أكبر من غيرنا القيم الإسلامية ذلك أن لدينا عدد كبير من المسلمين منذ مئة سنة أن رومانيا كانت في حرب مع الإمبراطورية التركية لخمسمائة سنة وأن ما يحترمه الرومانيون مثلا في الجيش التركي أن هذا الجيش لم يدمر إطلاقا أي كنيسة مسيحية فخمسمائة سنة من وجودهم في رومانيا لقد بدؤوا مجتمعا وأنشؤوا مجتمعا كبيرا هناك وأننا نحترم قيمهم ولهذا السبب فإننا نفهم جيدا ما يحصل الآن في العالم الإسلامي عندما تعرضت قيمه الإسلامية إلى رسومات ساخرة
وشدد الرئيس باسيسكو قائلا ليس لدينا الحق أن نعرض رسوم ساخرة ضد قيم المسلمين وعالم الإسلام فقط لأننا ندعي بأن لدينا حرية التعبير أن حرياتنا لا ينبغي أن تؤثر على معتقدات عالم يبلغ عدد سكانه واحد فاصل أربعة مليار نسمة لأنه في هذه الرسوم لم يكن هناك صورة رجل رئيس دولة وليس شخص عادي هذه الرسوم الساخرة كانت تحمل صورة مهمة جدا للعالم وقيّمة جدا للعالم الإسلامي إننا لا نؤيد الفكرة التي مفادها أن حرياتنا بإمكانها أن تؤثر على قيمكم وفي الوقت ذاته أعتقد أن هذه فرصة مناسبة لي بوصفي رئيسا لدولة أوروبية لأقول بان علينا أن نوقف أعمال العنف وعلينا أن نلجأ إلى الكلام والحوار وأن نفهم بعضنا الآخر إننا عالمان المسيحي والإسلامي وعلينا أن نتحدث آن الأوان لأن نتحدث. واكد الرئيس باسيسكو إن القانون الرئيسي الذي يمكن أن يحمى الدين هو الاحترام المتبادل بين الأديان بإمكاننا أن نصدر قوانين ولكن أهم شيء ينبغي علينا أن نفعله في القانون لنفترض أن هناك تعليمات تصدرها الأمم المتحدة لتكون حل لهذه القضية ولكن أنا أعتبر أن القانوني الرئيسي الذي ينبغي تأسيسه هو قانون النوايا الحسنة بين المسيحيين والمسلمين لأننا نعيش في عالم واحد وعلينا أن نتعايش سوية وعلينا أن نتحقق الرخاء سوية علينا أن نتبادل الاحترام وهذا هو العنصر الأساسي في رأيي الذي يفوق وهو أكثر أهمية من أي قانون وأي تعليمات علينا أن نفهم مبادئ بعضنا..
باسيسكو مع مذيعة «الراي» مريم والمخرج ياسر عز العرب ومهندس الصوت خضر ومصطفى جمعة
الرئيس الروماني في كلمته لافتتاح مؤتمر الناتو في بوخارست